حساسية السمسم | مشكلة بسيطة أم حالة طارئة؟

حساسية السمسم، قد يثير هذا المصطلح استغراب الكثيرين، حيث أنه نادرًا ما سمعنا عن شخص تحدث له أعراض الحساسية عند تناول السمسم، حتى ظننا أنه لا يمكن للسمسم أن يسبب الحساسية، ولكن في حقيقة الأمر السمسم كغيره من باقي الأطعمة قد يسبب الحساسية، حتى وإن كان بنسبة أقل من أطعمة أخرى كالفول السوداني، حيث يعتبر الفول السوداني من أكثر الأطعمة التي تسبب الحساسية، ونظرًا لخطورة أعراض الحساسية على المرضى نناقش تفيصيليًا كل ما يخص الحساسية من السمسم، ما هي أعراضها؟ ما هو العلاج المناسب؟ هل يحتاج المريض للذهاب إلى الطوارئ عند ظهور الأعراض؟ هل تصيب الحساسية الرضع؟

حساسية السمسم 

حساسية السمسم بالإنجليزي تعني (Sesame Allergy)، والحساسية هنا لا تتمثل فقط في تناول السمسم بشكله المعروف، بل باستخدام زيت السمسم أيضًا، وأي طعام قد يحتوي على السمسم بأي كمية، تنتج أعراض الحساسية من استنشاق، أو بلع، أو لمس المادة التي يتحسس منها الفرد للجلد، فيفرز الجسم الأجسام المضادة إي (IgE)، وتتحد مع المادة المسببة للحساسية (allergen)، وينتج عن ذلك إفراز مادة الهيستامين (Histamine) المسئولة عن ظهور أعراض الحساسية.

أعراض حساسية السمسم 

نتيجة لتفاعل الجسم مع المادة المسببة للحساسية تنتج بعض الأعراض، قد تكون تلك أعراض الحساسية العادية، أو أعراض الحساسية المفرطة، وسنتعرف الآن على أعراض كلٍ منهما.

أعراض الحساسية البسيطة 

يمكن التغلب على تلك الأعراض بسهولة باستخدام بعض الأدوية، فلا يحتاج المريض إلى الإقامة في المستشفى، تلك الأعراض، مثل:

  • صعوبة في التنفس.
  • السعال.
  • انخفاض معدل نبضات القلب.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • آلام البطن.
  • الشعور بالحكة داخل الفم.
  • احمرار الوجه.
  • الطفح الجلدي.

أعراض الحساسية المفرطة 

قد تصبح أعراض الحساسية أكثر شراسة في بعض الأحيان، وذلك بسبب إنتاج الجسم لكميات كبيرة من الهيستامين، تلك الأعراض، مثل:

  • النبض السريع الضعيف.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • صعوبة في التنفس.
  • الدوار.
  • الإغماء.
  • الطفح الجلدي.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإسهال.

لا يوجد اختلافات جوهرية بين أعراض الحساسية البسيطة، وأعراض الحساسية المفرطة، ولذلك قد يصعب على المريض تحديد خطورة الموقف، لذلك في جميع الأحوال يفضل التوجه لوحدة الطوارئ فورًا.

حساسية السمسم للرضع

لا تختلف الحساسية في الرُضع عن حساسية السمسم للكبار، حيث تسير عملية الحساسية بنفس الطريقة، قد يكون وجود تاريخ عائلي للحساسية طريقة للتنبؤ بالحساسيه في الأطفال، لكن لا يمكن الاعتماد عليه دائمًا، الفارق الوحيد بين الرضع والكبار هو القدرة على وصف الأعراض، حيث يسهل التشخيص في الكبار عن الرضع لقدرتهم على وصف ما يشعرون به، لكن الطفل يحتاج إلى ملاحظة الأم لوجود تغيرات في طفلها، تلك التغيرات، مثل:

  • تغير المزاج.
  • البراز السائب.
  • تورم العينين، أو الشفاه.
  • انتشار الطفح الجلدي.
  • صعوبة في التنفس.
  • حك الطفل للسانه بأصابعه.
  • البكاء المستمر.
  • وضع اليد داخل الفم باستمرار.

حساسية السمسم ولقاح كورونا 

أثبت الأطباء أنه لا تعارض بين حساسية أي نوع من أنواع الطعام، والحصول على لقاح كورونا، حتى وإن كان الفرد قد تعرض في فترة من فترات حياته إلى أعراض الحساسية المفرطة، هذا لا يضعه ضمن الفئة الممنوعة من الحصول على لقاح كورونا.

تشخيص حساسية السمسم

قد يكون تشخيص الحساسية من السمسم صعبًا في بعض الأحيان، لأن السمسم يتوفر غالبًا كمكون في الطعام إلى جانب مكونات أخرى، ولن يستطيع الطبيب التأكد من أن السمسم هو المتسبب في الحساسية، ولكن عند فحص الطعام الذي تناوله المريض قبل ظهور أعراض الحساسية، قد يشك الطبيب أن السمسم هو المتسبب في الحساسيه، ويتأكد من ذلك عن طريق إعطاء المريض كمية صغيرة من السمسم، ثم زيادة الكمية تدريجيًا حتى ظهور الأعراض.

علاج حساسية السمسم 

في بعض الأحيان عندما تكون الأعراض بسيطة يمكن الاعتماد على مضادات الهيستامين (Antihistamines) فقط لعلاجها، تلك المضادات، مثل:

  • كلاريتين (Claritine).
  • زيرتك (Zyrtec).
  • تلفاست (Telfast).

لكن في حالة ظهور أعراض الحساسية المفرطة ينصح بالتوجه فورًا إلى المستشفى أو طلب الإسعاف وفقًا لحالة المريض، وفي أثناء ذلك لابد أن يحافظ المريض على هدوئه لأقصى درجة حتى لا يتأذى، لحين تلقي حقن مادة الإيبينيفرين (Epinephrine)، والتي توقف عملية الحساسية، يعالج الأطفال بنفس طريقة الكبار، لكن تُنصح الأمهات دائمًا بالتأكد من إبعاد السمسم عن متناول الطفل، وتوعية الطفل بحالته إذا كان عمره يسمح بذلك لإعلام الأم في حالة ظهور أي أعراض للحساسيه.

الوقاية من حساسية السمسم 

يفضل تجنب كل الأطعمة التي تحتوي على السمسم، ولذلك ينصح دائمًا بقراءة قائمة المكونات، ولكن بعض المنتجات على الرغم من احتوائها على السمسم إلا أن السمسم لا يُدرج في قائمة المكونات، ويحدث ذلك في بعض الدول التي تسجل حالات منخفضة من حساسية السمسم، ولذلك في حالة عدم التأكد من عدم احتواء الطعام على السمسم يفضل اجتنابه، قد يكون هذا صعبًا لأن السمسم يتواجد في الكثير من الأطعمة التي نتناولها يوميًا، وهي: الخبز والطحينة، ونظرًا لوجود السمسم في الطحينة دائمًا ما يعاني الفرد من حساسية السمسم والطحينة معًا، أحيانًا قد يتواجد السمسم في قائمة المكونات لكن باسم آخر، مثل:

  • الجينجي أو زيت الجينجي (Gingelly oil).
  • السمسمول (Sesamol).
  • سيساموم إنديكوم (Sesamum Indicum).

الأسئلة الشائعة

نجيب في هذه الفقرة عن أكثر الأسئلة المطروحة فيما يخص حساسية السمسم.

ما هي الأطعمة التي تحتوي على السمسم؟

يتواجد السمسم بشكل أساسي في معظم الأطعمة، ولذلك قبل تناول الأطعمة التالي ذكرها يجب التأكد من عدم احتوائها على السمسم:

  • أعواد الخبز.
  • الحمص.
  • السجق.
  • صلصة بابا غنوج.
  • الفلافل.
  • المعكرونة.
  • البرغر النباتي.
  • السوشي، ومعظم الأطعمة الآسيوية.

هل تسبب حساسية السمسم الوفاة؟

قد تسبب الحساسية الوفاة عند تجاهل أعراضها، حيث تؤدي الحساسية إلى ضيق الممرات الهوائية، مما يسبب صعوبة في التنفس، فيموت الشخص من نقص الأكسجين.

ما أشهر أنواع الحساسية الأخرى التي تصاحب حساسية السمسم؟

غالبًا ما يصاحب حساسية السمسم حساسية من بعض الأطعمة الأخرى، مثل:

  • البندق.
  • حبوب الشوفان.
  • اللوز.
  • الفستق.
  • عين الجمل.

متى يُصاب الفرد بحساسية السمسم؟

يمكن للفرد أن يُصاب بالحساسية في أي سن، وقد يعتاد الشخص على تناول السمسم في فترة الطفولة، ثم يصاب بالحساسية فيما بعد.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالحساسية؟

قد يصاب أي شخص بحساسية السمسم، لكن الأشخاص المصابون بأنواع أخرى من الحساسية، ومن يعانون من الإكزيما، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحساسية من غيرهم.

هل يتوفر السمسم في الأطعمة فقط؟

لا، يتوفر السمسم في الكثير من المنتجات الأخرى، مثل:

  • الأدوية.
  • منتجات التجميل.
  • العطور.
  • المكملات الغذائية.

هل تتوفر أدوية علاج الحساسية في الصيدليات؟

تتوفر مضادات الهيستامين في الصيدليات ويمكن صرفها بدون وصفة طبية، لكن حقن الإيبينيفرين تتوفر في المستشفيات فقط، لذلك ينصح بالتوجه فورًا للمستشفى.

هل يمكن استخدام الإيبينيفرين أثناء الحمل والرضاعة؟

نعم، نظرًا لأن الحساسية تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وهو ما قد يعرض حياة الأم والجنين للخطر، حيث أن انخفاض ضغط الدم يقلل من كمية الدم المتدفقة للجنين، أما الرضاعة فلا يؤثر الإيبينيفرين على الطفل عند نزوله في اللبن نظرًا لأن الجسم يتخلص منه سريعًا مما يقلل فترة تعرض الطفل له، وبالتالي لآثاره الجانبية.

ختامًا حساسية السمسم قد تمثل خطرًا على حياة الفرد، خاصةً عند إصابة الشخص بها لأول مرة، لأنه قد لا يدرك أن تلك الأعراض سببها الحساسية مما قد يدفعه لتجاهلها، أو يظن أن الأعراض تقتصر على الحكة واحمرار الجلد فقط، ولذلك يجب على كل فرد معرفة أعراض الحساسية لينقذ حياته، أو حياة غيره، وذلك إيمانًا منا بأن التوعية هي السبيل للنجاة من الأمراض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى