مضاعفات حمى البحر الأبيض المتوسط وطرق العلاج

كلمة حمى فى اللغة العربية تعنى ارتفاع حرارة المريض, ويصنف بعدها المرض حسب نوعه, أى حسب نوع المرض الذى أدى لإرتفاع حرارة المريض.

حمى البحر المتوسط بناء على هذه القاعدة هى ارتفاع درجة الحرارة الناتج عن مرض يشيع فى إقليم البحر الأبيض المتوسط, ومن الجدير بالذكر هنا أن الكثير من الناس يخلط بين حمى البحر الأبيض المتوسط وأنيميا البحر الأبيض المتوسط فيظنهما مرض واحد مع أن هذا غير صحيح بالمرة.

فكل من المرضين له مسبباته وأعراضه ومضاعفاته وطريقة علاجه التى تختلف جذريا عن الآخر.

حول مرض حمى البحر الأبيض المتوسط يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول لنتعرف من خلاله على هذا المرض الخطير, وماذا يمكن أن يحدث فى مريضه من مضاعفات, وكذلك على سبل العلاج وطرق التعامل مع الحالة.

ما هو مرض حمى البحر الأبيض المتوسط

هو مرض وراثى بالحتمية , أى لابد للمريض أن يرث المرض عن أحد أقاربه أو أسلافه , حتى وان كانت درجة القرابة بعيدة جدا بحيث لا يعلمها المريض نفسه , فقد يرث المرض عن جده السابع أو التاسع فالعرق دساس.

وتنتج أعراض المرض عن وجود خلل فى الجين المسؤول عن انتاج كريات الدم البيضاء, المسؤولة بدورها عن مكافحة الإلتهابات التى تحدث بالجسم يوميا لمسببات مختلفة, وبالتالى يؤدى هذا الخلل الجينى إلى خلل فى وظيفة كريات الدم البيض وينتج عن ذلك أعراض إلتهابية تتأثر بها كافة أجهزة الجسم, إضافة إلى زيادة ترسيب البروتين بشكل غير طبيعى فى مختلف أعضاء الجسم, وينتج عن ذلك  مضاعفات متعددة .

وفى الغالب تكتشف أعراض المرض خلال مرحلة الطفولة, إلا أن هذا لا يمنع أن أعراض المرض تتأخر فى الظهور أحيانا إلى سن العشرين وما فوقها.

الأعراض

تكون أعراض المرض فى صورة نوبات متكررة, تظهر ثم تختفى بعد ذلك , وقد تتكرر النوبات على فترات قصيرة فتكون كل أسبوع أو أسبوعين, وقد تتكرر على فترات متباعدة تمتد إلى سنوات.

وفى النوبة الواحدة قد تستمر الأعراض لأيام ثم تزول, وقد تستمر النوبة الواحدة لسنوات , فلا توجد قاعدة ثابتة لمعدل تكرار نوبات المرض ولا مدتها.

وفى الفترة ما بين النوبات يكون المريض فى حالة طبيعية تماما وكأنه لم يكن مريضا من الأساس, إلا إذا حدثت مضاعفات إستمرت مع المريض بعد زوال نوبة المرض.

وواقع الأمر أنه فى أغلب الأحيان لا يهتم المريض إن كانت أعراضه ناتجة عن نوبات المرض نفسها أم عن مضاعفاته, فما يهمه هو معاناته من الألم والمرض ولن يختلف الأمر بالنسبة له إن كان ذلك راجعا لنوبات المرض أم لمضاعفاته.

وتشمل أعراض المرض الأعراض الآتية:

  • ارتفاع الحرارة.
  • آلام وانتفاخ البطن.
  • إنتفاخ الصدر وصعوبة التنفس.
  • آلام العضلات.
  • آلام المفاصل وبخاصة المفاصل الكبيرة كالحوض والركبتين والرسغين والكاحلين.
  • قد يظهر طفح جلدى وبخاصة على الذراعين والساقين.
  • قد يعانى المريض من الصداع وصعوبة التركيز.

كيفية التشخيص

  • سماع شكوى المريض الذى يعانى من تكرار أعراضه فى صورة نوبات تأتى ثم تزول ثم تعود بعد فترة.
  • معرفة التاريخ العائلى للمريض وما إذا كانت تلك الأعراض قد ظهرت فى أحد من أفراد عائلته أو اسرته سابقا.
  • الفحص الجينى للمريض الذى يبين الخلل فى الجين المسؤول عن وظائف كرات الدم البيضاء.
  • فحوص الدم التى تبين زيادة سرعة الترسيب وزيادة خلايا الدم البيضاء والفبرينوجين والزلال, وكذلك زيادة بروتين Creactive protein.

المضاعفات

واقع الأمر أن المرض يتسبب فى حدوث مضاعفات تشمل جميع أجهزة الجسم , نظرا للخلل الحادث فى نظام مكافحة الإلتهاب فى الجسم وزيادة ترسيب البروتين في أعضاء الجسم المختلفة, وبالتالى تكون المضاعفات من الشدة بحيث يمكنها تهديد حياة المريض خاصة إذا تأخر تشخيص المرض أو لم يعر المريض اهتماما لتتبع مضاعفاته, وتتمثل تلك المضاعفات فى:-

  • زيادة تعرض المريض للإلتهابات المختلفة كالحمى المخية الشوكية والإلتهابات الرئوية المزمنة وإلتهاب غلاف القلب.
  • الإصابة بالعقم وبخاصة لدى الإناث.
  • تكرار التهاب المفاصل الذى يتسبب فيه المرض يتسبب فى تشوهات المفاصل التى تؤدى لفقدان وظائفها وإعاقة المريض عن الحركة.
  • زيادة ترسيب البروتين فى أعضاء الجسم المختلفة وبخاصة فى الكليتين يتسبب فى حالة الأميلوزس (الداء النشوانى) الذى يؤدى إلى الفشل الكلوى الذى يحتاج معه المريض إلى غسيل الكلى أو زراعة الكلى.

العلاج

كما ذكرنا سابقا فإن حمى البحر الأبيض المتوسط مرض جينى وراثى, وبالتالى فلا يوجد له علاج شاف حتى هذه اللحظة, فمثلما لا يوجد علاج يمكنه تغيير لون الشعر أو البشرة أو طول القامة أو غيرها من الصفات الوراثية للشخص, لا يوجد أيضا علاج يمكنه إلغاء جينات المرض من جسم المريض , ولهذا ينصحك دكتور كشكول عزيزى المريض بألا تنساق وراء بعض الإعلانات التجارية التى تروج لعلاجات نهائية للمرض كالأعشاب والحجامة والأجهزة والأدوية وغيرها, فجميعها مجرد وسائل نصب لا طائل من ورائها إلا تأخر المريض فى تطبيق العلاج الفعلى الذى يستهدف تجنب مضاعفات المرض وتقليل آثاره المدمرة على أعضاء الجسم المختلفة, وينقسم العلاج إلى:

  • الكوليشيسين: وهو العلاج الوحيد حتى الآن القادر على تعطيل مضاعفات المرض وتأخير ظهورها بقدر المستطاع, ويجب أن يستمر المريض فى تناوله وفق الجرعات المحددة من طبيبه حتى وإن كانت نوبات المرض غير موجودة , أى أن المريض يجب أن يتناوله مدى حياته سواء كان يعانى من أعراض المرض أم لا.
  • علاج مضاعفات المرض وفق نوعيتها كمسكنات الألم ومضادات الإلتهاب وخافضات الحرارة وغيرها مما تتطلبه الحالة.

كما يجب على المريض إستشارة الطبيب على وجه السرعة فى حالة ظهور أي أعراض غريبة لأنها قد تكون دليلا على مضاعفات جديدة لم تكن موجودة من قبل, أو دليلا على التهاب أو عدوى يجب سرعة السيطرة عليها قبل تفاقمها.

كما أن المريض يمكن أن يحتاج إلى التدخل الطبى أو الجراحى الطارىء فى أية لحظة وخاصة إذا ظهرت الأعراض الآتية:

  • نزف من أى فتحة من فتحات الجسم أو قىء دموى.
  • ألم حاد مفاجىء فى البطن.
  • صداع شديد مفاجىء.
  • صعوبة التنفس.
  • إضطراب الرؤية.
  • تشنجات صرعية.

كما ننصح الجميع للوقاية من الأمراض الوراثية بصفة عامة, تجنب زواج الأقارب, وإجراء الفحوص الجينية للزوجين قبل إتمام الزواج أو إجراءها للجنين بعد حدوث الحمل, حيث بإمكانها التعرف على ما يحمله الجنين من أمراض وراثية ليتمكن الأبوين والطبيب من إتخاذ القرار بشأن إستمرار الحمل أو إنهائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى