دوار الحركة: الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

جميعنا يعرف الدوار, ولا يوجد بيننا من لم يعانى منه يوما ما لسبب أو لآخر, ولكن دوار الحركة تحديدا من أكثر أنواع الدوار إزعاجا لصاحبه, لأنه مرتبط بالحركة بشكل ما, كإستقلال وسيلة مواصلات أو الذهاب إلى مدينة الألعاب أو ركوب الخيل, وبالتالى فهو يمنع صاحبه من ممارسة بعض الأنشطة أو يمنعه من الإستمتاع بها, فبالتالى يشعر بأنه مقيد بشكل ما ويرغب فى حل أو طريقة لعلاج تلك الحالة ليستطيع ممارسة أنشطة حياته بحرية والإستمتاع بها.

نتعرف هنا فى دكتور كشكول على دوار الحركه, معناه وأسبابه وطرق الغلب عليه, فلنقرأ معا.

ما هو دوار الحركة؟

دوار الحركة هو حالة من عدم الإتزان, يصحبها شعور بالغثيان والقىء وفقدان الطاقة, تحدث عند تعرض الشخص لطريقة تحرك جسمه رغم عدم حركته هو نفسه, كركوب السيارة أو الطائرة أو السفينة, أو ركوب ألعاب مدينة الألعاب.

وأكثر المعرضين لدوار الحركه هم الأطفال والنساء, وتختفى الحالة عند بعض الأطفال عندما يكبرون أو تقل, بينما تظل ملازمة للبعض الآخر مدى الحياة.

سبب دوار الحركة

دوار الحركه هو ببساطة حالة تنتج عن إختلاف الإشارات الواصلة إلى الدماغ من العينين والأذنين عن تلك الواصلة إليه من بقية الجسم.

أى أنه من الممكن أن تصور العينان والأذنان للمخ حالة الثبات بينما يرسل الجسم إشارات تفيد أنه يتحرك, أو العكس.

ويفسر المخ هذا التضارب والتناقض بين إشارات الجسم بأنه راجع إلى حالة من التسمم , فيتخذ ردة فعل طرد السم , وهى الغثيان والقىء.

وينتج دوار الحركه عند أصحابه لأسباب متعددة كركوب السيارات, أو الطائرات, أو السفن وهو ما يعرف بدوار البحر, أو ركوب الخيل.

ويمكن لنفس الشخص أن يصاب بدوار الحركه لسبب معين دون غيره, كأن يصاب به مثلا فى السيارة ولا يصيبه فى الطائرة ولا السفينة, أو أن يصيبه فى السفن دون غيرها من وسائل المواصلات, وهناك البعض يصابون به فى جميع وسائل الحركة بلا إستثناء.

هل دوار الحركة حالة مرضية؟

واقع الأمر أن دوار الحركه برغم ما يسببه من إزعاج للمصابين به, إلا أنه لا يعتبر حالة مرضية, ولا يتعدى كونه مجرد طبيعة شخصية لدى صاحبه, ولا يوجد تقريبا من لم يمر به فى مرحلة معينة من حياته أو لدى تجربة معينة قد مر بها, وفى أغلب الأحيان يكون صفة وراثية لدى عائلات معينة.

أكثر الفئات عرضة لحدوث دوار الحركة

  • الأطفال.
  • النساء أكثر عرضة له من الرجال.
  • الحوامل.
  • النساء فى فترة الحيض.

العوامل المحفزة لحدوث دوار الحركة

  • الجلوس فى المقاعد الخلفية للسيارات بحيث لا يتمكن الراكب من رؤية الطريق.
  • تناول طعام دسم أو حريف أو بكميات كبيرة قبل السفر.
  • القراءة أثناء السفر.
  • السفر بوسيلة مواصلات رديئة التهوية.
  • وجود الجسم فى وضعية معاكسة لإتجاه سير وسيلة السفر (معكوسا) ولهذا تقوم شركات السكك الحديدية بتدوير مقاعد القطارات دائما لتتوافق مع اتجاه سير القطار.

طرق التغلب على دوار الحركة

قد تكون أعراض دوار الحركة ليست راجعة لمجرد دوار حركة, وإنما ناتجة عن مشكلة فى الأذن الوسطى أو الداخلية لدى المريض, وبالتالى ينصح دكتور كشكول من يواجه دوار الحركه أن يراجع طبيب الأنف والأذن والحنجرة للتأكد من كون الحالة مجرد دوار حركة, وبخاصة إذا كان غير معتاد على الإصابة بدوار الحركه بطبيعته.

كما قد تؤدى بعض الحالات الطارئة للإصابة بدوار الحركه كإنخفاض سكر الدم أو ضغط الدم, وبخاصة أيضا إذا ظهر دوار الحركه على شخص غير معتاد على حدوثه.

وربما تتعجبون إذا علمتم أن الطريقة المثلى للتغلب على دوار الحركه بل ومنع حدوثه, هى ببساطة, التعود على مسببه.

بمعنى أن يقوم الشخص بالتعرض للوسيلة التى تسبب له دوار الحركه بشكل يومى ولفترة لا تقل عن نصف ساعة, سيجد بعد حوالى أسبوعين أن الأعراض قلت جدا, وسيجد بعد فترة أطول أنها اختفت تماما.

وهذا مطبق بالفعل فى بعض أكاديميات تعليم الطيران أو قيادة السفن, أو لدى بعض قطاعات الجيش, فكثرة التعرض للمسبب تؤقلم الدماغ عليه فلا تنفعل به ولا تتفاعل معه.

ولكن بما أن هذه الطريقة بالطبع ليست الطريقة المثلى لجميع الناس, فيجب أن نخبرك عزيزى القارىء بأنه توجد بعض الوسائل التى يمكن للمصاب بدوار الحركة اتباعها لتقليل أعراض الدوار وتجنبها, ومنها على سبيل المثال:

  • الركوب فى المقعد الأمامى من السيارة, أو كابينة قريبة من بطن السفينة, أو مقعد على جناح الطائرة.
  • ثبت نظرك دائما على الطريق أمامك, أو انظر للأفق إن كنت فى البحر.
  • لا تحاول القراءة عند ركوبك للوسيلة التى تسبب لك الدوار.
  • مضغ العلكة, أو تناول رشفات من الماء المثلج, أو مص قطع الثلج قد يفيد فى تقليل أعراض الدوار بشكل كبير.
  • لا تسافر بعد وجبة دسمة أو حريفة, واجعل طعامك خفيفا ولا تسافر ببطن ممتلئة تماما.
  • تجنب روائح الأطعمة النفاذة أثناء السفر.
  • إحرص على السفر بوسيلة مواصلات جيدة التهوية.
  • لا تجلس فى المقعد بوضعية معاكسة أو مجانبة لإتجاه سير وسيلة السفر.
  • لا تتجه ببصرك للأسفل أثناء سير المركبة أو وسيلة السفر.
  • يمكنة إستشارة الطبيب عن الأدوية المضادة لدوار الحركة التى يمكنك الإستعانة بها وكيفية تناولها.

دوار الحركة كما ذكرنا سابقا ليس حالة مرضية, وليست له أية مضاعفات , فيما عدا أنه يمكن أن يتسبب للمصاب به فى الجفاف نتيجة استمرار القىء, وبخاصة إذا كان السفر لمدة طويلة, وكان القىء شديدا بشكل يعوق المصاب به عن شرب السوائل, وفى هذه الحالة فلا بديل عن تناول دواء مضاد للقىء لإيقاف الأعراض, ويفضل أن يتم ذلك عن طريق الحقن, وأن يكون قبل السفر بنصف ساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى