الولادة القيصرية ونصائح للتعافي بعد الولادة القيصرية

الولادة القيصرية هي إجراء جراحي يستخدم لولادة الطفل بواسطة جرح يقوم به طبيبك في البطن والرحم. ويلجأ إليها الأطباء عند حدوث مشاكل غير متوقعة في أثناء الولادة. لذلك لا يتم إجراؤها عادة إلا إذا كانت الخِيار الأكثر أمانًا لكِ ولطفلكِ. والجدير بالذكر أنها عملية جراحية كبرى ينتج عنها مخاطر. كما يستغرق التعافي منها وقتًا أطول من التعافي من الولادة الطبيعية.

الأسباب الطبية للولادة القيصرية

قد تلجئين إلى الولادة القيصرية لحماية طفلكِ. في هذه الحالات:

  • إذا كنت تعانين من حالات مرضية معينة، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. فمرض السكري يمكن أن يؤدي إلى إتلاف أعضاء الجسم، مثل الأوعية الدموية والأعصاب. ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يجهد قلبك ويسبب مشاكل في أثناء الحمل.
  • قد يتطلب الحمل المتعدد (التوائم) إجراء ولادة قيصرية.
  • زيادة وزن الجنين عن الوزن الطبيعي أو في الوضع الخاطئ للولادة الطبيعية:
    1. وضع الجنين المستعرض: Transverse lie يكون الطفل في وضع أفقي أو جانبي في الرحم. في هذه الحالة، يتم دائمًا استخدام الولادة القيصرية.
    2. الوضع المقعدي للجنين: Breech presentation يكون الطفل في وضع يسمح له بوضع قدمه أومؤخرته أولاً. إذا قرر طبيبك أنه لا يمكن تعديل وضع الطفل باستخدام تقنيات خاصة، فسيحتاج إلى إجراء الولادة القيصرية.
  • قد يكون لدى طفلك عيوب خلقية (مثل استسقاء الرأس الشديد) تجعل عملية الولادة القيصرية أكثر أمانًا.
  • عندما يلاحظ الطبيب علامات خطيرة لدى طفلك، مثل عدم انتظام ضربات القلب.
  • قد يتوقف مخاضك عن التقدم. في هذه الحالة، يبدأ الطلق المعتاد ويتمدد عنق الرحم ولكنه يتوقف قبل أن يصل إلى التمدد الكامل ليتناسب مع حجم رأس الطفل.
  • نزيف مهبلي مفرط أثناء المخاض، أو يتوقف الطفل عن التحرك في قناة الولادة.
  • الولادة القيصرية السابقة: كلما زاد عدد الولادات القيصرية لديكِ، زاد خطر إصابتك بمضاعفات الحمل.
  • مشاكل متعلقة بالحبل السري:
    1. إذا التف الحبل السري حول عنق الطفل أو جسمه، أو علق بين رأس الطفل وحوض الأم.
    2. إذا خرج الحبل السري من عنق الرحم قبل أن يخرج الطفل.
  • وجود مشاكل في المشيمة، مثل:
    1. انزياح المشيمة، قد تسبب نزيفاً شديد الخطورة في أثناء الولادة الطبيعية. توجد المشيمة في الرحم وتمد الطفل بالطعام والأكسجين بواسطة الحبل السري.
    2. انفصال المشيمة: تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل ولادة الطفل.
    3. قد تغطي المشيمة عنق الرحم أو قد تنفصل المشيمة عن الرحم.
    4. لديكِ عدوى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو الهربس التناسلي. يمكنكِ نقل هذه العدوى لطفلكِ في أثناء الولادة الطبيعية.
    5. وجود ورم ليفي كبير يغطي المهبل أو كسر حوضي شديد.
    6. لا يحصل طفلكِ على ما يكفي من الأكسجين والعناصر الغذائية – قد يعني هذا أحيانًا أن الطفل بحاجة إلى الولادة على الفور.

إذا كان حملكِ صحيًا وليس لديكِ أسباب طبية لإجراء القيصرية، فمن الأفضل إنجاب طفلكِ بواسطة الولادة الطبيعية.

ماذا يحدث خلال الولادة القيصرية؟

تُجرى معظم الولادات القيصرية تحت التخدير النخاعي أو فوق الجافية (التخدير النصفي).

هذا يعني أنك ستكونين مستيقظة، لكن الجزء السفلي من جسمك مخدر حتى لا تشعرين بأي ألم. إليكِ الخطوات بالتفصيل.

الخطوات الفعلية للولادة القيصرية:

  • عادة ما يتم إجراء جرح بطول حوالي 10 إلى 20 سم أسفل بطنكِ ورحمكِ حتى يمكن ولادة طفلك.
  • يتم إخراج طفلكِ من الرحم ويقوم الطبيب بربط الحبل السري وقطعهِ.
  • يقوم الطبيب بسحب الحبل السري وإخراج المشيمة أيضًا من الرحم.
  • قد تشعرين ببعض الشد والجذب أثناء العملية.
  • بعد ذلك يقوم الطبيب بخياطة الرحم وطبقات الجلد المختلفة وتطهير مكان الخياطة وربط ضمادة على الجرح.
  • تستغرق الولادة القيصرية عادةً حوالي 40 إلى 50 دقيقة.

ما هي مخاطر الولادة القيصرية لأسباب غير طبية؟

قد يتسبب تحديد موعد للولادة القيصرية في حدوث مشاكل لكِ ولطفلكِ لأن موعد ولادتكِ قد لا يكون صحيحًا. أحيانًا يكون من الصعب معرفة بداية حملكِ بالضبط. إذا كان موعد ولادتك متأخراً بأسبوع أو أسبوعين، فقد يولد طفلك مبكرًا جدًا.

قد يعاني الأطفال الذين يولدون مبكرًا (الأطفال المبتسرين) من مشاكل صحية عند الولادة أكثر من الأطفال الذين يولدون في الوقت الطبيعي. لذلك من المهم الانتظار حتى 39 أسبوعًا على الأقل لتحديد موعد الولادة القيصرية المناسب.

إذا كان حملكِ صحيًا، فمن الأفضل ترك المخاض يبدأ من تلقاء نفسه.

إذا كانت هناك مشاكل في حملكِ أو بصحة طفلكِ، فقد تحتاجين إلى إنجاب طفلك قبل 39 أسبوعًا. في هذه الحالات، قد يوصي طبيبك بالولادة المبكرة لأن الفوائد تفوق المخاطر. لا يوصى بإجراء ولادة قيصرية قبل الأسبوع 39 من الحمل إلا إذا كانت هناك مشكلات صحية تؤثر عليكِ وعلى طفلكِ.

مخاطر الولادة القيصرية

مثل الأنواع الأخرى من الجراحات الكبرى، فإن الولادة القيصرية تؤدي إلى مخاطر.

تشمل المخاطر التي تواجه طفلك ما يلي:

  • ارتفاع معدل التنفس العابر (الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية محددة أكثر عرضة للإصابة به) وهي مشكلة في التنفس تتميز بسرعة التنفس غير الطبيعية خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة.
  • إصابة جراحية. يمكن أن تحدث الإصابات العرضية لجلد الطفل أثناء الجراحة.

تشمل المخاطر التي تواجهكِ ما يلي:

  • الإصابة بعدوى: إذ إنه بعد إجراء العملية، يزيد خطر الإصابة بعدوى في بطانة الرحم.
  • الإصابة بنزيف ما بعد الولادة: قد تتسبب الولادة القيصرية في نزيف حاد في أثناء الولادة وبعدها.
  • ردود الفعل السلبية على التخدير والجراحة: قد تشعرين بالحكة، والغثيان في معدتكِ، والتهاب (هذه كلها طبيعية).
  • جلطات الدم: إذ قد يزيد خطر الإصابة بجلطة دموية داخل أحد الأوردة العميقة، خاصة في الساقين أو أعضاء الحوض (تجلط الأوردة العميقة). إذا انتقلت الجلطة الدموية إلى رئتيك وأغلقت تدفق الدم (الانصمام الرئوي)، فقد يكون الضرر مهددًا للحياة.
  • إصابة جراحية: مع أنها نادرة الحدوث، يمكن أن تحدث إصابات جراحية في المثانة أو الأمعاء خلال العملية.
  • زيادة مخاطر الحمل في المستقبل: كلما زاد عدد الولادات القيصرية لديك، زادت مخاطر إصابتك بانزياح المشيمة، والمشيمة الملتصقة وهي الحالة التي تصبح فيها المشيمة ملتصقة بشكل غير طبيعي بجدار الرحم.

ماذا تتوقعين بعد الولادة القيصرية؟

كما هو الحال في أي عملية جراحية، عادةً ما يكون هناك درجة من الألم وعدم الراحة بعد إجراء الولادة القيصرية. ثم أن مدة الشفاء أطول قليلاً من مدة النقاهة بالنسبة للولادة الطبيعية.

إذا كنتِ بحاجة إلى تخدير عام لإجراء ولادة قيصرية طارئة، فقد تشعرين بالترنح، والارتباك، والبرودة، والخوف أو حتى الحزن.

في الأيام القليلة الأولى حتى الأسابيع، قد ينتابكِ بعض الأعراض، ومنها:

  • الشعور بالتعب.
  • وجود ألم حول الجرح، يمكن للطبيب أن يصف الأدوية أو يوصي بمسكنات الألم التي لا تستدعي وصفة طبية، التي يمكن تناولها بأمان في حالة الرضاعة الطبيعية.
  • تجدين صعوبة في التنقل أو حمل طفلك.

الحمل بعد الولادة القيصرية

إذا كان لديك طفل بعملية قيصرية، فهذا لا يعني بالضرورة أن أي طفل ستلدينه في المستقبل يجب أن يولد بهذه الطريقة. إذ يمكن لمعظم النساء اللائي خضعن لعملية قيصرية إجراء ولادة مهبلية بأمان لطفلهن التالي، والمعروفة بالولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية (VBAC).‏

لكنك قد تحتاجين إلى بعض المراقبة الإضافية خلال المخاض فقط للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام.

متى يجب استشارة الطبيب بعد الولادة؟

اتصلي بطبيبك إذا كنتِ تعانين من:

  • احمرار جرح الولادة وتورمه.
  • الإصابة بحمى النفاس بعد الولادة.
  • نزيف حاد وإفرازات مهبلية غزيرة (قد يتطلب ذلك نقل الدم في الحالات الشديدة).
  • ألم شديد في البطن.
  • تقلبات مزاجية حادة، وفقدان الشهية، وإرهاق شديد، وشعور بالحزن بعد وقت قصير من الولادة، فقد تكونين مصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • تجلط الأوردة العميقة (نادر) جلطة دموية في ساقك، التي يمكن أن تسبب ألمًا وتورمًا، وقد تكون خطيرة جدًا إذا انتقلت إلى الرئتين (انسداد رئوي).

التعافي من الولادة القيصرية

يستغرق التعافي من الولادة القيصرية وقتًا أطول من التعافي من الولادة الطبيعية.

يبلغ متوسط ​​الإقامة في المستشفى بعد الولادة القيصرية حوالي 3 أو 4 أيام، مقارنة بمتوسط ​​يوم أو يومين للولادة الطبيعية.

نصائح للتعافي بعد الولادة القيصرية

إنجاب طفل حديث الولادة والتعافي من الجراحة أمر مرهق حقًا. لكن من المهم أن تأخذي وقتًا لتعتني بنفسك. فيما يلي بعض النصائح حول ما يجب القيام به:

  • خذي قسط مناسب من الراحة، يحتاج جسمك إلى التعافي.
  • تجنبي حمل الأشياء الثقيلة.
  • المشي يساعد جسمكِ على الشفاء.
  • تناولي الطعام الصحي. قد يكون الأمر مرهقًا في الأسابيع القليلة الأولى لمولود جديد، لكن من المهم التأكد من أنكِ تتبعين نظامًا غذائيًا صحيًا لك ولطفلك.
  • اطلبي المساعدة من المقربين إذا لزم الأمر.

عزيزتي الأم، الأمومة هي أعظم شيء في الحياة ولكنها من أصعب وأشق المهام بدايةً من الحمل والولادة سواء كانت الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية بمخاطرها والرضاعة والفطام ثم تربية الأبناء لذلك لا تترددي في طلب المساعدة من الاّخرين إذا لزم الأمر وعليكِ الاهتمام بصحتكِ من أجل حياة أفضل لكِ ولأسرتكِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى