كيف تحمى نفسك من الإصابة بتدلي الرحم؟
قال تعالى “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” فالأطفال هم أجمل نعمة خلقها الله لنا، والأمومة هي حلم كل فتاة منذ الصغر. ولكن خلف كل شيء جميل يوجد الكثير من المتاعب، فالحمل والولادة لهما الكثير من المضاعفات التي تؤثر على صحة النساء ومن هذه المضاعفات تدلي الرحم. في هذا المقال عزيزي القارئ سوف نعرف ما هو تدلي الرحم وما هي أسبابه وأعراضه، وما هي طرق علاجه.
ما المقصود بتدلي الرحم؟
تدلي الرحم هو فتق الرحم في القناة المهبلية؛ نتيجة لضعف العضلات والأنسجة في منطقة الحوض. وينتج عن هذا الضعف نزول الرحم إلى المهبل. في بعض الأحيان، يخرج الرحم من خلال فتحة المهبل.
تسمى العضلات والأربطة والأنسجة الموجودة في منطقة الحوض عضلات قاع الحوض. تدعم هذه العضلات الرحم والمستقيم والمهبل والمثانة وأعضاء الحوض الأخرى. يحدث التدلي عندما تتلف عضلات قاع الحوض أو تضعف لدرجة أنها لم تعد قادرة على القيام بدورها؛ مما ينتج عنه سقوط أعضاء الحوض داخل أو خارج المهبل.
يمكن أن يكون التدلي الرحم خفيفًا أو شديدًا اعتمادًا على مدى ضعف العضلات الداعمة للرحم. في حالة التدلي غير الكامل، قد يكون الرحم قد انزلق بما يكفي ليكون جزءًا من المهبل، هذا يخلق كتلة أو انتفاخًا. في حالة التدلي الكامل وهو الأكثر خطورة، يمكن أن ينزلق الرحم بعيدًا بما يكفي ليخرج من المهبل.
مراحل تدلي الرحم
- المرحلة الأولى: يسقط الرحم في الجزء العلوي من المهبل.
- المرحلة الثانية: يسقط الرحم في الجزء السفلي من المهبل.
- المرحلة الثالثة: يبرز الرحم من المهبل.
- المرحلة الرابعة: ينزلق الرحم بالكامل خارج المهبل.
مَن هم الأكثر عرضة للإصابة بتدلي الرحم؟
- النساء اللاتي مررن بالولادة المهبلية لأكثر من مرة.
- النساء اللاتي وصلن إلى سن اليأس؛ حيث تتوقف المبايض عن إنتاج هرمون الأستروجين الذي يلعب دورًا هامًا في تقوية عضلات الحوض.
- صاحبات الوزن الزائد.
- النساء اللاتي قمن بعمليات سابقة في منطقة الحوض.
ما هي أعراض تدلي الرحم؟
العديد من النساء المصابات بهذه الحالة ليس لديهن أعراض. ومع ذلك، إذا ظهرت الأعراض، فقد تشمل:
- تسرب البول.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة.
- الشعور بالثقل أو الامتلاء في منطقة الحوض.
- الشعور بانتفاخ في المهبل.
- ألم أسفل الظهر.
- شعور بالضغط في أسفل البطن أو الحوض
- الإمساك.
يمكن أن تزداد الأعراض سوءًا عند الوقوف أو المشي لفترات طويلة، أو عند السعال والعطس؛ حيث تضع الجاذبية ضغطًا إضافيًا على عضلات الحوض.
ما هي أسباب تدلي الرحم؟
- فقدان قوة عضلات الحوض نتيجة انقطاع الطمث.
- الحمل.
- الولادة المهبلية المتكررة.
- السمنة.
- السعال المزمن.
- الإمساك المزمن.
- حمل الأشياء الثقيلة بصورة متكررة.
التشخيص
عند الشكوى من الأعراض السابق ذكرها يجري الطبيب فحصًا للحوض لتحديد ما إذا كان الرحم قد انخفض من وضعه الطبيعي. أثناء فحص الحوض، يقوم الطبيب بإدخال المنظار وفحص المهبل والرحم. سيشعر الطبيب بأي انتفاخات ناجمة عن سقوط الرحم في قناة المهبل.
العلاج
هناك طرق جراحية وغير جراحية لعلاج تدلي الرحم. يختار الطبيب مسار العلاج بناءًا على شدة التدلي، والسن والصحة العامة، والرغبة في الإنجاب في المستقبل أم لا، العلاج فعال بشكل عام لمعظم الحالات. يمكن أن تشمل خيارات العلاج ما يلي:
الطرق غير الجراحية لعلاج تدلي الرحم
- التمرين: يمكن أن تساعد التمارين الخاصة، المسماة تمارين كيجل، في تقوية عضلات قاع الحوض. قد يكون هذا هو العلاج الوحيد المطلوب في الحالات الخفيفة لسقوط الرحم. للقيام بتمارين كيجل، قومي بشد عضلات الحوض كما لو كنت تحاولين كبح جماح البول. امسكي العضلات بإحكام لبضع ثوان ثم أطلقي سراحها، كرر الأمر 10 مرات. يمكنك القيام بهذه التمارين في أي مكان وفي أي وقت .
- الفرزجة المهبلية: الفرزجة هي عبارة عن جهاز مطاطي أو بلاستيكي يتناسب شكلها مع الجزء السفلي من الرحم. يساعد هذا الجهاز في دعم الرحم وتثبيته في مكانه.
- النظام الغذائي ونمط الحياة: قد تكون التغييرات في النظام الغذائي واتباع نمط حياة صحي مفيدة في تخفيف الأعراض مثل الإمساك. حيث يؤدي الحفاظ على وزن صحي إلى تقليل الضغط على عضلات الحوض عند الوقوف أو المشي.
الطرق الجراحية لعلاج تدلي الرحم
- استئصال الرحم وإصلاح التدلي: يمكن علاج سقوط الرحم عن طريق إزالة الرحم في إجراء جراحي. يمكن أن يتم ذلك من خلال قطع يتم إجراؤه في المهبل (استئصال الرحم المهبلي) أو من خلال البطن، يُعد استئصال الرحم عملية جراحية كبرى، وإزالة الرحم تعني أن الحمل لم يعد ممكنًا.
- إصلاح التدلي دون استئصال الرحم: يتضمن هذا الإجراء إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي عن طريق إعادة ربط أربطة الحوض بالجزء السفلي من الرحم لتثبيته في مكانه. يمكن إجراء الجراحة من خلال المهبل أو من خلال البطن اعتمادًا على التقنية التي يستخدمها الطبيب.
كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بتدلي الرحم؟
لا يمكن تجنب بعض العوامل مثل الولادة المهبلية المتكررة أو التعرض لانقطاع الطمث. لكن هناك طرق لتقليل خطر الإصابة بتدلي الرحم والتي تشمل:
- المحافظة على الوزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- القيام بتمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض.
- التوقف عن التدخين. هذا يقلل من خطر الإصابة بسعال مزمن، والذي يؤدي إلى زيادة الضغط على عضلات الحوض.
- استخدام تقنيات الرفع المناسبة عند حمل الأشياء الثقيلة.
- تجنب التعرض المتكرر للإمساك عن طريق شرب الماء بكمية كافية وتناول الطعام الغني بالألياف.
تقنيات الرفع المناسبة لتجنب تدلي الرحم
هناك العديد من النصائح لرفع الأشياء الثقيلة التي يمكن أن تساعدك على تجنب الإصابة، بما في ذلك:
- لا تحاول رفع الأشياء الثقيلة جدًا التي لا يمكنك رفعها بمفردك. أيضًا، تجنبي رفع الأشياء الثقيلة فوق مستوى خصرك.
- قبل أن ترفعي شيئًا، تأكدي من أن لديك قدمًا ثابتة.
- عند التقاط شيئًا من سطح أقل من مستوى خصرك، حافظي على ظهرك مستقيمًا وانحني عند ركبتيك. لا تنحني للأمام عند خصرك وركبتيك مستقيمتين.
- قفي بالقرب من الشيء الذي تحاولين التقاطه، وحافظي على قدميك ثابتة على الأرض. شدي عضلات معدتك وارفعي الجسم باستخدام عضلات ساقك، قومي بتقويم ركبتيك بحركة ثابتة.
- قفي بشكل صحيح تمامًا دون التواء، حركي قدميك دائمًا للأمام عند رفع الشيء.
- إذا كنت ترفعين شيئًا من طاولة، فقومي بتحريكه أولًا إلى حافة الطاولة حتى تتمكني من حمله بالقرب من جسمك، اثني ركبتيك حتى تكونين قريبة من الجسم، استخدمي ساقيك لرفع الجسم والوصول إلى وضع الوقوف.
المضاعفات
- التقرح المهبلي: ستحدث هذه المضاعفات عندما تكون المريضة مصابة بأشد درجة من التدلي، يتدلى الرحم، ويسحب جزءًا من البطانة المهبلية ويبرز خارج المهبل مما ينتج عنه الإصابة بالعدوى.
- تدلي أعضاء الحوض الأخرى مثل المثانة والمستقيم في المراحل الشديدة من المرض، حيث يفقد الرحم اتصاله بالأعضاء المجاورة وينزلق من الفرج، مع التعرض لأي ضغط حتى لو كان ضئيلًا للغاية، ويسحب المثانة والمستقيم معه.