تأخر الحمل بعد الزواج
تأخر الحمل بعد الزواج من أكثر الأمور إثارة للقلق لدى الزوجين، حيث تدور في الأذهان أسئلة حول ما إذا كان التأخر طبيعيً أم لأسباب مرضية؟ وهل الأسباب لدى الزوج أم الزوجة؟ أم لديهما معا؟
وما الذي يجب عليهما فعله للتعامل مع تلك المشكلة؟ ومتى يمكن اعتبار الحمل متأخرًا؟ وما الوقت المناسب للبحث عن وجود أسباب لعدم حدوث الحمل؟
كل تلك الأسئلة هي ما يدور حولها موضوعنا هذا، لنعرف كل زوجين بما يجب عليهما معرفته عن تأخر الحمل، فلنقرأ معًا.
هل تأخر الحمل بعد الزواج طبيعي؟
واقع الأمر أن توقع الحمل بمجرد الزواج أمر مبالغ فيه، حيث أن غالبية الأزواج يستغرقون ما لا يقل عن ثلاثة أشهر من العلاقة الجنسية المنتظمة حتى يحدث الحمل الأول، وتزداد فرص حدوث الحمل بزيادة مدة الزواج، حتى تصل إلى حوالي 92% بعد اثنا عشر شهرًا من الزواج.
وبناء على ذلك فلا يعتبر الحمل متأخرًا إلا بعد مرور عام كامل على الزواج، مع توافر الانتظام في ممارسة العلاقة الزوجية خلاله.
إذا لم يحدث الحمل خلال عام من الزواج فعلى الزوجين مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات تعوق الحمل.
أسباب تأخر الحمل بعد الزواج
ليس بالضرورة أن يكون لتأخر الحمل أسبابًا طبية، فهناك بعض الممارسات التي قد يفعلها الزوجين دون أن يعلما أنها تؤخر الحمل.
وبناء على ذلك يمكن تقسيم أسباب تأخر الحمل إلى:
أسباب مرضية لتأخر الحمل
وهي أسباب ترجع إلى مشكلات طبية تستوجب العلاج، وفي نسبة كبيرة منها يعتبر العلاج شرطًا لحدوث الحمل، حيث أن تأخر الحمل هنا عرض مرضي وليس مجرد تأخر حمل، ومن تلك الأسباب ما يلي:
- السمنة.
- أمراض الغدة الدرقية.
- داء السكري.
- بعض الأمراض الوراثية.
- بعض الأمراض الجينية.
- الاضطرابات الهرمونية.
- أمراض الكبد والكلى المزمنة.
- بعض الأمراض العصبية والنفسية.
- الأثر الجانبي لبعض الأدوية.
- مضاعفات بعض العمليات الجراحية.
- مضاعفات أمراض الجهاز التناسلي غير المعالجة.
- العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي.
وبالطبع قد تكون تلك الأسباب لدى الرجل أو المرأة أو لديهما معا.
ممارسات خاطئة تسبب تأخر الحمل
قد تثبت الفحوص الطبية عدم وجود أسباب طبية لدى الزوجين تمنع الحمل، ولكن قد يرجع سبب تأخر الحمل إلى بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الزوجين عن غير قصد، ومن تلك الممارسات ما يلي:
- عدم حدوث الجماع في فترة التبويض لدى المرأة.
- استخدام الزوجة للكريمات والمطهرات المهبلية.
- استخدام مواد مزلقة أثناء العلاقة.
- العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحول.
- سرعة اغتسال الزوجة بعد إتمام العلاقة الزوجية.
- عدم اتباع نظام غذائي صحي.
- القلق والتوتر بشأن حدوث الحمل.
ما يجب فعله عند تأخر الحمل
حتى إن بدت لك أسباب تأخر الحمل واضحة، فلا يجب عليك الحكم فيها من تلقاء نفسك، وما يجب عليك فعله ببساطة هو مراجعة الطبيب المختص، ليساعدك على التوصل للسبب سواء أكان مرضي أم سلوكي، وإرشادك إلى كيفية التعامل معه بالشكل الصحيح وما يجب فعله للتغلب عليه.
وفي سبيل ذلك يلجأ الطبيب إلى الفحوص الطبية لتقييم خصوبة الزوجين وعلاقتهما الزوجية.
تقييم خصوبة الزوجة
يسأل الطبيب الزوجة بعض الأسئلة حول التاريخ المرضي، ثم تتم فحوص طبية ومخبرية مثل:
- تحاليل الهرمونات، للتأكد من كونها عند معدلاتها الطبيعية.
- فحص الجهاز التناسلي من خلال الموجات فوق الصوتية.
- قد تتطلب الحالة فحص قنوات فالوب عن طريق منظار البطن أو اشعة الصبغة، إذا دل التاريخ المرضي وفحص الموجات فوق الصوتية للمريضة على احتمالية وجود انسداد فيها، لأن قنوات فالوب هي القنوات الواصلة بين المبيضين والرحم، وانسدادها يعوق حدوث الحمل الطبيعي.
تقييم خصوبة الزوج
يجب أن يترافق تقييم خصوبة الزوجة مع تقييم خصوبة الزوج في نفس الوقت، وليس الاكتفاء بفحص الزوجة كما هو شائع.
لأنه حتى وإن بين فحص الزوجة وجود مشكلات خصوبة متعلقة بها، فليس معنى ذلك أنه بالتأكيد لا توجد مشكلات لدى الزوج أيضا.
وانتظار علاج الزوجة مع عدم فحص الزوج، هو مضيعة للوقت إذا كان الزوج يعاني هو الآخر من مشكلات تعوق الحمل، فالطريقة المثلى لاختصار الوقت وتقليل مدة العلاج هي فحص خصوبة الزوجين معا، لعلاجهما معا إذا كانت لدى كل منهما مشكلات.
وتقييم خصوبة الزوج يكون مبدأيا بتحليل السائل المنوي، فإذا أظهرت نتائج التحليل وجود مشكلات في عدد الحيوانات المنوية أو نشاطها أو تكوينها، يتم إجراء المزيد من الفحوص للبحث عن السبب وعلاجه.
وإذا جاء تحليل السائل المنوي طبيعيًا، دل ذلك على خصوبة الزوج وقدرته على الإنجاب.
تقييم العلاقة الزوجية
حدوث الحمل يحتاج إلى قيام علاقة زوجية منتظمة بين الزوجين، بواقع ثلاث مرات أسبوعيًا خارج أيام الدورة الشهرية، وأن يكون الفاصل بين العلاقات من يومين إلى يومين ونصف.
فإذا كانت العلاقة غير منتظمة فيمكن أن يكون هذا في حد ذاته سببًا لتأخر الحمل، وقد يكفي تجنبه لحدوث الحمل.
نصائح لتسريع حدوث الحمل بعد الزواج
يجب على الزوجين حديثي الزواج أن يعلما أن قيام العلاقة الزوجية وحده قد لا يكون كافيا لتسريع حدوث الحمل، وأن هناك إرشادات يجب اتباعها ليحدث الحمل الأول بسرعة على قدر الإمكان، ومن تلك النصائح:
- الحرص على تكثيف القيام بالعلاقة الزوجية خلال فترة تبويض المرأة.
- التركيز على الأوضاع الحميمة التي تساعد حدوث الحمل أكثر من غيرها، ويعتبر الوضع التقليدي(وضع استلقاء المرأة على ظهرها) والوضع الخلفي في المهبل من أفضل الأوضاع لحدوث الحمل.
- حرص المرأة على الاستلقاء على الظهر لبعض الوقت بعد الجماع للسماح للسائل المنوي بالوصول إلى الرحم قبل الاغتسال.
- الحرص على اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروت والفواكه والمكسرات والبروتين والدهون الصحية.
- الحرص على الوزن المثالي وتجنب السمنة لأنها من أسباب تأخر الحمل لدى الجنسين.
- تجنب العادات السيئة كالتدخين وتناول الكحول والعقاقير غير القانونية.
- الحرص على السيطرة على الأمراض المزمنة إن وجدت لدى الزوج أو الزوجة.
- تجنب القلق والتوتر بصفة عامة، والقلق بشأن حدوث الحمل بصفة خاصة.
- عدم إهمال الالتهابات المهبلية والتناسلية بلا علاج.
- عدم استعمال الكريمات والمطهرات المهبلية بلا حاجة طبية.
- عدم استعمال المزلقات المهبلية بدون مشورة طبية، فبعضها يقتل الحيوانات المنوية ويمنع الحمل.
- عدم تناول أدوية خارج الإشراف الطبي، فبعضها قد يؤخر الحمل، وبعضها قد يشكل خطرًا على الجنين إذا حدث الحمل أثناء تناوله.
أسئلة شائعة عن تأخر الحمل بعد الزواج
نظرًا لكون تأخر الحمل من الحالات المقلقة لأي زوجين، تدور حوله العديد من الأسئلة التي سنتعرض هنا لأهمها:
المدة الطبيعية للحمل بعد الزواج هي عام كامل من الزواج، بشرط انتظام العلاقة الزوجية خلاله.
بعض أنواع الدش المهبلي قد تغير مكوناتها الوسط الطبيعي للمهبل، وقد تكون سامة للحيوانات المنوية، تتسبب بقتلها فتعوق الحمل، لذلك لا يجب استعمال أي مستحضرات خارج الإشراف الطبي.
من المفروض أن يذهب الزوجين معا لمراجعة الطبيب إذا تأخر الحمل، لأنه إن لم يجرى الفحص الطبي لهما معًا، لا يمكن الجزم بأيهما هو سبب تأخر الحمل.
فسلامة أحدهما لا تعني بالضرورة إصابة الآخر بمشكلة تعوق الحمل، وكذلك إصابة أحدهما لا تعني بالضرورة سلامة الآخر.
قد يتأخر الحمل فيطلب الزوجين المشورة الطبية، فيتضح منها عدم وجود أسباب واضحة لتأخر الحمل لدى أي منهما، وقد يرجع ذلك إلى قلة جودة الحيوانات المنوية أو البويضات، وهو من أهم أسباب تأخر الحمل برغم سلامة الزوجين وانتظام العلاقة الزوجية، ويمكن التغلب على تلك المشكلة في كثير من الحالات بتقنيات الإخصاب الصناعي، كالحقن المجهري وأطفال الأنابيب.
عزيزي القارئ، لا شك أن الأطفال هم أمنية غالية لكل زوجين في مقتبل حياتهما الزوجية، وبرغم كون تأخر الحمل حالة مقلقة، إلا أن غالبية حالات تأخر الحمل أصبح علاجها ممكنًا بفضل التقنيات العلمية الحديثة، فإذا مررت بظروف تأخر الحمل فلا تدع نفسك فريسة للقلق والتوتر، فقط اطلب المشورة الطبية، وثق بأن الإنجاب أحد صور الرزق، يؤتيه الله من يشاء وقتما يشاء.