تاريخ طب الاسنان في العالم
طب الأسنان هو فرع من فروع الطب البشري، فطبيب الأسنان ليس فقط الشخص الذي يقوم بخلع الأسنان، وإنما يقوم ايضا بالعناية بالفم و الأسنان بشكل عام، كما أن تخصص طب الأسنان يتطلب الذكاء و القدرة والتركيز الشديد، و يتطلب مستويات عالية من البراعة اليدوية والتمكن، و المهارات التحليلية.
فالأسنان و اللثة وأمراضهما شكلت مشكلة للكثير من الناس على مر العصور, لذلك سعى الأنسان إلى إيجاد حلول وأدوية لها.
ويرتبط طب الأسنان فى أذهان العامة بالأسنان فقط، ولكن مجاله ليس قاصرا عليها ,بل يتضمن نواح أخرى من المركب القحفي الوجهي بما فيها البنى الصدغية الفكية السفلية و البنى الداعمة الأخرى.
تاريخ طب الاسنان
منذ نشأة الأنسان, وجدت الأسنان لكي تقوم بوظائفها المتعددة والهامة، منها التجميلية او الوظيفية او النطق وغيرها من الوظائف، و تطور علم طب الأسنان مع تطور البشرية بمرور الوقت، ففي القرن الخامس قبل الميلاد مارس القدماء فن صناعة الأسنان واجتهدوا إلى تبديل السن الطبيعي حين فقده او كسره بسن صناعي جديد.
وعرف العرب عملية شد و تغطية الأسنان بالذهب، حيث كان عثمان بن عفان رضي الله عنه كما تذكر الروايات أنه قد شد أسنانه بخيوط من الذهب، و كذلك أبو مسلم معاذ وعبد الملك بن مروان وغيرهم الكثير من الناس، وقد وصف بعض مشاهير قدامى الأطباء أدوية ومساحيق لتقوية اللثة وتسكين ألم السن.
وكان العرب أول من قاموا باستخدام زيت القرنفل في معالجة الأسنان وتسكين الألم وما زال يستخدم حتى يومنا هذا في مختلف عيادات الأسنان حول العالم، كما كتب العرب في مجال طب الأسنان رسائل وأبحاث عديدة.
ومن أشهر الأطباء الذين اشتهروا في طب الأسنان (الرازي) فقد اهتم كثيرا بطب الأسنان، حيث خصص الجزء الثالث كاملا من كتابه الحاوي لأمراض الأسنان واللثة واللسان وأمراض الفم، و طرق العلاج بواسطة الأدوية و الأدوات المستخدمة في قلع الأسنان أو كيها بالنار، وكتب عن الكثير من طرق معالجة الأورام جراحيا.
كما اكتشف في المومياوات المصرية بعض الجماجم التي ربطت أسنانها بواسطة أسلاك مصنوعة من الذهب، لكي تقوم بتثبيت الأسنان المتخلخلة مع الأسنان الموجودة بجوارها.
و في عام 160 قام الرومان باستخدام التيجان الذهبية لتلبيس الأسنان وتثبيت كسور الاسنان، كما استخدم المسلمون السواك وهومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و كان من أنجح الوسائل في الوقاية من امراض الأسنان، و في عام 900 ميلادي استخدم الصينيون أول حشوة مكونة من الفضة.
وفي عام 1210 اصبح الحلاقون في فرنسا متخصصون في قلع الأسنان.
وقد انتقلت هذه العادة الى مصر بعد ذلك، فى صورة ما كان يعرف (بحلاق الصحة),حيث كان الحلاق يتلقى تدريبا على خلع الأسنان المصابة بالتسوس,ويحصل على ترخيص مهنى للقيام بذلك.
كما اخترع الدكتور جون جريينوود عام 1791 جهاز لحفر الأسنان المصابة بالتسوس، والذى يدور بواسطة تحريك القدم، واقتبس الفكرة من ماكينة الخياطة التي كانت والدته تستخدمها قديما، حيث يعتبر هذا الطبيب طبيب أسنان الرئيس الامريكي الاول جورج واشنطن.
و في عام 1790 اخترع جوسيه فلاج أول كرسي للاسنان.
واخترع جيرون ف جريين في عام 1871 الهاندبيس الكهربائي، حيث يقوم هذا الجهاز على حفر الأسنان المصابة بواسطة جهاز الأسنان الكهربائي، والهاندبيس هي القبضة التى يمسك بها طبيب الأسنان بيده ليقوم بعلاج الأسنان بواسطة حفر السن وإزالة الجزء المصاب من السن، حيث يقوم طبيب الأسنان بوضع الحشوة فى مكان الحفرة لوقاية السن من الخلع.
وفي عام 1895 قام العالم الألماني رونتجن باكتشاف أشعة اكس، وفي عام 1896 استخدمها الطبيب ايدموند كيل في تصوير أول أشعة للأسنان، للفكين العلوي والسفلي فى تاريخ البشرية.