تأثير الضرب على الطفل وأهم 10 سلبيات له

هل فكرنا يومًا ما هو تأثير الضرب على الطفل؟ هل فكرنا بمشاعرهم بعد قيامنا بتفريغ كامل غضبنا عليهم؟ هل تساءلنا إن كان الضرب هو الحل الوحيد؟ ما هو أغلى ما نملك لأطفالنا سوي شعورهم بالحب والأمان؟ فنحن مصدر الأمان لهم وليس الخوف، نحن مصدر السعادة لا الحزن، نحن من يجب أن يبني شخصية قوية قيادية لا شخصية ضعيفة مضطربة، لذلك وجب التنويه على أن للضرب أضرارًا وعواقب كثيرة سنتحدث عنها في هذا المقال.

قد يعتبر بعض الآباء أن ضرب الطفل هو الحل الأمثل الذي ليس له بديل، وقد يرى الآباء أن سلوك الطفل وبعض التصرفات التي لا ترضي الآباء لا تتغير سوى بالضرب، قد يرون أنه لا يوجد حل آخر، ويرى بعض الآباء أن للضرب تأثير على نفسية الطفل، لكنه ليس على المدى البعيد.

حقيقة الأمر أننا لا نستطيع كآباء منع الطفل من أي فعل خاطئ باستخدام العنف والضرب، يجب أن نعلم جيدًا أن الضرب ليس حلًا لتربية الأطفال، بل هو سلوك غير مجدي وله عواقب عديدة.

يجب أن نعلم جيدًا أن فترة الطفولة من أهم مراحل نمو الإنسان، فهي الفترة التي تتشكل فيها الشخصية وأهم مراحل التطور النفسي والاجتماعي، ومن المتعارف عليه أن تعرض الأطفال لبعض التصرفات السلبية التي من ضمنها الضرب، على اعتقاد أنه الحل الوحيد لتعديل السلوك والتأديب، دون النظر في التأثيرات السلبية الناتجة عن استخدام العنف ضد الأطفال، ينتج عنه أنواعًا مختلفة من الأضرار، ولذلك إليك أهم الأضرار النفسية والجسدية والاجتماعية للضرب على الأطفال:

  • يعاني بعض الأطفال الذين يتعرضون للضرب من أضرار نفسية طويلة الأمد، وقد يعانون من الاكتئاب.
  • إن تأثير الضرب على الطفل يخلق حالة من الخوف والقلق المستمر وعدم الشعور بالأمان والاطمئنان.
  • تدهور العلاقات الأسرية حيث يشعر الأطفال بالخيبة والانعزالية عن الأشخاص الذين يجب أن يكونوا مصدر حماية وأمن لهم.
  • يساهم تأثير الضرب على الطفل في تكوين الذكريات السيئة واكتساب سلوك خاطئ.
  • الخوف المستمر والشديد من الآخرين.
  • خلق شعور لدى الطفل بأنه غير محبوب وغير مرغوب به ومرفوض من والديه.
  • إن تأثير الضرب على الطفل يظهر في زيادة مخاطر السلوك العدواني، واللجوء إلى العنف في مختلف المواقف.
  • قد يؤدي تأثير الضرب على الطفل إلى إعاقة طويلة وأضرار وخيمة، قد تصل أحيانًا إلى الموت.
  • إن الأذى الجسدي المباشر يؤدي إلى الاكتئاب وإلحاق الأذى بالنفس والميول الانتحارية.
  • يؤثر الضرب بشكل مباشر على وظائف المخ ويقلل من قدرات الطفل.
  • قد يؤدي الضرب إلى حدوث إصابات جسدية خطيرة تصل إلى كدمات أو كسور أو نزيف.
  • تلف في الخلايا العصبية وضمور في خلايا المخ.
  • يعتقد الأطفال الذين يتعرضون للضرب أن العنف هو الحل الأمثل لحل المشاكل، مما يخلق لديهم دافع العدوانية لحل المشاكل.
  • استخدام الضرب يؤثر بشكل سلبي على تكوين علاقات اجتماعية صحية في المستقبل، ويصبح الشخص أقل قدرة على التواصل مع الآخرين.
  • إن العنف يخلق لدى الطفل انعدام الثقة في نفسه ثم انعدام الثقة في الآخرين.
  • إن تأثير الضرب على الطفل خاصة في المراحل الأولى من حياة الطفل قبل عمر المدرسة، يؤثر بشكل سلبي على الأنظمة الدماغية، مما يؤثر على التحصيل الدراسي، ويسبب صعوبة في تطوير المهارات في البيئة التعليمية.
  • يكتسب الطفل صفة العنف حيث يتعلم سلوكياته من البالغين، مما يؤثر على زيادة احتمالية استخدامه العنف مع الآخرين.

إن التأديب الفعال هو الحل الأمثل الذي يعلم الطفل مهارات جديدة ويبني لديه ثقة بالنفس واحترام وتشجيع السلوك الإيجابي، وبعد أن علِمنا سويًا تأثير الضرب على الطفل جاء دور الحلول البديلة والأفضل لتأديب الطفل وتعليمه بعض التصرفات الإيجابية، وتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل وذلك من خلال:

  • التواصل الفعال

إن فهم مشاعر الطفل واحتياجاته، واستخدام لغة تواصل وحوار فعالة مع الطفل، والاستماع إليه والتعاطف معه، كل ذلك يعتبر من وسائل التربية الحديثة التي تخلق ودًا وتفاهمًا بين الآباء والأبناء؛ مما يؤثر بالإيجاب على تصرفاتهم وأفعالهم.

  • استخدام أسلوب المكافأة

مكافأة الطفل وإعطائه بعض الحوافز والمكافآت للتصرفات الإيجابية، بدلًا من العقاب الجسدي والعنف، يعزز وينمي السلوك الإيجابي للطفل ويساعد في تكوين شخصية سوية، بدلًا من سلبيات تأثير الضرب على الطفل الذي يقوم بدوره بخلق شخصية ضعيفة غير سوية.

  • التعليم بالمثل

دائما ما يكون الأب أو الأم أو كلاهما قدوة للطفل ويعتبرهما مَثله الأعلى، لذلك توجب على الآباء أن يكونوا نموذجًا للسلوك الإيجابي وحل المشاكل بطريقة ودية وسليمة، مما ينعكس بالإيجاب على تصرفات الطفل.

  • تعليم بعض المهارات للطفل

تعليم الطفل استراتيجيات فعالة لحل المشاكل، ومهارة التواصل الفعال مع الآخرين، والتصرف السليم لحل المشاكل، وكيفية التعامل مع الغضب والتوتر.

  • إنشاء قواعد ووضع حدود

يجب أن يعلم الطفل جيدًا السلوك المقبول والغير مقبول، لذلك على الآباء أن يُعلموا الأطفال ماهية السلوكيات الغير مقبولة التي يجب أن يتجنبوها، ووضع توازن بين الحدود وتوفير الحرية للنمو والاستكشاف لطفلك، وإفهام الطفل ما هو المطلوب منه حيال سلوكه.

  • الاهتمام والتفهم

إن الاهتمام الحقيقي بالطفل والاهتمام بمشاعره واحتياجاته، وتفهم بعض سلوكياته وفهم تجاربه وتقديم الدعم والمساعدة، يساهم بشكل كبير في شعور الطفل بالأمان والحب.

  • استخدام أسلوب التعويض

يعتمد هذا الأسلوب بدلًا من التوجه للضرب والعنف، حيث يعتمد على تحميل الطفل مسؤولية سلوكه الخاطئ ومعالجة تلك الأخطاء، وأسلوب العقاب المنطقي ليس بالحزم الشديد ولا الاستسهال معهم.

  • الأنشطة واللعب

توفير الأنشطة المختلفة ومشاركتهم اللعب والمرح، يساعد على تنمية مهارة الطفل الاجتماعية والعاطفية والحركية، والتعبير عن مشاعره بصورة إيجابية، ومن ثم خلق لغة حوار بين الآباء والأبناء.

إن حب أطفالنا يتمثل في طرق تعاملنا مع شتى المواقف الحياتية، يتمثل في ردود أفعالنا في اتخاذ أي موقف دفاعي عنهم، حبنا للأطفال هو حمايتهم واحتضانهم والتعبير عن امتنانا لوجودهم في حياتنا. تختلف طرق التعبير عن الحب ولكن يبقى الحب الحقيقي للطفل هو عدم التعرض له بأي شكل من أشكال العنف لا سيما الضرب، وقد أثبتت كافة الدراسات أنه أحد العوامل التي تشكل الخوف والاكتئاب لدى الأطفال، وتتمثل سلبيات الضرب في:

  • الاكتئاب.
  • القلق والخوف.
  • الوحدة والعزلة.
  • فقدان تقدير الذات.
  • الشعور بالكراهية نحو الآخرين.
  • ضعف الشخصية.
  • انعدام الشعور بالأمان.
  • انعدام القدرة على التركيز.
  • ضعف مهاراته الاجتماعية.
  • التمرد والعناد.
كيف أتعامل مع ابني بعد ضربه؟

يجب على الآباء تقديم اعتذار مقبول، وشرح مبسط لما حدث يستطيع الطفل أن يستوعبه، وأن ما حدث كان بالخطأ الغير مقصود وتقديم الحب له.

هل الضرب يؤثر على ذكاء الطفل؟

بالطبع يؤثر الضرب على ذكاء الطفل مما يؤثر على سلوكياته، ويسبب انعدام ثقته بنفسه، ويقلل من مقدار قدرته على التحصيل الدراسي.

هل الضرب مفيد في تربية الأطفال؟

تأثير الضرب على الطفل في كل الأحوال غير مفيد، وهذا ما أثبتته كافة الدراسات، فقد أوضحت أن العنف يسبب عنفًا ويولد كرهًا وحقدًا لدى الأطفال، وليس له أي نفع في توجيههم وتربيتهم.

ختاما، قد علمنا كم السلبيات التي تنتج من تأثير الضرب على الطفل، ومن هنا نناشد كافة الآباء بأن عليهم القيام بتوفير بيئة داعمة وآمنة لتطوير نموهم النفسي والاجتماعي بصورة سليمة وصحية ويجب أن نتجنب استخدام العنف، ونعلم جيدًا تأثير الضرب على الطفل والعواقب التي تنتج عنه، واتباع منهج تربوي إيجابي وسليم، يساعد في إنشاء جيل يستطيع أن يكون قدوة وقادرًا على مواجهة تحديات الحياة، وأن يكون لديه القدرة على تحقيق أهدافه وطموحاته ومعرفة قدراته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى