حمى التيفود – الأعراض والمضاعفات والعلاج

حمى التيفود أو التيفوئيد من الأمراض المعدية الشائعة فى البلدان الحارة وبخاصة فى فصل الصيف, وتتوطن الحمى التيفية فى بعض البلدان وقد تشكل أوبئة فى بعض الأحيان إذا وجدت الظروف المشجعة على انتشارها على نطاق واسع, كظروف الحرب والكوارث الطبيعية وانتشار الفقر والعادات الغذائية السيئة وانعدام الوعي الصحي والنظافة.

عن حمى التيفود يدور هذا الموضوع حيث نتعرف معا عليها وعلى أعراضها وسبل الوقاية والعلاج منها.

ما هى حمى التيفود؟

حمى التيفود من أقدم الأمراض التى عرفها الإنسان, حيث أثبت العلماء أن الإنسان أصيب بحمى التيفوئيد من 200000 عام , وهى مرض معدي ينتقل عن طريق بكتريا سالمونيللا التيفود, التى تنتقل عن طريق الطعام والشراب الملوث بها.

والعائل الوحيد للسالمونيللا التيفية هو الإنسان, فيمكن بسهولة التحكم فى مسار العدوى عن طريق مراعاة شروط نظافة الطعام والشراب وعزل الحالات المصابة حتى تمام شفائها.

ولكن نظرا لظروف الفقر والحروب التى تجتاح العالم تصعب السيطرة على المرض فى بعض الأحيان, وبخاصة أن إنتاج الأمصال الواقية ضده عملية شاقة, لأنه توجد آلاف الأنواع من بكتريا السالمونيللا التى تسبب حمى التيفوئيد.

أعراض الحمى التيفية

تعني كلمة حمى فى اللغة العربية ارتفاع درجة حرارة المريض, وبالتالى فالعرض الرئيس لحمى التيفود هو ارتفاع درجة حرارة المريض لفترة طويلة, بالإضافة إلى هذه الأعراض:

  • القىء.
  • الإسهال الشديد أو الإمساك الشديد.
  • فقدان الشهية.
  • نقص الوزن.
  • الإرهاق والخمول.
  • آلام العضلات.
  • العرق الغزير.
  • إنتفاخ البطن.
  • الرعشة.
  • آلام البطن الشديدة.
  • تورم الغدد اللمفاوية.
  • ظهور بقع وردية اللون على صدر المريض تتحول بعد ذلك إلى اللون الأحمر الدموي.
  • النظرة التسممية, حيث تشحب ملامح المريض وتذبل نظرته وتخور قواه.

ومن الجدير بالذكر أن أعراض التيفود تتصاعد بشكل تدريجي, ولا تأتى جميعها دفعة واحدة, ولكن أولى الأعراض التى تظهر على المريض تكون ارتفاع الحرارة الذى قد يستمر لوقت طويل قبل وضوح بقية الأعراض.

كما أن الأعراض قد تعاود المريض بعد زوال الحمى بحوالى أسبوعين فيما يعرف بإنتكاسة التيفود.

طرق انتقال حمى التيفوئيد

الإنسان هو العائل الوحيد لبكتيريا السلمونيللا التيفودية المسببة لحمى التيفوئيد, وتنتقل حمى التيفوئيد من المصاب بها بالطرق الآتية الذكر.

من الشرج إلى الفم

هى الطريقة الأساسية للعدوى, حيث يفرز مريض حمى التيفود بكتيريا المرض فى برازه, ويمكن أن تخرج فى بول المريض أيضا فى بعض الحالات.

وإذا استعمل مريض الحمى التيفية المرحاض ثم لم يهتم بغسل يديه جيدا بعد ذلك, فإنه يمكن أن ينقل عدوى التيفود لغيره من الأشخاص إذا قدم لهم طعاما أو شرابا قد قام بإعداده.

الطعام والشراب الملوث

قد تتواجد بكتيريا التيفود فى الأطعمة وبخاصة التى تؤكل طازجة, حيث تنتقل من براز المرضى إلى التربة ومنها إلى الخضروات والفواكه وغيرها من الأطعمة.

وقد يحملها الذباب والحشرات من براز المرضى إلى الأطعمة والأوانى وأدوات الطعام والشراب وبخاصة فى المجتمعات التى تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي.

كما قد تتلوث مصادر مياه الشرب ببكتيريا التيفوئيد فتصبح مصدرا لنقل عدواه, وقد تتسبب تلك الوسائل فى انتشار التيفود بشكل وبائي.

مارى التيفود (حامل المرض)

لعلك عزيزى القارىء قد قرأت عن مارى مالون أو(مارى التيفوئيد), وهى الطاهية الأمريكية التى نقلت عدوى حمى التيفود لجميع المنازل التى عملت بها, برغم عدم ظهور أية أعراض عليها.

حيث أن مريض التيفود بعد تعافيه يمكن للبكتيريا أن تظل موجودة فى برازه ينقلها للمحيطين به برغم عدم مرضه هو شخصيا أو ظهور أي أعراض عليه.

وحاملوا التيفود من أهم وسائل نقل العدوى من خلال عملهم فى مجال إعداد الطعام والشراب, ومن هذا المنطلق تطبق الدول قوانين تقتضي أن يخضع العاملون فى مجال الأغذية لفحص طبي دوري يؤكد خلوهم من بكتيريا التيفود وغيرها من الأمراض التى يمكنهم نقلها عن طريق الغذاء برغم عدم ظهور أعراضها عليهم شخصيا.

تشخيص حمى التيفود

بعد سماع الطبيب للتاريخ المرضي وفحص المريض سريريا, فإن هناك عدة طرق لتشخيص المرض تبعا لمرحلة الإصابة ومنها:

إختبار فيدال

اختبار فيدال من أشيع وسائل تشخيص حمى التيفود, نظرا لسهولة إجراءه, وهو تحليل للأجسام المضادة لسالمونيللا التيفود فى دم المريض, ولكن يعيب هذا الإختبار عدم دقته, فقد يعطى نتائج إيجابية أو سلبية كاذبة, وذلك للأسباب الآتية:

  • قد يجرى الإختبار فى مرحلة سابقة على إنتاج جسم المريض للأجسام المضادة للمرض, والذى يستغرق حوالى أسبوع, وبالتالى فقد يعطى نتيجة سلبية برغم إصابة الشخص بالمرض.
  • قد يعطى الإختبار نتيجة إيجابية كاذبة فى حالة إصابة الشخص بأى نوع من السالمونيللا غير المعوية(السالمونيللا غير التيفودية).
  • قد يعطى نتيجة إيجابية كاذبة فى حالة الإصابة السابقة بالمرض, أو التعرض للبكتيريا وعدم حدوث الإصابة أو تلقى تطعيما سابقا ضد المرض.
  • قد يعطى نتائج إيجابية كاذبة فى حالات مرضية أخرى كأمراض الكبد المزمنة وبعض أنواع الإلتهاب السحائي.
  • قد يعطى نتيجة سلبية كاذبة فى حالة أمراض ضعف جهاز المناعة أوالعلاج بمثبطات المناعة.
  • قد يعطى نتيجة سلبية كاذبة فى حالة العلاج بالمضادات الحيوية.

المزرعة البكتيرية

وتعتبر من أفضل وسائل التشخيص, حيث يتم من خلالها تنمية البكتيريا المسببة للمرض على مزرعة وعزلها وفحصها للتأكد من وجودها.

وتختلف عينة المزرعة تبعا لتاريخ ظهور الأعراض على المريض, حيث تجرى فى الأسبوع الأول لعينة من الدم أو البول, وتجرى لعينة من براز المريض ابتداء من الأسبوع الثاني لظهور الأعراض.

عينة نخاع العظام

وهى أفضل وأدق طرق تشخيص المرض, وتتم بفحص عينة من نخاع العظام بكتيريا للتحقق من وجود بكتيريا سالمونيللا التيفود فيها, وتتميز هذه الطريقة بكفاءتها فى تشخيص المرض حتى فى حالة علاج المريض بالمضادات الحيوية.

الوقاية من حمى التيفود

حمى التيفود تنتقل عدواها بشكل اساسي عن طريق الطعام والشراب الملوثين ببكتيريا سالمونيللا التيفود المنتقلة إليهما من براز المرضى, وبالتالى تكون الوقاية منها بالطرق الآتية:

  • تناول الأدوية الواقية من المرض فى حالة السفر إلى إحدى الدول التى تتوطن فيها حمى التيفود, ولكن الأدوية سواء كانت اللقاح المأخوذ بالحقن أو الأقراص المتناولة بالفم لا توفر حماية كاملة ضد المرض.
  • لا تتناول إلا ما يتصاعد منه البخار, نصيحة غالية وبخاصة إذا كنت ستسافر إلى بلد تنتشر فيه حمى التيفوئيد, لا تتناول إلا الأطعمة الساخنة لأن الحرارة تقتل بكتيريا التيفود.
  • إحرص على تناول الماء من مصادر معالجة, وإن تعثر ذلك فقم بغلي الماء جيدا ثم ضعه فى آنية نظيفة محكمة الغلق وتبريده للشرب.
  • إحرص على غسيل الخضروات والفواكه جيدا بالماء والصابون قبل تناولها.
  • إحرص على غسيل يديك جيدا بالماء والصابون بعد استعمال دورة المياه وقبل تناول الطعام والشراب أو إعدادهما.
  • لا تتناول الأطعمة غير المغلفة ما لم يتم إعدادها منزليا والتأكد من شروط نظافتها.
  • قم بالتواصل مع مقدمي الرعاية الطبية فى حالة ظهور أي أعراض مرضية.

علاج الحمى التيفية

بما أن الحمى التيفية نوع من العدوى البكتيرية فإن علاجها يعتمد فى المقام الأول على المضادات الحيوية, ومن المضادات الحيوية المستعملة فى العلاج:

  • السيبروفلوكساسين: كثيرا ما يصف الأطباء هذا النوع من المضادات الحيوية لعلاج البالغين غير الحوامل من الحمى التيفية, إلا أنه من السىء أن بكتيريا سالمونيللا التيفود لم تعد حساسة لهذا النوع من العلاجات فى الوقت الحالي وبخاصة تلك السلالات التى ظهرت منها فى جنوب شرق آسيا.
  • أزيثرومايسين: ويوصف للعلاج فى حالة وجود موانع لإستعمال السيبروفلوكساسين أو كانت البكتيريا مقاومة له.
  • سيفترياكسون: هو دواء يعطى عن طريق الحقن, ويستعمل فى علاج الحالات التى عانت من مضاعفات الحمى التيفية أو فى حالات الأطفال أو من لديهم موانع لإستعمال النوعين السابقين أو أظهرت البكتيريا مقاومة لهما.

مضاعفات حمى التيفود

فى حالة عدم تقديم العلاج اللازم لمريض حمى التيفود فإنه قد يصاب بمضاعفات مثل تالية الذكر:

  • النزيف المعوي.
  • ثقب الأمعاء.
  • إلتهاب أغشية المخ(الإلتهاب السحائي).
  • التهاب عضلة وبطانة القلب.
  • التهاب الكلى والمسالك البولية.
  • التهاب الأوعية الدموية الرئيسية.
  • التهاب البنكرياس.
  • الإلتهاب الرئوي.
  • الأمراض النفسية كالهلاوس والهذيان والذهان.

وبالطبع يمكن لأى من هذه المضاعفات الخطيرة أن تودى بحياة المريض, لهذا فيجب عدم التهاون فى علاج عدوى التيفود والمبادرة بإستشارة الطبيب فى حالة ظهور أعراض مرضية وبخاصة فى البلدان التى تتوطن فيها حمى التيفود, مع الحرص على اتباع سبل الوقاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى