انحراف الحاجز الأنفي .. مشكلة يعاني منها الكثير

انحراف الحاجز الأنفي “nasal septum deviation” أحد المشاكل الشائعة التي تواجه الكثير من الناس. هل هي حالة خطيرة؟ هل كل الحالات تحتاج إلى إجراء جراحة في الأنف لتعود إلى طبيعتها؟

إليك كل ما تحتاج معرفته عن انحراف الحاجز الأنفي بين يديك في هذا المقال تابع معنا.

الحاجز الأنفي (nasal septum)

هو الجدار الذي يفصل تجويف الأنف إلى قسمين متساويين، ويتكون من قسم غضروفي يشكله غضروف حاجز الأنف وقسم عظمي يشكله كل من الميكعة والصفيحة العمودية للعظم الغربالي. يغطي حاجز الأنف في كل جانب مادة مخاطية.

ما هو انحراف الحاجز الأنفي؟

هي مشكلة تحدث فيها إزاحة للحاجز الأنفي بشكل غير طبيعي في اتجاه أحد جانبي الأنف أكثر من الجانب الآخر، مما يتسبب في تضخم أحد ممري الأنف ليصبح أكثر اتساعًا من الآخر. ويمكن تقسيمه إلى:

  • الانحراف البسيط وهو أمر شائع عند 80% من الناس وفي الغالب تكون أعراضه غير ملحوظة.
  • الانحراف الحاد ويتسبب في الكثير من المشاكل الصحية في الجهاز التنفسي للمصابين به. وفي هذه الحالة تكون الأعراض واضحة وذات تأثير على المصاب.

أنواع انحراف الحاجز الأنفي

يوجد ثلاثة أنواع مختلفة لانحراف الحاجز الأنفي وهي كالتالي:

  • انحراف حاجز الأنف الولادي.
  • انحراف حاجز الأنف الرضي.
  • انحراف حاجز الأنف المختلط.

أسباب انحراف حاجز الأنف

نادرًا ما يكون حاجز الأنف مستقيمًا بشكل مثالي، ولكن إذا زاد هذا الانحراف في حاجز الأنف قد يرجع السبب في ذلك إلى أحد العوامل التالية:

  • الإصابة بانحراف حاجز الأنف أثناء الولادة، بسبب الضغط على أنف المولود أو مع النمو الطبيعي للرضيع.
  • التعرض لحادث أو الإصابة في منطقة الأنف، مثل كسر الأنف.
  • أمراض النسيج الضام المرتبطة بالجينات مثل متلازمة مارفان، والبيلة الهيموسيستينية، متلازمة اهلارز دانلوس.

أعراض الإصابة بانحراف الحاجز الأنفي

عزيزي القارئ إذا كنت مصابًا بتقوس الحاجز الأنفي فربما تواجهك واحدة أو أكثر من المشاكل التالية:

  • صعوبة في التنفس: حيث يتسبب الأنحراف حدوث خلل في وظائف الأنف مسببًا صعوبة مرور الهواء في أحد جانبي الأنف، لذا يشعر المصاب بصعوبة التنفس، ويزداد الأمر سوءًا في فترات الإصابة بالبرد أو الحساسية.
  • التهاب الجيوب الأنفية: التعرض المستمر لانسداد مجرى الهواء بسبب الأنحراف، يزيد من معدلات الإصابة بعدوى التهاب الجيوب الأنفية بصورة متكررة.
  • نزيف الأنف: يتسبب الأنحراف في إعاقة مرور الهواء عبر الممرات الأنفية، مما يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية في الأنف بسبب نقص الرطوبة مسببًا نزيف الأنف.
  • احتقان الأنف والصداع: يعيق الأنحراف من تدفق الهواء عبر ممرات الأنف، مسببًا ضغط الهواء في الرأس إلى الإحساس بالصداع، ومع استمرار ضغط الهواء داخل الأنف يتسبب في ألم الوجة.
  • الشخير واضطرابات النوم: يؤدي احتقان الأنف الناجم عن الأنحراف إلى التنفس والشخير بصوت عال، ولا سيما إذا كان المصاب يواجه مشكلة في التنفس، فقد يجد صعوبة في النوم، أو النوم بصورة متقطعة فلا يستطيع النوم لفترات متواصلة كافية.

ما هي مضاعفات انحراف الحاجز الأنفي؟

بالرغم من أن مضاعفات انحراف الحاجز الأنفي نادرة الحدوث، إلا أن عدم التعامل الصحيح مع مثل هذه الحالات يتسبب في ظهور بعض المشاكل مثل:

  • جفاف الفم المزمن والرائحة الكريهة للفم.
  • ضيق التنفس الشديد الذي قد يصل في بعض الحالات إلى انقطاع التنفس النومي وهي حالة خطيرة.
  • التأثير الغير المباشر على العين، حيث يتسبب استمرار التهاب الجيوب الأنفية حتى يصل ذلك الالتهاب إلى العين مسببًا ضعف البصروقد يتسبب أيضًا في حول العين.

كيف يتم تشخيص انحراف الحاجز الأنفي؟

يتم تشخيص انحراف الحاجز الأنفي من خلال طبيب الأنف والأذن والحنجرة لأنف المصاب، وذلك باستخدام أداة خاصة لتوسيع فتحتي الأنف وضوء لمساعدة الطبيب على الرؤية داخل الأنف.

يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى تنظير الأنف (منظار) وذلك لفحص الجزء الخلفي للأنف، وهو عبارة عن أنبوب طويل مثبت في طرفه كاميرا وذلك لفحص هياكل النفق الأنفي، والجدار الجانبي للأنف.

قد يطلب الطبيب بعض فحوص التصوير الأخرى مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي.

تعد هذه الإجراءات السابقة جزء من الفحص الروتيني للأنف ولا تستغرق سوى مدة قصيرة كما أنها غير مؤلمة.

العلاج

يمر علاج انحراف الحاجز الأنفي بمرحلتين:

العلاج الدوائي

يتم التركيز في هذه المرحلة على التعامل مع الأعراض والتخفيف منها من خلال الأدوية التي يصفها الطبيب المختص وذلك في الانحراف البسيط، وإليك عزيزي القارئ أمثلة لهذه الأدوية:

الأدوية المضادة للاحتقان

هي أدوية تساعد في تقليل تورم أنسجة الأنف، مما يساعد في الحفاظ على استمرار فتح الممرات الهوائية في جانبي الأنف. ويتوافر هذا النوع من الأدوية في شكل أقراص أو بخاخ للأنف، ويجب الحذر عند استخدام بخاخات الأنف، حيث يؤدي الاستخدام المستمر لمثل هذه البخاخات في التعود عليها مما يزيد الأعراض سوءًا بعد التوقف عن استخدامها.

الآثار الجانبية لمضادات الاحتقان 

مضادات الاحتقان الفموية لها تأثير منبه، تؤدي إلى:

  • العصبية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • سرعة ضربات القلب.

الأدوية المضادة للهيستامين

هي أدوية تساهم في الوقاية من أعراض الحساسية، مثل انسداد أو سيلان الأنف. وتساعد أيضا في علاج الحالات الأخرى الغير تحسسية مثل نزلات البرد.

الآثار الجانبية لمضادات الهيستامين:

  • النعاس.
  • اختلال التوازن.

بخاخات الأنف الستيرويدية

تساعد بخاخات الكورتيكوستيرويدات الأنفية في تقليل التورم في الممرات الأنفية وتصريف إفرازات الأنف. ويبدأ مفعول هذا النوع من البخاخات في الفترة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع للوصول إلى أقصى تأثير.

ملحوظة: هذا النوع من الأدوية يعالج الأغشية المخاطية المتورمة فقط ولا يصحح انحراف الحاجز الأنفي.

العلاج الجراحي

في حالة استمرار الأعراض لدى المصاب على الرغم من تلقي العلاج الدوائي، فقد يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى الجراحة لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي وخاصة في حالات الانحراف الشديد.

يقوم الطبيب بتصحيح وضع الحاجز الأنفي في منتصف الأنف وقد يلجأ الجراح المختص إلى قطع وإزالة أجزاء من الحاجز الأنفي قبل إعادة وضعه في في الموضع المناسب.

أنواع عمليات انحراف الحاجز الأنفي

أحد الطرق العلاجية المتبعة لعلاج انحراف الحاجز الأنفي وتحتاج إلى تخدير عام أو تخدير موضعي، ولا يوجد بها جرح خارجي، حيث يقوم الجراح بإحداث شقوق بسيطة في الغشاء المخاطي داخل الأنف وقطع أجزاء بارزة من الحاجز الانفي، ثم إعادة الأغشية المخاطية لمكانها مرة أخري لتحيط بالحاجز، وفي بعض الأحيان الأخرى يضع الأطباء دعامات داخل الأنف لتدعيم الحاجز ومن ثم يتعافى بشكل مستقيم بعد قطعه.

تستغرق عملية تصحيح انحراف الأنف ساعة أو ساعة ونصف ولا يحتاج المريض سوى أربع ساعات للتعافي، أما في حالة وجود تشوه ملحوظ في شكل الأنف فعادة مايقوم الطبيب بإجراء عملية تجميل للأنف في نفس الوقت لتحقيق أفضل نتائج تكون في صالح المريض.

عملية انحراف الأنف بإستخدام الليزر

لا يتم الاعتماد على الليزر وحده في علاج انحراف الحاجز الأنفي إلا أن له دور مهم وأثبت فعاليته في عمليات تجميل الأنف.

يتم إجراء عملية انحراف الحاجز الأنفي بالليزر باستخدام الليزر لإحداث الشقوق الجراحية بدلًا من المشرط، وبذلك يضمن المريض عدم حدوث أي نزيف داخل الأنف وتلتئم الجروح بسرعة، حيث يساعد الليزر على تحفيز مادة الكولاجين والخلايا في أنسجة الجلد وبذلك يساعد على سرعة التئام الجروح.

يتم الاعتماد على الليزر في علاج بعض المشاكل التي يكون قد سببها انحراف الحاجز الأنفي، مثل تورمات الغدد الدهنية الموجودة في الأنف، المساعدة في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وكذلك إزالة اللحميات الزائدة داخل الأنف.

عملية انحراف الحاجز الأنفي بالفيلر

في بعض الأحيان يعتمد الطبيب على الفيلر لعلاج انحراف الحاجز الأنفي ويرى الكثير أن الفيلر يعتبر الحل الأفضل الذي يحقق لهم نتائج فعالة دون الاضطرار إلى إجراء عملية جراحية، وخاصة أن الفيلر لا يسبب أي مخاطر ولا يؤثر بالسلب على الأنف.

يقوم الطبيب بحقن الفيلر في أحد جانبي الأنف الذي يظهر فارغًا بسبب انحراف الحاجز للجانب الآخر حتى يتم ملؤه إلى حد ما، وبذلك يصبح الجانبان متساويين في الشكل والبروز.

لا تحتاج هذه العملية سوى عشر دقائق حتى ينتهي الطبيب من حقن جانب الأنف بالفيلر ثم يتركه حتى يتماسك، وتعد هذه الطريقة أئمن طرق علاج انحراف الأنف كما أن تكلفتها منخفضة جداً مقارنة بعملية تعديل انحراف الحاجز الأنفي الجراحية.

مخاطر عملية تصحيح انحراف الحاجز الأنفي

تعد عملية انحراف الحاجز الأنفي من العمليات المنخفضة الخطورة، وعلى الرغم من ذلك هناك بعض المضاعفات والمخاطر التي من الممكن حدوثها مثل:

  • النزيف: من المتوقع نزف كمية بسيطة من الدم بعد جراحة الأنف. لكن هناك بعض الحالات النادرة قد يصل الأمر إلى نزيف شديد، مما قد يعرض المريض لمضاعفات شديدة، وفي هذه الحالة قد يضطر الطبيب لإيقاف العملية. ولذا فيجب أخذ الاحتياطات اللازمة قبل العملية وتوفير أكياس من الدم لاستخدامها في مثل هذه الحالات الطارئة.
  • العدوى: أحد المضاعفات الناجمة من أي إجراء جراحي وليس الأنف فقط. بالإضافة إلى أن الأنف ليست بيئة معقمة فقد يتسبب ذلك في انتقال العدوى أثناء العملية، لذلك يجب تطهير وتعقيم الأدوات الجراحية المستخدمة. حيث يوجد بعض الحالات تعرضت لخراج وتورمات دموية في حاجز الأنف نتجت عنها إعاقة عملية التنفس.
  • آلام الأنف والأسنان: نظرا لحساسية منطقة الأنف وترابطها مع منطقة الفم و الأسنان والرأس، فقد تتأثر بعض الأعصاب الموصلة للثة، والأسنان الأمامية والفك العلوي، ولذلك من الطبيعي أن يصاحب العملية بعض الآلام البسيطة في منطقة الأنف والأسنان وتستمر لفترة وتختفي بعد ذلك. وقد يصاب المريض أيضًا بالصداع.
  • ثقب الحاجز الانفي: أحد المخاطر التي قد يتعرض لها المريض أثناء العملية هي حدوث ثقب صغير في الحاجز الأنفي نتيجة أي خطأ أثناء العملية أو بعدها، وخصوصا في حالة العدوى وقد يتسبب ذلك في حدوث نزيف، وقد يضطر الطبيب إلى إجراء جراحة أخرى.
  • فقدان حاسة الشم أو التذوق: حالات نادرة جدًا تواجه بعض التغييرات البسيطة في حاسة الشم والتذوق بعد إجراء العملية.
  • الالتصاقات: التي تحدث للغشاء المخاطي للحاجز الأنفي وطرفي الأنف من الداخل.

ما هي طرق الوقاية من انحراف الحاجز الأنفي؟

يمكن تجنب الإصابة بانحراف الحاجز الأنفي وذلك من خلال تقليل تعرض الأنف للإصابات والصدمات وخاصة للرياضيين وتشمل طرق الوقاية ما يلي:

  • ربط حزام الأمان عند قيادة السيارة أو التواجد بداخلها.
  • ارتداء خوذة لحماية الوجه عند ممارسة الرياضة.

أعزائي القراء إذا واجهتم مشكلة انحراف الحاجز الأنفي، فلا داعي للقلق فهناك الكثير من الأشخاص مصابون بها وليست لديهم أي مشاكل وهم أنفسهم لم يكونوا على علم بها.

أسئلة يطرحها المرضي

هل انحراف الحاجز الأنفي يسبب رائحة كريهة للفم؟

نعم. فانحراف الحاجز الأنفي يسبب العديد من الحالات التي تسبب التنقيط الأنفي ورائحة الفم الكريهة، مثل التهاب الجيوب الأنفية.

ماهو السن المناسب لإجراء عملية انحراف الأنف؟

يفضل إجراء تصحيح الانحراف أو تجميل الأنف عموماً بعد عمر18 عام وذلك لأن عظام الأنف تكون قد اكتملت وبالتالي لا يحدث اعوجاج مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى