متى يتم تثبيت البويضة في الرحم؟ وما هي الأعراض المصاحبة له؟

تدور الكثير من الأسئلة في ذهن المرأة حول موضوع الحمل، للاطمئنان على صحة الحمل والجنين، ومن أهم هذه الأسئلة هي متى تتم عملية تثبيت البويضة المخصبة في جدار الرحم، وما هي الأعراض التي من الممكن أن تظهر عليها أثناء حدوث هذا التثبيت وانغراس البويضة في جدار الرحم.

سنتناول الإجابة على هذه الأسئلة والمزيد في هذا المقال.

رحلة البويضة من التبويض وحتى الحمل

تخرج البويضة من المبيض فيما يُعرف بعملية التبويض، والتي تحدث تقريباً بعد ١٤ يوماً من أول يوم لنزول دم الحيض السابق، حيث يدفعها المبيض إلى نهاية واحدة من قناتي فالوب والتين تشبهان القمع.

تلتقط إحدى قناتي فالوب البويضة عن طريق الأهداب الموجودة فيها، وتمكث البويضة في قناة فالوب فترة قليلة من الزمن في انتظار الحيوانات المنوية لتحدث عملية التخصيب.

إذا حدث جماع، تسبح الحيوانات المنوية في اتجاه البويضة لتخصيبها، وتستغرق هذه الرحلة من المهبل إلى عنق الرحم ثم إلى الرحم ثم إلى قناة فالوب حوالي ٥ دقائق.

إن الأهداب المُبطنة لقناة فالوب تُسهل من حركة كلًا من البويضة والحيوانات المنوية داخلها، وأيضًا تسهل عملية الإخصاب، وهي عملية اختراق الحيوان المنوي لجدار البويضة لتصبح البويضة مُخصبة وتسمى زيجوت.

تنقسم هذه البويضة المخصبة عدة مرات في قناة فالوب ثم تتحرك بمساعدة الأهداب باتجاه الرحم حتى تحدث عملية تثبيت البويضة المخصبة في جدار الرحم، تستغرق هذه المدة من حدوث الإخصاب إلى دخول البويضة للرحم من ثلاثة إلى خمسة أيام.

بعد دخول البويضة المُخصبة للرحم، تستمر في الانقسام حتى تُكون جسمًا كروي الشكل يُسمى الكيسة الأريمية، يُزرع ويُثبت في بطانة جدار الرحم بالقرب من قمة الرحم بعد حوالي ستة أيام من حدوث الإخصاب.

تُعد عملية تثبيت البويضة في جدار الرحم عملية مُنظمة للغاية وتحتوي على تفاعل يحدث بين جدار الرحم والكيسة الأريمية، توضح الدراسات أن ثلثي حالات الحمل المفقودة تحدث بسبب فشل في عملية زرع البويضة.

حتى تحدث عملية زرع البويضة بشكل ناجح، يخضع الرحم لعملية إعادة تشكيل هيكلية ووظيفية وتحدث فيه بعض التغيرات، هرموني الإستروجين والبروجستيرون هما الهرمونان الرئيسيان اللذان يتوسطان هذه التغيرات.

يلعب هرمون البروجستيرون دورًا محوريًا في عملية تثبيت البويضة، حيث يعمل على زيادة سُمك جدار الرحم حتى يستوعب البويضة المخصبة ويجعل الرحم مكانا هادئًا ومناسبًا لمرحلة الحمل المبكر.

مراحل تثبيت البويضة

تمر البويضة خلال مرحلة التثبيت في جدار الرحم بثلاثة مراحل هي:

  • تُلامس الكيسة الأريمية موضع الغرس في بطانة الرحم (التوضيع).
  • تلتصق الخلايا الخارجية للكيسة الأريمية بخلايا بطانة الرحم المُستقبل (التصاق).
  • تغزو خلايا الكيسة الأريمية الغشاء القاعدي لبطانة الرحم وتنغمس في بطانة الرحم (الغزو).

تحتاج عملية زرع البويضة بالمجمل من ٧ إلى ١٤ يومًا من الجماع حتى تنغرس في بطانة الرحم.

تُعد عملية زرع البويضة في جدار الرحم تفاعلًا مُؤديًا للالتهابات، حيث تتم زيادة نفاذية الأوعية الدموية في بطانة الرحم بشكل ملحوظ في موقع التعلق.

يكون تقبل الرحم لانغراس البويضة فيه في أمثل حالاته بين اليوم ٢٠ إلى اليوم ٢٤ من نزول دم الدورة الشهرية، وهذا عندما يكون مستوى الهرمون اللوتيني (LH) في ذروته، وتكون بطانة الرحم متاحة لعملية تثبيت البويضة فقط لمدة من ٢٤ إلى ٣٦ ساعة.

تتكون في جدار الرحم نُتوءات تُشبه عيش الغراب، تتكون من الغشاء المبطن لجدار الرحم، تظهر بين اليوم ١٩ واليوم ٢١ من عمر الحمل وتتشكل بالكامل في اليوم ٢٠ من الحمل، يعمل هرمون البروجسترون على تحفيز نمو هذه النتوءات بينما يعمل هرمون الإستروجين على تثبيطهم.

عندما تنغرس البويضة المخصبة في جدار الرحم بنجاح، يفرز جسم المرأة هرمون الحمل (HCG)، وهو الهرمون الذي يُقاس في الدم أو البول لمعرفة ما إذا كانت المرأة حاملًا.

يلعب هرمون البروستاجلاندين E2 دورًا هامًا في عملية غزو خلايا الكيسة الأريمية لبطانة الرحم.

تزداد سماكة بطانة الرحم وتُصبح مليئة بالأوعية الدموية وتنمو غدد بطانة الرحم ويزداد إفرازها ليعمل على تغذية الجنين في أيامه الأولى قبل تكون المشيمة، تصل هذه التغيرات إلى الحد الأقصى بعد حوالي ٧ أيام من التبويض.

تتمايز الكيسة الأريمية إلى كتلة خلوية داخلية (الجنين)، والجزء الخارجي (المشيمة) التي يتم من خلالها نقل الغذاء والأكسجين من دم الأم إلى الجنين، وأيضاً نقل الفضلات وثاني أكسيد الكربون من دم الجنين إلى دم الأم ليتم التخلص منهم.

نصائح لزيادة فرص تثبيت البويضة في جدار الرحم

  • اتباع نظام غذائي صحي والبُعد عن الأكلات السريعة.
  • مُمارسة الرياضة بشكل معتدل.
  • الإقلاع عن التدخين والبعد عن المدخنين.
  • البدء بأخذ المكملات الغذائية وحمض الفوليك وفيتامينات الحمل الأخرى.
  • رؤية الطبيب المختص.

ماذا يحدث في حالة عدم تخصيب البويضة؟

تُكمل البويضة رحلتها في قناة فالوب ثم تصل إلى الرحم، ولكن لا تنغرس في جدار الرحم، وتبدأ مرحلة الحيض الشهرية التي يتخلص فيها جسم المرأة من هذه البويضة وأيضًا من جدار الرحم على هيئة نزيف الدورة الشهرية المعروف.

ما هو نزيف الانغراس؟

هو عبارة عن كمية صغيرة من الدم أو النقط الدموية التي تحدث أثناء انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويُعد هذا النزيف أمرًا شائعًا ولا يُمثل أي علامة على وجود أية مشكلة.

يكون عادةً في التوقيت المتوقع لفترة الحيض، ولكن يكون الدم أو النزيف أخف كثيرًا من نزيف الحيض، ويتوقف نزيف الانغراس من تلقاء نفسه ولا يحتاج إلى أي علاج.

بعض النساء لا يظهر عليهن نزيف الانغراس والبعض لا تلاحظنه، ولذلك لا تُدرك المرأة وقتها أنها حامل مما قد يؤدي إلى حدوث أخطاء عند تحديد موعد الولادة، ولكن الموجات الصوتية التي يتم إجراؤها خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل يتم بها تحديد موعد الولادة بدقة.

في بعض الأحيان بعد أن يحدث تخصيب البويضة، تفشل البويضة المخصبة في الانغراس في بطانة الرحم وبالتالي لن يتم حدوث حمل ولا يتكون كيس الحمل.

 أسباب فشل تثبيت البويضة

  • تغيرات جينية تحدث في جينات الجنين أو تغيرات تحدث في الأمشاج التي تُكون البويضة أو الحيوان المنوي.
  • وجود بعض الالتهابات أو بعض الأورام الحميدة في بطانة الرحم.
  • وجود أورام ليفية أو التصاقات في جدار الرحم.
  • فرط أو قصور في نشاط الغدة الدرقية.
  • أمراض المناعة الذاتية مثل متلازمة الفوسفولبيد.
  •  داء السكري.

على الرغم من تلك الأسباب، إلا أن حوالي ٤٠٪ من حالات فشل الانغراس المُتكرر تكون بسبب غير معروف.

وفي نهاية هذا المقال، نأمل أن نكون قد أجبنا على جميع الأسئلة التي تدور في ذهنك عزيزتي حول موضوع تثبيت البويضة، ونتمنى لجميع الأمهات حملًا صحيًا دون أية مشاكل وأن يرزق جميع الآباء والأمهات بالأطفال الأصحاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى