حمية باليو الغذائية هل هي صحية أم ضارة؟

إذا كنت تبحث عن نظام غذائي يساعدك في التخلص من الوزن الزائد، أو حمايتك من الأمراض المزمنة فإنك بالتأكيد ستجد من يدلك على حمية باليو الغذائية. فقد لاقت هذه الحمية رواجًا هائلًا عند الكثير من الناس الذين يسعون للحصول والمحافظة على وزن وجسم صحيين. وفي الآتي سنتعرف على كل ما يخص حمية باليو الغذائية. هيا بنا.

ما هي حمية باليو؟

قبل التحدث عما تعنيه حمية باليو دعنا نعرف، ماذا يعني مصطلح باليو؟

كلمة باليو- paleo مشتقة من Paleolithic أي العصر الحجري القديم وهو ما قبل معرفة الإنسان للزراعة واعتماده على محاصيلها في الغذاء. وتسمى أيضًا بحمية رجل الكهف أو حمية شريحة اللحم.

ومن ذلك عزيزي القارئ تكون قد بدأت النظرية المتبناة في هذه الحمية في الاتضاح لك، حيث تنبني هذه النظرية على أن طبيعة الغذاء في العصر الحجري كانت ملائمة للجينات البشرية وتعزز من صحة البشر.

وبالتالي يمكننا الاعتماد في الغذاء تبعًا لهذا النظام على ما كان يعتمد عليه الإنسان في العصر الحجري مثل: لحوم الصيد، والأسماك، والخضروات الطبيعية، إلى جانب الجهد البدني الذي كان يبذله الإنسان في الصيد. كما ينسب مؤيدو هذه النظرية انتشار الأمراض المزمنة في العصر الحالي إلى التوسع في الزراعة؛ حيث تؤدي الحبوب والبقوليات إلى العديد من الأمراض كالسمنة وحساسية الجلوتين.

وإذا كنت تتساءل عزيزي القارئ عما يمكنك أكله أو تجنبه في هذا النظام، فإنه يمكنك الحصول على أي غذاء متوافر لديك بشرط ألا يكون مصنع، وفي التالي إليك التفصيل.

الأطعمة التي يمكنك تناولها عند اتباع حمية باليو

الغذاء المسموح به في حمية باليو يجب أن يكون غَنِيًّا بالبروتين والألياف، ومعتدلًا في الدهون خاصةً الدهون غير المشبعة، ومنخفضًا في الكربوهيدرات خاصةً ذات النسب عالية السكر في الدم، وكذلك منخفض في الصوديوم والسكريات المكررة. وإليك بعض الأطعمة المسموحة:

  • اللحوم مثل: لحم البقر، ولحم الضأن، والدجاج، والديك الرومي، وغيرها.
  • الأسماك والمأكولات البحرية مثل: سمك السلمون، والجمبري، والمحار، وغيرها.
  • البيض.
  • الخضار مثل: البروكلي، واللفت، والفلفل، والبصل، والجزر، والطماطم، وغيرها.
  • الفواكه مثل: التفاح، والموز، والبرتقال، والكمثرى، وغيرها.
  • الدرنات مثل: البطاطس، والبطاطا، واللفت، وغيرها.
  • المكسرات والبذور مثل: اللوز، والجوز، والبندق، وغيرها.
  • الدهون والزيوت الصحية مثل: زيت الزيتون، وزيت الأفوكادو، وغيرها.
  • الملح والتوابل مثل: ملح البحر، والثوم، والكركم، وغيرها.

وتذكر عزيزي القارئ أنه يمكنك تناول جميع الأطعمة الغير المصنعة، وبالشروط السابق ذكرها.

ما يجب عليك تجنبه عند اتباع حمية باليو

على متبعي حمية باليو تجنب جميع الأطعمة المصنعة، وفي الآتي سنذكرها بشيء من التفصيل:

  • الحبوب مثل: القمح، والشوفان، والشعير.
  • البقوليات مثل: الفاصوليا، والعدس، والفول السوداني.
  • منتجات الألبان مثل: الحليب، والجبن، وخاصةً منتجات الألبان قليلة الدسم.
  • بعض الزيوت النباتية مثل: زيت فول الصويا، وزيت عباد الشمس.
  • المُحليات الصناعية مثل: السكروز، وتستخدم المحليات الطبيعية بدلاً منها.
  • الأطعمة عالية المعالجة: وهو كل يوجد مكتوبًا عليه «دايت» أو «قليل الدهون» أو يحتوي على العديد من المواد المضافة.
  • الأطعمة المصنعة مثل: السكر، والخبز، والكحول، والقهوة، والملح.

لا يتم حساب السعرات الحرارية للأطعمة. وقد تسمح بعض خطط التغذية ببعض الوجبات المخالفة لحمية باليو خاصةً عند اتباعه لأول مرة؛ حتى يتمكن الشخص من التعود والاستمرارية عليه.

مثال لقائمة طعام تبعًا لحمية باليو

ليس هناك طعام محدد يمكنك الالتزام به في إطار ما ذكرنا سابقًا مما يُسمح به، ولكن هذه القائمة كمثال توضيحي:

  • الإفطار: بيض، وخضروات مقلية في زيت الزيتون، بالإضافة إلى قطعة واحدة من الفاكهة.
  • الغداء: سلطة دجاج مع زيت زيتون، وقدر قليل من المكسرات.
  • العشاء: تحميص شريحة من لحم البقر الخالي من الدهون مع البروكلي المطهو على البخار، وسلطة خضروات من الطماطم والأفوكادو والبصل واللوز وعصير الليمون، بالإضافة إلى الفراولة للحلوى.
  • وجبات خفيفة: ثمرة برتقال أو جزرة أو أعواد كرفس.

لماذا قد يختار البعض حمية باليو الغذائية؟

يختار البعض حمية باليو إذا كانوا يبحثون عن نظام غذائي لتقليل الدهون بغرض:

  • إنقاص الوزن أو المحافظة على وزن صحي.
  • تقليل أمراض القلب أو عوامل الخطر القلبية الوعائية كارتفاع ضغط الدم.

هل حمية باليو الغذائية صحية أم ضارة؟

على الرغم من أن حمية باليو الغذائية تجعل الشخص يتناول طعام صحي به العديد من العناصر الغذائية الهامة، إلا أن الاستمرار على هذه الحمية وتجنبه للحبوب الكاملة ومنتجات الألبان يجعله عرضة لنقص عناصر أساسية كالكالسيوم، وفيتامين د، وفيتامينات ب، وغيرها من العناصر التي قد لا توجد بوفرة في الأطعمة المسموح بها. كما أن التناول المفرط للحوم الغنية بالبروتينات، والإكثار منها يتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بأمراض الكلى، والقلب، وبعض أنواع من السرطانات.

ويرى مؤيدو هذه الحمية أنه يمكن تفادي هذا من خلال كثرة تناول الأطعمة المسموحة والتي تحتوي على العناصر المعرضة للندرة، بالإضافة إلى مكملات الفيتامينات.

والأرجح أنه ليست هناك دراسات سريرية كافية توضح تأثير حمية باليو على الصحة، كما أن المخاطر طويلة المدى لهذه الحمية غير معروفة حتى الآن.

وخلاصة القول عزيزي القارئ إن حمية باليو تعد واحدة من أشهر الأنظمة الغذائية المعروفة حديثًا، وينبني أساسها على ما كان يحصل عليه إنسان العصر الحجري قديمًا من الطعام. وتساعد هذه الحمية على إنقاص الوزن والحفاظ على صحة الشخص وحمايته من بعض أمراض القلب المتعلقة بالدهون. ولكن إذا التزم الإنسان بهذه الحمية فإنه سيواجه تحديات عديدة كالتكلفة العالية للأطعمة التي عليه أكلها، وتعرضه لنقص في بعض العناصر الأساسية التي يحتاج جسده للحصول عليها من الأطعمة التي يتجنبها. وحتى الآن لا توجد دراسات سريرية كافية لتؤكد الفوائد أو المخاطر المحتملة من اتباع الشخص لهذه الحمية على المدى البعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى