تسمم الشمس: كيف تحمي نفسك من خطر الإصابة به؟

تبدأ درجات الحرارة في الإرتفاع، وتزداد معها التحذيرات من ضربات الشمس وضرورة عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس. ولكن هناك ما هو أخطر من ضربة الشمس، إنه التسمم الشمسي هل سمعت عنه من قبل؟

نعم هناك ما يطلق عليه اسم تسمم الشمس وتبدو أعراضه شبيهة بحروق الشمس ولكنها أشد وتعتبر وضعا طبيًا طارئًا.

تسمم الشمس إنه ليس تسممًا مثل تسمم الطعام الذي تعرفه، حيث شاع تسميته بهذا الاسم للدلالة على حالة من حالات الحساسية الشديدة، تحدث عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية لوقت طويل.

أعراض تسمم الشمس

تبدو أعراض تسمم الشمس في البداية شبيهة لرد الفعل التحسسي من الشمس؛ حيث تبدأ في الظهور خلال 6 إلى 12 ساعة من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وتظهر في البداية كاحمرار مؤلم يشبه الاكزيما في الجلد، يظهر في منطقة الكتف والساق أولًا ويتحول هذا اللون الأحمر للأبيض عند الضغط عليه بالأصابع.

تتراوح الأعراض بين حساسية الشمس وحروق الشمس، والدرجة الأخطر وهي التسمم الشمسي.

حساسية الشمس

هي عبارة عن طفح جلدي يظهر عند التعرض للشمس وعادةً ما يكون وراثيًا.

يتميز بظهوره في مناطق جلدية كبيرة وأيضا شكوى المريض من حاجته الشديدة للهرش.

تحدث حساسية الشمس عند التعرض للشمس مباشرة لوقت طويل، وتحتاج إلى علاج يصفه طبيب الجلدية ويتم تناوله بانتظام للتخفيف من حدة الأعراض.

حروق الشمس

هي حالة متوسطة من الأعراض عبارة عن آلام واحمرار في الجلد، تبدأ خلال من 6 ساعات الى 8 ساعات من التعرض لأشعة الشمس، وتصل ذروتها خلال 24 ساعة.

عادة ما تختفي أعراض حروق الشمس الطفيفة خلال 48 ساعة دون أي تدخل طبي.

من الممكن استخدام بعض كريمات الترطيب التي تحتوي على الألوفيرا لترطيب الجلد.

من الخطوات المفيدة أيضا الحصول على دش بارد، لمساعدتك على التخفيف من الأعراض.

التسمم الشمسي

هو الحالة الأكثر خطورة من حروق الشمس حيث تتمثل الأعراض في:

  • احمرار شديد في الجلد مصحوبًا بألم.
  • جفاف.
  • ارتفاع في درجة الحرارة وقد يكون مصحوبًا برعشة.
  • صداع.
  • الاحساس بالقئ والغثيان.
  • عدم الاتزان.
  • تقشير الجلد.
  • تكون بثرات مائية (وهي عبارة عن بثرات على الجلد بداخلها سائل، هذه البثرات تكون مؤلمة ويصاب الجلد حولها باحمرار).

تستغرق هذه البثرات من أيام وحتى أسابيع حتى تختفي بالعلاج، وغالبًا ما تترك أثرًا على الجلد يظهر في صورة تصبغات جلدية.

أسباب التسمم الشمسي

يحدث تسمم الشمس نتيجة للتعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية من الشمس لمدة طويلة، بدون وجود أي من الاحتياطات الضرورية مثل واقي الشمس.

التسمم الشمسي لا يصيب جميع الأشخاص عند التعرض للشمس لذلك يعد سبب حدوثه ليس واضحًا كليًا.

هناك عدة عوامل قد تزيد من إحتمالية الإصابة بالتسمم الشمسي في الحالات الآتية:

  • الأشخاص الذين يمتلكون بشرة فاتحة اللون.
  • عدم استخدام واقي الشمس قبل التعرض للشمس.
  • تناول بعض الأدوية مثل مانع الحمل للسيدات.
  • استخدام المقشرات الكيميائية.
  • التواجد على شاطئ البحر لمدة طويلة نتيجة لانعكاس أشعة الشمس على الرمل.
  • وضع الزيوت على الجلد قبل التعرض للشمس.
  • التواجد على المرتفعات حيث تكون أشعة الشمس مباشرة.
  • العيش في المناطق القريبة من خط الإستواء.

كيف يشخص الطبيب تسمم الشمس؟

لابد من التوجه على الفور للطبيب للتدخل العلاجي لمنع المضاعفات في حالة وجود أعراض شديدة مثل:

  1. الإحساس بالضعف والإرهاق.
  2. تورم الوجه.
  3. العطش الشديد.
  4. نبض ضعيف.
  5. رعشة.
  6. حويصلات مائية تغطي منطقة كبيرة من الجسم.
  7. وجود علامات تدل على عدوى بكتيرية في البثرات مثل انتفاخها مع ظهور صديد.

تحتاج بعض الحالات التوجه للطوارئ في الحال في حالة الجفاف الشديد.

مضاعفات تسمم الشمس

إذا تم إهمال حالات التسمم الشمسي قد تتحول الأعراض إلى مضاعفات شديدة من المحتمل أن تؤدي الى الوفاة وذلك بسبب:

  • الجفاف: يزداد معدل الجفاف بصورة سريعة إذا لم يتم تعويض الجسم بالسوائل (لذلك عادة ما يتم النصح بشرب كميات كافية من الماء خلال التعرض للشمس).
  • العدوى البكتيرية: تعتبر من أشد المضاعفات التي من الممكن أن تحدث، العدوى البكتيرية التي قد تصل إلى الدم وعندها لابد من العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الفم.
    تأتي العدوى من خلال تقشير الجلد مكان الاصابة أو فقع الحويصلات المائية المتكونة على الجلد.
  • سرطان الجلد: تزداد خطورة الإصابة بسرطان الجلد في الحالات التي تعرضت للتسمم الشمسي.
  • تأثيرات طويلة المدى: تأثر الجلد على المدى الطويل مثل ظهور التجاعيد و تصبغات الجلد.

احتياطات عليك اتباعها

عند التعرض للشمس لا بد من اتباع بعض الاحتياطات للتقليل من خطر الإصابة بتسمم الشمس مثل:

  • تجنب التعرض للشمس في وقت الذروة من الساعة 1 ظهرًا الى 3 ظهرًا.
  • وضع واقي الشمس على البشرة بانتظام كل ساعتين طوال مدة التعرض للشمس.
  • شرب كميات وفيرة من الماء للوقاية من الجفاف.
  • ارتداء النظارات الشمسية.
  • ارتداء القبعات قد يكون مفيدًا لتقليل التعرض لكمية كبيرة من أشعة الشمس.

علاج تسمم الشمس

غالبًا ما تختلف أعراض تسمم الشمس من شخص لآخر، لذلك يعتمد الطبيب في علاجه على حالة الشخص المصاب.

لعلاج حالات التسمم الشمسي هناك بعض الخطوات الأساسية التي تقلل من حدة الأعراض، مثل وضع الكريمات المرطبة لاستعادة الترطيب، وأيضًا ووضع الكمادات الباردة على الجلد والتعامل الصحيح مع البثرات.

ولكن قد تستدعي بعض الحالات الشديدة تدخل علاجي آخر مثل:

  • تركيب المحاليل الوريدية لتعويض فقد السوائل والجفاف.
  • استخدام الكريمات التي تحتوي على الستيرويد لعلاج تقشر الجلد.
  • لتخفيف الألم يمكن تناول الأدوية التي تحتوي على الستيرويد عن طريق الفم.
  • المضادات الحيوية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية.

عادةً إذا تم علاج حالات التسمم الشمسي فإن المريض يتماثل للشفاء، بعض الحالات الشديدة قد تستدعي النقل لقسم الحروق بالمستشفى لعلاجها بشكل أفضل.

كيفية التعامل مع البثرات

يعتبر التعامل مع البثرات من الخطوات الأساسية في العلاج، سيخبرك طبيبك بعض النصائح المهمة التي يجب عليك اتباعها مثل:

  • شرب كميات كافية من الماء لتعويض الجفاف الناتج عن تسمم الشمس مما يسرع من تماثل البثرات للشفاء.
  • عدم فقء هذه البثرات أو الهرش فيها، حتى تتجنب الإصابة بعدوى بكتيرية أو احتمالية ترك أثر للبثرات على الجلد.
  • وضع كمادات باردة على البثرات لتقليل الإحساس بالحرارة المنبعثة منها.
  • وضع الكريمات المرطبة عليها وخصوصا التي تحتوي على الألوفيرا لترطيب الجلد.
  • تجنب التعرض للشمس حتى تختفي البثرات.
  • من الممكن أن يصف لك الطبيب مسكنات للتخفيف من الألم وتقليل التورم.
  • الحفاظ على المنطقة حول البثرات نظيفة، وضع مضاد حيوي على البثرات وتغطيتها بضمادات حتى يسرع من التئامها.
  • يجب أن تكون حذرًا عند تنظيف المنطقة المصابة وتذكر جيدًا:
    • تجنب فرك المنطقة بشدة.
    • استخدم ماء البارد لغسلها.
    • يمكنك استخدام غسول مضاد للبكتيريا.
    • لا تستخدم القطن على البثرات حتى لا تلتصق بعض القطع بها مما يزيد من احتمالية العدوى.
    • ربما يصف لك طبيبك كريمًا يحتوي على الستيرويد إذا كانت البثرات شديدة.

تذكر أن التسمم الشمسي يعتبر وضعًا طارئًا لذلك لا بد من التعامل بحذر، وعدم إهمال الأعراض والتوجه الفوري للطبيب للفحص والإلتزام بالتعليمات بدقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى