ظاهرة تدلي الجفون عند الأطفال وعلاجها

تعد ظاهرة تدلي الجفون من أكثر الظواهر الخلقية شيوعًا عند الأطفال والرضع. وقد تحدث هذه الظاهرة في عين واحدة أو في كلتا العينين، كما أنها يمكن أن تكون خُلقية حيث يولد بها الطفل أو مكتسبة، ويمكن أن تحدث في جميع الأعمار.

وللتعرف على هذه الظاهرة حتى يمكنك التعامل معها بشكل سليم عليك متابعة قراءة المقال، فهيا بنا.

ما هي ظاهرة تدلي الجفون عند الأطفال؟

تعرف ظاهرة تدلي الجفون عند الأطفال بسقوط أو تدلي جفن العين العلوي عن الحد الطبيعي، ويعتبر هذا الحد الطبيعي عندما يغطي الجفن العلوي مسافة 1:2 مم من الجزء العلوي من القرنية، ويصل الجفن السفلي إلى منطقة اتصال القرنية ببياض العين.

فإذا قام الجفن العلوي بتغطيعة أكثر من 2 مم من الجزء العلوي للقرنية في هذه الحالة يكون الطفل لديه ما يعرف بتدلي الجفن.

أنواع وأسباب تدلي الجفون عند الأطفال

تدلي الجفون عند الأطفال له أنواع كثيرة حيث يمكن أن يكون مرضًا بذاته أو عرضًا لمرض، ويمكن أن يكون خُلقيًا إذا حدث عند الولادة أو في الشهور الأولي للرضيع وبمكن أن يكون مكتسبًا نتيجة بعض الأمراض، ويمكن أن يكون طفيفًا، أو يصل إلى بؤبؤ العين ويغطيه، أو يغطي العين بأكملها، كما يمكنه أن يحدث في عين واحدة أو في كلتا العينين.

أما أسباب تدلي الجفون عند الأطفال فيمكن تلخيصها في الآتي:

  • وجود ضعف في العضلات المسؤولة عن رفع الجفن.
  • التهابات أو تلف في الأعصاب المتحكمة في هذه العضلات.
  • أن يكون جلد الجفن العلوي للعين متهدلًا.

وفي الآتي سنتحدث عن الأسباب بشيء من التفصيل.

تدلي الجفون الخلقي عند الأطفال

تدلي الجفون الخلقي غالبًا ما يظهر عند الولادة أو في السنة الأولى من عمر الطفل، وقد يكون السبب:

  • وراثيًا: أي توجد تشوهات خلقية في أحد الكروموسومات وهذا المرض يكون مرتبطًا بالكروموسوم X.
  • التعرض أثناء الولادة لإحدى الصدمات مما أدى إلى إصابة العضلات أو الأعصاب المتحكمة في الجفن، أو لعدوى مما أدى إلى التهابات في أنسجة العين أو الأعصاب المتحكمة في العضلات الرافعة للجفن.
  • وجود دمل في العين أدى إلى إسقاطه، وهذا يعود إلى حالته الطبيعية فور معالجة هذا الدمل.
  • وهن في العضلات الرافعة للجفن: توجد عضلتان تعملان على رفع الجفن العلوي للعين وهاتان العضلتان هما عضلة مولر الرضفية للجفن العلوِي التي تتغذى عصبيًا بواسطة الجهاز السمبثاوي الرقبي، والعضلة الرافعة للجفن العلوي والتي تتغذى عصبيًا بواسطة الفرع العلوي للعصب الدماغي الثالث.
  • مشاكل عصبية: مثل إصابة الأعصاب المغذية للعضلات الرافعة للجفن أو متلازمة هورنر.

تدلي الجفون المكتسب عند الأطفال

تدلي الجفون المكتسب عند الأطفال يكون نتيجة بعض الإصابات والأمراض، والتي غالبًا ما تكون تلف في الأعصاب المغذية للعضلات التي ترفع جفن العين العلوي، أو السكتات الدماغية، أو مرض السكري، أو أورام حول العين أو خلفها، أو متلازمة هورنر.

التشخيص

عند الشك أن طفلك لديه تدلي في الجفن العلوي عليك التوجه لطبيب العيون؛ لإجراء الفحص اللازم لتشخيصه وعلاجه. وفي التالي سنتعرف على الأعراض والفحوصات التي يجريها الطبيب لتشخيص هذه الحالة.

أعراض تدلي الجفون عند الأطفال

يعد سقوط الجفن وتدليه وتغطيته للقرنية هي أكثر العلامات وضوحًا في حالة تدلي الجفن، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى، مثل:

  • احمرار في العين.
  • كثرة الإدماع.
  • صعوبة الرؤية، وهذا إذا كان الجفن متدليًا جدًا.

بالإضافة إلى بعض الأوضاع التي يحاول أن يأخذها الأطفال المصابون لتسهل عليهم الرؤية، مثل: رفع حواجبهم كمحاولة لتحريك الجفن لأعلى، أو إرجاع رؤسهم للخلف.

الفحوصات التي تجرى لتشخيص تدلي الجفون عند الأطفال

يقوم طبيب العيون بإجراء بعض الاختبارات والفحوصات لتأكيد تشخيص تدلي الجفون عند الأطفال، مثل:

  • اختبار المصباح الشِقَي.
  • فحص حركة العين.
  • اختبار مجال الرؤية.

وغيرها من الاختبارات والفحوصات الخاصة بالأمراض التي قد تكون مسببة لتدلي الجفن.

المضاعفات

تدلي الجفون من الأمراض البسيطة التي يسهل علاجها، ولكن إذا تم إهمالها فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الكثير من المضاعفات، مثل:

  • كسل في العين: وهو عدم قدرة العين على الرؤية بشكل جيد حتى عند استخدام النظارات الطبية، أو غيرها من الوسائل.
  • استجماتيزم أو ما يعرف أيضًا بانحراف النظر.
  • فقدان جزء من مجال الإبصار.
  • يمكن أن تصل المضاعفات إلى تقييد الرؤية الطبيعية أو حتى فقدانها تمامًا في العين المصابة.

وإلى جانب المضاعفات التي قد تحدث للعين، فإن إهمال هذه الحالة لسنوات عديدة قد يؤدي إلى تشوهات في الرقبة والرأس؛ نتيجة الأوضاع الغير صحيحة التي يأخدها الطفل لمحاولة الرؤية.

علاج تدلي الجفون عند الأطفال

يتم غالبًا علاج تدلي الجفون بالتدخل الجراحي حيث يتم رفع جفن العين العلوي للحد الطبيعي والذي لا يعيق الرؤية. وإذا كان تدلي الجفن طفيفًا بحيث لا يؤثر على الرؤية، فيمكن تأجيل إجراء العملية حتى يكبر الطفل قليلًا عند سن 3 أو 4 سنوات، وفي هذه الحالة يقوم الطفل بعمل فحص دوري للعين للتأكد من عدم حدوث مضاعفات. أما إذا كان خطيرًا بحيث لو تُرك يؤدي إلى المضاعفات من كسل العين أوحجب مجال الرؤية؛ فإنه يجب إجراء التدخل الجراحي على الفور ولا داعي للتأجيل. واعلم عزيزي القارئ أن الطفل قد يحتاج إلى أكثر من عملية جراحية في بعض الحالات للوصول للنتائج المرجوة.

بالإضافة إلى العلاج الجراحي يتم استخدام الآتي:

  • ارتداء رقعة على العين السليمة لتقوية العين الضعيفة.
  • استخدام نظارات خاصة لتصحيح مجال الرؤية إذا أصيب الطفل باستجماتيزم.
  • إذا كان سبب تدلي الجفن هو وجود دمل، فقد لا يحتاج الطفل إلى تدخل جراحي. وحينها سيوجهك الطبيب إلى بعض الأساليب التي يمكنك القيام بها في المنزل لرعاية طفلك، كاستخدام الكمادات الدافئة وقطرات العين والمراهم.

الأسئلة الشائعة

متى يجب أن أقلق بشأن تدلي ارتخاء الجفن عند طفلي؟

تدلي أو ارتخاء الجفن لدى طفلك ليس بالشيء الخطير، ما لم يتم إهماله. فإذا شعرت بصعوبة الرؤية لدى طفلك، أو محاولته لأخذ أوضاع غير سليمة برأسه ورقبته ليتمكن من الرؤية، في هذه الحالة عليك التوجه لطبيب العيون حتى لا يصل الأمر لحدوث مضاعفات يمكن أن تؤثر على طفلك بشكل دائم.

هل سيصبح جفن طفلي طبيعيًا تمامًا بعد الجراحة؟

غالبًا ما ينجح التدخل الجراحي في استعادة الشكل والوظيفة الطبيعية للجفن، وقد لا يحدث هذا في بعض الأحيان النادرة، كأن لا يكون الجفنان متماثلين ، أو لا يتحرك الجفن بشكل طبيعي. وفي هذه الحالات النادرة قد يلجأ الطبيب لإعادة العملية للطفل مرة أخرى. وقد يُلاحظ في الفترة التي تلي التدخل الجراحي عدم تمكن الطفل من إغلاق عينه بشكل كامل، وعندها سيتم استخدام مراهم تشحيم العين لمدة أسابيع بعد العملية حتى يستطيع الطفل أن يرمش بقوة ويغلق عينيه.

وفي الختام عزيزي القارئ، فإن تدلي الجفون لدى الأطفال ليس بالشيء الخطير، ولكن لا يجب أن يدفعك هذا لإهماله بل للاهتمام به. فإذا أردت الاطمئنان على طفلك، فعليك التوجه للطبيب؛ لتقييم حالته حتى تحمي طفلك من المضاعفات ومشاكل الرؤية. ولا تقلق بشأن العملية الجراحية التي قد يجريها طفلك فهي ستساعد في تحسين مظهره وحماية وظائف العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى