دعامة الرقبة وطريقة استخدامها .. تعرف علي كل ما يهمك
هل تعرضت مؤخرًا لألم في رقبتك وطلب منك الطبيب ارتداء دعامة الرقبة؟ هل تجهل كيفية التعامل مع هذه الدعامة وتبحث عن الطريقة الصحيحة لاستخدامها؟ هل دومًا تلك الدعامة مفيدة؟ كيف ترتديها أو تخلعها بأمان؟ كل هذا وأكثر ستعرفه في هذا المقال.
ما هي دعامة الرقبة؟
الرقبة الطبية أو الطوق العنقي (cervical collar) هو أداة تستخدم كداعم للرقبة والعمود الفقري بمنطقة العنق في حالات الكسور أو العمليات الجراحية أو حتى تسكين آلام الرقبة المتوسطة، ويعتمد مبدأ استخدام دعامة الرقبة على إراحة العضلات العنقية وتقليل حركة الدماغ لدرجة معينة.
يوجد أكثر من نوع لدعامات الرقبة لكن أشهرها في المجال الطبي نوعان، ويختلف تفضيل كل نوع عن الآخر وفقًا للخطة العلاجية المناسبة لحالتك ودرجة الإصابة وشدتها.
أنواع دعامة الرقبة
يوجد نوعان من دعامات الرقبة وفقًا للمادة المصنوعة منها واستخدام كلًا منهما، وهما:
- دعامة الرقبة الناعمة (soft collar)
هي دعامة يتم تصنيعها من مواد لينة كالمطاط والبولي ايثيلين (Polyethylene)، ولذلك فاستخدامها محصور في تقليل بعض آلام الرقبة المتوسطة والخفيفة، وتقليص حركة الرقبة والدماغ للأمام والخلف والجوانب بشكل ضئيل.
- دعامة الرقبة الصلبة (hard collar)
هي دعامة مصنوعة من غلاف بلاستيكي على لب من الفينيل (vinyl)، وتستخدم في حالات الإصابة الحرجة كانكسار الفقرات العنقية و بعد العمليات الجراحية، وتمنع أغلب حركات الدماغ كالدوران والالتفاف للجانب والانحناء للخلف والأمام؛ وذلك لمساعدة أنسجة الرقبة على الالتئام، ولا يتم ذلك إلا بارتدائها بشكل صحيح.
كيفية ارتداء طوق الرقبة
سيعطيك الطبيب تعليمات هامة مناسبة لحالتك خصيصًا، لكن حرصًا منا على سلامتك، سنتناول خطوات ارتداء وخلع طوق الرقبة بالتفصيل، وسنقسمها إلى أكثر وضعين شائعين، وهما:
- أثناء النوم على الظهر
- قبل أي شيء استدعي أحد أقاربك ليساعدك في كل خطوة.
- مرر الجزء الخلفي من طوق الرقبة بهدوء مع الحفاظ على وضعية الثبات قدر الإمكان، وتأكد أنها في منتصف الرقبة.
- حرك الجزء الأمامي منه لأعلى، أي فوق مستوى صدرك وتحت الذقن.
- وجّه جانبي الجزء الأمامي لبعضهما فوق مستوى الكتفين، واحرص على التفافهما حول الرقبة.
- اربط الجزء الخلفي بالأمامي عن طريق شرائط الفلكيرو (velcro straps) الموصولة بينهما.
- أثناء وضعية الجلوس
- ضع الجزء الخلفي من الطوق العنقي خلف رقبتك.
- اربط الأشرطة الخلفية بالجزء الأمامي ولا تحكم الإغلاق؛ لنضمن استقرار الذقن على الدعامة بشكل مريح.
- ثبت الجزء الأمامي بطريقة آمنة ثم حاول إغلاق الأشرطة ببطء حتى تصل للوضعية الطبيعية.
- أخيرًا انتبه، فالوضع الطبيعي لدعامة الرقبة يسمح بحركة محدودة لك ولا يمنعها تمامًا؛ لأن تعطيل حركة الرقبة تمامًا لفترة طويلة يؤدي لتصلب العضلات.
أما عن خلع الدعامة فيتم بنفس ترتيب الخطوات السابقة، لكن بشكل عكسي في الوضعين السابقين، وأهم ما تفعله خلال الخلع هو الحفاظ على رقبتك في وضع مستقيم، وتثبيت جسمك قدر المستطاع، ويمكنك استدعاء شخص ما لمساعدتك.
فوائد دعامة الرقبة
دعامة الرقبة تقلل من قدرتك على تحريك رقبتك ورأسك على وجه العموم؛ بالتالي تقل حركة عظام الرقبة فينتج عنه تعزيز وسرعة عملية الشفاء، بالإضافة إلى أن الدعامة تخفف الثقل الناتج عن وزن الدماغ على الرقبة؛ وهو ما يعطي فرصة للأنسجة والعضلات أن تتم شفائها بشكل كامل.
كل تلك الفوائد جعلتها تستخدم في الحالات الآتية:
- إصابات الرقبة المختلفة الناتجة عن حوادث السيارات أو السقوط من المرتفعات، أو حتى آلام الرقبة المتوسطة غير الناتجة عن إصابة بالمرة.
- جراحات الرقبة؛ حيث إن دعامة العنق تمنع حركات الرقبة المختلفة، كالالتفاف، والحركة من جانب إلى آخر، أو من الأمام للخلف.
- انضغاط الأعصاب؛ حيث أنها تخفف ثقل الدماغ على الأعصاب في منطقة العنق.
- انحلال فقرات العنق؛ إذ أثبت حزام الرقبة جدارته في تخفيف الألم الناتج عن هذه الإصابة.
أضرار طوق الرقبة
يتعلق ضرر دعامة العنق عادًة بمدة ارتدائها، وهو ما ينتج عنه أغلب المضاعفات؛ فيعتقد الأطباء أن زيادة المدة عن 10 أيام يزيد من احتمالية ضعف العضلات وتلفها؛ لذلك لا يحبذ ارتدائها إلا إذا اقتضت الحاجة، ومن مشاكلها:
- تصلب العضلات وضعفها؛ لتوقفها عن ممارسة وظيفتها.
- الضغط الزائد على الدماغ والوريد الوداجي الذي يمر بجانبي الرقبة.
- تشقق الجلد المحيط بالرقبة بسبب الرطوبة والضغط تحت الدعامة.
- صعوبة الرؤية خلال المشي؛ بسبب حركة الرقبة المحدودة.
- مشكلات في ابتلاع الطعام.
الجدير بالذكر أنه: لا توجد مضاعفات خطيرة تتعلق بدعامة الرقبة على المدى البعيد، بدليل أن بعض الحالات تقتضي خطة علاجها ارتداء طوق العنق لشهور؛ لذلك اتبع تعليمات طبيبك بحذر لتمارس أنشطتك اليومية المعتادة كالجلوس والنوم دون أي مضاعفات.
طريقة النوم بدعامة الرقبة
عليك التعامل بحرص شديد مع دعامة الرقبة بالأخص عند إزالتها قبل النوم، لأن حركة رقبتك في أي اتجاه دون ارتدائها يعرض عضلات رقبتك لضغط شديد، لذلك افعل الآتي:
- قبل أن تنام تأكد أن السرير يعطيك الراحة الكافية؛ حيث إن المرونة أو الصلابة الشديدة للسرير تؤثر سلبًا على رقبتك.
- حافظ على رقبتك في وضع طبيعي ومستقيم مع باقي الجسم؛ فلا تنحني للأمام أو الخلف.
- لا تنم على أحد جانبيك، بل استلقي على ظهرك في وضع مستقيم.
- ضع وسادة خفيفة تحت رقبتك ولا تستعمل الكثير من الوسائد؛ لأن كثرتها يسبب الضغط الزائد على الرقبة.
- قم بفك الدعامة من الأمام بمساعدة أحد أقاربك ثم دعه يسحبها ببطء من تحت رقبتك.
- حاول تجنب حركات الرقبة غير الضرورية خلال نومك، وانعم بنومٍ هادئ.
ملحوظة، هناك بعض المرضى يعانون من صعوبة في الجلوس بعد الاستيقاظ من النوم؛ لذلك ننصحك أن تستدير بهدوء على أحد جانبيك، ثم أنزل ساقيك ببطء إلى جانب السرير، ثم ادفع نفسك للأعلى بأحد ذراعيك، واحذر محاولة القيام بشكل مستقيم فذلك يعرض رقبتك للضغط الشديد.
الاستحمام بدعامة الرقبة
الجلوس في الماء للاستحمام عادًة أسهل بكثير من الوقوف تحت مضخٍ للماء كالدُش مثلًا؛ لأن الوقوف أثناء الاستحمام قد تحتاج معه لثني رقبتك وهذا غير مسموح بتاتًا، ولكن قد يسمح لك الطبيب بالوقوف في حالة وجود فوهة دُش يدوية يمكنك توجيهها بسهولة.
كما أن البلل لن يؤثر على دعامة الرقبة كثيرًا؛ فيمكنك الاستحمام بها أو تغليفها لتجنب البلل، لكن خلعها يعرضك لخطر انثناء الرقبة؛ فاحرص على ارتدائها قدر المستطاع.
متى تتوقف عن ارتداء دعامة الرقبة؟
عادًة لا تتجاوز مدة ارتداء دعامة الرقبة 12 أسبوع؛ لنترك لعضلات الرقبة والعظام الوقت الكافي للتحسن، وبعدها ستعرض صور الأشعة على الطبيب لتقييم حالتك، إذا أتمت الأنسجة شفائها سيعطيك الطبيب بعض التعليمات لاتباعها حتى اكتمال الشفاء، ومنها:
- تقليل استخدامك لطوق الرقبة بشكل تدريجي مستمر حتى تخلعها تمامًا وتعتاد على غيابها؛ لأن خلعها مباشرةً يؤدي للإجهاد المفاجئ للعضلات بعد فترة الراحة الطويلة.
- السيطرة على أنشطتك وتجنب حمل الأوزان الثقيلة والأعمال الشاقة.
- حاول الجلوس في وضعية مستقيمة قدر المستطاع أغلب الوقت.
- ابدأ بالسماح لرقبتك ببعض الحركات الخفيفة، وابتعد تمامًا عن الجهد الزائد والحركات المتكررة في البداية.
- بعدها سيبدأ تصلب العضلات وثقل حركاتها في الانحدار حتى الحرية التامة في تحريك رقبتك كما تشاء.
بماذا ينصحك دكتور كشكول لتتخلص من تصلب الرقبة؟
ليس شرطًا أن ينتج تصلب الرقبة عن ارتداء الطوق العنقي لفترة طويلة، ولكن تختلف أسبابه وتتراكم لينتج عنها الألم الذي تشعر به، وغالبية تلك الأسباب تتلخص في طريقة الحياة الخاطئة وبعض العادات السيئة التي تكررها كل يوم دون التفكير، كالجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز دون حراك، وثني الرقبة المستمر خلال الدراسة، والنوم في وضعية خاطئة؛ لذلك ننصحك بفعل الآتي:
- تخفيف ضغط الحياة اليومي؛ فالضغط المستمر يسبب في توتر العضلات.
- تقسيم أوقات العمل إلى مقاطع بينها فترات راحة.
- القيام ببعض التمارين الرياضية وأبسطها المشي؛ إذ يقلل من التوتر ويعزز صحة الجسم بشكل كامل.
- استخدام بعض الكريمات المسكنة، ككريم موف (moov cream).
- تمديد عضلات الرقبة كل ساعة بالوقوف والقيام بتمارين التمطيط.
- تقليل أوقات استخدام هاتفك المحمول، وتحديد أوقات معينة لاستخدامه.
- الحفاظ على صحتك العقلية وتجنب التفكير الزائد.
دعامة الرقبة قد تكون ذات فائدة كبيرة لبعض الحالات المرضية، ولكنها قد تتحول إلى مصدر ضرر وفقًا لطريقة التعامل معها وضرورة ارتدائها؛ لذلك لا تستخدمها من نفسك أو بسبب نصيحة من صديقك، وإنما دومًا استشر الطبيب.