تقوية عظام الأطفال من الولادة حتي الشباب .. تعرف علي كل ما يهمك

العظم هو النسيج الحي الأكثر صلابة بين الأنسجة الضامة الأخرى في الجسم، ويتكون من 50٪ ماء والجزء الصلب المتبقي يتكون من معادن مختلفة، منها خاصة 76٪ من ملح الكالسيوم ومنها 33٪ من المادة الخلوية. ولذلك تلعب الخلايا المكونة للعظام، دورًا مهِمًّا في تحديد نمو العظام وسمك الطبقة القشرية والترتيب الهيكلي للصفائح ومنه إلي تقوية عظام الأطفال.
يحتوي العظم على أنسجة وعائية ومنتجات نشاط خلوي، خاصة اثناء النمو الذي يعتمد بشكل كبير على إمدادات الدم والهرمونات كمصدر أساسي في تنظيم عملية النمو بشكل كبير.
مراحل تطور العظام في عمر الطفولة
تبدأ عظامنا في بناء قوتها في الطفولة وسنوات المراهقة، و تقريبًا يتم بناء 95٪ من كتلة العظام عند بلوغ سن 20 عامًا. وهذه الفترة تكون حاسمة للتطور الداخلي الشامل للطفل، وعلى الرغم من أننا نواصل بناء عظام صحية طوال حياتنا، إلا أن قوة بناء العظام بتقل تدريجيًا مع التقدم فى العمر.
من الحقائق المهمة عن العضلات والعظام للأطفال أن القدرة على بناء العظام في مرحلة الطفولة بشكل سليم وصحي تؤدي إلى تقوية عظام الأطفال بصورة أفضل في مرحلة البلوغ، ومن هنا كان من الضروري بناء عظام قوية عند الأطفال منذ سن مبكرة.
يطلق على عملية تكوين العظام “التعظم”، و تلك العملية تشرع في ثلاث مراحل من التطور، وتسمى المرحلة الأولى بمرحلة التكاثر، والمرحلة الثانية بمرحلة نضج المصفوفة، والمرحلة الثالثة بمرحلة التمعدن.
- تكاثر الخلايا: تكاثر الخلايا هو العملية التي تنمو بها الخلية وتنقسم لإنتاج خليتين ويؤدي هذا التكاثر الى زيادة عدد الخلايا وبالتالي فهي آلية سريعة لنمو الأنسجة.
- نضج المصفوفة: إن المادة الموجودة بين خلايا العظام تسمى بمصفوفة العظام matrix تتكون من حوالي 33% من المواد العضوية ومعظمها من الكولاجين 67% من المواد الغير العضوية مثل فوسفات الكالسيوم.
- التمعدن: يمكن أن تؤدي العديد من الأمراض إلى اضطرابات في تمعدن العظام، والتي يمكن تعريفها على أنها العملية التي يترسب فيها الكالسيوم مكونًا ما يسمى بتكلس العظام. وتعتمد هذه العملية على مستويات مناسبة من الكالسيوم والفوسفات المتأين في السائل خارج الخلية، حيث يؤثر فيتامين د على هذه المستويات من الكالسيوم والفوسفات المتأين ومنه فقد يؤثر على تقوية عظام الأطفال.
كم عدد عظام الطفل؟
قد يكون من الصعب تخيل ذلك عند النظر إلى طفل حديث الولادة، ولكن هذا الرضيع لديه حوالي 300 عظمة، وهذه العظام تنمو ويتغير شكلها كل يوم.
من ناحية أخرى يمتلك البالغون 206 عظمة، والتي تشكل حوالي 15% من وزن الجسم.
إن الأطفال لديهم ما يقرب من 100 عظمة أكثر من البالغين وتسمى عملية نمو العظام التعظم حيث إنها في الواقع تبدأ في الأسبوع الثامن وهو جنين.
إن عظام الطفل تلتحم تدريجيا وهذا يعني أن العدد الفعلي للعظام ينخفض والمساحة الغضروفية التي تفصل بين طرفي العظمتين تندمجان في النهاية.
يحدث اندماج العظام في جميع أنحاء الجسم، و قد تلاحظ وجود مسافة ناعمة أو أكثر بين العظام في جمجمة طفلك، قد تخيفك لكنها طبيعية تمامًا ويطلق عليها اسم اليافوخ، وتدريجيًا سوف تنغلق هذه العظام في النهاية مع نمو العظام معًا.
العوامل التى تؤثر على تقوية عظام الأطفال
يوجد عدد من العوامل يمكن أن تؤثر على صحة العظام على سبيل المثال:
- كمية الكالسيوم في نظامك الغذائي حيث يساهم النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكالسيوم في تقليل كثافة العظام وحدوث هشاشة العظام مبكرًا وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
- النشاط البدني حيث أن الأشخاص غير النشيطين بدنيًا أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بنظرائهم الأكثر نشاطًا.
- استخدام التبغ والكحول يؤثر تأثيرًا مباشرًا على امتصاص الكالسيوم، و تشير الأبحاث إلى أن استخدام التبغ يساهم في ضعف العظام وقلة كثافتها. وأثبتت الأبحاث العلمية أن تناول أكثر من مشروب كحولي واحد يوميًا للنساء، أو عدد 2 مشروب يوميًا للرجال قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- الجنس يلعب دورًا هامًا في التأثير على صحة العظام، حيث أن الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام هن النساء لأن النساء لديهن أنسجة عظام أقل من الرجال.
- الكتلة العظمية للشخص حيث أنك في خطر إذا كنت نحيفًا للغاية (بمؤشر كتلة جسم يبلغ 19 أو أقل)، أو إذا كان هيكل جسمك صغيرًا لأن هذا يعنى ان الانسان النحيف لديه كتلة عظمية أقل لا يستطيع الاستفادة منها عند الكبر.
- العمر حيث تصبح عظامك أرق وأضعف مع تقدمك في العمر وقوة العظام وتقوية عظام الأطفال تصل إلى ذروتها فى العمر ما بين 20و 30عامًا.
- عوامل وراثية، أنت أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام إذا كنت من ذوي البشرة البيضاء أو من أصل آسيوي. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بهشاشة العظام يعرضك لاحتمال إصابة العظام بالضعف والهشاشة أكثر.
- مستويات الهرمون تؤثر تأثير مباشر على كثافة العظام و يمكن أن يسبب الكثير من هرمون الغدة الدرقية فقدان العظام. ففي النساء يزداد فقدان العظام بشكل كبير عند سن اليأس بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين كما أن الغياب المطول للحيض قبل انقطاع الطمث يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وعند الرجال، يمكن أيضًا أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى فقدان كتلة العظام.
- اضطرابات الأكل وتقييد تناول الطعام بشدة ونقص الوزن قد يؤدي إلى إضعاف العظام لدى كل من الرجال والنساء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر جراحة إنقاص الوزن وحالات مثل مرض الاضطرابات الهضمية، على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم.
- بعض الأدوية مثل الاستخدام الطويل الأمد لأدوية الكورتيكوستيرويد، مثل الكورتيزون، والديكساميثازون، غالبًا ما يضر بالعظام. وأيضًا تشمل الأدوية الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مثبطات الأروماتيز لعلاج سرطان الثدي، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، والميثوتريكسات، وبعض الأدوية المضادة للتشنج، مثل الفينيتوين (ديلانتين)، والفينوباربيتال، ومثبطات مضخة البروتون.
فى أي الأعمار تصبح العظام قوية وصلبة؟
هناك وقت محدود يمكننا فيه التأثير على ذروة كتلة العظام لدينا، وإن أفضل وقت يحدث فيه بناء كثافة العظام هو خلال سنوات النمو السريع، الطفولة والمراهقة والبلوغ المبكر حيث يحدث فيه تقوية عظام الأطفال بصورة جيدة.
فى هذه الأوقات يمكننا زيادة كتلة العظام بشكل كبير من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة، و ليس من المستغرب أنه يمكننا أيضًا اتخاذ خيارات تقلل ذروة كتلة العظام، مثل التدخين وسوء التغذية، وقلة النشاط والإفراط في تناول الكحول.
تصل الكتلة العظمية الى ذروتها فى معظم الناس بين عمر 25 و 30 عامًا، وبحلول الوقت الذي نصل فيه إلى سن الأربعين، نبدأ ببطء في فقدان كتلة العظام.
على الرغم من أن كل شخص سيفقد جزء من الكتلة العظمية مع تقدم العمر، إلا أن الأشخاص الذين اهتموا بذروة كتلة عظامهم عند الطفولة والشباب يتمتعون بحماية أفضل ضد هشاشة العظام، والكسور في وقت لاحق من الحياة.
الفيتامينات الضرورية لتقوية عظام الأطفال
- فيتامين (D) هو المسئول عن امتصاص الكالسيوم، ويمكنك أن تساعد على الحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين (د) في نظامك الغذائي، في الحفاظ على قوة العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- فيتامين (B) حيث ترتبط أوجه القصور في فيتامين (ب) بفقدان العظام، وانخفاض قوة العظام وكثافتها، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
- فيتامين (C) مهم لصحة العظام حيث أنه ضروري لتكوين الكولاجين الأساسي الذي يبنى عليه تمعدن العظام. ربطت الدراسات أن زيادة مستويات فيتامين (C) تتناسب طرديًا مع زيادة كثافة العظام.
- فيتامين (E) قادر على الحفاظ على كتلة العظام، وتقليل خطر الإصابة بكسور العظام حتى في النساء بعد سن اليأس. وقد يدعم فيتامين (E) أيضًا دوران العظام الصحي، وهى عملية يتبع فيها الأنسجة المتكسرة نمو قوي و صحي للعظام مع تغيير طفيف في الشكل.
- فيتامين (K) حيث تؤكد العديد من الدراسات والأبحاث العلمية على دور فيتامين (K) في تحسين صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام والكسور.
11 نصيحة لتقوية العظام
يمكنك إتخاذ بعض الخطوات البسيطة لمنع أو إبطاء فقدان العظام مثل:
- إحرص على تناول الكثير من الكالسيوم في نظامك الغذائي، حيث أن للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عامًا والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عامًا، فإن الحمية الغذائية الموصى بها هي 1000 ملليجرام (مجم) من الكالسيوم يوميًا. وتزداد التوصية إلى 1200 مجم يوميًا للنساء في سن 51 وما فوق وللرجال الذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا أو أكثر.
- إهتم بمصادر الكالسيوم في الطعام والتي تشمل منتجات الألبان، واللوز والبروكلي واللفت والسلمون المعلب، والسردين ومنتجات الصويا. وإذا وجدت صعوبة في الحصول على ما يكفي من الكالسيوم من نظامك الغذائي، فاسأل طبيبك عن المكملات.
- إنتبه إلى فيتامين (د) فإن جسمك يحتاج إلى فيتامين (د) لإمتصاص الكالسيوم، وتبلغ الحمية الغذائية الموصى بها من فيتامين (د) 600 وحدة دولية (IUs) في اليوم للبالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و70 عاما. تزداد التوصية بفيتامين (د) إلى 800 وحدة دولية يوميًا للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا فأكثر.
- إهتم بالنشاط البدني في روتينك اليومي، حيث يمكن للرياضة مثل رياضة المشي والركض وصعود السلالم، أن تساعدك في بناء عظام قوية وتقوية عظام الأطفال وإبطاء فقدان العظام.
- تجنب تعاطي المخدرات وتناول الكحوليات، وحاول أن تقلع عن التدخين تمامًا حيث أنه مضر بالصحة.
- عدم تناول الكحوليات والمخدرات وكذلك الإقلاع عن التدخين.
- تجنب السهر لوقت طويل والحرص على النوم عدد ساعات كافية.
- الابتعاد عن الخمول والكسل والحرص على ممارسة الرياضة.
- الحرص على عدم ممارسة العادات الخاطئة التي تدمر العظام والمفاصل كالوقوف لفترة طويلة أو الجلوس بطريقة خاطئة.
- عدم الإكثار من المشروبات الغازية.
- تجنب تناول الطعام المملح حيث إن الملح يقلل من امتصاص الكالسيوم فى الدم.
ترقق العظام عند الأطفال
ينشأ هذا المرض بسبب نقص وراثي في مادة الكولاجين المسئولة عن تقوية عظام الأطفال وحمايتها من الكسور. وايضًا من أسبابه قلة أو عدم تناول الحليب بالكميات المطلوبة خلال فترة بناء العظم، ذلك لأن الحليب غني بالمواد البروتينية، وكذلك بعناصر الكالسيوم والفوسفات التي تلعب دورًا أساسيًا في تقوية عظام الأطفال.
إن قلة أو عدم التعرض لأشعة الشمس الضرورية لتكوين فيتامين (د) داخل جسم الإنسان وهو المسئول مسئولية كاملة عن إمتصاص الكالسيوم في الجسم، قد يؤثر بالسلب على تقوية عظام الأطفال.
ختاما علينا التأكد من أن تقوية عظام الطفل يجعل الطفل لديه فرصة البقاء صحيح معافى خالى من إصابات العظام خلال حياته، حيث أن تناول طفلك غذاء غني بالكالسيوم وفيتامين (د) يساعده على إضافة ما يكفي من الكالسيوم إلى عظامه.
كما يمكنك أيضًا مساعدة عظام طفلك على أن تصبح قوية، من خلال تشجيعه على القيام بتمارين رياضية مثل السباحة، ورفع الأثقال.