تقويم الاسنان Orthodontics | كل ما يهمك معرفته

يعود تاريخ تقويم الاسنان إلى منتصف القرن التاسع عشر. من أبرز المساهمين في هذا المجال نورمان ويليام كينجزلي (1829-1913) وإدوارد أنجل الذي ابتكر أول نظام أساسي لتصنيف سوء الإطباق وهو نظام لا يزال مستخدمًا حتى الآن.

صحة أسنانك تلعب دورًا هامًا في رفاهيتك العامة حيث يمكن أن يؤدي سوء الإطباق أو الأسنان المنحرفة إلى مشاكل كثيرة بما في ذلك صعوبة المضغ، تسوس الأسنان وأمراض اللثة المتعددة.

لا يولد الجميع بأسنان مستقيمة لذا إذا كنت تحتاج إلى تقويم للأسنان ولايزال ينقصك بعض المعلومات عنه، ستجدها كاملة في السطور القادمة.

تعريف تقويم الاسنان

وفقًا للجمعية البريطانية لتقويم الاسنان، فإن تقويم الاسنان هو دراسة نمو وتطور الفكين، الوجه والجسم بوجه عام اعتمادًا على أنه يؤثر على وضع الأسنان. هو فرع متخصص في طب الأسنان حيث يمكن تقسيم مصطلح Orthodontics إلى كلمتين يونانيتين orthos تعني مستقيم أو صحيح و dontics تعني الأسنان، وبالتالي فإن تقويم الأسنان يعني معالجة سوء الإطباق لجعل الأسنان في وضعها الصحيح وخلق أسنان صحية مستقيمة تلتقي بشكل صحيح مع الأسنان في الجهة المقابلة من الفك. وضع الأسنان السليم يسهل عليك المضغ والتحدث، فإذا كانت أسنانك مكتظة أو متباعدة أو تلتقي بطريقة غير طبيعية أو لا تلتقي على الإطلاق فالتقويم هو الحل الأمثل. يمكن أن يكون العلاج بهدف تجميلي لتحسين مظهر الوجه ولكنه غالبًا ما يهدف إلى تحسين وظائف الفم أيضًا.

في الماضي كان علاج تقويم الاسنان يرتبط بالأطفال والمراهقين، لكن اليوم يبحث العديد من البالغين عن التقويم لتصحيح المشاكل القديمة أو المشاكل التي تنبُع من تغيرات النضج.

الهدف من تقويم الاسنان

يمكن لأخصائي تقويم الاسنان أن يقوم بعمل يهدف إلى تحقيق ما يلي:

  • غلق الفجوات الواسعة بين الأسنان.
  • محاذاة أطراف الأسنان.
  • تقويم الأسنان الملتوية لتحسين القدرة على المضغ أو الكلام.
  • تعزيز صحة اللثة والأسنان ومنع تلف الأسنان على المدى الطويل.
  • معالجة اللدغة الناتجة عن وضع الأسنان غير الصحيح. 

يؤدي العلاج إلى تحسين مظهر الأسنان، كذلك يؤدي أيضًا إلى تحسين وظيفة المضغ والكلام ويساعد على حماية الأسنان من التلف و التسوس.

مراحل عملية التقويم

العلاج المبكر هو الأفضل حيث أنه يمنع المشاكل من أن تصبح أكثر خطورة كذلك يكون العلاج أكثر صعوبة بعد البلوغ وتوقف النمو. مع ذلك يمكن أن يبدأ علاج تقويم الاسنان في أعمار مختلفة اعتمادًا على الحالة التي تتطلب العلاج. تمر عملية التقويم بعدة مراحل كي تصل إلى النتيجة النهائية المطلوبة:

  • التوسيع: يستخدم جهاز تقويم أسنان خاص لتوسيع عرض الحنك أو الفك إذا لزم الأمر، مما يساعد على توفير مساحة أكبر للأسنان حتى تتمكن من الدخول لأماكنها بشكل مستقيم قدر الإمكان.
  • التصحيح: يتم تركيب جهاز للمساعدة في تصحيح الأسنان الموجودة ويتم إجراء التعديلات مع تحريك الأسنان أثناء العلاج.
  • التثبيت: يتم تركيب جهاز آخر يسمى المثبت، ومن المتوقع ارتداؤه بانتظام لمدة 12 شهر أخرى لمنع الأسنان من العودة إلى وضعها القديم. في السنة التالية عادةً ما يتم ارتداء المثبت ليلًا فقط.

الأدوات اللازمة للتقويم

للقيام بعملية التقويم يستخدم طبيب الأسنان مجموعة من الأجهزة الطبية المتخصصة، قد تكون هذه الأجهزة ثابتة أو قابلة للإزالة.

الأجهزة الثابتة

الأجهزة الثابتة هي الأدق والأكثر شيوعًا في عمليات تقويم الأسنان. يمكن للشخص أن يأكل بشكل طبيعي مع الأجهزة الثابتة، ولكن يجب تجنب بعض الأطعمة والمشروبات مثل المشروبات الغازية، الحلوى الصلبة، العلكة وغيرها من الأطعمة اللزجة. ومن أمثلة أجهزة تقويم الاسنان الثابتة ما يلي:

  • الدعامات: تتكون من أقواس، أسلاك وأربطة. يتم تثبيت الأسلاك بإحكام حول الأسنان، تمر الأسلاك من خلال الأقواس ويتم تثبيتها على الدعامات التي تتصل بالجزء الأمامي من الأسنان. عندما يتم تضييق السلك، يتم الإحكام على الأسنان ومع مرور الوقت هذا الإحكام ينقلها إلى الوضع الصحيح. وتشمل المتابعة القيام بزيارات شهرية لتعديل أو تشديد الدعامات، قد يستمر العلاج من عدة أشهر إلى عدد من السنوات.
  • أجهزة مثبتة لحفظ الفراغات: إذا فقد الطفل أحد أسنانه، ستعمل هذه الأجهزة على الحفاظ على الفراغ الموجود حتى مرحلة البلوغ ونمو الأسنان البديلة. يوجد منها أيضًا بعض الأنواع القابلة للإزالة.
  • الأجهزة الثابتة الخاصة: هذه يمكن أن تساعد في السيطرة على دسر اللسان أو مص الإبهام، قد تكون غير مريحة خاصةً عند تناول الطعام ولذلك يتم استخدامها فقط إذا لزم الأمر.

الأجهزة القابلة للإزالة

يمكن استخدامها لعلاج المشاكل الصغيرة مثل منع مص الإبهام أو تصحيح الأسنان الملتوية قليلًا، يجب إخراج الجهاز فقط عند التنظيف أو الأكل أو تنظيف الأسنان بالخيط. في بعض الأحيان قد ينصح طبيب الأسنان بإزالتها خلال ممارسة أنشطة معينة مثل العزف على آلة النفخ أو ركوب الدراجات. ومن أمثلة الأجهزة القابلة للإزالة ما يلي:

  • أجهزة المحاذاة: قد يكون هذا البديل للتقويم مفيدا للبالغين. لا يلاحظها الآخرون تقريبًا، ويمكن نزعها لتناول الطعام أو لتنظيف الأسنان بالخيط. يتم استخدام جهاز المحاذاة لمدة 2 إلى 3 أسابيع، ثم يتم تغييره إلى آخر أكثر إحكامًا.
  • غطاء الرأس: هو تكوين معدني يتم وضعه حول الجزء الخلفي من الرأس، متصل بسلك معدني في المقدمة والهدف منه هو إبطاء نمو الفك العلوي والحفاظ على الأسنان الخلفية في مكانها بينما يتم سحب الأسنان الأمامية إلى الخلف.
  • مصدات الشفاه والخدين: هي مصنوعة خصيصًا لتخفيف ضغط الخدين أو الشفتين على الأسنان.
  • موسع الحنك: تم تصميم هذا الجهاز لجعل قوس الفك العلوي أوسع، يتكون من لوحة بلاستيكية مع مسامير يتم وضعها على الحنك أو سقف الفم، تضغط على المفاصل مما يعمل على توسيع حجم سقف الفم.
  • المثبتات: عادةً ما ينصح به للأسنان الأمامية السفلية بسبب ارتفاع خطر عودة الأسنان إلى وضعها السابق، كما يمكن استخدامها أيضًا لمنع الأطفال من مص إبهامهم. هناك نوعان من المثبتات القابلة للإزالة إحداهما مصنوعة من المعدن والإكريليك حيث يوضع الإكريليك على سطح الفم ويحيط السلك بالأسنان الأمامية، والنوع الآخر مصنوع من البلاستيك الشفاف.
  • الجبائر أو أجهزة تغيير موضع الفك: يتم وضعها إما في الفك العلوي أو السفلي. تستخدم عادةً في حالات اضطراب المفصل الصدغي الفكي (TMJ) وهي حالة تسبب الألم والخلل الوظيفي في العضلات التي تنطوي على حركة الفك.

مهما كان الجهاز المستخدم، احرص على اتباع تعليمات المتخصصين والإرشادات الخاصة بنظافة الفم لضمان الحصول على أفضل النتائج.

متى تكون زيارة طبيب الأسنان واجبة؟

سوء الإطباق ليس مرضًا ولا يؤثر على الصحة البدنية، هو فقط اختلاف في وضع الأسنان لكنه قد يؤثر في شكل الوجه ومظهر الأسنان مما قد يؤدي إلى الإحراج وعدم الثقة بالنفس. قد يؤثر سوء الإطباق الحاد على الكلام، تناول الطعام وغيرها من الأمور. ومن أهم الأسباب التي تستوجب التوجه إلى الطبيب المختص بتقويم الاسنان:

  • بروز الأسنان الأمامية: يمكن للعلاج أن يحسن من مظهر الأسنان البارزة وتعديل وضعها للوقاية من التلف أثناء الإصابات الرياضية أو السقوط. 
  • عضة عكسية: عندما تكون الأسنان مشدودة فإن الأسنان العلوية تعض داخل الأسنان السفلية.
  • الحشود: في الفك الضيق قد لا يكون هناك مساحة كافية لجميع الأسنان لذا يمكن لطبيب الأسنان أن يزيل سنًا واحدًا أو أكثر لإفساح المجال للآخرين.
  • الأسنان المتأثرة: يمكن أن يحدث هذا عندما لا يظهر سن بالغ من اللثة أو العظام أو يظهر جزئيًا فقط.
  • الأسنان الغير متماثلة: الأسنان العلوية والسفلية لا تتطابق خاصةً عندما يكون الفم مغلقًا.
  • عضة عميقة: عندما تكون الأسنان مشدودة فإن الأسنان العلوية تنزل بعيدًا عن الأسنان السفلية.
  • الأسنان العلوية بعيدة جدًا إلى الخلف أو الأسنان السفلية قريبة جدًا إلى الأمام.
  • العضة المتقاطعة: واحدة على الأقل من الأسنان العلوية لا تنزل قليلًا أمام الأسنان السفلية عندما تكون مشدودة وتكون قريبة جدًا من الخد أو اللسان.
  • التباعد: هناك فجوات أو فراغات بين الأسنان، إما لأن السن مفقود أو أن الأسنان لا تملأ الفم. 
  • عضة مفتوحة: عندما تكون الأسنان مشدودة يكون هناك فجوة بين الأسنان العلوية والسفلية.

التشخيص وتقييم الحاجة إلى التقويم

يقوم الطبيب بتقييم حالة الأسنان والتطورات المترتبة على تركيب التقويم، ويشمل التقييم ما يلي:

  • أخذ تاريخ كامل للمريض من حيث الأمراض المختلفة وصحة الأسنان.
  • إجراء فحص سريري.
  • أخذ صور بالأشعة السينية للأسنان والفك.
  • صنع نماذج من الجص للأسنان.

 بعد ذلك يقرر طبيب تقويم الأسنان خطة العلاج.

متى تبدأ عملية تقويم الأسنان؟

يبدأ العلاج عادةً في سن 12 أو 13 سنة عندما تكون الأسنان قد تكونت وتطورت بشكل كامل، في عام 2014 قام ما يقرب من 1.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة بعمليات تقويم الأسنان.

قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة إلى تقويم الاسنان قبل أن تتطور أسنانهم بشكل كامل.

بعد تنظيف فمك بصورة جيدة لمنع جزيئات الطعام من الالتصاق بها لمنع تسوس الأسنان أثناء العلاج يمكنك أن تبدأ في عملية التقويم، وتختلف مدة تقويم الأسنان من شخص لآخر تبعًا لعدة عوامل مثل:

  • العمر وطبيعة المشكلة التي تحتاج إلى علاج.
  • أنواع الأجهزة المستخدمة في عملية تقويم الاسنان.
  • الفراغات والمسافات بين الأسنان.
  • الحالة الصحية للأسنان والفم والفكين واللثة.
  • مدى التزام المريض بتعليمات الطبيب.

تحقيق النتائج المرغوبة من التقويم

من المرجح أن تحقق نتائج جيدة في غضون 18 إلى 24 شهرًا من بدء العلاج لكن احرص على اتباع التعليمات التالية :

  • العناية الجيدة بالأسنان واللثة واستخدام خيط الأسنان لإزالة بقايا الطعام.
  • ارتداء الأجهزة الخاصة بالتقويم تبعًا لإرشادات الطبيب المختص.
  • اتباع نصائح طبيب الأسنان حول الطعام والشراب المناسبين.
  • ارتداء المثبت كل ليلة للحفاظ على النتائج.

قد يوصي الطبيب المختص بتجنب المشروبات الغازية، الوجبات الخفيفة السكرية وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان.

الأضرار الناتجة عن تقويم الأسنان

واحدة من أهم المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار في تقويم الاسنان هي الفشل في تحقيق النتائج المرجوة من العلاج، ومع ذلك في معظم الحالات فإن فوائد العلاج تفوق المخاطر والعيوب المحتملة. وتشمل بعض المخاطر ما يلي:

  • تسوس الأسنان المبكر: قد يحدث هذا إذا لم يتم الحفاظ على المناطق المحيطة بتقويم الأسنان نظيفة، والحرص على عدم تراكم بقايا الطعام حول الدعامات المثبتة والذي يسبب التسوس خاصةً إذا كان النظام الغذائي يحتوي على نسبة عالية من السكر.
  • ارتشاف الجذر أو ذوبان جذور الأسنان: قد تؤدي حركة الأسنان مع ربطها بالأقواس إلى حدوث تآكل وتلف في جذور الأسنان.
  • فقدان دعم اللثة: يحدث هذا أيضًا بسبب استخدام دعامات في بعض الأفراد، قد تؤدي الدعامات والعلاج التقويمي إلى تفاقم التهاب اللثة وزيادة خطر الإصابة بأمراض اللثة.

العلاج التقويمي متاح بسهولة وبتكلفة معتدلة وبدون العديد من المخاطر أو المضاعفات، بالنظر إلى التأثير الكبير والثقة بالنفس التي يمكن أن تخلفها ابتسامة جميلة بأسنان محاذية بشكل طبيعي، فإن تقويم الاسنان لتعديل أي خطأ يصبح ضرورة حتمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى