تغيرات الجسم أثناء الحمل .. 8 تغيرات

من المعروف لدى الجميع حدوث تغيرات الجسم أثناء الحمل وان تجربة الحمل والولادة ليست بالتجربة البسيطة, فخلال الحمل تتعرض المرأة لمشاق عديدة لا تعرفها إلا من جربتها, ولهذا كانت للأم تلك المكانة العظيمة فى الأديان وفى موروثات المجتمعات والحضارات المختلفة.

ومما لا يمكن إغفاله أن تجربة الحمل تحدث تغيرات فى جسد المرأة الحامل داخليا وخارجيا , حول التغيرات التى يحدثها الحمل فى جسم المرأة يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول, لنتعرف معا على بعض أبرز تلك التغيرات وليست جميعها.

التغير الأول: وزن الجسم

من الطبيعى أن يزداد وزن جسم الأم خلال فترة الحمل, وليس لذلك علاقة بزيادة كمية طعامها أو قلته, ولكن ببساطة ينبغى أن يزداد وزنها بمقدار وزن جنينها وما حوله من سوائل وأغشية, إضافة ألى ما تتسبب فيه هرمونات الحمل من زيادة لإحتباس السوائل فى الجسم, وزيادة الوزن الطبيعية للحامل على مدار فترة الحمل كاملة من 11-16 كيلو جرام, ولا ينبغى أن تتجاوز الزيادة هذا القدر.

وتفقد الأم معظم الوزن الزائد بعد الولادة وخلال فترة النفاس, ولا يتبقى سوى خمسة كيلو جرامات من الدهون تفقدها المرأة إذا اهتمت بتوازن الغذاء والرياضة والرضاعة الطبيعية, فلا ينبغى أن تتعجبن من أن بعض النساء من المهتمات بالرياضة والغذاء المتوازن, تعدن بعد الولادة بفترة وجيزة إلى نفس مقاسات أجسادهن قبل الحمل, فهذا هو الطبيعى.

التغير الثانى: مقاس الحذاء

لعلنا نسمع كثيرا عن نساء فى محيط معارفنا قد تغير مقاس أحذيتهن بالزيادة أثناء الحمل , وربما استمرت هذه الزيادة حتى بعد الولادة.

وواقع الأمر أن هذا حقيقى , فمقاس حذاء المرأة يزيد بمقدار نصف درجة خلال فترة الحمل ويرجع ذلك إلى سببين

• زيادة وزن الحامل التى تتسبب فى زيادة حجم القدمين.
• هرمون الريلاكسين الذى يفرزه الجسم أثناء الحمل بغرض مساعدة أربطة الحوض لدى المرأة على الإرتخاء ليتسع محيط الحوض لحجم الجنين, ولمرور الجنين منه أثناء الولادة, هذا الهرمون نفسه يتسبب فى ارتخاء أربطة القدمين فتتباعد عظام القدمين ويزداد مقاس الحذاء.

وقد تكون تلك الزيادة فى مقاس الحذاء مؤقتة تزول بعد الولادة , وقد تكون دائمة لدى بعض النساء.

التغير الثالث: اتساع المهبل

من الطبيعى أن يتسع المهبل بعد الولادة, نتيجة لتمدده ليسمح بمرور الطفل المولود, وهناك عوامل تتحكم فى مدى اتساع المهبل:-

• نوع الولادة, فمن البديهى أن يتسع المهبل فى حالة الولادة الطبيعية.
• حجم الجنين, فكلما كبر حجم الجنين زاد اتساع المهبل.
• وزن الأم, فلو أن الأم من ذوات الوزن الزائد يزيد لديها اتساع المهبل عنه فى ذات الوزن الطبيعى.
• تقارب الولادات, فكلما تقاربت الفترة بين الولادات كلما زاد اتساع المهبل.

وهناك نوع خاص من التمارين يمكن للمرأة إجراءه بعد الولادة يعرف بتمارين كيجل , يساعد على عودة المهبل إلى وضعه الأصلى قبل الولادة, كم أن ممارسة المرأة للرياضة بوجه عام يساعد فى ذلك, ويجب أن تهتم المرأة بتلك النقطة حرصا على استقرار حياتها الجنسية بعد الولادة لأن اتساع المهبل يقلل بطبيعة الحال من المتعة الجنسية لدى الزوجين.

التغير الرابع: التحكم فى البول

تعانى الكثير من النساء خلال الفترة الأخيرة من الحمل من سلس البول الإجهادى مع الضحك أو السعال أو العطاس, وذلك نتيجة لضغط الرحم على المثانة , ومن المفروض أن تزول تلك الحالة تلقائيا بعد الولادة, ولكنها قد تستمر لدى بعض النساء بشكل مزعج, ويمكن علاجها أيضا بممارسة تمارين كيجل التى تساعد فى استعادة قوة العضلات المحيطة بمجرى البول وعضلة فتحة مجرى البول ذاتها فتزول الحالة.

التغير الخامس: كبر حجم الثديين

من الطبيعى خلال فترة الحمل أن يزداد حجم الثديين كاستجابة طبيعية لهرمونات الحمل والرضاعة, التى تعمل على تحول الخلايا الدهنية فى الثديين إلى خلايا غدية فيزيد حجمها مما يزيد حجم الثديين عموما, ولكن بعد الولادة وفطام الطفل عادة ما تعود خلايا الثديين إلى سابق عهدها فيعود حجم الثديين إلى طبيعته ما لم يزدد وزن الأم نفسه بالطبع.

التغير السادس: علامات تمدد الجلد

من أشيع المشكلات التى تؤرق النساء على مستوى العالم, فمن الطبيعى تماما أن تشكل الزيادة السريعة فى مقاييس الجسم الناتجة عن الحمل تمددا فى الجلد تظهر بسببه علامات تمدد على بعض المناطق كالبطن والثديين والفخذين والذراعين, ولكن الخبر الجيد أن الإهتمام بالجلد بترطيبه والعناية به بالكريمات المخصصة لذلك والإهتمام بشرب الماء وتناول الخضروات والفواكه يساهم فى زوال تلك العلامات بعد الولادة.

ومن الجدير بالذكر هنا أن الحمل ليس السبب الوحيد لظهور علامات تمدد الجلد, فهى تظهر لدى كل من يزداد وزنه وبخاصة إذا كانت الزيادة سريعة, كما تظهر أيضا فى ترهلات الفقدان السريع للوزن الغير مصحوب بممارسة رياضة, أو عند من يتأرجح وزنهم بين الزيادة والنقصان بشكل متكرر.

التغير السابع: ضعف الأسنان

كنت كلما أنجبت طفلا فقدت سنا من أسنانى, عبارة نسمعها كثيرا من الأمهات والجدات ونستغربها, أليس كذلك.

حقيقة الأمر أن نمو عظام الجنين يستهلك من مخزون جسم الأم من الكالسيوم, كما أن أعراض الوحام من غثيان وقىء, وكذلك ارتجاع المرىء المصاحب للحمل, كلها أمور تشكل خطرا على صحة أسنان الأم الحامل مما يهدد بضعفها أو تساقطها.

وينبغى للأم الحامل العناية بصحتها العامة وبصحة أسنانها على وجه الخصوص لتتجنب ضعف أو فقدان الأسنان الذى قد ينتج عن الحمل.

التغير الثامن: كثافة الشعر

تلاحظ نسبة كبيرة من النساء زيادة كثافة الشعر وقلة تساقطه خلال فترة الحمل, وذلك بفعل هرمونات الحمل , وهذا بالطبع يسعدهن كثيرا.

إلا أنه بعد الولادة لا يلبث الشعر النامى بفعل هرمونات الحمل أن يتساقط , فتعانى معظم النساء بعد الولادة والرضاعة من زيادة تساقط الشعر وقلة كثافته , وهن لا يعلمن أن هذا وضع طبيعى ولا يشترط أن يرتبط بحالة مرضية أو يحتاج إلى علاج ما دامت الحالة الصحية العامة للمرأة جيدة.

وغالبا ما يكون تساقط الشعر عقب الولادة وضع مؤقت , ينتهى بعد مرور عام ونصف إلى عامين من الولادة, إلا إذا تكرر الحمل خلال تلك الفترة بالطبع.

وبهذا نكون قد تعرضنا فى دكتور كشكول إلى بعض التغيرات التى يحدثها الحمل والولادة فى جسم الأم, لنعلم أن هذه أمور طبيعية تماما وتحدث لدى جميع الأمهات خلال الحمل, وتقبلك لها ومحاولة تقليل آثارها يساعدك على التأقلم النفسى معها, ولا تنسى أن فرحتك بطفلك وضمه إلى حضنك الدافىء كفيلان بأن ينسياك كل ما قد يطرأ على جسدك من تغيرات خلال الحمل أو الولادة, فهو شعور لا يعادله شعور آخر على وجه الأرض.