تسمم الدم | مرض مميت.. كيف تنجو منه؟
تسمم الدم جملة تثير الفزع عند سماعها من طبيبك لوصف حالتك، وللأسف هي حالة طبية تثير الفزع لكلٍ من المريض والطبيب، وعلى الرغم من أن لفظ تسمم هو لفظ غير علمي أو دقيق لوصف الحالة إلا أنه دائم الاستخدام، وتثير تلك الحالة الفزع نظرًا لخطورتها على صحة المريض والمضاعفات التي قد تنتج منها، حيث تنبع خطورة تلك الحالة من سرعة انتشارها وتأثيرها على جميع أعضاء الجسم، إذ تصيب الدم وهو السائل الذي يصل إلى كل أنسجة الجسم لينقل لها الأكسجين والمغذيات، وفي حالة وصول المرض له ينقله لجميع أعضاء الجسم، في هذا المقال سوف نتعرف على كل ما يخص هذه الحالة، ما هو الاسم الأدق لوصف تلك الحالة؟ ما هي أعراضها؟ ما هي أسباب حدوثها؟ ما هي مضاعفاتها؟ وما هي طرق علاجها؟
ما هو تسمم الدم؟
يعرف تسمم الدم بالإنجليزي باسم (Septicemia)، ولفظ تسمم لفظ غير دقيق لوصف الحالة، فالاسم الأدق هو تجرثم الدم، حيث يصف وجود جراثيم، أو بكتيريا في الدم، قد يطلق البعض اسم (Sepsis) على تجرثم الدم، ولكن هذا غير صحيح إذ يوجد فارق بينها، حيث ينتج (Sepsis) من إهمال علاج تجرثم الدم، ويؤدي إلى حدوث فشل في وظائف بعض الأعضاء.
أسباب تسمم الدم
يحدث التسمم نتيجة دخول البكتيريا إلى مجرى الدم من خلال:
- الجلد.
- الرئتين.
- الكُلى.
- المثانة البولية.
عند دخول البكتيريا للدم تبدأ في إنتاج السموم التي يحملها الدم إلى جميع أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض، يحدث تجرثم الدم غالبًا نتيجة وجود عدوى بكتيرية في مكان آخر في الجسم، وبطريقة ما تصل تلك العدوى إلى الدم، قد يصعب على الأطباء تحديد العضو المتسبب في ذلك، ولكن نستعرض معكم الآن بعض أسباب تجرثم الدم وهي:
- الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
- عدوى المسالك البولية (Urinary Tract Infections).
- التهابات الكُلى (Kidney Infections).
- بعد العمليات الجراحية.
- جروح القدم السكرية.
أعراض تسمم الدم
تظهر أعراض تجرثم الدم سريعًا جدًا، وبمجرد وصول البكتيريا للدم، تلك الأعراض تظهر في حالات تسمم الدم للأطفال أيضًا، مثل:
- الحمى.
- ارتعاش الجسم أو القشعريرة.
- سرعة التنفس.
- سرعة دقات القلب.
- الاضطراب أو عدم القدرة على التركيز.
- الغثيان.
- القيء.
- ظهور نقط حمراء على الجلد.
- انخفاض كمية البول.
قد تزداد شدة الأعراض إذا لم يتلق المريض العلاج فورًا، ولذلك لا بد من التوجه إلى المستشفى في الحال.
تسمم الدم عند حديثي الولادة
تجرثم الدم قد يصيب جميع الفئات العمرية حيث نجد حالات تسمم الدم عند كبار السن، وكذلك حديثي الولادة، وحديثي الولادة هم الأطفال أقل من 28 يومًا، ويُقسم تجرثم الدم في حديثي الولادة إلى نوعين، وهما: تسمم الدم المبكر (Early Onset Septicemia)، وتسمم الدم المتأخر (Late Onset Septicemia).
تسمم الدم المبكر
يصيب الأطفال في خلال 3 أيام أو أقل بعد الولادة، ويحدث غالبًا نتيجة لوجود البكتيريا في الجهاز التناسلي للأم، حيث يمكن للبكتيريا المرور من المهبل إلى الرحم، والوصول إلى الطفل، أو أثناء الولادة عند مرور الطفل من المهبل، نتعرف الآن على أكثر أنواع البكتيريا المسببة للتسمم، وهي:
- البكتيريا العقدية المجموعة ب (Group B Streptococcus).
- الإشريكية القولونية (Escherichia coli).
- المستدمية النزلية (Haemophilus influenza).
- الليستيريا المستوحدة (Listeria monocytogenes).
أعراض تسمم الدم المبكر
أعراض التسمم المبكر في حديثي الولادة لا يمكن الاعتماد عليها في التشخيص، نظرًا لأنها قد تصاحب أي عدوى بكتيرية أخرى، وتلك الأعراض، مثل:
- الخمول.
- سوء التغذية.
- انخفاض درجة الحرارة.
- تسارع النفس.
- حرقان الأنف.
- زرقة الجلد.
تسمم الدم المتأخر
يصيب التسمم المتأخر الأطفال أكبر من 3 أيام وأصغر من 28 يومًا، ويحدث نتيجة وصول البكتيريا للطفل من خلال الأطباء، أو طاقم التمريض، أو من البيئة المحيطة، وغالبًا ما تكون بكتيريا العنقودية البشروية (Staphylococcus Epidermidis)، ولكن قد تسبب أنواع أخرى من البكتيريا التسمم.
أعراض تسمم الدم المتأخر
تتمثل أعراض التسمم المتأخر في مجموعة كبيرة من الأعراض، والتي لا تشمل عضوًا واحدًا فقط في الجسم، مثل:
- العصبية.
- الخمول.
- سوء التغذية.
- الحمى.
- انخفاض ضغط الدم.
- مشاكل في التنفس.
تشخيص تسمم الدم
تشخيص تجرثم الدم لا يعتمد فقط على الأعراض والفحص الإكلينيكي، لذلك يطلب الأطباء بعض الفحوصات، ولكن قد تستغرق نتائج الفحوصات فترة لذلك يبدأ الطبيب العلاج حتى ظهور النتائج، ثم قد يتغير العلاج لآخر مناسب أكثر للحالة، نستعرض الآن بعد الفحوصات لتشخيص التسمم وهي:
- مزرعة الدم (Blood Culture).
- تحليل الدم الكامل (CBC).
- مزرعة البول (Urine Culture).
- أشعة مقطعية (CT).
علاج تسمم الدم
نظرًا لخطورة الحالة، وضيق الوقت يتم سحب عينة من دم الفرد، وتحليلها في معمل الميكروبات لتحديد نوع البكتيريا المسببة للتسمم، وخلال ذلك الوقت يُعطى المريض مضاد حيوي واسع المدى بمعنى أن له تأثيرًا على عدد كبير من البكتيريا، وهذا لفترة مؤقتة حتى تظهر نتائج التحليل، ويتم تحديد نوع البكتيريا المسببة للتسمم، ثم يغير الطبيب نوع المضاد الحيوي لنوع آخر له تأثير على البكتيريا المسببة للتسمم فقط، وقد يحتاج المريض إلى إضافة الأكسجين، والسوائل، أو المحاليل لخطة العلاج لتنظيم ضغط الدم، كذلك يمكن إبقاء المريض داخل العناية المركزة حتى تستقر الحالة.
مضاعفات تسمم الدم
في حالة إهمال علاج تجرثم الدم قد يعرض ذلك حياة المريض للخطر، أو يسبب الوفاة، ونستعرض الآن بعض مضاعفات تجرثم الدم. وهي كالآتي:
إنتان الدم
إنتان الدم أو ما يعرف بالإنجليزية باسم (Sepsis)، ويحدث نتيجة تفاعل جهاز المناعة مع السموم التي تفرزها البكتيريا، فيؤدي ذلك إلى حدوث التهابات في معظم أجزاء الجسم، قد تتطور الحالة، ويسبب إنتان الدم فشل في بعض أعضاء الجسم كالقلب، والكُلى.
صدمة إنتانية
تعرف باسم (Septic Shock)، وتحدث نتيجة انخفاض مفاجئ، وحاد في ضغط الدم، مما يقلل من كمية الدم المتدفقة للأعضاء فيسبب فشلًا في وظائفها، ويحدث ذلك نتيجة تقليل سموم البكتيريا لتدفق الدم في الشرايين.
متلازمة ضيق التنفس الحاد
هي متلازمة قد تؤدي إلى الوفاة، وتعرف باسم (Acute Respiratory Distress syndrome) حيث تمنع الأكسجين من الوصول إلى الرئتين، مما يؤدي إلى فشل في أجزاء من الرئتين، وقد تؤثر أيضًا على المخ مسببةً مشاكل في الذاكرة.
الأسئلة الشائعة
نجيب في هذه الفقرة عن أكثر الأسئلة الشائعة فيما يخص تجرثم الدم.
نعم، قد يسبب تجرثم الدم الغيبوبة، وذلك نتيجة لخلل في وظيفة المخ بسبب تأثير سموم البكتيريا، ونقص كمية الدم المتدفقة للمخ.
لا يمكن تحديد مدة زمنية معينة للتعافي من التسمم ومضاعفاته، لكن لحسن الحظ غالبًا ما يتعافى معظم المصابين من كل المضاعفات، بغض النظر عن طول أو قِصر مدة التعافي.
لا، تجرثم الدم هو عدوى بكتيرية لا تورث، لكن بعض أمراض الدم الأخرى قد تورث كالثلاسيميا.
ختامًا كما ذكرنا سابقًا تسمم الدم حالة طارئة لا يمكن التهاون في التعامل معها، لأنها قد تسبب مضاعفات ينتج عنها وفاة المريض، علاج التسمم قد يحتاج إلى بعض الوقت للتعافي تمامًا من آثاره، ولتقليل تلك المدة ينصح بالتوجه إلى المستشفى في أسرع وقت عند ملاحظة أعراض التسمم.