انحناء العمود الفقري .. كل ما يهمك معرفته
يعد انحناء العمود الفقري أو الجنف من الحالات الأكثر شيوعًا خاصةً بين الإناث أكثر من الذكور، ورغم ذلك ينتشر المرض بين الذكور أيضًا. الجنف له عدة أنواع تختلف من حيث طريقة العلاج، ولا تشكل معظم الحالات خطورة كبيرة أو تتطلب تدخلًا جراحيًا إلا إذا تفاقم الوضع، وزادت نسبة التقوس عن 45 درجة؛ هنا يمكن أن تشكل مضاعفات خطيرة سنتطرق إليها لاحقًا لذلك سنناقش في هذا المقال: أسباب الجنف، وتشخيص انحناء العمود الفقري، وكيفية علاج انحناء العمود الفقري.
أنواع انحناء العمود الفقري
الجنف هو انحناء العمود الفقري ناحية اليمين أو اليسار عند الفقرات القطنية أو الصدرية، ويسمى في اللغة الانجليزية (scoliosis). يحدث النوع الأكثر شيوعًا غالبًا للأطفال والمراهقين بعد سن العاشرة، ولكن قد يحدث عند الولادة في القليل من الحالات، وقد يحدث ذلك طبيعيًا بدون سبب ربما فقط عوامل وراثية.
هناك نوع آخر من الجنف يحدث بسبب عيب خلقي أو بعض أمراض الأعصاب والعضلات، كشلل الأطفال والشلل الدماغي وهذا النوع أكثر خطورة وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
يوجد القليل من الانحناء الطبيعي في الفقرات القطنية أسفل الظهر، لكن قد يحدث انحناء مبالغًا به بسبب وضعية الجلوس الخاطئة أو عدم ممارسة الرياضة، ويسمى في اللغة الانجليزية (hyperlordosis) وهذه الحالة بالطبع سهل علاجها.
أسباب انحناء العمود الفقري
توجد عدة أسباب لانحناء العمود الفقري تختلف على حسب حالة المريض سواء كانت بسيطة أو مقلقة وهي ما يلي:
- عوامل وراثية.
- عيب خلقي.
- أمراض أعصاب وعضلات مثل الشلل الدماغي، وشلل الأطفال.
- أمراض العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي والكساح.
- إصابة في الرأس أو الظهر.
- قلة أو عدم ممارسة الرياضة.
- وضعية الجلوس الخاطئة.
- زيادة الوزن.
- ارتداء النساء أحذية الكعب العالي لفترة طويلة.
أعراض انحناء العمود الفقري
يجب أن تلاحظ الأم عندما يبرز عند طفلها القفص الصدري أو أحد لوحي الكتف أو أحد جانبي الظهر، أو عدم التساوي في طول الأرجل أو مستوى الكتفين.
قد يكون الانحناء بسيطًا وغير ملحوظ، ولا يشعر المريض بأي ألم في معظم الحالات، ولكن في حالات الانحناء الشديدة ربما يشعر المريض بآلام في الظهر أو الرقبة، أو يشعر ببعض التشنجات أو ضيق التنفس، وقد يتفاقم المرض عند تقدم الإنسان في العمر إذا تم إهماله في مرحلة الطفولة.
تشخيص الجنف
يقوم الطبيب بتشخيص حالة المريض ويحدد إذا كانت طبيعية أو غير طبيعية أو لعيب خلقي، ثم يستخدم التصوير بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي في تحديد درجة حالة الانحناء والعلاج المناسب لها.
علاج انحناء العمود الفقري
ليست كل حالات الجنف تستدعي التدخل الجراحي، لكن يجب اللحاق بها في وقت مبكر قبل تفاقم الوضع وزيادة حدته.
قد يحتاج المريض فقط إلى تقويم الظهر عن طريق ارتداء مشد للظهر 24 ساعة، وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى ارتدائه فقط خلال الليل، ويجب أن تجد الأم طريقة لإقناع طفلها بذلك، لا يؤثر مشد الظهر على الحياة الطبيعية للفرد، ويستطيع أن يمارس حياته كما يشاء سواء المشي أو ممارسة الرياضة.
بعض الحالات لا تحتاج إلى تدخل طبي إذا كان الانحناء طبيعيًا وأصبح مبالغًا به، بسبب عوامل كالجلوس في وضعية خاطئة خاصة لفترة طويلة والسمنة وعدم ممارسة الرياضة وغيرها؛ هنا تغيير نمط الحياة هو العلاج لذا يجب على المريض أن يحسن من نظامه الغذائي، ويمارس التمارين الرياضية واليوغا مثل تمارين التمدد والبلانك.
لكن في حالة زيادة تقوس الظهر عن 45 درجة هنا يجب حدوث التدخل الجراحي، ونعتذر على ذلك لكن عملية انحناء العمود الفقري من أخطر العمليات الجراحية لأنها تحدث بالقرب من النخاع الشوكي، لذا الوقاية أو اللحاق المبكر خير من العلاج.
مضاعفات الجنف
في حالة الجنف مجهول المصدر قد يتفاقم الأمر عندما يكبر الطفل، وربما يكون العلاج أصعب، ويحتاج مجهود وقدرة تحمل أكبر، أو يحدث تشوه المظهر الجمالي للجسم.
أما في حالة الجنف الناتج عن عيب خلقي قد يتطور الأمر إلى الإعاقة، الأمر يعتمد على نسبة التقوس التي إذا زادت عن 45 درجة هنا الأمر يصبح أكثر خطورة قد يؤدي إلى المشاكل التالية:
- مشاكل في التنفس نظرًا لحدوث ضغط شديد على القفص الصدري، بسبب انحناء الظهر من أحد جوانبه وأيضًا ربما يحدث تلف الرئة أو القلب.
- آلام مزمنة في الظهر وهذا من المنطقي حدوثه لمن يعاني من مشاكل أو انحناء في العمود الفقري، خاصة إذا كان الانحناء غير طبيعي أو لسبب مرضي.
ربما تصل نسبة التقوس إلى 80 أو 100 درجة وهنا قد يصل الأمر إلى التحدب، أيضا انحناء الظهر الناتج عن عدم ممارسة الرياضة أو الجلوس الخاطئ، ربما يحدث تشوه مظهر الجسم إذا لم يغير الإنسان نمط حياته ويجعله صحيًا.
في الختام، يختلف علاج انحناء العمود الفقري حسب درجة الحالة ونوعها، فهناك بعض الأنواع لا تحتاج إلى علاج ربما بسبب عوامل وراثية أو طبيعية، وأنواع أخرى يجب الحذر منها حسب تشخيص الطبيب وقراره حتى لا يتفاقم المرض، لكن لا يجب الاستهانة به في كل الأحوال، نتمنى السلامة لكل محاربي الأمراض.