حكة المهبل: الأسباب وطرق الوقاية والعلاج
الحكة أو التهيج في أي منطقة من الجسم قد تكون سببًا في عدم الراحة، ولكن عندما يتعلق الأمر بمنطقة حساسة مثل المهبل، يتطلب الأمر وقفة جادة والبحث بدقة عن الأسباب المحتملة وطرق الوقاية والعلاج.
حكة المهبل هي عرض شائع لسبب لابد من تحديده كي نتمكن من تحديد العلاج، لكن لا تقلقي غالبًا ما يكون الأمر بسيطا ويمكن علاجه بسهولة، ولكن هذا يتطلب منكِ قراءة المقال التالي لمعرفة الأسباب المحتملة وكيفية علاجها.
أسباب حكة المهبل
هل تعرفين ما هو الأسوأ من حكة المهبل؟ عدم معرفة السبب وراء ذلك، لذا سنتغلب على الأسوأ ونتعرف معًا على الأسباب الأكثر شيوعًا:
- التهاب المهبل البكتيري (BV): هو حالة شائعة جدًا ناجمة عن عدم التوازن في الحامضية الخاصة بمنطقة المهبل وفرط النمو البكتيري عندما يحدث خلل في توازن البكتيريا المفيدة الموجودة طبيعيًا في منطقة المهبل.
ليست الحكة في الواقع هي العرض الرئيسي، تبقى هناك بعض العلامات المميزة وهي عادةً ما تكون إفرازات لينة القوام لها رائحة قوية تشبه رائحة السمك ولون رمادي أو أبيض باهت ويمكن أيضًا أن تكون رغوية.
وجدت دراسة أجرتها المجلة الأمريكية لعلم المناعة التناسلي عام 2016 أن معدلات الإصابة تزيد بشكل خاص بين النساء السود.
لعلاجها يمكن تجربة أدوية تساعد على زيادة حموضة المهبل لأنها تقتل البكتيريا الضارة وإذا لم يفلح ذلك، قد يصف لكِ طبيبك المضادات الحيوية. - الإكزيما أو الصدفية: يمكن أن يكون السبب هو بعض الحالات الجلدية مثل الإكزيما أو الصدفية والتي تحدث بسبب حساسية أو مشكلة في المناعية الذاتية.
الإكزيما والمعروفة أيضًا بإسم التهاب الجلد التأتبي هي عبارة عن طفح جلدي يحدث في المقام الأول في الأشخاص الذين يعانون من الحساسية وتظهر في صورة احمرار وحكة مع نسيج حرشفي قد ينتشر إلى الفرج.
بينما الصدفية فهي حالة جلدية شائعة تسبب قشور، حكة، بقع حمراء تظهر على فروة الرأس والمفاصل وفي بعض الأحيان يمكن أن تتفشى هذه الأعراض على الفرج أيضًا. - احتكاك يسبب التهاب الجلد: هل سبق لكِ تجربة كريم مرطب جديد وانتهى به المطاف بتقشير في الجلد أو طفح جلدي كامل بعد بضعة أيام؟ نفس الشيء يمكن أن يحدث للجلد حول المهبل.
إن الصابون، المعطر المهبلي وأي نوع جديد من الملابس الداخلية كلها عوامل يمكن أن تسبب الحكة.
إذا كنتِ تشعرين بالحكة المهبلية وليس لديكِ أية أعراض أخرى، فعليكِ التفكير إذا كنتِ قد بدأتِ مؤخرًا باستخدام أية منتجات جديدة مثل المنشفة، منتجات الحلاقة أو حتى ورق الحمام أو أي مركب مضاف إليه العطور أو المواد الكيميائية. - عدوى الخميرة المهبلية: الخميرة هي فطر طبيعي موجود في منطقة المهبل وهي عادةً لا تسبب المشاكل، ولكن في بعض الأحيان قد تتسبب في عدوى غير مريحة معروفة بإسم عدوى الخميرة المهبلية.
يمكن أن يؤدي النمو المفرط للخميرة في المهبل إلى ظهور بعض الأعراض بما في ذلك الحكة، الألم وإفرازات سميكة بيضاء برائحة أو بدون رائحة.
ثلث النساء فقط اللاتي تعانين من الحكة والتهيج لديهن بالفعل عدوى الخميرة.
أسهل طريقة لمعرفة نوع العدوى هو استخدام علاج مثل كريم نترات ميكونازول (2٪Monistat)، فإذا كان لديكِ بالفعل عدوى الخميرة فإنه سيفي بالغرض وإذا لم يحدث فعليكِ التوجه إلى الطبيب. - الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي: الحكة ليست من الأعراض الكلاسيكية لمعظم الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، على الرغم من أنها قد تكون في بعض الأحيان علامة أولية على وجود شيءٍ ما، ومن هنا قد تتطور الأعراض إلى ألم أثناء التبول، إفراز كريه الرائحة، تقرحات في الأعضاء التناسلية أو ألم أثناء الجماع.
لذا عليكِ أخذ بعض الأمراض التي تنتقل جنسيًا في الاعتبار ومنها:- الثآليل التناسلية: هي عبارة عن زوائد صغيرة مسطحة بلون اللحم تشبه القرنبيط وتظهر على الجلد نتيجة التعرض لفيروس الورم الحليمي البشري.
يمكن لهذا النوع من الأمراض المنتقلة جنسيًا أن يغير درجة الحموضة في المهبل مما يسبب الجفاف والحكة. - الهربس التناسلي: يسبب مجموعة من النتوءات الحمراء على الفرج، قد تشعر بالحكة في المناطق التي تظهر فيها القرح حتى قبل ظهورها.
- الكلاميديا: عادةً لا تظهر لعدوى الكلاميديا أعراض، ولكن في حالات نادرة يمكن أن تؤدي الكلاميديا إلى الحكة، تهيج المنطقة التناسلية، عدم الراحة عند التبول وظهور إفرازات غير معتادة.
- السيلان: هو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية أو المستقيم.
يمكن أن تشمل الأعراض الحكة، زيادة إفرازات المهبل والشعور بألم عند التبول. - داء المشعرات: وينجم هذا المرض المنقول جنسيًا عن عدوى من طفيلي أولي يدعى المشعرة المهبلية.
30% فقط من المصابين بالعدوى تظهر عليهم الأعراض والتي يمكن أن تشمل الحكة أو الإحمرار في الأعضاء التناسلية.
- الثآليل التناسلية: هي عبارة عن زوائد صغيرة مسطحة بلون اللحم تشبه القرنبيط وتظهر على الجلد نتيجة التعرض لفيروس الورم الحليمي البشري.
- قمل العانة لسوء الحظ قمل العانة هو عدوى سهلة الانتقال من الحشرات الصغيرة، قد تصيب الأعضاء التناسلية وتجعلك تشعر بحكة يمكن أن تصل بك إلى الجنون.
- الحزاز المتصلب (Lichen sclerosus): هو مرض غير شائع لم تعرف أسبابه بعد، حيث يُولِّد بقعًا بيضاء على الجلد قد ينتج عنها ندوب على الجلد المحيط بالأعضاء التناسلية تسبب حكة شديدة.
- انقطاع الطمث إن الانخفاض في هرمون الإستروجين الذي يحدث أثناء فترة ما حول سن اليأس وانقطاع الطمث يزيد من خطر الحكة المهبلية.
كلما قل الإستروجين كلما أصبحت أنسجة الفرج و المهبل أرق و أكثر جفافًا وأقل مرونة مما يؤدي إلى الحكة والتهيج. - عدوى المسالك البولية (UTI): هي عدوى بكتيرية تنشأ في أي مكان في مجرى البول وتسبب عادةً ألم في الحوض وبول ذو رائحة كريهة، كما يمكن أيضًا أن تسبب حكة في شكل وخز وإحساس بالتهيج.
- العلاجات التجميلية: في العقود القليلة الماضية، أصبحت النساء أكثر انشغالًا بالقضاء على الشعر الموجود في منطقة الفرج مما دفعهن إلى تجربة العديد من الطرق غير التقليدية مثل أقنعة الفحم النشط واستخدام البخار
- الدهانات الخاصة بعمل تان للبشرة: هذه الدهانات لا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد فحسب بل أيضًا يمكن أن تسبب حروق في الجلد وحكة وتهيج حول منطقة المهبل.
لذا فضلًا ابتعدي عن هذه الدهانات ولكن إذا انتهى الأمر بطريقةٍ ما بحروق، يمكنكِ خلط القليل من نبات الصبار مع زيت جوز الهند أو زيت شجرة الشاي واستخدام الخليط بشكل موضعي فهو آمن تمامًا لمنطقة المهبل. - إزالة الشعر بالشمع أو الحلاقة: إن منطقة البكيني حساسة جدًا إن لم تكن أكثر مناطق الجسم حساسية.
عندما تقومين بإزالة الشعر بالشمع أو الحلاقة فهذا يخل بسلامة الجلد ويسبب احمرار، حكة وحروق.
إذا كان لديك شعر مجعد أو خشن في الأسفل، فأنت أكثر عرضة لخطر النتوءات والحكة لأنه من الأسهل لهذا النوع من الشعر أن يعلق تحت سطح الجلد. - سرطان المهبل: قد تكون الحكة المهبلية أحد أعراض سرطان المهبل والذي يمكن أن يسبب الحكة المهبلية التي لا تزول أو تتحسن.
كما يمكن أن يسبب تغيرات في الجلد مثل تغير اللون أو زيادة سمك الجلد.
الفحوصات النسائية الدورية يمكن أن تحسن من فرص الكشف المبكر والحصول على نتائج أفضل. - الحزاز المسطح (Lichen planus): هو اضطراب التهابي يظهر على هيئة نتوءات أرجوانية مسطحة مرتفعة قد تظهر في مجموعات أو خطوط، إن الحكة من الأعراض الشائعة جدًا لحالات الحزاز المسطح وخاصةً عندما تصيب المنطقة المهبلية وتوجد أعراض أخرى يمكن أن تشمل القرح المؤلمة والبثور.
- الضغوط والإجهاد: يمكن أن يتسبب الإجهاد الجسدي والعاطفي في حدوث الحكة المهبلية والتهيج.
وقد يحدث ذلك عندما يؤدي التوتر إلى ضعف الجهاز المناعي مما يجعلكِ أكثر عرضة للالتهابات التي تسبب الحكة.
العلاج الدوائي لحكة المهبل
تهيج المهبل غالبًا ما يتحسن من تلقاء نفسه، ولكن إذا استمرت الحكة أو أصبحت أشد أو عادت بعد العلاج فعليكِ التوجه إلى الطبيب.
يمكن للطبيب أن يقوم بفحص الحوض ومن المحتمل أن يأخذ الطبيب أيضًا عينة من الإفرازات للعثور على مصدر المشكلة.
كيفية علاج الحكة المهبلية تعتمد على سبب المشكلة:
- يتم علاج التهاب المهبل البكتيري والأمراض المنقولة جنسيًا بالمضادات الحيوية ومضادات الطفيليات.
- يعتمد علاج عدوى الخميرة المهبلية على الأدوية المضادة للفطريات والتي تتوافر في صورة كريمات أو مراهم أو يتم أخذها عن طريق الفم.
- الحكة المرتبطة بالطمث يمكن علاجها باستخدام كريم الإستروجين، الأقراص أو المرطب المهبلي.
- قد تستجيب الأنواع الأخرى من الحكة والتهيج لكريمات أو مستحضرات الإستيرويد والتي تقلل من الالتهاب.
أفضل طرق العلاج المنزلي للحكة المهبلية
إذا كان الأمر بسيطًا، عليكِ تجربة بعض الطرق التي قد تكون مفيدة ومنها:
- حمام بيكربونات الصودا: يمكن أن تعالج حمامات بيكربونات الصودا عدوى الخميرة وكذلك بعض الحالات الجلدية المسببة للحكة.
وفقًا لدراسة أجريت في عام 2012 فإن صودا الخبز لها تأثير مضاد للفطريات كما وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن صودا الخبز تقتل خلايا المبيضات، وهي نفس الخلايا التي تسبب عدوى الخميرة في منطقة المهبل.
توصي المؤسسة الوطنية للإكزيما بإضافة ربع كوب من صودا الخبز إلى حمامك أو تحويلها إلى عجينة ووضعها على جلدك لعلاج الإكزيما كما وجدت دراسة من عام 2005 أن حمامات صودا الخبز هي علاج فعال للصدفية أيضًا. - الزبادي اليوناني: هو علاج منزلي شائع لعدوى الخميرة.
يعزز الزبادي نمو البكتيريا المفيدة في منطقة المهبل، هذه البكتيريا يمكن أن تقتل بعض الخميرة المسببة للعدوى وتبقي المهبل بصحة جيدة.
وجدت الدراسات أن مزيج من العسل والزبادي كان أكثر فاعلية في علاج عدوى الخميرة المهبلية من بعض الأدوية المضادة للفطريات. - الملابس الداخلية القطنية: يمكن أن تساعد على الحد من حالات حكة الجلد، كما أن ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن بنسبة ١٠٠% قد يمنع عدوى الخميرة إذ تنمو الخميرة في المناطق التي لا تتعرض جيدًا للتهوية.
- حمام خل التفاح: يعتقد العديد من الناس أن إضافة القليل من خل التفاح إلى الحمام يمكن أن يهدئ من عدوى الخميرة كما إنه علاج منزلي شائع للحكة الجلدية، ولكن للأسف هناك القليل من الأدلة لدعم هذا الاحتمال.
ومع ذلك فإنه علاج رخيص لتجربته وليس له آثار جانبية معروفة. - البروبيوتيك: إن البروبيوتيك الموجود في الزبادي وبعض المكملات يمكن أن يزيد من نمو البكتيريا المفيدة في منطقة المهبل والأمعاء.
- زيت جوز الهند: أظهرت دراسة أجريت في المختبر عام 2016 أن زيت جوز الهند يمكن أن يقتل المبيضات البيضاء التي تسبب عدوى الخميرة.
ومع ذلك لا توجد أدلة كافية لتأكيد فاعلية هذه الطريقة في البشر. - كريم مضاد للفطريات: إذا كانت عدوى الخميرة تسبب لك عدم الراحة، فهناك الكثير من الكريمات المضادة للفطريات والتي يمكن أيضًا أن تأتي في شكل أقماع مهبلية.
- كريم الكورتيزون: إذا كنت تعاني من الحكة بعد حلاقة شعر العانة، كريم الكورتيزون قد يكون أفضل حل لذلك حيث أنه يقلل من الحكة.
لا يجب وضع كريم الكورتيزون داخل المهبل ولكن يمكن وضعه على الجلد من الخارج حيث ينمو شعر العانة. - النظافة الشخصية: مهبلك ينظف نفسه، لذا كل ما عليك فعله هو غسل الجزء الخارجي من المهبل ببعض الماء الدافئ بصورة منتظمة والابتعاد عن استعمال الصابون أو المنظفات المعطرة.
كيفية الوقاية من حكة المهبل
هناك الكثير من المعلومات الغير موثوق بها على الإنترنت عندما يتعلق الأمر بمعالجة الحكة المهبلية، لذا عليكِ الحرص على اتباع التعليمات التالية:
- استخدام ماء دافئ لغسل المنطقة الحساسة.
- تجنب استخدام الصابون، المعطر المهبلي وفقاعات الاستحمام المعطرة.
- تغيِيرالملابس الداخلية باستمرار والحرص على ارتداء ملابس داخلية قطنية.
- إستعمال الطرق العازلة اللازمة عند ممارسة الجنس.
- إجراء فحص للوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- امسحي دائمًا منطقة المهبل من الأمام إلى الخلف للحفاظ على البكتيريا من البراز بعيدًا عن الفرج والمهبل.
قد تكون حكة المهبل أسوأ أثناء الليل لذا فقط احرصي على أخذ حمام دافئ قبل النوم وارتداء ملابس قطنية. نسيج الفرج هو أكثر أنسجة الجسم حساسية لذا عليكِ معاملته بلطف وحرص.