تحليل هرمون النمو .. ماذا يعني؟ ومتى يطلب؟ وكيف نقرأ نتيجة التحليل؟

يولد الإنسان طفلا صغيرا شأنه شأن كل الكائنات، ثم يكبر تدريجيًا بصورة منتظمة مرورًا بمراحل النمو بداية من طفل رضيع ثم صبي صغير ثم شاب يافع ثم رجل كبير انتهاءًا بكهل عجوز، مع حدوث تغيرات جسمانية في الطول والوزن والشكل والصوت وغيرها من التغيرات الفسيولوجية مع كل مرحلة عمرية، والتي يتحكم بها هرمون النمو. عند حدوث خلل في إفراز ذلك الهرمون يؤثر بشكل مباشر على تلك الصفات، ولكي نتتبع ذلك الهرمون لابد من عمل تحليل هرمون النمو.

ما هو هرمون النمو؟ 

هرمون النمو “Growth Hormone” هو هرمون يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية (Pituitary gland)، تلك الغُدة المتواجدة في قاعدة المخ حجمها لا يتعدى حبة البازلاء، ولكنها غُدة مهمة كونها تفرز هرمونات تتحكم فى غدد أخرى بالجسم؛ ومن أبرز تلك الهرمونات التي تفرزها تلك الغدة هرمون النمو، وهو مسؤول عن نمو الجسم عند الأطفال مثل الطول والكتلة العضلية والعظام؛ وكذلك الحفاظ على تلك المعدلات عند البالغين.

ما هو تحليل هرمون النمو (GH Test)؟

تحليل هرمون النمو هو تحليل يتم عمله عن طريق قياس نسبة الهرمون في الدم، لمعرفة إذا ما كانت مستوياته طبيعية أم غير طبيعية، علما بأن نسبة تركيز الهرمون في الدم تختلف أثناء اليوم حيث تتأثر بالنظام الغذائي ومستوى النشاط خلال اليوم.

ما أهمية تحليل هرمون النمو؟

إن أهمية تحليل هرمون النمو تكمن في تشخيص الخلل الناتج عن نقص الهرمون أو زيادته عن المعدل الطبيعي للهرمون على النحو التالي:

نقص هرمون النمو

قد يحدث نقص في إفراز هرمون النمو نتيجة تلف في الغدة النخامية بسبب ورم سرطاني، أو تدخل جراحي، أو علاج إشعاعي، أو نقص في إمداد الدم للغدة النخامية.

نقص هرمون النمو في الأطفال

يمكن أن يحدث نقص هرمون النمو بسبب الضرر الذي يصيب الغدة النخامية، أو غدة أخرى تسمى الهيبوثالامس أو تحت المهاد (Hypothalamus) وقد تحدث الإصابة قبل الولادة (خلقية)، أو أثناء الولادة أو بعدها (مكتسبة).

يؤدي نقص الهرمون إلى النمو البطيء ويظهر ذلك في قصر القامة (التقزم) بالمقارنة بأقرانه من الأطفال إضافة إلى أعراض أخرى مثل:

• تأخر البلوغ.
• ضعف نمو الشعر.
• شكل الوجه يبدو أصغر سنا عن العمر الحقيقي.
• نقص في وزن الطفل.
• صغر العضو الذكري عند الذكور.

من المهم معرفة أن نقص هرمون النمو لا يؤثر على ذكاء الطفل.

نقص هرمون النمو عند الكبار

على الرغم من اكتمال النمو في مرحلة البلوغ عند البالغين حيث يكتمل طول الانسان وتكتمل كتلة العضلات وكثافة العظام، إلا أن هرمون النمو يلعب دورا مهما في الصحة العامة للجسم، ولذلك فإن نقص الهرمون عند الكبار يتسبب في الأعراض التالية:

• ارتفاع مستويات الدهون في الجسم خاصة حول الخصر.
• القلق والاكتئاب.
• الضعف العام.
• الحساسية المفرطة بالشعور بالبرد والحر.
• انخفاض كثافة العظام وكثرة التعرض للكسور.
• تغيرات في تكوين الكوليسترول في الدم.
• ضعف القدرة الجنسية.

زيادة هرمون النمو

في بعض الحالات النادرة يحدث زيادة في إفراز هرمون النمو عن المعدلات الطبيعية عند الأطفال، مما يؤدي إلى حدوث ما يعرف بالعملقة وهو زيادة مفرطة في طول الطفل مقارنة بأقرانه، وكذلك كبر حجم اليدين والقدمين.

كيف يتم إجراء تحليل هرمون النمو؟

يقوم الطبيب المعالج بطلب تحليل هرمون النمو التحفيزي في حالة الشك في نقص الهرمون؛ أو طلب تحليل هرمون النمو التثبيطي فى حالة الشك في زيادة الهرمون.

تحليل هرمون النمو التحفيزي

عند اصطحاب الطفل لإجراء التحليل في المركز المختص، حيث يقوم مقدم الرعاية الصحية بتركيب كانيولا صغيرة في ذراع الطفل ويسحب عينة من الدم قبل حقنه بالمادة المحفزة، ثم يتم حقن الطفل بمادة محفزة للغدة النخامية لإفراز هرمون النمو؛ ثم يتم سحب عدد من العينات بمعدل عينة كل نصف ساعة على مدار ساعتين؛ وبعد ذلك يتم قياس نسبة الهرمون في العينات التي تم سحبها لمعرفة ما إذا زادت نسبة الهرمون أم لم يحدث زيادة في مستويات الهرمون.

تحليل هرمون النمو التثبيطي

يتم سحب عينة من الدم بعد تركيب الكانيولا، ثم يعطى الطفل كوب من الجلوكوز المذاب في الماء ليشربه؛ ثم يتم سحب عينة دم كل نصف ساعة على مدار ساعتين؛ وبعد ذلك يتم قياس نسبة الهرمون لمعرفة ما إذا نقص الهرمون أم لا.

هل هناك اشتراطات قبل عمل تحليل هرمون النمو؟

يشترط الصيام من منتصف الليل قبل إجراء التحليل ويسمح فقط بشرب الماء، وكذلك الامتناع عن تعاطي الأدوية -ما لم يخبرك الطبيب بعكس ذلك- مع ضرورة النوم في الموعد الطبيعي وعدم السهر في الليلة السابقة على إجراء التحليل.

ما بعد إجراء التحليل

بعد الانتهاء من التحليل يمكن إعطاء الطفل وجبة خفيفة أو بعض السكاكر، حيث يمكنه أكل ما يريد دون محظورات.

يفضل شرب الكثير من الماء باقي اليوم.

هل هناك خطورة عند إجراء تحليل هرمون النمو؟

لا توجد خطورة على الإطلاق من إجراء التحليل، وليس هناك آثار جانبية باستثناء ألم خفيف من تركيب الكانيولا ومن الممكن أن تترك الكانيولا تورم بسيط بعد نزعها سرعان ما يختفي بنهاية اليوم.

كيف نقرأ نتيجة التحليل؟

بعد الانتهاء من عمل تحليل هرمون النمو، واستلام التقرير لعرضه على الطبيب المختص، والذي بدوره يحدد إذا ما كان هناك خللا في إفراز هرمون النمو و يحدد العلاج المناسب وذلك على النحو التالي:

في حالة اختبار الهرمون التحفيزي

إذا لم تحدث زيادة في نسبة الهرمون فهذا يعني نقص في إفراز هرمون النمو، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب المعالج بوصف علاج هرموني لتعويض النقص في إفراز الهرمون، هذا العلاج عبارة عن حقن تحتوي على هرمون نمو مُصنّع. كلما تم تشخيص نقص هرمون النمو مبكرا وتناول العلاج، كلما ساهم ذلك في زيادة الطول بضع إنشات في السنة الأولى من العلاج عند بعض الأطفال، وعند البعض الآخر يحدث تحسن بطيء.

في حالة اختبار الهرمون التثبيطي

إذا لم يحدث هبوط في مستوى الهرمون فهذا يعني الإصابة بزيادة في إفراز هرمون النمو، قد يكون ذلك بسبب ورم في الغدة النخامية حينها يكون العلاج بطرق مختلفة؛ إما باستئصال الورم، أو علاج إشعاعي، أو علاج كيميائي؛ حيث يقوم الطبيب المعالج بتحديد نوع العلاج المناسب للحالة بعد إجراء مزيد من الفحوصات مثل الأشعة المقطعية، أو أشعة الرنين المغناطيسي.

وفي كل الأحوال يجب استشارة الطبيب المختص لمعرفة العلاج الأمثل والأنسب لكل حالة، والحفاظ على الأكل الصحي والنوم مبكرا خاصة عند الأطفال، كي ينمو الطفل نموا طبيعيا دون مشاكل.