الوذمة الرئوية | أسبابها وأعراضها وكيفية التغلب عليها

الوذمة الرئوية أو ما يُعرف بالاستسقاء الرئوي هي إحدى أخطر الحالات المرضية التي قد يتعرض لها الفرد، إذ تعتبر حالة طوارئ وقد تُسبب الوفاة نظرًا لإصابة عضو مهم، وهو الرئتين مما يعيق المريض عن التنفس بشكل طبيعي، وبالتالي يقل معدل الأكسجين في الجسم مؤثرًا على أعضاء أخرى مهمة، وهو المخ ما قد ينتج عنه دخول المريض في غيبوبة نتيجة لنقص الأكسجين، ولذلك لا يمكن الاستهانة بهذا المرض، ونظرًا لخطورته نستعرض في هذا المقال أهم المعلومات الخاصة ليتمكن الشخص من إنقاذ حياته أو حياة آخرين، سنتعرف الآن على ما هي الوذمة الرئوية وعلاجها؟ ما أسبابها؟ كيف يمكن الوقاية منها؟
الوذمة الرئوية
الوذمة الرئوية ترجمتها بالإنجليزية (Pulmonary Edema)، وترجمتها بالفرنسية هي (Œdème Pulmonaire)، وتوصف الوذمة الرئوية على أنها تراكم سوائل داخل الحويصلات الهوائية، وأنسجة الرئتين مما يخل بمستوى الأكسجين في الدم، حيث تعوق السوائل انتقال الأكسجين من هواء الشهيق إلى الدم عبر الرئتين، ويؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي.
أسباب حدوث الوذمة الرئوية
نظرًا لتعدد أسباب حدوث الوذمة وتسهيلًا لفهمها تُقسم الأسباب إلى 3 أنواع وهم:
- الوذمة الرئوية القلبية.
- الاستسقاء الرئوي غير القلبي.
- الوذمة الرئوية التي تحدث نتيجة مشاكل في القلب وأعضاء أخرى معًا.
الوذمة الرئوية القلبية
هي الوذمة التي تنتج عن وجود مشاكل في القلب، غالبًا ما يكون قصور عضلة القلب هو السبب الرئيسي، حيث يفشل القلب في ضخ الدم من البطين الأيسر إلى باقي الجسم مما يزيد من الضغط داخل عضلة القلب، فلا يجد القلب طريقة للتخلص من هذا الضغط إلا من خلال إرجاع الدم مرة أخرى للرئتين عن طريق الأوردة الرئوية، والتي بدورها تحاول التخلص من الضغط الموجود داخلها من خلال دفع السوائل الموجودة داخل تلك الأوردة إلى الحويصلات الهوائية، وذلك لتقليل الضغط مما يؤدي إلى تراكم السوائل، فتتكون الوذمة.
قد تسبب الأمراض التالية فشل عضلة القلب، وبالتالي الاستسقاء الرئوي:
- أمراض الشريان التاجي، والتي تتمثل في ترسب مواد، مثل: الكوليسترول على جدار الشريان ما يؤدي إلى ضيقه، وتقليل كمية الدم التي تمر داخله ما يقلل من الدم، والذي يغذي القلب مسببًا قصورًا.
- اعتلال عضلة القلب، وهو عبارة عن مرض يصيب عضلة القلب يجعلها غير قادرة على ضخ الدم، فيعود مرة أخرى إلى الرئتين مسببًا استسقاء رئوي.
- مشاكل صمامات القلب، وجود ضيق أو تسرب في الصمامات، مثل: الأورطى والميترالي، يؤدي إلى تراكم الدم داخل الأذين الأيسر، وبالتالي يعود مرة أخرى إلى الرئة، ويسبب الوذمة.
- ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، يسبب ارتفاع ضغط الدم في الأشخاص غير المنتظمين على الأدوية إرهاق عضلة القلب بمرور الوقت.
- التهاب عضلة القلب.
- عيوب القلب الخلقية.
- ضيق شرايين الكُلى.
- أمراض الغدة الدرقية.
الاستسقاء الرئوي غير القلبي
يحدث نتيجة أمراض قد تصيب أي عضو من أعضاء الجسم ماعدا القلب، مثل:
- متلازمة ضيق التنفس الحاد، وتحدث عندما تمتلىء الرئتين بالسوائل فجأة، ويحدث ذلك نتيجة التعرض للصدمات، أو الالتهاب الرئوي، أو النزيف الشديد.
- أدوية كثيرة قد تسبب الاستسقاء الرئوي سواء كان نتيجة تفاعل الدواء مع الجسم أو تناول المريض لجرعة زائدة منه.
- الجلطة الرئوية، وتحدث عند تحرك جلطة متكونة سابقًا من أي مكان في الجسم إلى الشرايين الرئوية وتقوم بغلقها، مما يسبب الوذمة.
- عند استنشاق القيء، ودخوله إلى الممرات الهوائية أثناء خروجه من الجسم، مما يسبب تراكم السوائل.
- الارتفاعات الشاهقة، وهنا لا نتحدث عند سكان تلك المناطق بل متسلقي الجبال الذين لا يتمرنون على تسلق الجبال لفترة قبل القيام بالتسلق، فيسبب هذا التغير المفاجئ الوذمة.
- التعرض لحادثة غرق، إذا كان الشخص على وشك الغرق وأنُقذ، قد يعاني من الاستسقاء نتيجة لدخول كميات كبيرة من الماء إلى الممرات الهوائية.
- بعد التعرض لنوبة صرع، أو الإصابة في الرأس، أو إجراء عملية في الرأس قد يصاب المريض بالوذمة.
- الدخان المتصاعد من الحرائق قد يدمر الرئتين، ويساعد على تراكم السوائل.
- بعض الفيروسات، مثل: فيروس حمى الضنك، وفيروس هانتا.
أعراض الوذمة الرئوية
قد تظهر أعراض الوذمة فجأة أو تظهر تدريجيًا بمرور الوقت، ولذلك تقسم إلى نوعين أعراض الوذمة الرئوية الحاد أو الفجائية، والوذمة الرئوية المزمنة، ويوجد نوع آخر لكنه لا يرتبط بمدى زمني، وهو الوذمة الرئوية الناتجة عن تسلق المرتفعات.
أعراض الوذمة الرئوية الفجائية
نظرًا لظهور الأعراض المفاجئ فهذا يمثل خطر على حياة المريض، ولذلك في حالة شعور المريض بالأعراض التالي ذكرها ينصح بالتوجه فورًا للمستشفى:
- صعوبة في التنفس تزداد مع الحركة أو الاستلقاء.
- الشعور بالخنق، ويزداد بالاستلقاء.
- الكحة التي ينتج عنها بلغم ذي رائحة سيئة، وقد تحتوي على دم.
- سرعة دقات القلب.
- نوبة قلق.
- برودة الجلد.
- اللهاث للحصول على الهواء.
أعراض الوذمة الرئوية المزمنة
تظهر الأعراض في هذا النوع بشكل تدريجي مما قد يصعب التشخيص، لأنه قد تتشابه تلك الأعراض مع أمراض صدرية أخرى، وتتمثل تلك الأعراض في:
- كحة توقظ المريض من النوم إلى جانب الشعور بضيق النفس، ويتحسن عند جلوس المريض بدلًا من وضع الاستلقاء.
- صعوبة في التنفس تزداد مع الحركة والاستلقاء.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- زيادة سريعة في الوزن.
- تورم الأرجل والقدمين.
- صفير الصدر.
أعراض الوذمة الرئوية الناتجة عن المرتفعات
تحدث تلك الأعراض عند تعرض الأشخاص إلى المرتفعات خاصةً، وإن كانوا غير مدربين على تلك الارتفاعات، ما يُميز أعراض ذلك النوع أنها تزداد سوءًا في الليل، وتتمثل تلك الأعراض في:
- الصداع.
- صعوبة في التنفس أثناء الحركة، ثم تصبح أثناء الراحة أيضًا.
- الكحة الجافة، ثم تتحول إلى كحة تحتوي على بلغم ذي رائحة سيئة، ويحتوي على دم أحيانًا.
- سرعة دقات القلب.
- ألم الصدر.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
تشخيص الوذمة الرئوية
يبدأ العلاج دائمًا بالتشخيص الصحيح، ونظرًا لخطورة المرض، فغالبًا لا يعتمد الأطباء على الأعراض والفحص الإكلينيكي فقط لتشخيص الحالة، فيجري الأطباء غالبًا أشعة، مثل: أشعة سينية على الصدر أو أشعة مقطعية على الصدر، وتتعدد أساليب التشخيص الأخرى لكن السابق ذكرهم هم الأكثر استخدامًا وتوفرًا، قد يجري الأطباء بعض الأشعة الأخرى والتحاليل بعد التأكد من التشخيص للتعرف على السبب الأساسي في الوذمة لعلاجه، والتأكد من عدم حدوثها مرة أخرى.
علاج الوذمة الرئوية
بالنسبة لعلاج الوذمة الرئوية، توجد عدة طرق للوقاية والتغلب عليها، فيتم العلاج على خطوات كالآتي:
- قد يحتاج المريض إلى وضعه على جهاز الأكسجين في حالات الوذمة الرئوية الحادة.
- يستخدم المريض أدوية مدرة للبول لتخرج السوائل المتراكمة داخل الرئتين عن طريق المثانة تلك الأدوية، مثل: لازيكس (Lasix).
- يصف الطبيب أحيانًا أدوية لتنظيم ضغط الدم المرتفع، مثل: نيتروجلسرين (Nitroglycerin) ونيتروبروسيد (Nitroprusside).
- يستخدم مرض قصور عضلة القلب إينوتروبس (Inotropes)، حيث يحسن ذلك من عملية ضخ الدم، ويساهم في تحسين حالة المريض.
- يمكن استخدام مسكنات لتحسين شعور المريض بضيق التنفس والقلق لكن لا يفضل استخدام المورفين.
- في حالة حدوث أعراض بسيطة من الوذمة نتيجة المرتفعات، ينصح بنزول المريض إلى ما بين 1000 قدم إلى 3000 قدم باتجاه سطح الأرض، لكن في حالة الأعراض الشديدة يفضل طلب الإسعاف فورًا.
- يصف الأطباء أدوية، مثل: نيفيدبين (Nifedipine) واسيتووزولاميد (Acetazolamide) لمتسلقي الجبال لتحميهم من الوذمة، لكن ينصح باستخدامها على الأقل يوم قبل تسلق المرتفعات.
الأسئلة الشائعة
نجيب في هذه الفقرة عن أكثر الأسئلة الشائعة عن الوذمة الرئوية.
هل الوذمة الرئوية التهاب؟
لا، في حقيقة الأمر الوذمة ليست التهاب لكنها تنتج عن الالتهاب الرئوي.
ما هي العوامل التي تعرض الشخص للإصابة بالاستسقاء الرئوي؟
بعض الأشخاص معرضون للإصابة بالاستسقاء أكثر من آخرين، وهم:
- إذا كان الشخص سبق وتعرض للاستسقاء الرئوي، وشُفي منه.
- من سبق لهم الإصابة بالسل، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
- أمراض الأوعية الدموية.
كيف يمكن الوقاية من الوذمة الرئوية؟
لا يمكن ضمان الوقاية الكاملة من الوذمة حتى مع اتباع التعليمات التالي ذكرها، لكنها تقلل من احتمالية الإصابة:
- الحصول على تطعيمات الالتهاب الرئوي.
- الحرص على تلقي تطعيمات الإنفلونزا أول بأول خاصةً مرضى القلب.
- الاستمرار على مدرات البول للفترة المحددة في حالة التعرض للوذمة لمنع تكرارها.
- تجنب العوامل التي قد تسبب إصابتك بأمراض القلب، وبالتالي الوذمة الرئوية، وذلك من خلال الحفاظ على الوزن المناسب، وممارسة الرياضة، والتوقف عن التدخين، والمتابعة مع الطبيب باستمرار إذا كنت من مرضى القلب.
ختامًا تُعد الوذمة الرئوية ومسبباتها أخطر الأمراض التي قد يتعرض لها الفرد، ولذلك لا يمكن التهاون في التعامل معها، وينصح عند شعور المريض بأحد هذه الأعراض التي تم شرحها سابقًا أو إذا كان المريض يعاني من أمراض القلب التوجه فورًا للمستشفى عند وجود صعوبة في القيام بمهامه اليومية، لأن تجاهل تلك الإشارات قد يسبب الوفاة.