جفاف الفم .. الأسباب والأعراض وطرق العلاج

جعل الله من الماء كل شئ حي، وإذا جف الماء تضررت الحياة، فإذا فقد الإنسان الكثير من السوائل حصل جفاف عام في الجسم، وإذا قل الماء في الفم ظهرت مشكلة جفاف الفم، لذلك فإن اللعاب يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الفم رطبًا خاليًا من البكتيريا، وكذلك فهو يساعد على مضغ الطعام وبلعه.
وفي هذا المقال سنناقش مشكلة الجفاف التي تصيب الفم (Dry Mouth) ونعرض الأسباب والأعراض وطرق العلاج، فهيا بنا.
ما المقصود بجفاف الفم؟
حين تعجز الغدد اللعابية في الفم عن إفراز اللعاب بصورة طبيعية يؤدي ذلك إلى الجفاف، يصاحب ذلك بعض الأمور المزعجة، مثل رائحة الفم الكريهة، وصعوبة البلع، وحدوث تشققات في الشفاه، وتسوس الأسنان.
الأعراض
إذا لم تقم الغدد اللعابية بدورها في إفراز اللعاب بقدر كافٍ، ستلاحظ بعضًا من تلك الأعراض مثل:
- الشعور باللزوجة في الفم.
- رائحة كريهة للفم.
- صعوبة في مضغ الطعام وفي البلع.
- صعوبة في الكلام.
- جفاف اللسان.
- الشعور المستمر بالعطش.
- التهاب في الحلق وبحة في الصوت.
- خلل في تذوق الطعام والشراب.
أسباب جفاف الفم
تتعدد الأسباب لتلك المشكلة مثل:
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية
تتسبب المئات من الأدوية في جفاف الفم كأثر جانبي، مثل الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى مضادات الهستامين، ومزيلات الاحتقان، والأدوية الباسطة للعضلات.
- التقدم في العمر
يعاني العديد من كبار السن من تلك المشكلة نظرًا لتراجع إفراز اللعاب فضلًا عن تفشي الأمراض المزمنة وكثرة تناول الأدوية بين هذه الفئة، وانخفاض قدرة الجسم على التخلص من المواد الكيماوية الناتجة عن التمثيل الدوائي.
- الإصابة بالسرطان
مريض السرطان يعالج بعلاج كيميائي أو إشعاعي، وكلاهما يؤثر على إفراز اللعاب حيث يتسبب العلاج الكيميائي في حدوث تغيرات في طبيعة اللعاب وكمية إفرازه في الفم، ويكون ذلك مؤقتا حيث تعود الأمور لطبيعتها بعد فترة من توقف العلاج، ويتدفق اللعاب بشكل طبيعي؛ أما العلاج الإشعاعي خاصةً إذا كان قريبًا من الرأس أو الرقبة فإنه قد يسبب ضررًا للغدد اللعابية فيقل إفراز اللعاب، وقد يكون الضرر دائمًا أو مؤقتًا.
- تلف في الأعصاب
عند حدوث إصابة شديدة في منطقة الرأس أو العنق قد يصاحبها ضرر مباشر في الأعصاب الواصلة بين الدماغ والغدد اللعابية، وربما كان الضرر غير مباشر بسبب إجراء تدخل جراحي في تلك المنطقة ينتج عنه تلف لتلك الغدد، وفي كلا الحالتين يحدث تراجع كبير في إفراز اللعاب.
- التدخين وتناول الكحول
يتسبب التدخين وتعاطي الكحول ومضغ التبغ في جفاف الفم، لذا فإن التوعية من أضرار التدخين وتناول الكحوليات وتعاطي التبغ، يساهم بشكل كبير في الحد من هذة المشكلة التي تصيب الفم.
- الآثار الجانبية لبعض الأمراض
- مرض السكر (Diabetes).
- مرض نقص المناعة المكتسبة (HIV).
- مرض الزهايمر (alzheimer’s disease).
- متلازمة شوغرين (Sjögren’s Syndrome).
- التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
- ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)
- مرض باركنسون (Parkinson’s Disease)
- التهاب الغدة النكافية (Mumps).
المضاعفات
قد يتطور الأمر إذا ترك دون علاج إلى المضاعفات التالية:
- تقرحات في الفم.
- التهابات في اللثة.
- تسوس الأسنان.
- أمراض سوء التغذية والأنيميا المترتبة عن صعوبة المضغ.
علاقة جفاف الفم بتسوس الأسنان
وجود اللعاب في الفم يساعد على مضغ الطعام وسهولة بلعه، فضلا عن كونه المنظف الطبيعي للفم من بقايا الطعام العالقة بالأسنان، لذا فإن اللعاب يلعب دورًا هامًا في الحماية من تسوس الأسنان والتهابات اللثة.
كيف تقي نفسك من جفاف الفم؟
هناك بعض الوسائل التي تحافظ على رطوبة الفم وتحمي من الجفاف مثل:
- شرب الكثير من الماء على مدار اليوم.
- غسل الأسنان بمعجون أسنان يحتوي على فلورايد.
- استخدام غسول الفم.
- التنفس عن طريق الأنف وليس الفم.
- تناول أطعمة طرية ورطبة، وتجنب تناول الطعام شديد السخونة.
- عدم الإفراط في استخدام المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل الشاي والقهوة والمشروبات التي تحتوي على الشيكولاتة)، وكذلك المشروبات الحمضية.
- الإقلاع عن التدخين بجميع صوره وشرب الكحول.
- استخدام مرطب للشفاه.
- استخدام فرشاة أسنان ناعمة.
- غسل الفم جيدًا بالماء قبل الأكل وبعده (يمكنك استخدام محلول ماء بالملح حيث ينصح به أطباء الأسنان بوضع نصف ملعقة من الملح مع كوب من الماء واستخدام المحلول كغسول للفم).
- عدم الإكثار من تناول الطعام الحار، والطعام شديد الملوحة، وكذلك الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- نزع طقم الأسنان قبل النوم.
العلاج
إن علاج المشكلة يتوقف على معالجة السبب، فإذا كان الجفاف بسبب دواء معين ينبغي مراجعة الطبيب المختص لمراجعة الأمر من حيث تعديل الجرعة أو تغيير نوع العلاج؛ ,أما إذا كان السبب مرتبط بالطعام والشراب حينها يمكن علاج الأمر بالتحكم في نوع النظام الغذائي.
هناك أدوية تساعد على ترطيب الفم مثل البخاخات والجيل المرطب للفم، تلك الأدوية تعمل على زيادة إفراز اللعاب، ويمكن استشارة طبيب الأسنان قبل استخدام تلك الأدوية.
وأخيرًا هناك بعض الدراسات البحثية الواعدة حول استبدال الغدد اللعابية التالفة بأخرى صناعية لكنها لا تزال في طور التجربة.
جفاف الفم أثناء النوم
إذا استيقظت من النوم وجدت فمك جافًا، فربما تعاني من انسداد في الأنف مما يجعلك تتنفس من فمك أثناء النوم؛ حينها يتوجب عليك مراجعة الطبيب المختص لعلاج انسداد الأنف.
جفاف الفم من علامات الحمل
تحتاج المرأة الحامل إلى الكثير من الماء اللازم لنمو الجنين لذا تكون أكثر عرضة لجفاف الفم، كما أن بعض الحوامل عرضة للإصابة بسكر الحمل ومضاعفاته من كثرة التبول وجفاف الفم.
جفاف الفم من أعراض الكورونا
أثبتت الدراسات العلمية أن جفاف الفم من أعراض الإصابة بفيروس كورونا، حيث يظهر هذا العرض مبكرًا قبل باقي الأعراض المعروفة، وفي معظم الحالات يختفي ذلك العرض مع بداية العلاج.
جفاف الفم ومرض السكري
من أشهر أعراض الإصابة بمرض السكري جفاف الفم، ويرتبط ذلك العرض بمدى تحكمك في مستوى السكر في الدم، فإذا كنت مريضًا بالسكر من النوع الأول أو الثاني فاعلم أن جفاف الفم علامة على ارتفاع مستوى السكر.
لابد أن نعلم أن هضم الطعام يبدأ من الفم، حيث الأسنان تُقطع واللسان يُقلب واللعاب بما يحتويه من إنزيم الأميليز الذي يكسر الجزيئات الكبيرة إلى جزيئات صغيرة، وعليه فإن صحة الإنسان تبدأ من سلامة الفم والأسنان، والحفاظ على الفم رطبًا يضمن لك نفسًا طيبًا وسهولةً في بلع الطعام وهضمه.