داء البروسيلات | الحمى المالطية .. الأعراض والمضاعفات والوقاية

داء البروسيلات هو أحد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال بحيوانات مصابة أو منتجات حيوانية ملوثة بالبكتيريا. وفي هذا المقال سنتعرف على داء البروسيلات وأعراضه ووسائل الوقاية منه.

داء البروسيلات

داء البروسيلات أوالحمى المتموجة أو الحمى المالطية أو حمى البحر الأبيض المتوسط، جميعها أسماء لمرض واحد ينتج عن العدوى بأنواع مختلفة من بكتريا البروسيلا، وينتشر في جميع أنحاء العالم ولكن في منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص. تصاب مجموعة كبيرة من الحيوانات بداء البروسيلات ومنها:

  • الأغنام.
  • الماعز.
  • الماشية.
  • الكلاب.
  • الخنازير.

ينتقل المرض بعد ذلك إلى الإنسان من الحيوانات المصابة، وتنتقل البكتيريا بواسطة الأكل أو التنفس أو ملامسة جرح مفتوح.

أنواع البروسيلا التي تصيب الإنسان

البروسيلا هي بكتيريا هوائية صغيرة توجد داخل الأعضاء التناسلية للحيوانات وتسبب الإجهاض والعقم، تفرز بأعداد كبيرة في بول الحيوانات والحليب وسائل المشيمة وسوائل الجسم الأخرى.

توجد أربعة أنواع من سلالات البروسيلا التي تسبب الحمى المالطية عند الإنسان وهما:

البروسيلا المالطية

تصيب الأغنام والماعز، وتسبب الإجهاض واحتباس المشيمة في الأغنام، ويحدث الإجهاض في المراحل الأخيرة من الحمل، وتسبب التهاب الخصيتين والحبل المنوي وانخفاض الخصوبة في الكباش، وهي أكثر الأنواع انتشارًا مسببة حالات البروسيلا في الإنسان.

البروسيلا الخنزيرية

تصيب الخنازير البرية، وتسبب الإجهاض في أي مرحلة من مراحل الحمل أو مواليد ميتة أو ضعيفة، كما تحدث عقم مؤقت أو دائم، أما ذكور الخنازير المصابة تفرزالبكتيريا في السائل المنوي دون ظهور أعراض أخرى، وقد يكون العقم هو العرض الوحيد للإصابة. وصائدي الخنازير البرية هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة.

البروسيلا المجهضة

تصيب المواشي والأبقار، وتسبب الإجهاض في أي مرحلة من مراحل الحمل لكن غالبًا يحدث في المراحل المتقدمة، وقد يحدث احتباس في المشيمة يتبعه التهاب في الرحم، والتهاب الضرع.

تسبب في الذكور التهابات الخصية والبربخ. وقد تؤدى العدوى طويلة الأمد إلى التهاب المفاصل في بعض الماشية. وتسبب أعراض خفيفة ومتوسطة الشدة في الإنسان.

البروسيلا الكلبية

تصيب الكلاب، وتسبب الإجهاض أو ولادة مواليد غير تامة النمو إلى جانب العقم، ويحدث الإجهاض عادة في الثلث الأخير من الحمل ويكون متبوعًا بإفرازات مهبلية لفترة طويلة.

العدوى في الكلاب قد يصاحبها التهاب الغدد الليمفاوية والتهاب الحبل المنوي والخصيتين والبروستاتا.

وقد تنتقل العدوى إلى الأشخاص المربين والعاملين مع الكلاب الذين قد يتعاملون مع دم الحيوانات المصابة أو الجراء حديثة الولادة أو الأجنة المجهضة، ولكن انتقال المرض بعضة الكلب هو أمر غير شائع.

طرق انتشار داء البروسيلات

تنتقل البروسيلا إلى الإنسان بعدة طرق ومنها: 

  • تناول اللحوم الغير مطبوخة جيدًا أو تناول منتجات الألبان الغير مبسترة، عندما تصاب الأغنام والماعز والإبل والماشية بالبروسيلا يصبح حليبها ملوثًا بالبكتيريا، وتنتقل العدوى إلى الأشخاص الذين يستهلكون الحليب أو منتجات الألبان.
  • انتقال البكتيريا بالتنفس (الاستنشاق)، وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالعدوى عن طريق التنفس هم العمال في المعامل والمسالخ.
  • دخول البكتيريا إلى الجسم من خلال الجروح في الجلد أو الأغشية المخاطية عند ملامسة الحيوانات المصابة، ويكون عند الاتصال المباشر بالحيوانات أو إفرازاتها، ومنها الحيوانات حديثة الولادة والأجنة وسائل المشيمة.

الجدير بالذكر أن: انتقال البروسيلا من شخص لآخر أمرًا نادرًا جدًا، ولكن قد تنقل الأمهات المرضعات المصابات بالعدوى إلى أطفالهن، وقد يحدث الانتقال أيضًا بالاتصال الجنسي أو زرع الأنسجة أو نقل الدم.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة

يعد الأشخاص الذين لديهم اتصال مباشر مع الحيوانات أو إفرازاتها هما أكثر الفئات عرضة للإصابة بداء البروسيلات ومنهم:

  • الأطباء البيطريين.
  • عمال المسالخ.
  • موظفين تعبئة اللحوم.
  • مربوا المواشي.
  • العاملون في المختبرات الطبية.
  • الصيادون.

أعراض داء البروسيلات

 قد تتشابه الأعراض الأولية لداء البروسيلات مع أعراض الإنفلونزا ومنها:

  • الحمى.
  • التعرق الليلي.
  • قشعريرة.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • ألم في العضلات والمفاصل والظهر.
  • الصداع.
  • التعب والخمول.

تحدث أعراض البروسيلات من 5 أيام إلى 5 شهور بعد التعرض الأول للبكتريا وقد تختفى الأعراض لأسابيع أو شهور لتعود في وقت لاحق.

تشخيص داء البروسيلات

يعتمد الطبيب في تشخيص البروسيلا على بعض التحاليل المخبرية ومنها:

  • مزارع الدم: وهى أكثر الطرق شيوعًا لعزل البكتيريا، ويمكن عزلها أيضًا من نخاع العظام أو سوائل الجسم الأخرى مثل السائل الدماغي الشوكي وسائل المفاصل.
  • الاختبارات المصلية للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا.

ولكى يتم التشخيص باستخدام الاختبارات المصلية هناك الحاجة إلى عينتين من المصل، تؤخذ الأولى والشخص مريض بشدة بعد 7 أيام من ظهور الأعراض، ويتم سحب العينة الثانية بعد 2-4 أسابيع للتحقق من ارتفاع الأجسام المضادة. وزيادة الأجسام المضادة أربع أضعاف أو أكثر تعني أن الفرد إيجابي لمرض البروسيلات.

لا يمكن تشخيص الحمى المالطية من خلال الأعراض السريرية فقط؛ لأن الأعراض الأولية غير محددة وتشبه أعراض الإنفلونزا.

علاج داء البروسيلات

يبدأ العلاج بعد التشخيص، ويتم إعطاء مضادات حيوية للقضاء على البكتريا المسببة للمرض، ومن المضادات الحيوية الشائعة الاستخدام في علاج البروسيلا ما يلي:

  • دوكسيسايكلين (doxycycline).
  • ستربتوميسين (streptomycin).
  • سيبروفلوكساسين (ciprofloxacin).
  • ريفامين (rifampin).
  • تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول (sulfamethoxazole/trimethoprim).
  • تتراسيكلين (tetracycline).

ملحوظة: يتم العلاج تحت إشراف الطبيب المعالج، وغالبًا يتم وصف دوكسيسايكلين وريفامبيسين معًا لمدة 6-8 أسابيع. ويجب تناول المضادات الحيوية لعدة أسابيع لمنع عودة المرض، حيث إن معدل الانتكاس بعد العلاج حوالي 5-15% وعادة ما يحدث خلال الستة أشهر الأولى بعد العلاج.

مضاعفات البروسيلات

قد تبقى البكتيريا بالرغم من العلاج في بعض الحالات، وإذا لم ينجح العلاج في القضاء على البكتيريا قد تسبب داء البروسيلا بعض المضاعفات ومنها:

  • التهاب الدماغ.
  • التهاب المفاصل.
  • التهاب الخصية وكيس الصفن.
  • عدوى بطانة القلب الداخلية (التهاب الشغاف).
  • التعب المزمن.
  • التهاب السحايا.
  • تورم الكبد أو الطحال.

 يعد الموت من داء البروسيلات هو أمر غير شائع ولكن معظم الوفيات المرتبطة بالحمى المالطية ناتجة عن التهاب الشغاف.

البروسيلات والحمل

وعلى الرغم من أن عدوى البروسيلا في الحمل قد تكون نادرة، إلا أنها تسبب بعض المضاعفات ومنها:

  • التهابات العظام والمفاصل.
  • الأنيميا.
  • الإجهاض.
  • الولادة المبكرة.
  • موت الجنين داخل الرحم.
  • عيوب خلقية للأجنة.

يجب على النساء الحوامل المعرضات للإصابة بالبروسيلا التشاور مع الطبيب المختص لسرعة تشخيص الإصابة والعلاج.

الوقاية من داء البروسيلات

يتوفر لقاح الحمى المالطية للحيوانات لذلك يجب تلقيح الأغنام والماعز والماشية مع الفحص الدوري لهم، ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية وتقليل فرص الحصول على البكتيريا ومن طرق الوقاية ما يلي :

  • تجنب تناول اللحوم النيئة، بطبخ اللحوم جيدًا قبل تناولها.
  • الحذر من تناول منتجات الألبان الغير مبسترة بما في ذلك الحليب والجبن والآيس كريم.
  • التعامل الصحي السليم مع منتجات الألبان، بغلي اللبن على درجة حرارة 60 مدة 15 دقيقة قبل تناوله أو قبل استخدامه في التصنيع.
  • ارتداء القفازات والنظارات الواقية عند التعامل مع الحيوانات أو الأنسجة الحيوانية.
  • تغطية الجروح المفتوحة على الجلد عند التعرض لدم الحيوانات.
  • ارتداء الملابس والقفازات الواقية عند مساعدة الحيوانات على الولادة.
  • تطعيم الحيوانات المنزلية وهي صغيرة السن، ويجب الحرص في استخدام التطعيم لاحتمالية انتقال العدوى إلى الشخص الذي يقوم بتطعيم الحيوانات، مع العلم أن هذا النوع من البكتريا يعد من الأنواع الخطيرة.

يجب علينا الحذر عند التعامل مع الحيوانات أو إفرازاتها، وتجنب استخدام الألبان أو منتجاتها مجهولة المصدر، واتباع التعليمات الوقائية لتجنب الإصابة بداء البروسيلات أو غيرها من الأمراض المشتركة بين الحيوانات والإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى