تسوس الأسنان عند الأطفال | العلاج والوقاية

كل خطوة في حياة أطفالنا تمثل فرحة لنا، ومع ظهور أول سن تبدأ مرحلة جديدة في حياة الطفل، ولكي يحظى بحياة صحية فإن الأهل يهتموا ويحرصوا على منع حدوث تسوس الأسنان عند الأطفال. وعلى الرغم من هذا الحرص إلا أن نسبة تسوس الأسنان عند الأطفال مرتفعة؛ وهذا لأن طبقة مينا الأسنان عند الأطفال (الطبقة الخارجية) أضعف من طبقة المينا عند الكبار.
وحتى نحافظ على أسنان أطفالنا سوف نعرض هنا كل ما يخص هذه المشكلة وعلاجها.
ما هو تسوس الأسنان؟
تسوس الأسنان عند الأطفال هو أحد الأمراض التي تصيب الأسنان، ويحدث نتيجةً لنشاط البكتيريا الموجودة في الفم ومن أشهرها (Streptococcus Mutans)، حيث تقوم بتحويل بعض أنواع الأطعمة إلى أحماض والتي بدورها تؤدي إلى تدمير طبقة المينا الخارجية.
إذا لم يتم علاج التسوس فإن الطفل يشعر بألم وقد يؤدي إلى فقد هذه الأسنان وقد يؤثر على قدرته على الكلام والتعلم واللعب.
طبقًا للدراسات فإن: أكثر من نصف الأطفال من عمر 6 إلى 8 سنوات لديهم على الأقل أحد الأسنان مصابة بتسوّس الأسنان.
كيفية حدوث تسوس الأسنان عند الأطفال
التسوس يحدث غالبًا عندما يحتوي الطعام على كربوهيدرات وسكريات ونشويات، وفي حالة عدم غسل الأسنان بعد تناول الطعام فإن البكتيريا الموجودة داخل الفم تقوم بتحويل هذه الأطعمة إلى أحماض.
هذه المجموعة المتكونة من البكتيريا والأحماض واللعاب تكون مادة تُسمى البلاك، وهي مادة لزجة تلتصق بالأسنان، ومع مرور الوقت تؤدي إلى تآكل طبقة مينا الأسنان وتكون ثقوب.
عوامل زيادة حدوث تسوس الأسنان عند الأطفال؟
كل الأطفال لديهم بكتيريا في الفم؛ إذًا كل الأطفال لديهم قابلية لحدوث التسوس، ولكن هناك بعض العوامل تزيد من القابلية للتسوّس عند الأطفال ومنها:
- أحد أفراد العائلة الأخ أو الأخت أو الوالدين لديه تسوّس في أسنانه.
- في حالة تناول أو شرب الكثير من الأطعمة التي تحتوي على السكريات والمشروبات الغازية وخصوصًا بين الوجبات.
- في حالة وجود تقويم الأسنان أو أي جهاز يُعيق تنظيف الأسنان.
- عدم الاهتمام بنظافة الأسنان.
- عدم إدراك أهمية زيارة طبيب الأسنان بصورة دورية ومنتظمة، حيث يجب زيارة طبيب الأسنان مرة على الأقل كل ستة أشهر للفحص والاطمئنان.
- عدم وجود ثقافة صحة الأسنان والاهتمام بها عند الوالدين.
- وجود نسبة عالية من البكتيريا المسببة للتسوّس الموجودة داخل الفم.
- معدن الفلورايد الموجودة ضمن مكونات المياه له أهمية كبيرة في الحفاظ على الأسنان، فإذا كانت كمية الفلورايد الموجودة داخل ميتة الشرب أقل من النسبة المطلوبة فإن القابلية للإصابة بالتسوس تزداد.
- في حالة نقص كمية اللعاب داخل الفم عن المعدل الطبيعي.
أسباب تسوس الأسنان عند الأطفال
- من أهم أسباب تسوس الأسنان عند الأطفال العادات الغير صحية، مثل إعطاء الطفل الحلوى كمكافئة له، ولكن هذا له تأثير ضار جدًا على الأسنان.
- من أسباب التسوس أيضًا هو السماح للطفل أن ينام وهو يشرب الحليب أو العصائر من الببرونة، مما يجعل الطفل ينام وفي فمه بقايا حليب أو عصائر مما يسبب نشاط البكتيريا أثناء النوم وهو تصرف ضار جدًا.
- عدم الإهتمام ببناء عادات صحية سليمة للأطفال، مثل تنظيف الأسنان والتقليل من الحلوى والأطعمة التي تسبب زيادة نشاط البكتيريا.
الأعراض
كل طفل لديه أعراض مختلفة، ولكن هذه هي أهم الأعراض:
- إذا ظهر على سطح الأسنان (طبقة المينا) نقاط بيضاء تشبه الجير في المكان المصاب بالتسوس وهذا يُعتبر بداية التسوس، والتي يُمكن أن تؤدي إلى زيادة نسبة حساسية الأسنان.
- في المراحل الأولى من التسوس تتحول النقاط البيضاء إلى نقاط بنية فاتحة اللون على سطح الأسنان.
- في حالة المراحل المتأخرة من التسوس يتكون ثقب (نخر) أعمق ويتحول إلى اللون البني الغامق.
- هذه الأعراض تختلف من طفل لآخر، أحيانًا أخرى قد لا يكون هناك أعراض ويتم اكتشاف التسوس بواسطة طبيب الأسنان عند الفحص، ولكن قد يشعر الطفل ببعض الأعراض مثل:
- ألم في المنطقة المحيطة بالتسوس.
- حساسية من بعض الأطعمة أو الحلويات المشروبات الساخنة أو الباردة.
الكشف عن تسوس الأسنان عند الأطفال؟
- أخذ التاريخ المرضي للطفل كاملًا.
- فحص الطبيب لأسنان الطفل.
- عمل أشعة للأسنان.
العلاج
العلاج يعتمد على حالة الطفل الأعراض التي يشعر بها، عمر الطفل، الصحة العامة، مدى خطورة الحالة وتطورها.
معظم الحالات تعتمد على إزالة الجزء المتآكل واستبداله بالحشوات، والتي هي مواد توضع في الأسنان لعلاج التآكل الذي حدث بسبب التسوس.
وهناك أنواع من الحشوات تعتمد على حالة التسوّس مثل:
- الحشوات إذا كان التسوس في المراحل الأولية.
- تركيب التيجاني إذا كان التسوس أكبر حجمًا وأيضًا لمنع انتشار البكتيريا.
- علاج القنوات إذا امتد التسوس لقنوات الأسنان.
- خلع الأسنان إذا حدث تدمير للأسنان بسبب التسوس.
لماذا نقوم بحشو الأسنان اللبنية؟
نسمع كثيرًا عن مصطلح حشوات الأسنان اللبنية مثل:حشوات الجذور أو الحشوات العادية، ما الداعي لمثل هذه الحشوات؟
- الأسنان غير المعالجة تسبب الشعور بعدم الراحة والألم.
- إذا أهملنا علاج هذا التسوّس فإنه قد يؤدي إلى انتشار التسوس في الأسنان المجاورة.
- قد يؤدي التسوس إلى تدمير الأسنان وقد نضطر لخلع الأسنان اللبنية قبل ميعاد تبديلها الطبيعي وهذا بدوره قد يسبب مشاكل في الأسنان الدائمة ومكانها.
- تسوس وسقوط أسنان الطفل يؤثر على قدرته على الكلام ونطق الحروف بشكل سليم، وقد تتسبب عيوب نطق دائمة.
منع حدوث تسوس الأسنان عند الأطفال
ولأن الوقاية خير من العلاج؛ لذا من المهم اتباع عادات صحية سليمة مع طفلك قبل ظهور الأسنان ومنها:
- من بداية فترة الرضاعة من الضروري مسح اللثة بقطعة من القماش أو الشاش الطبي النظيف مبلل بالماء بعد الرضاعة؛ لتجنب تراكم الألبان على لثة الأطفال وهذه العادة تؤدي إلى نشاط البكتيريا داخل الفم.
- بظهور أول سن للطفل احرص دائمًا على تنظيف أسنانه باستخدام فرشاة أطفال مخصصة لهم (صغيرة الحجم وناعمة).
- للأطفال أقل من 3 سنوات استخدم كمية صغيرة من معجون الأسنان (بحجم حبة الأرز).
- أكثر من ثلاث سنوات استخدم لطفلك معجون أسنان في حجم أكبر قليلاً.
- عندما يصل طفلك لسِن 3 سنوات ابدأ باستخدام خيط تنظيف الأسنان (dental floss)، وهو خيط يُستخدم لتنظيف الاماكن بين الأسنان والتي من الصعب الوصول لها باستخدام الفرشاة العادية.
- ليس غسل الأسنان فحسب هو المانع للتسوّس، ولكن اتباع العادات الغذائية الصحيحة لها دورًا هامًا أيضًا.
- إذا كان طفلك لا ينام إلا والببرونة في فمه، فيمكنك استبدال الحليب أو العصائر بالماء، حتى لا تنشط البكتيريا أثناء نومه.
- اهتم بتعليم طفلك كيفية تنظيف أسنانه بنفسه وساعده في ذلك حتى يصل للمرحلة التي ينظف فيها أسنانه بنفسه.
- إذا كانت كمية الفلورايد في مياه الشرب قليلة، عليك استشارة طبيبك ليصف لك معجون أسنان به نسبة فلورايد مناسبة، أو استخدام نقاط أو أقراص الفلورايد إذا لزم الأمر.
- تغيير الفرشاة المستخدمة للتنظيف كل شهرين.
هل للوراثة دور في تسوس الأسنان عند الأطفال؟
نعم، للوراثة دور في تسوّس الأسنان عند الأطفال، فهي تحدد مدى ميل الطفل واستعداده الوراثي للتسوّس، ولكن يمكننا منع ذلك باتباع العادات الغذائية الصحيحة والاهتمام بأسنان أطفالنا.
أهمية الفلورايد وتأثيره في منع تسوس الأسنان عند الأطفال
الفلورايد من المعادن الصغيرة الضرورية لصحة الإنسان، واستخدام الفلورايد بأشكال مختلفة مؤخرًا أدى إلى انخفاض نسبة تسوّس الأسنان عند الأطفال بصورة كبيرة، فهو يعزز قدرة الأسنان على مقاومة تأثير الأحماض عليها، كما أن الفلورايد له تأثير إيجابي على الأسنان في مستويين:
- المستوى الجهازي حيث يتم إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب وهو ما يقوي صحة الإنسان.
- المستوى الموضعي بإضافة الفلورايد إلى بعض المنتجات مثل معجون الأسنان وغسول الفم.
ملحوظة: من المهم جدًا استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي منتج طبي؛ لتجنب حدوث مخاطر صحية.
الاهتمام بأسنان طفلك منذ ظهورها هو حجر الأساس لصحة طفلك، ومنع حدوث حالات تسوّس الأسنان عند الأطفال والحفاظ على أسنانه الدائمة أيضًا، من خلال اكسابه مهارات وعادات صحية سليمة.