الوحمة | الأنواع وأسباب ظهورها وطرق علاجها

خلق الله الإنسان جميل في كل أحواله، ولكن عند وجود شيء غير معتاد نبدأ في التساؤل والقلق، فلعلك رأيت طفلًا حديث الولادة ويوجد في جلده شيء مختلف عن الطبيعي وهي ما نطلق عليها الوحمة.

ولكن لماذا تظهرالوحمة؟ هل ترجع حقًا إلى أن الأم اشتهت شيء من الطعام ولم تأكله؟ أم أنها بسبب مرض ما؟ هل يمكن علاجها؟ وهل هي خطيرة على الطفل؟ كل هذه تساؤلات ستجد إجابات وافية عنها في الموضوع التالي.

ما هي الوحمة؟

الوحمة هي عبارة عن منطقة في الجلد تتميز بأن لونها مختلف عن باقي لون الجلد الطبيعي، وقد يكون الطفل مولود بها أو قد تظهر بعد الولادة.

معظم أنواع الوحمة لا يكون له تأثيرًا ضارًا ويختفي بدون الحاجة للعلاج، ولكن هناك بعض الأنواع التي تحتاج للتدخل والعلاج.

ولكن هل هناك أنواع للوحمة؟ وللإجابة عن هذا السؤال نكمل باقي موضوعنا.

أسباب الوحمة

حتى الآن لم يتوصل الطب إلى سبب معظم أنواع الوحمات التي تحدث، كما أنه لا يمكن منع حدوثها، ولكن لا علاقة لفترة الحمل بظهور الوحمة وبالتالي فإن عدم تناول الأم لطعام معين اشتهته في فترة الحمل لا يسبب ظهورها عزيزي القاريء.

كما نجد أيضًا أن هناك بعض الوحمات تكون منتشرة في عائلات ولكن ليس لها أصل وراثي أيضًا.

أنواع الوحمة

للوحمة أنواع عديدة وكل نوع يختلف عن الآخر في شكله ولونه وطبيعة تأثيره وطرق علاجه وهنا سوف نتعرف على الأنواع المختلفة للوحمة.

قبلة الملاك أو بقعة سمك السلمون

  • هي جزء من الجلد يكون لونه أحمر أو وردي وغالبًا يظهر في رقبة الطفل أو مقدمة رأسه أو على جفون عينيه.
  • هذا النوع شائع الحدوث.
  • تظهر واضحة في حالة بكاء الطفل، وغالبًا ما تختفي عند وصول الطفل عامين وهذا في حالة ظهورها على مقدمة الرأس أو الجفون، أما في حالة ظهورها على الرقبة فإنها تحتاج مدة أطول حتى تختفي.

ورم وعائي دموي أو علامات الفراولة

وهي في الأصل عبارة عن أوعية دموية وتكون ذات لون أحمر على الجلد وتتميز بالتالي:

  • تظهر سريعًا بعد الولادة،.
  • منتشرة أكثر في الإناث والأطفال الذين وُلدوا قبل ميعادهم أي قبل الأسبوع 37 ويكثر ظهورها أيضًا في حالات التوائم والأطفال ذوي الوزن القليل.
  • في وحمة الورم الوعائي الدموي فإن حجمها يزداد في الستة شهور الأولي من الولادة حتى وصول الطفل إلى عام، ثم تبدأ في التقلص في الحجم تدريجيًا حتى تختفي عند عمر السابعة تقريبًا.
  • في بعض الأحيان تحتاج إلى التدخل والعلاج إذا كان لها تأثير على الرؤية أو التنفس أو قدرة الطفل على التغذية.

وحمة نبيذ بورت

  • وهي عبارة عن علامات تختلف في ألوانها فقد تكون حمراء أو وردية أو داكنة وغالبًا ما تظهر على الوجه.
  • تظهر مع الولادة.
  • يكون مظهرها كبقعة داكنة.
  • غالبًا تظهر على ناحية واحدة فقط من الجسم، ولكن قد تؤثر على الناحيتين.
  • يمكن استخدام الليزر حيث يجعل لون البقعة أفتح قليلًا ومقبول أكثر بالنسبة للطفل، ويكون الليزر فعّال أكثر مع الأطفال الصغار.
  • إذا تم إهمال علاجها قد تصبح ذا مظهر متكتل ولونها أكثر قتامة.
  • في بعض الأحيان قد تكون إشارة لوجود بعض الحالات مثل متلازمة ستيرج ويبر أو متلازمة كليبل تريناوي أو إشارة لوجود تشوه في الشعيرات الدموية الكبيرة.

وحمة القهوة بالحليب

وسبب تسميتها أنها تشبه لون القهوة بالحليب وتتميز بالتالي:

  • هي عبارة عن بقع بنية اللون قد يكون بني غامق او فاتح.
  • تظهر في أي مكان في الجسم
  • شائعة الحدوث كما أن لونها يكون أغمق على لون الجلد الأغمق.
  • يكون لها أشكال مختلفة.
  • العديد من الأطفال قد يكون لديهم بقعة أو اثنين.
  • في حالة وجود ستة منها في جسد الطفل فإنها قد تكون إشارة لإصابته بالورم العصبي الليفي من النوع الأول.

الوحمة المنغولية الزرقاء أو الرمادية

وتُسمى بذلك لأنها تشبه الكدمة وتتميز بالتالي:

  • تظهر عند الولادة.
  • تظهر أسفل الظهر وعلى الساقين أو الذراعين.
  • وتكثر في الأطفال ذوي البشرة الداكنة.
  • لا تحتاج للعلاج وغالبًا ما تختفي عند عمر الأربع سنوات.
  • لا تعبر عن حالة صحية معينة.
  • في حالة كانت الوحمة المنغولية عند الطفل منذ الولادة يجب تسجيل ذلك في السجل الطبي.

الشامات الخلقية 

وهي شائعة جدا وتتميز باللون البني أو الأسود وتحدث نتيجة زيادة الخلايا الصبغية في الجلد، ومع الوصول لفترة البلوغ يكون لونها أغمق وتصبح أكثر بروزًا على الجلد وقد يظهر بها شعر.

هناك تساؤل مهم جدًا وهو هل هناك احتمالية أن تتحول هذه الشامة إلى شامة سرطانية؟
والإجابة هنا أنه إذا ازداد حجمها يزداد خطر تحولها إلى خلايا سرطانية. كما أن الشامة في وضعها الطبيعي لا تحتاج إلى علاج، ولكن في حالة ازدياد حجمها بمعدل غير طبيعي فإننا هنا نلجأ للطبيب لتحديد إذا كانت تحتاج للعلاج أم لا.

علاج الوحمة

هذه الوحمة قد يجدها البعض علامة مميزة لهم، وتميز شخصيتهم بها ويعتبرونها جزءًا منهم، وعلى العكس تمامًا قد تجد البعض لا يتقبلها بل تكون مصدرًا لقلة الثقة بالنسبة له، وهنا قد يلجأ للعلاج، كما أننا قد نلجأ لإزالتها إذا كان هناك خطرًا على صحتنا. ومن طرق العلاج ما يلي:

  1. العلاج الدوائي وهنا يُعطي الطبيب أدوية معينة بإمكانها تقليل تدفق الدم الواصل إلى الوحمة مما يقلل من نموها وبالتالي يصبح حجمها أصغر ولونها أفتح، قد يقبل البعض بهذه النتيجة وقد نلجأ إلى الطريقة الثانية وهي الليزر.
  2. العلاج بالليزر ويعتمد على استخدام موجات ضوئية وحرارية ذات طبيعة معينة بمقدار محدد قادر على تقليل حجم الوحمة وجعل لونها أفتح وأفضل توقيت للعلاج بالليزر هو من سن 6 شهور إلى سن 12 شهرًا. وهناك بعض الحالات تتطلب تدخلًا من نوع آخر.
  3. التدخل الجراحي وهذا النوع يستخدم للإزالة الوحمة تمامًا ولكن قد تترك أثرًا.

متى يجب زيارة الطبيب؟

فور ظهور الوحمة يجب الذهاب للطبيب حتى يتم فحصها وتحديد نوعها، كمان أنه يحدد إذا ما كانت بحاجة للمتابعة أو العلاج، في حالة حدوث نزيف أو ألم في الوحمة أخبر الطبيب فورًا.

هذه الوحمة مثل أي جزء في الجلد وفي حالة تعرضها للإصابة فإننا نقوم بتنظيف هذا الجرح بالماء ثم نضغط عليها بلطف بقطعة من الشاش الطبي حتى يتوقف النزيف، وإذا لم يتوقف عليك زيارة الطبيب.

وبعد أن تعرفنا على كل ما يخص الوحمة، فإننا نعرف أنها ليست بالمشكلة أو سبب لعدم الثقة بالنفس ولكن ما يسبب حدوث انعدام الثقة للطفل هو رد فعل الأب والأم. مجرد ظهور الوحمة على طفل تجعل الناس تبدأ في التساؤل وبعضهم قد يتصرف بوقاحة أو يتكلم بطريقة غير لائقة في هذه الأحوال إذا وجد الطفل الأهل يستطيعون الرد ببساطة، بأن هذا الأمر ليس بالمشكلة وأن طفلهم جميلً في كل الأحوال، فإن ذلك يكسبه ذلك ثقة بنفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى