حمى النفاس بعد الولادة .. أعراضها ومدى خطورتها
الولادة تجربة مدهشة ورائعة لكثير من النساء! بعد ولادة طفلكِ، من الطبيعي أن تركزي كل انتباهكِ وجهودكِ على طفلكِ الصغير. ولكن عليكِ أن تعتني بنفسك. إذا كنتِ تعانين من ارتفاع في درجة الحرارة يصاحبه ألم في أسفل الحوض وبعض الأعراض الأخرى. فاحذري لأنه ربما تكونين قد أصبتِ بحمى النفاس.
إليكِ ما يجب معرفته عن حمى النفاس وأعراضها وعلاجها ومدى خطورتها.
ما هى حمى النفاس؟
ظهرت حمى النفاس بعدد من الأسماء المختلفة بما في ذلك حمى الولادة وبالإنجليزية: (Puerperal Fever). وهى حمى تستمر لأكثر من ٢٤ ساعة خلال الأيام العشرة الأولى بعد الولادة. حيث تبلغ درجة الحرارة ٣٨ درجة مئوية وأعلى.
تنتج هذه الحمى عن عدوى بكتيرية تصيب الجهاز التناسلي. إن البكتريا المسببة لحمى النفاس يمكنها أن تغزو مجرى الدم والجهاز الليمفاوي وتسبب حالة من الحالات الآتية:
- تسمم الدم.
- التهاب الأنسجة الخلوية.
- التهاب الحوض.
- التهاب بطانة البطن.
يمكن للطبيب تشخيص هذا النوع من الحمى من خلال الفحص البدني للمرأة المصابة.
الأعراض الشائعة لحمى النفاس
قد تشمل أعراض وعلامات حمى الولادة ما يلي:
- حمى.
- ألم في منطقة الحوض أو أسفل البطن ناتج عن تورم الرحم.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
- شحوب الجلد، والذي يمكن أن يكون علامة على فقدان كمية كبيرة من الدم (نزيف).
- قشعريرة.
- الشعور بالتعب وعدم الراحة.
- صداع الرأس.
- فقدان الشهية.
- زيادة معدل ضربات القلب.
في بعض الأحيان، لا تظهر أعراض العدوى إلا بعد مغادرة المستشفى.
كيف يتم علاج حمى النفاس؟
على الصعيد العالمي، يُعد استخدام المضادات الحيوية للوقاية والعلاج من حمى النفاس، من أكثر الأمور الشائعة لمنع المضاعفات الشديدة المصاحبة للعدوى النفاسية. يتم علاج حمى ما بعد الولادة بشكل شائع بالمضادات الحيوية التي يتم تناولها عن طريق الفم.
قد يصف الطبيب ما يلي:
- الكليندامايسين (كليوسين).
- الجنتاميسين (جنتاسول).
يتم وصف المضادات الحيوية وفقًا لنوع البكتيريا التي يشتبه الطبيب في أنها سبب في العدوى.
يُوصِي الأطباء بتناول جرعة وقائية من المضادات الحيوية في وقت قريب من الجراحة، وذلك للنساء اللاتي يخضعن للولادة القيصرية.
في بعض الحالات، من الممكن أن تختفي الأعراض الخفيفة من تلقاء نفسها. ولكن قد تحتاج مضاعفات حمى النفاس الأكثر خطورة إلى مضادات حيوية عن طريق الحقن الوريدي، والإقامة في المستشفى إلى أن يتم الشفاء.
ملحوظة: إساءة استخدام المضادات الحيوية بعد الولادة، يمكن أن يتسبب في الإصابة بحالة تُسمى مقاومة المضادات الحيوية.
خطورة الحمى بعد الولادة القيصرية
تعتبر عملية الولادة القيصرية على وجه الخصوص أهم عامل خطر للإصابة بحمى النفاس بعد الولادة مباشرة. حيث تزيد مخاطر الإصابة من خمسة إلى عشرين ضعفًا مقارنة بالولادة المهبلية (الولادة الطبيعية). من أعراض الإصابة بعدوى النفاس بعد الولادة القيصرية ما يلي:
- إحمرار أو تورم في موقع الجرح.
- خروج صديد أو سائل من الجرح.
- نزيف في مكان الجرح.
- آلام شديدة في المعدة.
- ألم شديد في موقع الجرح.
- صعوبة وألم أثناء التبول.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
- الإصابة بالتهاب بطانة الرحم: وهو عبارة عن عدوى تصيب بطانة الرحم، يمكن أن تؤدي إلى حمى ما بعد الولادة.
أظهرت بعض الدراسات أنه يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل فرص الإصابة بعدوى النفاس بعد الولادة القيصرية. ومن هذه الاحتياطات:
- أخذ حمام مطهر في صباح يوم الجراحة.
- إزالة شعر العانة باستخدام المقصات بدلًا من ماكينة الحلاقة.
- استخدام الكحول لتطهير الجلد، ومادة الكلورهيكسيدين التي تعمل على قتل البكتريا والجراثيم.
- تناول مضادات حيوية طويلة المدى قبل الجراحة، مثل: أزيثروميسين.
- الحفاظ على نظافة الجرح.
حمى النفاس بعد الإجهاض
إن عمليات الإجهاض التي يتم إجراؤها في أماكن غير صحية وغير مجهزة لإجراء العمليات، من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى النفاسية.قد يعود ذلك إلى:
- إزالة الأجزاء المتبقية من المشيمة باستخدام الأيدي (إزالة يدوية)، وذلك بعد انتهاء عمليات الإجهاض، مما يؤدي إلى حدوث العدوى البكتيرية والتي تتسبب في الإصابة بحمى الولادة.
- إستعمال وسائل بدائية أو أدوات غير معقمة أو غير طبية من الأساس لإحداث الإجهاض، كإيلاج الأجسام الغريبة عبر عنق الرحم، والتي تكون محملة بالبكتيريا التي تنتقل منها إلى الجهاز التناسلي.
حمى النفاس والرضاعة
يُعد التهاب الثدي بعد الولادة سببًا شائعًا للإصابة بحمى النفاس. هذا الالتهاب يصيب أنسجة الثدي أثناء عملية الرضاعة (رضاعة طبيعية أو صناعية). يحدث نتيجة انسداد القنوات أو الأنابيب التي تنقل الحليب.
ينتج عن ذلك تراكم الحليب الذي يؤدي إلى التهاب الثدي، ويُسمى التهاب الثدي النفاسي.
هذا الالتهاب يسبب تشقق حلمات الثدي، مما يسمح للبكتيريا الدخول إلى أنسجة الثدي من خلال هذه الشقوق الصغيرة، يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالحمى النفاسية.
من أعراض التهاب الثدي ما يلي:
- التهاب و تورم واحمرار في الثدي. عادة ما يختفي التورم والحمى في غضون ٢٤ ساعة.
- إعياء شديد.
- ألم في أحد الثديين أو كليهما.
- صداع.
- ظهور خطوط حمراء على الثديين.
- وجود كتل مؤلمة في الثدي.
في حالة الرضاعة الصناعية ووجود فائض من الحليب في ثدي الأم، يجب القيام ببعض الإجراءات لتفادي حدوث التهابات وتجنب الإصابة بحمى ما بعد الولادة. هذه الإجراءات تشمل ما يلي:
- إخراج الفائض من الحليب لتخفيف الضغط في الثديين.
- وضع كمادات باردة على الثديين.
- استخدام مضادات الالتهاب والمسكنات الآمنة لتخفيف الألم وخفض درجة حرارة الجسم.
- يمكن استعمال بعض الأدوية بوصفة طبية لوقف إفراز الحليب من الثديين في حالة عدم الرغبة في الرضاعة الطبيعية.
عندما يخبرك طبيبك بموعد ولادتك. عليك الذهاب لمراكز طبية تتصف بالنظافة والتعقيم الكامل، وأيضًا تكون مجهزة ومؤهلة لاستقبال جنينكِ والحفاظ على سلامتكِ الصحية لتفادي إصابتكِ بحمى النفاس.