داء الكلب – السعار | أعراض الإصابة وكيف تنجو منه
داء الكلب، هو مرض فيروسي خطير يسبب التهاب المخ في البشر والثدييات الأخرى. الحيوانات التي تحمل العدوى يمكن أن تنقل داء الكلب إلى البشر من خلال العضات والخدوش. بدون علاج، يمكن أن يكون المرض قاتلًا. ومع ذلك، يمكن علاجه إذا كان الشخص الذي تعرض لعضة الحيوان المصاب قام بطلب عناية طبية فورية. تشمل الأعراض مشاكل عصبية وخوف من الضوء والماء. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن تلك الأعراض وكيفية الوقاية من الإصابة.
ما هو داء الكلب؟
داء الكلب، أو كما يطلق عليه “السعار”، هو عدوى فيروسية مميتة تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق اللعاب. عادة ما ينتقل الفيروس من عضة الحيوانات المصابة.
فيروس داء الكلب، هو الحمض النووي الريبي (RNA) لعائلة فيروس rhabdovirus الذي يمكن أن يؤثر على الجسم بإحدى طريقتين. يمكن أن يدخل إلى الجهاز العصبي المحيطي مباشرة، ومن ثم الهجرة إلى المخ. يمكن أن يتكاثر أيضًا داخل أنسجة العضلات، حيث يكون آمنًا من الجهاز المناعي. من هنا، يدخل إلى الجهاز العصبي من خلال الوصلات العصبية العضلية.
أعراض داء الكلب
عادًة لا تظهر الأعراض على الفور، يمكن أن يكمن الفيروس داخل الجسم من شهر إلى ثلاثة أشهر. يطلق على هذه المدة “فترة الحضانة”. ستظهر الأعراض بمجرد أن ينتقل الفيروس عبر الجهاز العصبي المركزي ويصيب المخ.
أول علامة على ظهور الأعراض هي الحمى، تكون الأعراض إلى حد كبير مشابهة لأعراض الإنفلونزا، حيث تشعر بالتعب أو الضعف بشكل عام. قد تشعر أيضًا بالألم أو الوخز أو الاحتراق في موقع الجرح. مع انتشار الفيروس عبر الجهاز العصبي المركزي، سوف تتطور أعراضًا أخرى أكثر حدة وتشمل:
- عدم القدرة على النوم (الأرق).
- التوتر والارتباك.
- شلل طفيف أو جزئي.
- فرط النشاط.
- الهلوسة.
- زيادة اللعاب أكثر من المعتاد.
- صعوبة البلع.
- الخوف من الماء وعدم تحمل الضوء.
- التشنجات.
بمرور الوقت، تزداد هذه الأعراض سوءا وتصل للغيبوبة وفشل القلب أو الرئة ومن ثم الموت.
أسباب الإصابة بداء الكلب
يسبب فيروس السعار عدوى داء الكلب، ينتشر الفيروس من خلال لعاب الحيوانات المصابة. يمكن للحيوانات المصابة أن تنشر الفيروس عن طريق عض البشر أو عض حيوانات أخرى.
في بعض الحالات، يمكن أن ينتشر داء الكلب عندما يدخل لعاب الحيوان المصاب في جرح مفتوح أو في الأغشية المخاطية، مثل الفم أو العينين. كما يمكن أن يحدث هذا إذا لعق الحيوان المصاب جرحًا مفتوحًا على جلدك.
عوامل الخطر
تتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بداء الكلب ما يلي:
- السفر أو العيش في البلدان النامية حيث داء الكلب أكثر شيوعًا.
- الأنشطة التي من المحتمل أن تضعك على اتصال مع الحيوانات البرية التي قد تكون مصابة بالسعار، مثل استكشاف الكهوف التي تعيش فيها الخفافيش أو التخييم دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
- العمل كطبيب بيطري.
- العمل في مختبر مع فيروس السعار مباشرة.
- جروح في الرأس أو الرقبة، مما قد يساعد الفيروس على الانتقال إلى الدماغ بسرعة أكبر.
كيف يتم تشخيص الإصابة بداء الكلب؟
- في الوقت الذي يعضك فيه حيوان مسعور، لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان الحيوان قد نقل فيروس السعار إليك. أحيانًا لا يمكن العثور على علامات عضة أيضًا.
- قد يطلب الطبيب إجراء العديد من الاختبارات للكشف عن فيروس السعار، ولكن قد تحتاج إلى تكرارها لاحقًا للتأكد مما إذا كنت تحمل الفيروس أم لا.
- تظهر الاختبارات المعملية أجسامًا مضادة، ولكنها قد لا تظهر إلا في وقت لاحق من تطور المرض.
- يمكن للأطباء عزل الفيروس من لعاب الشخص أو من خلال خزعة الجلد. ومع ذلك، بحلول الوقت الذي يؤكدون فيه التشخيص، غالبًا ما يكون قد فات الأوان على التصرف.
- لهذا السبب، يبدأ الفرد عادة دورة من العلاج الوقائي على الفور دون انتظار تشخيص مؤكد. إذا أصيب الشخص بأعراض التهاب الدماغ الفيروسي بعد عضة حيوان، فيجب على الأطباء معاملته كما لو كان مصابًا بداء الكلب.
طرق الوقاية والعلاج من الإصابة بداء الكلب
بمجرد إثبات الإصابة بداء الكلب، لا يوجد علاج فعال. على الرغم من أن عددًا صغيرًا من الناس قد نجوا من السعار، إلا أن المرض عادًة ما يسبب الوفاة. لهذا السبب، إذا كنت تعتقد أنك تعرضت للإصابة بفيروس السعار، فيجب أن تحصل على سلسلة من جرعات اللقاح لمنع العدوى من الترسخ.
علاج الأشخاص الذين عضتهم الحيوانات المصابة بداء الكلب:
إذا تعرضت للعض من قبل حيوان معروف بإصابته بالسعار، فستتلقى سلسلة من جرعات اللقاح لمنع الفيروس من إصابتك. إذا لم يكن بالإمكان العثور على الحيوان الذي عضك، فقد يكون من الأسلم افتراض أن الحيوان مصاب بالسعار. لكن هذا يعتمد على عدة عوامل، مثل نوع الحيوان والموقف الذي حدثت فيه العضة.
تشمل جرعات اللقاح ما يلي:
- حقنة سريعة المفعول (الجلوبيولين المناعي لفيروس السعار) لمنع الفيروس من الانتشار داخل الجسم. يتم إعطاء هذه الحقنة بالقرب من المنطقة التي عضك فيها الحيوان إن أمكن، في أقرب وقت ممكن بعد العضة.
- من ثم تلقي سلسلة من جرعات لقاح داء الكلب، حيث يحفز الاستجابة المناعية لإنتاج الأجسام المضادة، التي تبقى في الجسم وتساعد على الحماية من الإصابة في المستقبل.
- يتم إعطاء اللقاح كحقن في الذراع. إذا لم تكن قد تلقيت لقاح السعار من قبل، فستتلقى أربع حقن على مدار 14 يومًا. إذا كنت قد تلقيت اللقاح سابقًا، فستخضع لحقنتين خلال الأيام الثلاثة الأولى.
الأسئلة الشائعة
لا ينتقل السعار عن طريق الأكل، حيث أن الفيروس يصبح غير نشط على الأسطح الجافة. ويتم تدميره في غضون بضع دقائق في درجات حرارة تزيد عن 122 درجة فهرنهايت، ولا يبقى أكثر من بضع ساعات في درجة حرارة الغرفة، عندها لا يصبح الفيروس معديًا.
أولاً يجب غسل الجرح على الفور بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة، وتطهير الجرح بالبيتادين إن أمكن. هذه هي أفضل طريقة لخفض فرصك في العدوى.
بعد ذلك، يجب عليك الذهاب للمستشفى وطلب الرعاية الطبية على الفور وبدء جرعات اللقاح.
لا يشكل اللقاح أي خطورة على المرأة الحامل ولا على الجنين.
يعود السبب إلى أن العدوى تتسبب في تشنجات مؤلمة شديدة في الحلق عندما يحاول الشخص البلع. حتى فكرة ابتلاع الماء يمكن أن تسبب تشنجات مؤلمة، مما يجعل الأمر يبدو أن الفرد خائفا من الماء.
وفي الختام، على الرغم من عدم وجود علاج فعال بمجرد ظهور الأعراض ووصول الفيروس إلى المخ، إلا أن لقاحات داء الكلب عادة ما تكون ناجحة في الوقاية من العدوى. لذلك، إذا حدث وتعرضت لعضة حيوان، يجب عليك فورًا طلب العلاج وعدم انتظار ظهور الأعراض. وإذا كنت من الأفراد المعرضين لخطر كبير للإصابة بالعدوى، مثل الأطباء البيطريين، يجب عليك تلقي لقاحات ما قبل التعرض، كما يجب تطعيم الحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة ضد المرض وخاصة إذا كانت تتجول خارج المنزل. دمت عزيزي القارئ في تمام الصحة والعافية.