خطوات الفطام والتوقيت المناسب له

الرضاعة الطبيعية هي علاقة من نوع خاص، بين الأم وطفلها. فهي لا تقتصر على التغذية فقط للطفل ولكنها علاقة مليئة بالعاطفة، تزيد من ارتباط الطفل بأمه وتشعره بالحنان والأمان. لذلك تفكر كل أم في كيفية فطام طفلها دون أن يتأثر نفسيًا، وتتساءل عن التوقيت المناسب وعن خطوات الفطام. سنتعرف على إجابة هذه الأسئلة سيدتي في السطور التالية.
ما هو الفطام (weaning)؟
الفطام هو المرحلة التي ينتقل فيها الطفل من الرضاعة الطبيعية إلى مصادر التغذية الأخرى. فهو عملية تتطلب الصبر والتفهم منك سيدتي، واختيار الوقت المناسب لك ولطفلك كي تبدأي في خطوات الفطام.
ما هو التوقيت المناسب لبدء خطوات الفطام؟
“متى أفطم طفلي”؟ سؤال يدور في ذهن كل أم مرضعة، توقيت الفطام قرار شخصي لك عزيزتي فهو مختلفًا بالنسبة للجميع. فبعض الأمهات تريد الفطام للعودة إلى العمل، أو لظروف صحية لها أو ببساطة لأنها ترى أنه حان وقت الفطام.
كي تبدأي سيدتي في خطوات الفطام، يجب أن تكوني مستعدة أنت وطفلك معًا جسديًا ونفسيًا، ومن الأفضل القيام به تدريجيًا حتى لا يحتقن ثدييك ولا يحزن طفلك.
تقوم بعض الأمهات بفطام أطفالهن بعد بلوغهم عامهم الأول، والبعض يكملن الرضاعة الطبيعية حتى سن عامين، وتسمى حينها الرضاعة الممتدة. وتعتبر الرضاعة الممتدة خيار صحي للأطفال والأمهات الغير مستعدين للفطام، كما أنها تدعم الجهاز المناعي للطفل، حيث توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بإرضاع الطفل حتى بلوغه عامه الثاني.
كما أنه توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بإرضاع الطفل حليب الثدي فقط، دون إدخال أي وسائل تغذية أخرى خلال الستة أشهر الأولى، وتوصي أيضًا بإمكانية المزج بين الأطعمة الصلبة وحليب الثدي بعد إتمام الطفل ستة أشهر، ذلك حتى إتمام الطفل عامه الأول. بعد ذلك يمكن الاعتماد على شرب حليب الأبقار كامل الدسم.
ما هي خطوات الفطام؟
- استبدال حليب الأم بإعطاء الطفل حليب أطفال صناعي إذا كان عمره أصغر من عام، أو حليب الأبقار إذا كان عمره أكبر من عام، في كوب الأطفال المخصص للشرب.
- إرضاع الطفل عندما يريد فقط، وعدم عرض ثدييك عليه عزيزتي دون رغبته، حيث تساعد هذه التقنية البسيطة “لا تقدم، لا ترفض” في التسريع من عملية الفطام.
- تقليل عدد الرضعات اليومية، وتقليل مدة جلسة الرضاعة قدر الإمكان.
- محاولة استبدال جلسة من جلسات الرضاعة الطبيعية بوجبة غذائية أو سناك، وهكذا بعد تفويتك رضعة واحدة سيدتي يمكنك تجربة تفويت رضعة أخرى في اليوم التالي وهكذا، ويسمى هذا الفطام الجزئي.
- ارتداء الملابس المغلقة حتى لا يتذكر الطفل الرضاعة.
- تجنب الأماكن المعتادة للرضاعة قدر الإمكان.
- توقع موعد الرضعة والعمل على إلهاء الطفل وقتها، من خلال الخروج للمتنزهات أو الألعاب الجديدة أو الغناء، حتى يصرف انتباهه عن رغبته في الرضاعة.
- طلب المساعدة من أفراد الأسرة للمساعدة في تولي روتين النوم، مع مراعاة عدم إبعاد الطفل عن أمه مدة طويلة حتى لا يتأثر الطفل نفسيًا.
- تقديم الماء أو وجبة خفيفة للطفل عند استيقاظه من النوم جعانًا أو عطشانًا.
- عناق الطفل وسماعه للأغاني بدلًا من رضعة نوم الليل أو القيلولة.
علامات استعداد الطفل لخطوات الفطام وعلامات عدم استعداده
بعض الأطفال يستمرون في الرضاعة لأجلٍ غير مسمى، والبعض الآخر يعطي الأمهات علامات على استعداده للبدء في خطوات الفطام مثل:
- قلة مدة جلسة الرضاعة الطبيعية عن المعتاد.
- التشتت بسهولة أثناء الرضاعة.
- الرضاعة من أجل الراحة عن طريق مص الثدي وعدم سحب اللبن.
- اللعب على الثدي مثل الشد أو العض “يجب خلع الطفل من ثدي الأم فورًا عند العض وإخبارهم بكل حزم ولكن بهدوء أنه يؤلم”.
أيضًا قد يكون الطفل غير مستعدًا للفطام، أو الفطام يسير بسرعة كبيرة بالنسبة له، حيث يقوم الطفل بالتعبير عن ذلك بالتغيير في سلوكه. من الممكن أن تزداد نوبات غضبه، ومعدل استيقاظه ليلًا، والتشبث بوالدته، كلها علامات تدل على أنه وقت غير مناسب للفطام بالنسبة للطفل.
لذلك عليك سيدتي مراعاة هذه العلامات عند الفطام، والابتعاد عن وقت التسنين أو المرض عند الطفل، حتى يمر الفطام بسهولة لكي وله عزيزتي.
هل سيحصل طفلي على تغذية كافية عند الفطام؟
عزيزتي لا يستطيع حليب الثدي توفير بعض العناصر الغذائية الهامة للطفل، مثل: فيتامين “د” والحديد، لذلك يجب إدخال الغذاء للطفل من عمر ستة أشهر، والحرص على إطعامه بوجبات غنية بالعناصر الغذائية الهامة له للنمو. والحرص عند إتمام مراحل فطام الطفل، على تقديم وجبات متوازنة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات والخضروات.
الاهتمام بالثدي أثناء الفطام
- فحص الثديين بانتظام للتأكد من عدم وجود قناة مسدودة، حيث ستبدو القناة المسدودة كمنطقة طرية ثابتة بحجم البازلاء في الثدي. إذا وجدتيها سيدتي يمكنك مسحها بالفرك اللطيف، أو الضغط قليلًا على المنطقة.
- يمكنك سيدتي عمل كمادات باردة أو استخدام عبوات الجل على ثدييك حيث أنها تساعد على إراحة الثدي.
- عند الشعور بالألم أو عدم الراحة، يمكن استخدام بعض مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.
- إذا كان الأمر مؤلمًا يمكنك سيدتي استشارة الطبيب أو استشاري رضاعة طبيعية، عادةً يكون الأمر مؤلمًا عند الفطام المفاجئ.
- من الأفضل عدم ارتداء حمالات الصدر اثناء الفطام، حتى لا تزيد من احتقان الثدي.
التوقف عن الرضاعة تحول كبير جسديًا وهرمونيًا وعاطفيًا لكما عزيزتي، لذلك لا تضغطي نفسك. وافعلي ذلك بعناية ولا تتخلي عن عناق طفلك، واعلمي أنه هناك روابط عديدة بينك، وبين طفلك لا تقتصر على الرضاعة فقط.
أسئلة شائعة
في البداية عليك التأكد من راحة طفلك أثناء الليل، حتى لا يستيقظ كثيرًا. مثل إعطاءه مسكن ألم للتسنين بعد استشارة الطبيب، ضبط درجة حرارة الغرفة بصورة مناسبة للطفل.
إشباع الطفل جيدًا قبل النوم، ويمكنك تقليل مدة الرضعة الواحدة ومحاولة إسقاط واحدة تلو الأخرى كل ٣أيام على الأقل، الاستعانة بأحد أفراد الأسرة عند استيقاظ الطفل ليلًا لمحاولة تنويمه دون رضاعة.
قد يستغرق الفطام أيامًا أو أسابيع أو شهورًا، فهو يختلف حسب استجابة كل طفل. فقد تنجحين سيدتي في فطامه بالنهار وتستمرين في الرضاعة ليلًا أو العكس، حتى لا يشعر الطفل بانفصالك فجأةً عنه.
يفقد الطفل الكثير من السوائل أثناء الصيف، وقد تتغير شهيته مع الفطام فلا يمكنه تعويض السوائل المفقودة، مما يعرضه لبعض المشاكل لذلك من الأفضل فطام الطفل في الشتاء.