تضخم القلب | الأسباب والأعراض والعلاج
كلمة تضخم القلب عند ذكرها من قبل الأطباء تثير الخوف والقلق في نفوس المرضى وعائلاتهم، وتدور في عقولهم مئات الأسئلة.
ما هو تضخم القلب؟ وما هي أهم أعراضه؟ ولماذا يحدث؟ وهل من طرق متاحة لعلاجه؟ هل يتم الشفاء منه؟ وأكثر من ذلك.
تعرف معنا عند قراءتك لهذا المقال على إجابات جميع هذه الأسئلة.
ما هو تضخم القلب؟
تضخم القلب (Cardiomegaly) ينتج عن العديد من الأسباب المختلفة ويعتبر أنه عرض وليس مرض في حد ذاته، قد يكون تضخمًا طفيفًا لفترة مؤقتة أو دائمًا وهذا يختلف حسب السبب المسبب للمرض.
كلمة تضخم بالقلب تعني أن قلبك أكبر من الطبيعي لذلك يعمل بجهد أكبر في ضخ الدم إلى باقي أنحاء الجسم للقيام بوظائفه، ويرجع ذلك إلى زيادة حجم حجرات القلب وكثافة سمك جدارنها.
ومن المهم أن يتم علاج السبب الكامن وراء المرض لمنع حدوث تلف أكثر خطورة للقلب،ولذلك ننصح عند حدوث أي أعراض ضرورة الكشف المبكر لتلافي المضاعفات.
ما هي أعراض تضخم القلب؟
لا يتسبب اعتلال القلب (enlarged heart) لدى البعض في ظهور أي أعراض، بينما يمكن أن تظهر على آخرين مؤشراته وأعراضه كالتالي:
- انتفاخ في البطن.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ألم في الصدر.
- السعال، خاصة عند الاستلقاء.
- الدوخة.
- الإجهاد العام.
- ضيق في التنفس.
- التورم، أو الوذمة، خاصة في الكاحلين والقدمين والساقين.
- ضعف عام وشحوب لون الوجه.
ما هي الأسباب؟
- حالة وراثية: مشكلة بالقلب منذ الولادة ( عيوب خلقية ) تتطور بمرور الوقت فمن الممكن أن تسبب تضخم عضلة القلب وضعفها.
- الإفراط في تناول الكحول أو تعاطي المخدرات: يمكن أن يتسبب تعاطي المخدرات في شكل من أشكال تضخم القلب الخفيف، سيساعد العلاج على عكس هذه الحالة.
- مرض الغدة الدرقية: تنتج الغدة الدرقية هرمونات تنظم عملية التمثيل الغذائي في الجسم، حيث يمكن أن يؤثر كل من فرط نشاط الغدة أو قصورها على معدل ضربات القلب وضغط الدم وحجم القلب.
- فقر الدم: هو انخفاض تعداد خلايا الدم الحمراء بالجسم التي تحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، لذا يعمل القلب على ضخ مزيد من الدم لتعويض نقص الأكسجين.
- ارتفاع ضغط الدم: يضطر القلب إلى العمل بقوة أكبر من اللازم لتوصيل الدم إلى بقية الجسم، ويمكن أن يؤدي هذا الإجهاد للقلب إلى تضخم عضلته وضعفها وزيادة سمك جدرانه.
- تراكم الدهون في الغشاء المحيط بالقلب: زيادة الدهون حول القلب تؤدي إلى بطيء نقل الدم من القلب إلى أجزاء الجسم.
- الحمل : هذا يكون في كثير من الأحيان عرض مؤقت ويزول بعد الولادة، ويسمى هذا النوع من التضخم باعتلال عضلة القلب قبل الولادة.
- أمراض القلب: التاريخ المرضي للشخص قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض وأهمها النوبة القلبية ومرض صمام القلب وتجمع السوائل حول القلب، التي تؤدي إلى الضغط الزائد على القلب وتورمة وصعوبة تحرك الدم في مجراه الصحيح.
- فرط الحديد في الجسم: قد يسبب تراكم نسبة كبيرة من الحديد بالجسم إلى تورم الغرفة السفلية اليسرى بالقلب مما يعيق حركة الدم ويسبب الأزمات القلبية.
ما هي مضاعفات المرض؟
تشمل مضاعفات اعتلال القلب ما يلي:
- فشل القلب: قد يحدث فشل القلب في حالة تضخم البطين الأيسر، فلا يستطيع القلب ضخ كمية الدم الكافية إلى الجسم.
- الجلطات الدموية: يمكن أن تنتقل الجلطة الدموية من القلب إلى الرئتين ، فمن الممكن أن تتعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- التسرب من صمام القلب (قلس صمامي): قد يؤدي تضخم القلب إلى منع صمام القلب التاجي من الانغلاق مما يؤدي إلى تسرب الدم العكسي، وينتج عنه تلك النفخات القلبية وهي ليست ضارة في جميع الأحوال، لكن يجب متابعتها مع طبيب.
- توقف القلب والموت المفاجئ: قد يؤدي تضخم القلب إلى نبض القلب بسرعة أو بطء كبيرين للغاية، وقد يؤدي عدم انتظام نبض القلب إلى الإغماء أو توقف القلب أو الموت المفاجئ لا قدر الله.
ما هي عوامل الخطر؟
من العوامل التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بتضخم القلب ما يلي:
- التاريخ العائلي للمريض: تضخم القلب أو تصلبه أو زيادة سمكه، خاصة في الأقارب من الدرجة الأولى.
- أمراض القلب: قد تتسبب مشاكل عيوب القلب الخلقية أو أمراض صمام القلب، في تضخمه.
- ارتفاع مزمن لضغط الدم: يعني ذلك ارتفاع ضغط الدم عن 140/90 مليمترا بشكل شبه مستمر مما يكون نتيجته الإصابة بالمرض.
متى تذهب للطبيب؟
قد تكون معالجة القلب أسهل كثيرًا عند اكتشاف المرض في وقت مبكر، ننصحك بالذهاب إلى الطبيب إذا كانت لديك مخاوف تتعلق بصحة قلبك.
- ألم مستمر في الصدر.
- ألم في إحدى الذراعين أو كليهما، أو الظهر، أو العنق، أو كلاهما.
- ضيق النفس الشديد.
- الإغماء.
كيفية تشخيص المرض؟
- اختبارات الدم: إجراء اختبارات الدم قد يساهم في اكتشاف تلف عضلة القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: تصوير الصدر بالأشعة السينية يظهر حالة الرئتين والقلب.
- رسم القلب الكهربائي: يقيس هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربي للقلب. فهو يوضح ما إذا كان القلب ينبض بسرعة بالغة أم ببطء شديد، ويمكن للطبيب أن يلقي نظرة على أنماط الإشارات بحثًا عن علامات على تضخم عضلة القلب.
- مخطط صدى القلب: يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لتكوين صورة لحجم القلب وبنيته وحركته،ليوضح حركة تدفق الدم عبر حجرات القلب ويساعد في تحديد مدى كفاءة القلب في أداء وظائفه.
- رسم القلب بالمجهود: تساعد الاختبارات أثناء ممارسة التمارين الرياضية على كشف طبيعة استجابة القلب للأنشطة البدنية.
- الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي : حيث يلتقط صورًا لقلبك وصدرك بشكل دقيق وواضح لمعرفة تواجد تضخم من عدمه.
- الأشعة بالصبغة: والتي تظهر شرايين القلب بشكل أوضح ويمكن قياس الضغط داخل حجرات القلب لفحص مدى قوة ضخ الدم خلال القلب.
علاج تضخم القلب
دائما يقال بأن الوقاية خير من العلاج، الرجوع للطبيب من البداية قد لا يصل بك إلى الإجراء الطبي سواء بالجراحة أو العلاج بالدواء، لذا سنطرح الطرق المختلفة للعلاج كما يلي:
الإجراءات الوقائية
يمكن أن يساعد اتباع نمط الحياة الصحية في الوقاية من بعض الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى تضخم القلب أو السيطرة عليها، اتخذ الخطوات التالية لتجنب الإصابة بتضخم القلب:
- متابعة ارتفاع ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري وأخذ علاجهم بانتظام.
- تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المتابع لحالتك.
- تناول وجبات متوازنة غنية بالمواد الغذائية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- توقف شرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات.
- الامتناع عن التدخين.
العلاج الدوائي
إذا كان تضخم القلب راجعًا إلى اعتلال عضلة القلب أو أي حالة قلبية مرضية أخرى، فقد يوصي الطبيب بالعلاج بالأدوية، ومنها:
- مدرات البول.
- أدوية ضغط الدم الأخرى.
- مضادات تخثر الدم.
- أدوية نظم القلب.
الإجراء الجراحي
في حالة عدم كفاية الأدوية لعلاج تضخم القلب، فقد تستدعي الحاجة اللجوء إلى العمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات اللازمة للعلاج كالتالي:
- جهاز تنظيم ضربات القلب.
- مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للغرس.
- جراحة صمامات القلب.
- جراحة تركيب الدعامات للقلب وخاصة في حالة وجود مشكلة بالشريان التاجي.
- زراعة القلب.
كيفية التعايش مع تضخم القلب؟
على المريض اتباع الإجراءات التالية للسيطرة على علامات وأعراض اعتلال القلب:
- محاولة تقليل الوزن الزائد ونسبة الدهون بالجسم.
- تناول الطعام الصحي المتوازن قليل الأملاح والدهون.
- تجنب الأكل السريع.
- الابتعاد عن القلق والتوتر.
- الإقلاع عن التدخين.
- شرب كمية كافية من الماء على الأقل 8 أكواب يوميا.
- النوم المنتظم بشكل يومي.
الأسئلة الشائعة حول تضخم القلب؟
هل تضخم عضلة القلب يزول؟
إمكانية عودة العضلة إلى كفاءتها يعتمد على سبب الإصابة، واتباعك للعلاج حسب استشاره طبيبك ، وكذلك نمط الحياة الصحي المتبع.
قد تعود عضلة القلب لحجمها الطبيعي بعد العلاج إذا كان السبب مؤقتًا مثل الإصابة بالعدوى، أما إذا كان السبب مزمنًا فقد لا يزول التضخم.
وينبغي الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة للسيطرة على الأعراض، كما يجب اتباع نمط حياة صحي لتحسين الحالة الصحية،كل هذا قد يساعدك للرجوع إلى صحتك تدريجيًا.
هل الأمراض النفسية تؤدي إلى اعتلال القلب؟
بإمكان الضغط النفسي أن يسهم في الإصابة باضطرابات في نبض القلب، أو الإصابة بمتلازمة “القلب المكسور”، ومن أعراضها “اعتلال عضلة القلب، وتضخمه”، وأيضًا الصدمات العاطفية تضر بصحة الشرايين وقد تؤدي إلى الإصابة بالجلطات.
قد تساعدك كيفية التعايش والتحكم في الضغوط النفسية على تحسين صحتك والسيطرة على الحالة، وذلك بإتباع بعض تمارين اليوجا والتأمل وكذلك الدعم الأسري.
ما هو الأكل الممنوع لمرضى القلب المتضخم؟
يتمثل الأكل غير المناسب مع هذه الحالة كالتالي:
- الزيوت والدهون المهدرجة.
- الألبان والجبن كاملة الدسم أو نباتية الدهن.
- الأطعمة المعلبة والمصنعة المليئة بالملح والمواد الحافظة.
- المعجنات والمنتجات المليئة بالدقيق الأبيض والسكر.
يفضل التقليل من هذه المنتجات، مع الاستبدال إلى الأكل المليء بالألياف قليل الدهون ومن مصادر طبيعية، مثل التالي:
- الخضروات والفواكه.
- خبز القمح والحبوب الكاملة.
- زيت الزيتون وجوز الهند.
- اللحم والدواجن والأسماك خفيفة الدهن.
- مشتقات الحليب قليلة الدسم والبيض.
ما هو أفضل مشروب لمرضى القلب المعتل؟
- الماء مشروبًا مثاليًا خال من السعرات الحرارية ومرطبًا جيدًا للجسم.
- الحليب منزوع الدسم، أو الحليب منخفض الدسم، أو حليب الصويا.
- عصير الفاكهة الطبيعي والخالي من السكر.
- الشاي الأخضر بغناه بمضادات الأكسدة القوية فيساعد في تحسين صحة قلبك.
- الحلبة بخصائصها المضادة للأكسدة تساهم في الحد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
وفي المقابل هناك مشروبات غير صحية للقلب يجب منعها أو الحد من تناولها وهي كالآتي:
- المشروبات الغازية.
- المياه المنكهة.
- الشوربات المعلبة.
- الكحول.
- القهوة والنسكافيه المحتوي على الكريمر والسكر.
- مشروبات الطاقة.
ختاما لما سبق ذكره بالمقال ننصحكم عند الإحساس بأي ألم بالصدر أو التنفس بالذهاب المبكر للطبيب لتجنب حدوث أي مشاكل صحية قد تؤدي فيما بعد إلى تضخم القلب، وتذكر دائمًا بأن الوقاية خير من العلاج.