داء النوسجات: الأسباب والأعراض والعلاج

تزايد اهتمام الناس والعلماء بأمراض الجهاز التنفسي منذ اجتياح فيروس كورونا لعالم البشر وأجبرهم على الانعزال والتباعد، وحصد منهم العديد والعديد من الأرواح ما بين أقارب وجيران وزملاء عمل وشخصيات عامة، ومن ضمن أمراض الجهاز التنفسي التي لا يُعرف عنها الكثير هو داء النوسجات، في مقال اليوم من دكتور كشكول سنتعرف أكثر على هذا المرض بدايةً من أسبابه وأعراضه حتى طرق العلاج المناسبة له، تابع معنا.

تعريف داء النوسجات

هو نوع من أنواع عدوى الرئة يصاب به الإنسان عند استنشاق جراثيم الفطريات المتواجدة في فضلات الطيور والخفافيش، عادةً ما تنتشر جراثيم الفطريات بعد إطلاقها في الهواء في أثناء العمل بمشاريع الهدم أو حرث وتنظيف الأراضي.

أسباب الإصابة بداء النوسجات

يعد السبب الرئيسي للإصابة هو التعرض لفضلات الطيور، الأمر الذي يحدث عادةً في حظائر الدجاج والحمام والحظائر القديمة والكهوف والمتنزهات العامة، وقد يحدث أيضًا في محلات طيور الزينة؛ وهو ليس بالمرض المعدي أي لا ينتقل من شخص لأخر لكن يمكن أن يصاب به الشخص مرتين وفي الغالب تكون الإصابة في المرة الثانية معتدلة وغير مجهدة.

أنواع داء النوسجات

يكون التصنيف على أساس الفئة التي تصاب بالمرض وليس نوع الجراثيم، ويوجد منه نوعان هما:

  1. داء النوسجات البسيط

يُصاب به الأشخاص الطبيعيين ذوي المناعة القوية أو المتوسطة، وهو لا يُظهر أي أعراض على المريض ونادرًا ما يُعرف بوجوده.

  1. داء النوسجات المنتشر

يُصاب به أصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة والرضع؛ ويرجع سبب خطورته إلى أنه يؤثر على أي جهاز من أجهزة الجسم مثل الفم والكبد والجهاز العصبي المركزي والجلد والغدد الكظرية وغيرهم ولا يُعرف آلية محددة لإنتشاره حتى الآن، لذلك فإن عدم الاهتمام بعلاج هذا النوع فور ظهوره خطير جدًا ومهدد للحياة لذلك يُنصح بزيارة الطبيب على الفور إذا ظهرت أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بعد التعرض لفضلات الطيور وخاصةً إذا كان المصاب من أصحاب المناعة الضعيفة.

أعراض داء النوسجات

عادةً لا تظهر أعراض داء النوسجات على من يصاب به وقد لا يعلم أنه مصاب على الإطلاق، لكن في حالة إصابة الرضع وفي بعض الحالات الصحية الحرجة تكون الأعراض شديدة وواضحة، وتظهر الأعراض بشكل عام بعد استنشاق الجراثيم بحوالي 10 أيام؛ وتكون الأعراض المبدئية كالتالي:

  • حمى وقشعريرة.
  • سعال جاف.
  • صداع في الرأس.
  • ألم في الصدر والمفاصل والعضلات أو في أحدهم.
  • تعب عام.
  • ظهور نتوءات حمراء اللون في أسفل الساقين.

وقد تتطور الأعراض في بعض الحالات الخاصة فتكون كالتالي:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • فرط التعرق.
  • فقدان ملحوظ في الوزن.
  • ضيق في التنفس.
  • سعال مدمم.
  • انتفاخ القلب.
  • تورم حول المخ والنخاع الشوكي وتصلب الرقبة كنتيجة لذلك.

الفئات المعرضة لخطر الإصابة بداء النوسجات

نظرًا لطبيعة انتشار جراثيم الفطريات الحاملة للمرض فإنه يوجد فئات محددة هي الأكثر عرضة للإصابة وهم:

  • أصحاب المهن التي تتعامل بشكل مباشر مع التربة الملوثة وفضلات الطيور، مثل:
    • المزارعين.
    • عمال مكافحة الآفات.
    • مربي الدواجن.
    • عمال البناء.
    • مهندسي تنسيق الحدائق.
    • مستكشفي الكهوف.
    • عمال الهدم.
  • الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثل:
    • الأطفال أقل من عامين.
    • المسنون الذين تجاوز عمرهم 55 عامًا.
    • مرضى فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.
    • مرضى السرطان.
    • مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.

من الجدير بالذكر أنه: عند الإصابة بأي نوع من الأمراض التي تتطلب العلاج بمضادات الالتهاب فإن ذلك يُضعف المناعة العامة نوعًا ما؛ مما يجعل الجسم معرضًا للإصابة إلى حد كبير.

تشخيص داء النوسجات

يعتمد تشخيص المرض على الحالة الصحية ومهنة المريض، لذلك سيسأل الطبيب المختص عن التاريخ المرضي والمهنة الحالية والسابقة وبعد ذلك سيتخذ بعض الإجراءات لتأكيد أو نفي الإصابة مثل:

  • تحليل عينات من البول والدم والبلغم.
  • فحص بالأشعة السينية.
  • فحص بالأشعة المقطعية.
  • تحليل عينات من الجزء المصاب بالجسم (الكبد، الرئة، الجلد، نخاع العظام).

علاج داء النوسجات

في أغلب الأحوال لا يقلق الطبيب من عدوى داء النوسجات ويوصي فقط بالراحة وتناول بعض الأدوية البسيطة للتغلب على الأعراض، لكن في بعض الحالات الصحية عندما تكون الإصابة خطيرة أو زادت مدتها عن شهر كامل يوصي الطبيب باتباع برنامج علاجي محدد يعتمد على مضادات الفطريات التي تؤخذ إما في صورة أقراص وكبسولات أو في صورة محلول وريدي.

تتوقف مدة العلاج على شدة الإصابة والحالة الصحية العامة للمريض، فقد يضطر بعض الأشخاص إلى المواظبة على تناول مضادات الفطريات لمدة تصل إلى عامين كاملين.

مضاعفات داء النوسجات

تحدث المضاعفات التي يمكن أن تكون خطيرة ومهددة للحياة فقط في حالة الإصابة بداء النوسجات المنتشر وعدم الاهتمام بالعلاج، ومن أهم المضاعفات ما يلي:

  • قصور حاد في وظائف الجهاز التنفسي.
  • مشاكل في وظائف القلب.
  • التهاب السحايا.
  • قصور الغدة الكظرية.
  • اضطرابات الهرمونات.

الوقاية من الإصابة بداء النوسجات

من الصعب نوعًا ما منع التعرض للفطر المسبب لداء النوسجات لكن يمكن تقليل فرص التعرض للإصابة بتجنب التواجد في أماكن تواجد الفطر مثل:

  • مواقع البناء.
  • مواقع تجديد المنشآت.
  • الكهوف.
  • أقفاص الحمام أو الدجاج.

في حالة تعذر تجنب التواجد في تلك الأماكن يمكن اتخاذ بعض التدابير التي من شأنها تقليل فرص الإصابة ومنع انتشار الجراثيم في الهواء إلى حد كبير مثل:

  • رش مواقع العمل بالماء أو المبيدات الفطرية قبل العمل بها.
  • رش أقفاص الدجاج قبل التعامل معها.
  • ارتداء قناع التنفس في أثناء العمل بأماكن تواجد الجراثيم.

مما سبق يمكننا القول بأن أغلب الأمراض يمكن مواجهتها عند اكتشافها مبكرًا وأنه يسهل السيطرة عليها إذا كان جهاز المناعة في أعلى مستوياته، لذلك ينصح فريق دكتور كشكول بالاهتمام دومًا بالتغذية السليمة والحرص على العيش في ظروف بيئية صحية تجنبًا لأي مشكلات صحية قد تواجهنا أو تواجه أحبائنا، يتمنى لكم فريق دكتور كشكول وافر الصحة والعافية.

المصدر
webmdhealthlinemayoclinicwebmdmayoclinichealthline

سمر النجار

باحثة شغوفة في مجالات كتابة المحتوى الطبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى