تحليل التعرق | وكيف يتم عمله؟ وعن أي مرض يكشف؟

تحليل التعرق هو اختبار يتم عمله للكشف عن التليف الكيسي، وهو باختصار مرض يصيب الرئتين، عند ولادة الطفل يتم فحصه، وإذا أظهرت الفحوصات اشتباه في وجود التليف الكيسي، يتم عمل الاختبار قبل بلوغ الطفل أربعة أسابيع، ولكن بعض الرضع قد لا يفرزون كمية العرق اللازمة لعمل الاختبار فيتم إعادة عمله ثانية.

مرض التليف الكيسي

هو مرض وراثي نادر غالبًا ما يُصيب الرئتين، لكنه كذلك قد يُصيب بعض الأعضاء الأخرى مثل: البنكرياس، أو الكبد، أو الكلية، أو الأمعاء.

تظهر أعراضه على المريض كالتالي:

  • صعوبة التنفس.
  • الكحة الشديدة مع المخاط بسبب عدوى الرئة المتكررة.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • ضعف مُعدل النمو.
  • الغائط الدُهني، أو الملئ بالدهون.
  • مشاكل الخصوبة عند بعض الرجال.

قد تتفاقم هذه الأعراض وتتضاعف مهددة حياة المريض بالخطر، خاصة مشاكل الرئتين والجيوب الأنفية فتأخذ الصورة الأكثر شدة:

  • احتشاد المخاط داخل الرئة وعدم طرده خارجًا قد يُسبب ضيق النفس الشديد والاختناق أحيانًا.
  • قد يزداد مٌعدل ضغط الدم داخل الرئة مع زيادة مُعدل الإصابة بالفشل القلبي وبالتالي نقص كمية الأكسجين الواصل إلى الرئة ومن ثم فشل الجهاز التنفسي.

لن نخوض كثيرًا في تفاصيل المرض بقدر ما سنتحدث عن الاختبار الكاشف عن التليف الكيسي ألا وهو تحليل التعرق.

تحليل التعرق وكيفية عمله

هو تحليل يتم من خلاله قياس كمية الكلوريد الموجودة في العرق، وذلك لأن العرق ملحي يحتوي على أملاح، والكلوريد جزء من تكوين هذه الأملاح.

من مميزات الأشخاص ذوي التليف الكيسي وجود كميات كبيرة من الكلوريد في العرق عندهم.

  • من مميزات الاختبار عدم وخز المريض حيث لا يتم قياس معدل التعرق بالإبر، بل يتم وضع مادة كيميائية شفافة عديمة الرائحة مثل: البيلوكاربين إلى جانب بعض التحفيز الكهربي لأجزاء صغيرة من الذراع أو القدم لتحفيز الغدد العرقية على إفراز العرق.
  • قد يشعر المريض بتنميل خفيف في اليد أو القدم، ويستغرق هذا الجزء من تحليل التعرق حوالي خمس دقائق.
  • يتم تجميع العرق على قطعة من الورق أو أنبوب بلاستيكي، ويستغرق هذا الجزء من الاختبار حوالي نصف ساعة.
  • يتم إرسال العرق الذي تم جمعه إلى المعمل لفحص كمية الكلوريد الموجودة به، وغالبًا ما تتم هذه الخطوة في اليوم التالي.
  • يستغرق تحليل التعرق حوالي ساعة، ولكنه قد يزيد عن ذلك في بعض الحالات.

متى يطلب الطبيب عمل فحص التعرق؟

يتم عمل فحص التعرق إذا لوحظت الأعراض التالية:

  • إصابات أو عدوى الصدر المتكررة.
  • إخراج الفضلات شاحبة اللون بدون وجود سبب لذلك.
  • مشاكل زيادة الوزن.
  • مشاكل النمو غير الطبيعي.
  • حكة شديدة.
  • صوت أزيز الصدر.
  • اختلاف شكل الاظافر: تكون الاظافر عريضة و متخذة شكل الدائرة، وتشبه ظهر الملعقة، والتي تحدث غالبًا نتيجة نقص الأكسجين الواصل للأطراف نتيجة زيادة ضغط الدم في الرئتين.
  • الحمى المُصاحبة للتعرق الغزير.
  • مشاكل الجهاز الهضمي مثل: ألم البطن، أو نوبات الإمساك أو الإسهال الشديدة المتكررة.
  • آلام العظام والعضلات.
  • تأخر النمو أو البلوغ.
  • زيادة مُلوحة الجلد عن المُعدل الطبيعي لها.
  • عدوى الجيوب الأنفية المُتكررة.

نتائج تحليل التعرق

عادة ما يتم إفراز كمية ملائمة لعمل الاختبار بعد بلوغ الرضيع أسبوعين من العمر، ويجب عمل الاختبار ما بين بلوغ الطفل 10 أيام إلى قبل بلوغه شهرًا من العمر.

من مميزات التحليل أن كمية الكلوريد لا تتغير بوجود مرض مصاحب، فمثلًا إذا كان الطفل يُعاني من عدوى بكتيرية أو حمى فلن يتغير مُعدل الكلوريد في تحليل التعرق.

تُقاس مُعدلات الكلوريد أو وجود التليف الكيسي كما يلي:

  • إذا كانت نسبة الكلوريد أقل من 29 مللي مول/ لتر، فالمرض غير موجود قطعًا.
  • إذا كانت نسبة الكلوريد ما بين 30 و 59 مللي مول/ لتر، قد يكون المرض موجودًا ويحتاج عمل فُحوصات أخرى للتأكد.
  • إذا كانت نسبة الكلوريد أعلى من أو تساوي 60 مللي مول/ لتر، فالمرض موجود قطعًا.

لكن إذا كان مُعدل الكلوريد أقل من 29 مللي مول/ لتر كما ذكرنا، فهذا قد يُصاحبه وجود طفرات جينية وإن لم يُصاحبه وجود التليف الكيسي.

حالات مرضية أخرى تزداد بها مُعدلات الكلوريد

قد ترتفع مُعدلات الكلوريد في الدم جراء أمراض التهابية أخرى بالجسم مثل:

  • التهاب الجلد الموضعي.
  • مشاكل الكلية غيرالمُعالجة.
  • مشاكل تخزين الجليكوجين (هو الجلوكوز المُخزن في الكبد والعضلات).
  • انخفاض مُعدلات هرمون الثايرويد في الدم.
  • السكر الكاذب والمشاكل المتعلقة بخلايا الكلية الوظيفية (النيفرون).
  • انخفاض مُعدل إفرازات الغدة الدرقية في الدم.
  • التهاب البنكرياس.
  • خلل النظام الغذائي.
  • زيادة مُعدل السكريات المُعقدة.
  • زيادة مُعلات البروستاجلاندين في الدم (Prostaglandins).

متى يتم عمل تحليل التعرق أكثر من مرة؟

عادة ما يتم عمل فحص التعرق مرة واحدة، ولكن قد تتطلب بعض الحالات إعادة الفحص مثل:

  • إذا كانت كمية العرق المجموعة أولًا غير كافية لعمل اختبار التعرق.
  • إذا لوحظت أي عدوى بكتيرية أو تلوث في العرق المجموع.
  • إذا أظهرت نتائج التحليل مُعدلات غير مُشخٍصة للمرض (ما بين 30 – 59).

اختبار رد الفعل العصبي للغُدد العرقية

هو اختبار مُشابه لتحليل التعرق حيث يُستخدم لقياس كفاءة الأعصاب التي تتحكم في إفراز العرق.

يُمكن استخدام هذا الاختبار في تشخيص أمراض الجهاز العصبي المركزي والذي يتحكم في وظائف الجسم الداخلية مثل: تعديل درجة حرارة الجسم الداخلية، ومُعدل ضغط الدم، ومُعدل ضربات القلب، والهضم، ويتحكم في الجهاز العصبي الطرفي كذلك.

بنفس طريقة عمل تحليل التعرق فإنه يتم تحفيز الجلد، وخصوصًا الغدد العرقية باستخدام الصدمات الكهربية الخفيفة لتحفيز الناقل العصبي أستيل كولين (Acetylcholine)، والذي يقوم بدوره بتحفيز الغدد العرقية على إفراز العرق، ويتم جمع كمية العرق الناتجة وقياسها ومُقارنتها بالمعدل الطبيعي للتعرق.

التجهيزات اللازمة للبالغين قبل الخضوع لاختبارات التعرق

  • تجنب أكل الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • تجنب التدخين قبل الاختبار.
  • إذا كان لا بد من التدخين فاجعله قبل عمل التحليل بأربع ساعات على الأقل.
  • تجنب المشروبات الكحولية ومُشتقاتها قبل الخضوع لعمل الاختبار ب 12 إلى 14 ساعة.

يجب عليك تجنب كل هذه العناصر نظرًا أنها قد تؤثر على مُعدلات العرق الناتج من الجسم، وبالتالي تؤثر سلبًا على نتائج التحليل.

التجهيزات اللازمة للأطفال قبل الخضوع لاختبارات التعرق

  • تجنب وضع الكريمات المُرطبة للبشرة أو الزيوت على بشرة الصغير قبل الخضوع للاختبار ب 24 ساعة فأكثر.
  • تأكد من أن الطبيب المُعالج على دراية بكل الأدوية التي تُستعمل للطفل من: أعشاب طبيعية، وفيتامينات، ومُكملات غذائية.
  • تشمل هذه الأدوية أيضًا الأدوية التي قد تكون الأم تعرضت لها أثناء الحمل ولو كانت بدون وصفة طبية.

الأدوية التي يجب عليك تجنبها قبل تحليل التعرق

تجنب كل أدوية البرد والحمى التي تُصرف بدون روشتة طبية من الصيدلية مثل:

  • أسبرين.
  • مضادات الهيستامين.
  • الأدوية المُدرة للبول.

قبل الخضوع للتحليل ب 48 ساعة فأكثر.

تحليل التعرق هو اختبار يتم عمله في حالة شك الطبيب من وجود حالات التليف الكيسي للتأكد من وجوده، كذلك إذا ظهرت بعض الأعراض على الشخص، سواءً أكان بالغًا أو طفلًا أو رضيعًا، مثل: زيادة مُلوحة الجلد، ومشاكل زيادة ونُقصان الوزن وغيرها، لذا فهو اختبار بالغ الأهمية ولا يجب الاستهانة به، فالعرق ضمن إفرازات الجسم التي يدل تركيبها على الحالة الصحية لصاحبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى