تحدب الظهر وأسبابه وطرق علاجه

تحدب الظهر هو اضطراب في العمود الفقري يؤدي إلى الانحناء المفرط وإلى ظهور استدارة غير طبيعية في الجزء العلوي من الظهر. يظهر المرض بشكل شائع لدى كبار السن نتيجة لضعف عظام العمود الفقري، وقد يظهر أيضًا في الرضع والمراهقين نتيجة لوجود تشوهات في العمود الفقري.

ما هي أسباب تحدب الظهر؟

يمكن أن يكون التحدب خلقيًا (موجودًا عند الولادة) أو بسبب بعض الأمراض التي قد تشمل ما يلي:

  • مشاكل التمثيل الغذائي.
  • الأمراض العصبية والعضلية.
  • مرض هشاشة العظام.
  • السنسنة المشقوقة (هِيَ عيب خلقي في العمود الفقري،حيث لا يتكون العمود الفقري للجنين بشكلٍ طبيعي، وفي بعض الأحيان يتأثر الحبل الشوكي والأعصاب القادمة منه، قد يسبب مشاكل طويلة الأمد في المشي والتبول والتبرز).

ما هي أنواع تحدب الظهر؟

تحدب الظهر ليس نوعا واحدا، وإنما يندرج تحته أنواع مختلفة، تختلف تبعًا لمسبباته وهي:

تحدب الظهر الوضعي

تظهر هذه الحالة في المراهقين وتكون الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور، حيث إن الجلوس في وضع خاطئ يؤدي إلى تمديد العضلات الباسطة للظهر والأربطة الخلفية للعمود الفقري؛ وبالتالي إضعافها بمرور الوقت. عادة لا يتغير شكل فقرات الظهر لدى مرضى تحدب الظهر الموضعي حيث يمكن علاجه، ولكن إذا لم يُعالج المريض ومع مرور الوقت وكبر السن يمكن أن يساهم تشوه العظام في زيادة الضغط على العمود الفقري مما ينتج عنه مزيد من التشوه والتحدب.

تحدب شوبرمان

المعروف أيضا باسم تشوه الصغار، وهو تشوه هيكلي في العمود الفقري الصدري الذي يحدث عادة قبل سن البلوغ. هذه الحالة المرضية تتسبب في أن تأخذ الفقرات الشكل الهندسي شبه المنحرف بدلاً من الشكل المستطيل. مع ضغط هذه الفقرات المشوهة على العمود الفقري، تسمح الجبهة الأصغر من شبه المنحرف بانحناء العمود الفقري. غالبًا ما يوجد في الفقرات المشوهة جيوب يوجد بها بقع في الجزء العلوي من العظام السفلية تُدعى عقد شمورل. هذا النوع من التحدب أكثر خطورة ويمكن أن يزداد سوءًا مع النمو. يحدث هذا النوع في 0.4% من السكان، مع تأثر الذكور والإناث بالتساوي.

التحدب الخلقي

يظهر هذا النوع من تحدب الظهر عندما يُولد الطفل ويكون لديه أجزاء من العمود الفقري لم تنم بشكل صحيح (التحام العديد من الفقرات مع بعضها). كلما أكتُشف مبكرًا كان من الأسهل علاجه حيث يمكن علاجه جراحيًا. في بعض الأحيان يظهر هذا المرض مع مرضى الشلل الدماغي.

التحدب الغذائي

يظهر هذا النوع عادةً نتيجة لأمراض مختلفة مثل هشاشة العظام والكُساح؛ حيث لا يستطيع الجسم استخدام الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والمعادن المهمة الأخرى في تقوية العظام وصلابتها. وهذا ينتج عنه أن يصبح العظم ضعيفًا وهشًا، ويسهل كسره.

تحدب ما بعد الصدمة

يحدث نتيجة لإصابة فقرات العمود الفقري بكسور شديدة نتيجة للتعرض لسقوط شديد أو حادث سيارة؛ وتتسبب في انحناء العمود الفقري.

ما هي أعراض تحدب الظهر؟

  • ظهور فرق في ارتفاع الكتف.
  • انحناء الرأس للأمام مقارنة ببقية الجسم.
  • عند الانحناء للأمام، يظهر الجزء العلوي من الظهر أعلى من المستوى الطبيعي.
  • الشعور بشد في عضلات الركبة.
  • قد يكون ألم الظهر موجودًا، ولكنه نادرًا ما يكون شديدُا بدرجة كافية للتأثير على نمط الحياة الطبيعي.
  • ألم وتصلب في الظهر والكتف.
  • تنميل في الساقين.
  • التعب الشديد.
  • سلس البول والبراز.

كيف يُشخص تحدب الظهر؟

يقوم الطبيب بتشخيص مرض التحدب عن طريق أخذ التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني والاختبارات التشخيصية. إذا كان المريض طفلًا، يحصل الطبيب على تاريخ كامل له قبل الولادة وبعدها ويسأل إذا كان المرض وراثيًا في العائلة. يسأل الطبيب أيضًا عن معالم النمو، نظرًا لأن بعض أنواع التحدب يمكن أن ترتبط باضطرابات عصبية عضلية أخرى.

ويمكن أن تشمل خطوات التشخيص ما يلي:

الأشعة السينية وهو اختبار تشخيصي يستخدم حزم الطاقة الكهرومغناطيسية غير المرئية لإنتاج صور للأنسجة الداخلية والعظام والأعضاء على الفيلم. يستخدم هذا الاختبار لقياس درجة الانحناء وتقييمها، باستخدام الأشعة السينية الجانبية الكاملة للعمود الفقري، يقيس الطبيب أو أخصائي الأشعة زاوية منحنى العمود الفقري. يعتبر المنحنى الذي يزيد عن 50 درجة غير طبيعي، الاكتشاف المبكر للتحدب مهم للعلاج.

كيف يمكن علاج تحدب الظهر؟

يبدأ مسار علاج تحدب الظهر باستخدام الأساليب التحفظية وقد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي كملاذ أخير إذا لم تتحسن حالة المريض مع طرق العلاج التحفظية أو إذا كانت درجة الانحناء كبيرًة جدًا أكبر من 60 درجة.

تعتمد طرق العلاج التحفظية على الملاحظة والعلاج الطبيعي واستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. تعتمد الملاحظة على زيارات منتظمة لطبيب مع الأشعة السينية لتحديد مستوى تقدم المنحنى. يتم استخدام العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الظهر والبطن ويؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط على العمود الفقري، مما يساعد على تحسين الوضع وتقليل درجة التحدب. كما يتم وصف تمارين التمدد للمساعدة في تخفيف آلام الظهر والتعب، عادة ما يوصي الأطباء بأن يتلقى الأشخاص المصابون بالتحدب الوضعي طرقًا غير جراحية للعلاج.

يمكن استخدام دعامة الظهر للمراهقين الذين يعانون من تحدب الظهر لأكثر من 50 درجة. حيث أن الدعامة ستوجه العمود الفقري إلى النمو بشكل صحيح، وفقًا للدراسات العلمية فإن المراهقين المصابين بالتحدب من 55 درجة إلى 80 درجة يُعالجون باستخدام الدعامة إذا تم العلاج قبل اكتمال نمو العمود الفقري. ولكن بالنسبة للمرضى الذين اكتمل نمو عمودهم الفقري، فإن الدعامة لن تصحح الانحناء نفسه ولكن يمكن استخدامها لتخفيف الآلام. الدعامة الأكثر شيوعًا المستخدمة هي دعامة ميلووكي وعادة ما يتم ارتداؤها لمدة 16 إلى 24 ساعة يوميًا.

قد تكون الجراحة هي المسار المناسب لعلاج تحدب الظهر ويحدد ذلك الطبيب بناءُ على عدة مؤشرات مثل:

  • لا يقل مستوى الألم مع طرق العلاج التحفظية.
  • زيادة مستوى الانحناء.
  •  زيادة تشوه منطقة الجذع حيث يصل التحدب إلى أكبر من 75 درجة.

وأيضًا يفضل الطبيب الجراحة في حالات التحدب المرتبطة بالتقدم في العمر؛ حيث يمكن أن تحدث كسور نتيجة لهشاشة العظام وينتج عنها وجود تحدب الظهر.

هناك طريقتان جراحيتان شائع إجرائهما، هما تقويم العمود الفقري ورأب الحدبة.

ما هي مضاعفات تحدب الظهر؟

عادة ما تحدث مضاعفات فقط في حالات التحدب الشديدة. وهي تشمل ما يلي:

الألم المستمر وصعوبات في التنفس ناجمة عن ضغط العمود الفقري على الرئتين والممرات الهوائية من حين لآخر، عندما تُضغط الأعصاب التي تمر عبر العمود الفقري يمكن أن تُعطل الإشارات العصبية وتسبب أعراض مثل:

  •  ضعف في الذراعين والساقين.
  • عدم الشعور بالتوازن.
  • فقدان التحكم الطبيعي في المثانة أو الأمعاء.

تتطلب هذه المضاعفات الخطيرة عناية طبية عاجلة وعادة ما يوصى بالجراحة.

ما هي طرق الوقاية من تحدب الظهر؟

  • يمكن الوقاية من الحداب خاصة الوضعي من خلال الجلوس بشكل صحيح وفي وضع مستقيم.
  • تأكد عند الجلوس من دعم الظهر بالكامل.
  • تجنب حمل الحقائب الثقيلة.
  • مارس التمارين الرياضية بانتظام، حيث أنها تساعد في تقوية عضلات الظهر والحفاظ على مرونتها وتعتبر الأنشطة مثل السباحة والجري والمشي واليوجا مثالية للمساعدة في الحد من مشاكل الظهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى