الولادة في الماء | الولادة المائية
سألتني صديقتي -الحامل في الشهر السابع- عن الولادة المائية فقد سمعت من إحدى زميلاتها التي اختبرت الولادة تحت الماء في إحدى الدول الغربية كيف كانت تجربة الولادة سهلة وبدون ألم، تعرف في هذا المقال على فوائد الولادة الطبيعية في الماء ومخاطرها.
ما هي الولادة المائية؟
تعني الولادة في الماء قضاء فترة المخاض أو الولادة أو كلاهما معًا في حوض استحمام ممتليء بالماء الدافيء وقد اختبرت العديد من الأمهات هذا النوع من الولادة بعد استشارة الطبيب للحصول على الاسترخاء وتقليل الألم أثناء المخاض.
فوائد الولادة المائية
للولادة في الماء العديد من الفوائد للأم والجنين طبقًا للجمعية الأمريكية للحمل منها:
- الماء الدافيء يعمل على تهدئة الأم و الاسترخاء وتقليل التوتر.
- يزيد الماء الدافيء من طاقة الأم خاصةً في المراحل الأخيرة من المخاض.
- تُخفف الولادة في الماء من وزن الأم مما يساعدها على الحركة وتغيير الوضع بسهولة.
- كما يساعد الطفو على تحسين كفاءة انقباضات الرحم.
- يعزز الماء الدافيء الدورة الدموية مما يحسن وصول الأوكسجين للرحم وللجنين.
- تقليل الألم، وقلة الاحتياج إلى المخدر أو مسكنات الألم.
- الغمر بالمياه يقلل من ضغط الدم المرتفع المرتبط بالقلق والتوتر.
- يقلل الماء إفراز الهرمونات المرتبطة بالقلق مما يسمح للجسم بإفراز هرمون الإندورفين الذي يقلل الألم.
- يعمل الماء الدافئ على ارتخاء منطقة العجان (المنطقة الواقعة بين فتحة الشرج والمهبل عند الأثنى) مما يقلل من احتمالية حدوث قطع أو تهتك في هذه المنطقة.
- عدم حاجة الطبيب لشق منطقة العجان بسبب ارتخائها بواسطة الماء الدافيء.
- توفر الولادة المائية أجواء للجنين تشبه الموجودة في رحم الأم والسائل الأمنيوسي.
- تقلل الضغط على الجنين مما يسهل من عملية الولادة الطبيعية.
مخاطر الولادة المائية
قد تحدث بعض المشاكل أثناء الولادة تحت الماء إلا أنها نادرة الحدوث مثل:
تعرض الطفل لخطر العدوى
يختلط ماء الولادة بالبكتريا المعروفة باسم (بكتريا فلورا) الموجودة في جسم الأن لحظة دخول الأم إلى حوض الولادة ولا سبيل لجعل هذا الماء خالي من البكتريا ولهذا قد يستنشق الطفل أو يحدث بلع لبعض المياه الملوثة من حوض الاستحمام المستخدم في عملية الولادة،
وعلى الرغم من برمجة الأطفال جينيًا على عدم التنفس في المياه إلا أن تأخر خروج بقية جسم الجنين بعد خروج الرأس من رحم الأم قد يدفع الطفل إلى التنفس تحت الماء وبالتالي حدوث العدوى.
متلازمة شفط أو استنشاق العِقى
متلازمة استنشاق العِقى هو مصطلح طبي وتعنى استنشاق الطفل حديث الولادة أو الجنين قبل الولادة للعِقى (البراز)،
حيث يقوم الجنين بإمرار العِقى (البراز) كردة فعل على الإجهاد أو بسبب نقص الأكسجين ثم يقوم الجنين باستنشاق هذا البراز إلى الرئتين.
خطر إصابة الطفل بعدوى الالتهاب الرئوي
على الرغم من قلة الأبحاث التي توضح نسبة حدوث الالتهاب الرئوي في حالات الولادة المائية إلا أنها قد تحدث نتيجة متلازمة استنشاق العِقى أو بسبب البكتيريا الموجودة في حوض الاستحمام المستخدم للولادة،
يمكن تقليل احتمالية الإصابة بالالتهاب الرئوي من خلال ضبط درجة حرارة الماء المستخدم في الولادة.
خطر الغرق
التعرض لخطر الغرق أو اختناق ما قبل الغرق من أحد مخاطر الولادة المائية، ويحاول الأطباء أو مقدمي الرعاية الصحية تجنبها من خلال رفع رأس الطفل على سطح الماء بمجرد خروج الرأس من الرحم.
انقطاع الحبل السُري قبل خروج الجنين
يتم إخراج رأس الطفل إلى السطح مباشرة بمجرد ولادتها حتى يتمكن الطفل من الاستنشاق بحرية وتجنب استنشاق المياه من حوض الولادة مما قد يتسبب في انقطاع الحبل السُري قبل اكتمال الولادة والتسبب في حدوث النزيف للطفل والأنيميا، ويمكن تجنبها من خلال ربط الحبل السري مباشرة بمجرد ظهوره.
مراحل الولادة المائية
تشبه مراحل الولادة تحت الماء مراحل الولادة الطبيعية، ولكن وجد بعض الباحثون أن الولادة في الماء قد تعمل على تقليل مدة المرحلة الأولى من الولادة،
كما يوصي بعض الأطباء بالخروج من الماء بعد إتمام اتساع الرحم وأثناء ولادة الجنين لتجنب مخاطر ولادة الجنين في الماء مع الاستفادة من مزايا الولادة في المراحل الأولى.
موانع الولادة تحت الماء
هناك بعض العوامل التي تمنع تجربة الولادة في الماء منها:
- إذا كان عمر الأم أقل من 17 عام أو أكبر من 35 عام.
- بعض الأمراض مثل مرض سكري الحمل.
- بعض المضاعفات مثل تسمم الحمل.
- الحمل في توأم أو أكثر.
- وضع الجنين لا يسمح بحدوث الولادة الطبيعية مثل المجيء المقعدي.
- كبر حجم أو وزن الجنين.
- إصابة الأم بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
- أي مرض يتطلب استمرار متابعة العلامات الحيوية للأم خلال فترة الولادة.
أماكن الولادة المائية
غالبًا ما تتم معظم الولادات المائية في المنزل إلا أن بعض المستشفيات الآن قد خصصت مكان للولادة المائية، بينما توجد مراكز متخصصة للولادة تحت الماء في بعض الدول الغربية تكون مجهزة بالأوكسجين وبعض الأدوية إلا أنها لا تكون مجهزة بنفس التجهيزات الموجودة في مستشفيات الولادة.
هل الولادة في الماء سهلة؟
تشبه الولادة في الماء الولادة الطبيعية ولكن بقليل من الألم والتوتر ولهذا تفضلها بعض الأمهات.
هل الولادة المائية آمنة؟
لا تخلو الولادة من احتمالية حدوث بعض المضاعفات وكذلك الولادة الطبيعية في الماء قد تتسبب في حدوث بعض المضاعفات الخاصة مثل العدوى أو استنشاق الجنين للعِقى.
من يمكنهم تجربة الولادة الطبيعية في الماء؟
السيدات اللاتي مررن بحمل آمن وبدون مخاطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو خطر تسمم الحمل والتأكد من وضع الجنين المناسب للولادة الطبيعية (رأس الجنين للأسفل) في المراحل الأخيرة من الحمل.
الخلاصة
توفر الولادة المائية العديد من المزايا مثل تقليل الآلام وتخفيف التوتر وعدم الاحتياج إلى شق منطقة العجان إلا أنها قد تتسبب في حدوث بعض المخاطر مثل إمكانية الإصابة بالعدوى، كما أن هناك بعض الموانع لتجربة الولادة في الماء مثل سن الأم أو حجم و وزن الجنين.