حقن منع الحمل .. أنواعها ومميزاتها وعيوبها
حقن منع الحمل من وسائل تنظيم النسل التى تقبل العديد من النساء على إستعمالها, نظرا لسهولة إستعمالها, وعدم التقيد بموعد يومى, وكذلك قلة تكلفتها, خاصة وأن مراكز خدمات تنظيم الأسرة تقدمها مجانا فى بعض البلدان.
ولكن هل تناسب هذه الوسيلة جميع النساء, وهل لها مخاطر أو عيوب إستعمال, وهل من الممكن أن يحدث الحمل برغم إستعمالها, هذا ما سنتعرف عليه فى هذا الموضوع.
ما هى حقن منع الحمل؟
حقن منع الحمل هى إحدى وسائل منع الحمل الهرمونية, حيث تعتمد بالأساس على هرمون البروچسترون, الذى يعمل على إيقاف التبويض, وبالتالى يؤدى ذلك إلى عدم حدوث الحمل, نظرا لعدم وجود البويضة الصالحة للإخصاب.
كما تقلل من فرصة وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم, وذلك عن طريق زيادة لزوجة إفرازات الرحم (مخاط عنق الرحم) مما يجعله يمثل ما يشبه سدادة مخاطية تقلل جدا من فرصة وصول الحيوانات المنوية إلى عمق الرحم لتلقيح البويضات إن وجدت.
أنواع حقن منع الحمل
جميع حقن منع الحمل ذات فكرة واحدة, وهى إستعمال جرعة من هرمون البروچستيرون, تضع الجسم فى حالة مشابهة للحمل الطبيعى, وبالتالى يتوقف التبويض ولا يحدث الحمل.
ولكن توجد منها ثلاثة أنواع تختلف فيما بينها فى جرعة البروچستيرون المستعملة, وبالتالى فى طول فترة عمل الحقنة, بحيث تتمكن كل امرأة من تحديد ما يلائمها, وتنقسم الحقن إلى ثلاثة أنواع:
- الحقنة الشهرية (ميزوسيبت Mesocept):
هى حقنة تدوم فاعليتها فى منع الحمل لمدة شهر واحد, وهى ليست شائعة الإستخدام, كما أنها ليست متوافرة فى جميع البلدان.
- حقنة الشهرين (نورستيرات Noristerat):
وتدوم فاعليتها لمدة شهرين, يمكن تكرارها بعدهما إذا رغبت المرأة فى ذلك.
- حقنة الثلاثة أشهر (ديبو بروڨيرا Depo-Provera):
تستمر فاعليتها لمدة ثلاثة أشهر, وهى الأشيع إستعمالا بين الأنواع جميعا, لدرجة أن معظم النساء لا تعرف من وسائل منع الحمل بالحقن غيرها, كما أنها أكثرها توافرا فى جميع البلدان.
مميزات حقن منع الحمل
- لا تحتاج لتكرارها يوميا, وبالتالى تقل إحتمالية نسيانها التى تحدث مع بعض الوسائل كالأقراص مثلاً.
- تناسب النساء المرضعات, حيث أنها وسيلة هرمونية أحادية الهرمون, فبالتالى يمكن استعمالها بعد ستة أسابيع من الولادة لمنع الحمل اثناء الرضاعة دون التأثير على كميات اللبن.
- لا تحتاج لإجراءات خاصة لإستعمالها, كما يحتاج اللولب مثلا حيث أنها مجرد حقنة.
- تناسب النساء اللائى يعانين من غزارة الحيض التى قد تسبب لهن بعض المشكلات كالأنيميا مثلا أو إنخفاض ضغط الدم, كذلك من تعانين من شدة ألام الحيض, حيث أنها تقلل من نزيف الحيض وربما توقف الحيض تماما.
- فاعليتها فى منع الحمل مرتفعة تصل إلى 99% فى حالة المواظبة على أخذ الحقنة فى موعدها المحدد تماما.
- تتيح ممارسة العلاقة الزوجية بحرية تامة قد لا تتيحها بعض الوسائل الأخرى, حيث قد تمتنع بعض النساء عن ممارسة العلاقة بسبب نفاذ أقراص منع الحمل أو إتباع نظام فترة الأمان مثلاً.
- تعتبر وسيلة قليلة التكلفة تتناسب إقتصاديا مع غالبية النساء.
- لا تتأثر فاعليتها بأية أدوية أخرى قد تحتاج المرأة لتناولها كالمضادات الحيوية أو مضادات حموضة المعدة وغيرها.
- تناسب النساء اللائى لا تناسبهن وسائل منع الحمل المحتوية على الإستروچين (حبوب منع الحمل المركبة).
- مناسبة لبعض الحالات الصحية كحالات بطانة الرحم المهاجرة أو أنيميا الخلايا المنجلية.
- تقلل من فرص الإصابة بسرطان الرحم حتى عند من لديهن إستعداد لحدوثه كصاحبات التاريخ العائلى لسرطان الرحم أو من تعانين من زيادة سمك بطانة الرحم, حيث أنها تعطى أحيانا لهؤلاء النساء أو الفتيات قبل الزواج كعلاج لمثل هذه الحالات.
حالات لا تناسبها حقن منع الحمل
- صاحبات الوزن الزائد أو اللاتى لا ترغبن فى زيادة وزنهن.
- مريضات الكبد.
- صاحبات التاريخ المرضى للإصابة بجلطات المخ والقلب.
- النساء فوق 35عاما.
- مريضات سرطان الثدى أو صاحبات التاريخ العائلى للإصابة به.
- مريضات الإكتئاب النفسى.
عيوب حقن منع الحمل
- تأخر عودة الخصوبة بعد توقف إستعمالها: حيث قد تحتاج المرأة إلى فترة تتراوح من ستة أشهر إلى عام كامل بعد توقف إستعمالها لتعود قادرة على الحمل من جديد, وبالتالى فهى لا تتناسب مع من تخططن للحمل فى وقت قريب.
- لا تناسب النساء اللاتى تزيد سنهن عن 35عام.
- تزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام, ولذلك فينبغى على مستخدماتها تناول مكملات الكالسيوم وڨيتامين د لتجنب تلك المشكلة, وبخاصة إذا كن مرضعات أو لديهن تاريخ عائلى للأصابة بهشاشة العظام أو يعانين من نقص بنسب الكالسيوم أو ڨيتامين د بالأساس, وهى تتماثل فى ذلك مع جميع وسائل منع الحمل أحادية الهرمون.
- إنقطاع الحيض الذى قد يحدث عند الكثير من النساء حال إستعمالها وقد يستمر لفترة حتى بعد توقف إستعمالها قد يكون عيبا بالنسبة لبعضهن أو مدعاة لإثارة القلق لديهن, بينما قد يكون ميزة بالنسبة للبعض الآخر منهن.
- بعض النساء قد تقلق من آثارها الجانبية فيتوقفن عن إستعمالها, على الرغم من أن تلك الآثار الجانبية تزول أو تنخفض جدا فى خلال الثلاثة أشهر الأولى من الإستعمال.
- تباعد مواعيد إستعمالها قد يتسبب فى تخطى تعاطيها فى موعدها المحدد نتيجة نسيانها أو عدم توافرها فى ذلك الموعد, مما قد ينتج عنه حدوث الحمل غير المرغوب فيه.
- تزيد من فرص حدوث العدوى المنقولة جنسيا, مثل الكلاميديا والسيلان والأيدز.
الآثار الجانبية لحقن منع الحمل
- ظهور أعراض الحساسية كالطفح الجلدى والحكة.
- العصبية وتقلب المزاج.
- زيادة الوزن, لذلك يجب ممارسة الرياضة وإلتزام نظام غذائى صحى لتجنب هذا العرض الذى يحدث مع جميع وسائل منع الحمل الهرمونية.
- الصداع.
- ألدوار (الدوخة).
- الإنتفاخ والألم فى البطن وخاصة لدى صاحبات القولون العصبى.
- ألإكتئاب.
- ألشعور بالتعب والإرهاق.
- عدم إنتظام الحيض أو توقفه أو حدوث نزف بسيط بين الدورات.
تزول الآثار الجانبية أو تقل كثيراً فى خلال الثلاثة أشهر الأولى من إستعمال الحقن, فلا يستدعى الأمر التوقف عن الإستعمال طالما لا توجد موانع طبية صريحة لعدمه.
كيفية إستعمال حقن منع الحمل
عادة ما يتم إعطاء الحقن فى عضلة الإلية, إلا أنه يمكن إعطائها فى عضلة أعلى الذراع أيضا.
يجب لضمان فاعلية الحقنة فى منع الحمل أن يتم الإلتزام بموعد الحقنة تماما, سواء حدث الحيض أو توقف, أى أنه بعد الحقنة الأولى قد يتوقف الحيض, إلا أن ذلك لا يعنى عدم الحاجة إلى تكرارها, فيجب تكرارها فى موعدها تماما إذا كانت المرأة ما تزال لا ترغب فى حدوث الحمل.
وإذا حدث لأى سبب أن تأخرت المرأة فى أخذ الحقنة فى موعدها, فيجب عليها إجراء اختبار للحمل قبل تكرارها أو إستبدالها بوسيلة أخرى تحسبا لأن يكون الحمل قد حدث فعليا.
متى تبدأ فاعلية حقن منع الحمل
فاعلية الحقن تتوقف على الوقت الذى تم أخذها فيه, فإذا تم إعطائها للمرأة خلال وقت الدورة الشهرية, فإنها ستكون محمية من الحمل على الفور, ويمكنها إستئناف العلاقة الزوجية بعد إنتهاء الحيض بلا أية أحتياطات ودون الخوف من حدوث الحمل.
أما إذا أخذتها المرأة فى أى وقت آخر غير وقت الدورة الشهرية, فسيحتاج الزوج إلى إستعمال الواقى الذكرى لمدة أسبوع بعد الحقنة, لضمان عدم حدوث الحمل, وذلك بعد أول مرة لإستعمالها فقط, وفى حالة إلتزام الزوجة بتعاطى الحقنة فى موعدها تماما.