برودة الأطراف عند الرضع

برودة الأطراف عند الرضع هي إحدى الأعراض الصحية التي تظهر عند الرضيع وتسبب القلق والتوتر للأمهات. تكون هذه الحالة نتيجة بعض الأسباب المرضية أو بعض الأسباب البيئية المحيطة بالطفل. وسنتعرف خلال هذا المقال على ظاهرة برودة الأطراف عند الرضع وأسبابها وأعراضها.

هو الإحساس ببرودة الأطراف وانخفاض درجة الحرارة لليدين والقدمين للرضيع عن باقي الجسم، وهو ما يثير قلق وتوتر الأمهات عن معاناة الطفل من أحد الأمراض أو الاضطرابات في أجهزة الجسم.

تبحث الأم وقتها عن الوصول إلى أسباب ظهور هذا الاختلاف في درجات الحرارة بين أطراف الرضيع ودرجة حرارة الجسم.

يوجد العديد من الأسباب المؤدية لظهور هذه الظاهرة عند الرضع وتشمل الأسباب ما يلي:

  • أن الرضيع في المراحل الأولى من حياته بعد الخروج من رحم الأم، يعاني من عدم اكتمال كفاءة عمل الدورة الدموية بشكل كامل؛ فيتسبب ذلك في خلل وصول الدم إلى الأطراف بشكل جيد. يسبب هذا الخلل ظهور برودة الأطراف وتحول لون الجلد إلى اللون الأزرق في اليدين والقدمين.
  • تحدث برودة الأطراف في الرضع بشكل طبيعي بعد الولادة، نتيجة استرخاء الرضيع لفترة طويلة وقلة الحركة والنشاط.
  • طول فترات الرضاعة وضعف تدفق الدورة الدموية إلى الأطراف وتركيزها على عملية الهضم، يؤدي ذلك إلى ظهور البرودة في الأطراف بشكل طبيعي عند الرضيع بعد الولادة

أمراض أخرى تسبب البرودة في الأطراف:

  • الإصابة بالإنتان: وهو أحد ردود الفعل الظاهرة من الجسم ضد التعرض للعدوى في الدم. تظهر الأعراض المصاحبة للإنتان مع أمراض الالتهاب الرئوي أو التهاب المسالك البولية، وتشمل برودة الأطراف وسرعة ضربات القلب والتنفس، مع الإحساس بالغثيان والقيء.
  • الحمى: هي واحدة من أسباب برودة الأطراف عند الرضع، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم الناتجة من التعرض للعدوى الفيروسية أو البكتيرية. يوجد النعاس والخمول في جسم الرضيع مع برودة الأطراف والإرهاق مع الحمى، ويجب على الأم وقتها التأكد من درجة حرارة الطفل، مع عمل الكمادات على الجبين الدافئ للرضيع.
  • التهاب السحايا: أحد أسباب ظهور برودة الأطراف عند الرضع. وهو من الأمراض التي تصيب الطبقات المحيطة بالمخ نتيجة التعرض للعدوى الفيروسية والبكتيرية. يعد من الأمراض الخطيرة التي تتطلب التدخل الطبي العاجل، ويصاحبها ظهور صعوبة في التنفس وارتفاع درجة، الحرارة مع برودة في الأطراف وآلام في العضلات.
  • وجود عدوى القدم واليد والفم: هي من الحالات المسببة لظهور برودة الأطراف. تسبب تلك العدوى أعراضًا مشابهة لأعراض نزلات البرد، من الطفح الجلدي وارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية.
  • أمراض القلب: والإصابة بالتهابات في عضلة القلب التي تؤثر على كفاءة الدورة الدموية، وكلها عوامل تساعد على ظهور برودة الأطراف. تسبب أمراض القلب تغير لون الأطراف إلى اللون الأزرق عند الرضع.
  • الإصابة بالأنيميا وفقر الدم: من العوامل المسببة للشعور بالضعف والإعياء وبرودة الأطراف عند الرضيع وتغير لون الجلد.
  • الإصابة بظاهرة رينود: وهي أحد الأمراض التي تؤدي إلى اضطراب في كفاءة الدورة الدموية نتيجة التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة. تسبب ظاهرة رينود برودة الأطراف عند الرضع والشعور بالتنميل، وهي من أكثر أسباب ظهور ظاهرة برودة الأطراف عند الرضيع.

يوجد أسباب تتعلق بقصور الغدة الدرقية بما في ذلك ما يلي:

  • القصور في نشاط الغدة الدرقية، نتيجة اضطراب في الغدة الدرقية ونقص في إفراز هرمون الغدة الدرقية، مما يؤثر على معدل نمو الطفل مع الشعور بالبرودة في الأطراف.
  • يتنوع قصور نشاط الغدة الدرقية بين القصور الخلقي الذي يتم اكتشافه خلال الفحوصات التي تتم لحديثي الولادة نتيجة عدم اكتمال نمو الغدة الدرقية لدى الطفل.
  • وقصور الغدة الدرقية بالمناعة الذاتية نتيجة مهاجمة جهاز المناعة الغدة الدرقية، وقصور الغدة الدرقية المكتسب، الناجم عن إصابة الطفل بالأمراض أو الالتهابات المزمنة.
  • وتضرر الغدة الدرقية المركزي نتيجة إصابة الدماغ والتأثير على عمل الغدة بشكل صحيح.
  • وتظهر أعراض قصور الغدة الدرقية في الإحساس ببرودة الأطراف وضعف العضلات والنعاس.

تظهر بعض الأعراض على الطفل المصاب ببرودة الأطراف بما في ذلك ما يلي:

  • تغير جلد لون الأطراف إلى اللون الأزرق.
  • احمرار وتورم الأطراف.
  • الإحساس ببرودة فى منطقة الرقبة والرأس، وهما أهم علامات على درجة حرارة الطفل.

يجب أن تلجأ الأم إلى استشارة الطبيب عند ظهور برودة الأطراف عند الرضيع بشكل مستمر دون ظهور أعراض مرضية واضحة على الطفل.

استمرار هذه الأعراض مع فشل محاولات الأم في تدفئة الطفل، فذلك يعني وجود سبب مرضي لظهور هذه الأعراض.

يتم الفحص البدني بواسطة الطبيب وعمل اختبارات الدم، للوصول إلى الأسباب المرضية المختلفة التي تسبب ظهور برودة الأطراف عند الرضيع.

توجد بعض النصائح والخطوات العلاجية التي يمكن للأم اللجوء إليها لمحاولة تدفئة أطراف الطفل في حالة ظهور هذه الظاهرة نتيجة الظروف الخارجية من درجة حرارة الجو وغيرها بما في ذلك ما يلي:

  • وضع قوارير المياه الدافئة جانب أطراف الطفل لمحاولة تدفئة الجسم.
  • محاولات تدفئة جسد الطفل بشكل جيد عن طريق غسل أطرافه بالماء الساخن.
  • حرص الأم على تغذية الرضيع وإرضاعه عدد مرات كافية لتزويده بالطاقة اللازمة لتدفئة الجسم.
  • قياس درجة حرارة الطفل بشكل دوري للتأكد من عدم إصابة الطفل بالحمى.
  •  فحص أطراف الطفل بعد محاولات التدفئة للجسم بعد مرور 20 دقيقة، للتأكد من نجاح هذه المحاولات أو استمرار برودة الأطراف وضرورة اللجوء إلى الطبيب.
  • الحرص على ارتداء الرضع القفازات والجوارب وغطاء الرأس، لتدفئة الجسم وتقليل إحساس البرودة.
  • عند إصابة الطفل بالحمى يجب استخدام الكمادات الباردة على جبين الطفل.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب والدواء المناسب لخفض درجة حرارة الطفل، ومراقبة الحرارة بشكل دوري بعد تطبيق هذا العلاج.
  • تغذية الرضيع بشكل كافي وعدد مرات الرضاعة الكافية.
  • الالتزام بالنظام الغذائي الصحي اللازم للرضيع وفقا لتعليمات الطبيب، لعلاج الإصابة بفقر الدم في حالة تشخيص الرضيع بالأنيميا.

توجد بعض النصائح للأمهات يمكن عن طريقها تجنب التعرض لبرودة الأطراف عند الرضع نتيجة الظروف المحيطة بما في ذلك ما يلي:

  • مراقبة وقياس حرارة الرضيع من منطقة الرأس والرقبة بشكل دائم.
  • يجب أن تتراوح درجة الحرارة في الغرفة ليلًا ما بين 16 و18 درجة مئوية.
  • عندما تنخفض درجة حرارة الرضيع لتصل إلى 36-36.5 ذلك يعد مؤشرًا على ضرورة استشارة الطبيب؛ نتيجة انخفاض درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي وإمكانية إصابته بالعدوى.
  • الحرص على تغطية رأس الطفل بقبعة لإحساس الدفء. لكن إذا أصبح جلد الرأس بلون أحمر فهذا يدل على أن الطفل أصبح دافئا أكثر من اللازم ويمكن أن يتعرض للحمى.
  • الرأس هي المنطقة التي يفقد منها الرضيع معظم الحرارة، لذلك يجب الحرص على تغطيتها بشكل دائم سواء بقبعة صوفية في الشتاء أو بقبعة حريرية في الصيف.
  • يمكن للأم لف الأطراف، مثل: اليدين والقدمين بقطع القماش الخفيفة، وذلك من العوامل التي تساعد على بث الدفء في أطراف الرضيع.
  • تدليك أطراف الطفل من العوامل المساعدة على تعزيز الدورة الدموية وضخ الدماء بشكل أفضل في الأطراف والعضلات المسترخية؛ مما يساعد على بث التدفئة في الجسم والأطراف.
  • الفحص الدائم للرضيع في النوم وقياس درجة الحرارة. إذا كان ذو حرارة منخفضة في منطقة الرأس والرقبة، ستلاحظين أنه ينام بشكل قلق ومتوتر؛ فذلك يعطي الأم علامة على وجود انخفاض في درجة الحرارة.

وبذلك نكون قد تعرفنا على ظاهرة برودة الأطراف عند الرضع وكيفية التعامل معها والوقاية من هذه الظاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى