الوحمة الدموية: أشكالها وطرق علاجها
![الوحمة الدموية](/wp-content/uploads/2022/10/الدموية-1.jpg)
تظهر الوحمة الدموية عند نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة، وتختلف من طفل لآخر. مما يقلق كثير من الأمهات بشأن هذه الوحمة، هل هي مضرة؟ هل يوجد لها علاج؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه بشكل مفصل.
ما هي الوحمة الدموية؟
الوحمة الدموية هي عبارة عن بقع ذات ألوان مختلفة تظهر على سطح الجلد إما بعد الولادة مباشرةً، أو بعد أسابيع من الولادة، وقد تكون مساوية لسطح الجلد، أو مرتفعة عنه؛ نتيجة تجمع أوعية دموية زائدة على سطح الجلد. ويختلف لونها بين الأحمر مثل شكل الفراولة، أو مثل الكدمات العميقة باللون الوردي، أو الأزرق، وفقًا لعمق الأوعية الدموية. ويمكن أن تحدث الوحمة الدموية في أي مكان بالجسم، ولكن أكثر الأماكن شيوعًا هي الوجه، والرأس، والصدر، والظهر.
كما أن معظم حالات الوحمة الدموية عند الأطفال لا تحتاج إلى علاج، فقد تتلاشى تمامًا أو تستمر إلى الأبد. ولا يتم التدخل لعلاجها إلا في حالة تأثيرها على الرؤية أو التنفس أو أي وظيفة أخرى.
أسباب الوحمة الدموية
تتكون الوحمة الدموية من تجمع أوعية دموية إضافية معًا مكونًة كتلة واحدة، أو بسبب وجود خلل في بعض الأعصاب المسؤولة عن انقباض الأوعية الدموية في الجلد، مما يؤدي إلى تلون الجلد باللون الأحمر، أو زيادة صبغة الجلد بمنطقة معينة. ولكن لا يزال سبب تكونها غير معروف.
أنواع الوحمات الدموية وعلاجها
توجد أنواع عديدة من الوحمات الدموية التي تختلف في أشكالها وألوانها، وأكثرها شيوعًا:
- وحمة التورمات الدموية.
- وحمة التبقع الخلقي.
- بقعة السلمون.
وحمة التورمات الدموية
أطلق عليها هذا الاسم لأنها تسبب تورمًا موضعيًا. تظهر الوحمة الدموية منذ الولادة، أو خلال الأسابيع الأولي، حيث تظهر كعلامة حمراء على الجسم أو الوجه. ولها شكلان:
- سطحية وتكون مرتفعة قليلًا عن سطح الجلد، ويميل لونها إلى الأحمر الغامق.
- عميقة ويميل لونها إلى الأزرق وتشبه فاكهة الفراولة، لذا يطلق عليها أحيانًا (وحمة الفراولة). وتظهر في أماكن مختلفة بالجسم، وغالبًا ما تكون علامة واحدة بالجسم، أو علامات عديدة بمناطق مختلفة.
وخلال السنة الأولى من عمر الطفل عادًة ما يزداد حجمها بسرعة لتصبح كأنها نتوء إسفنجي مطاطي يبرز من الجلد، ثم تبدأ في التوقف عن النمو، ثم الاختفاء عند عمر من خمس إلى عشر سنوات دون أي تدخل. ولكن يجب استشارة الطبيب في حالة وجود نزيف، أو كونها قريبة من منطقة العين أو الأنف، فقد تؤثرأحيانًا على الرؤية، أو عملية التنفس.
علاج وحمة التورمات الدموية
يوجد العديد من الطرق يتم اللجوء إليها لعلاج مثل هذه الوحمات منها ما يلي:
- الدوائي، بإستخدام عقار propranolol ويأخذ عن طريق الفم، وأثبت فاعلية كبيرة في العلاج. كما يمكن استخدامه كعلاج موضعي؛ لتخفيف لون الوحمة.
- العلاج بإستخدام الكورتيزون سواء عن طريق الفم، أو الحقن. فهو يساعد على إيقاف نمو الوحمة، ودخولها في مرحلة الضمور.
- العلاج بالليزر في بعض الحالات.
- للعلاج الجراحي في حالة أن تكون الوحمة الدموية قريبة من مناطق العين والأنف والفم. أو من أجل التجميل بعد تلاشي الوحمة وظهور نتوء في مكانها.
وحمة بقعة السلمون
هي من أكثر الوحمات انتشارًا، وتظهر على شكل بقع وردية اللون عادًة في منطقة الجبهة، أو الرقبة، أو على الجفون. وقد تظهر بشكل واضح أثناء بكاء الرضيع. وهذا النوع من الوحمات لا يحتاج إلى علاج، فقد تختفي بعد مرور عامين من عمر الطفل.
وحمة التبقع الخٌلقي
يظهر هذا النوع منذ الولادة، حيث تكون الأوعية الدموية بقع حمراء مسطحة على الجلد، وتوجد غالبًا على الوجه، أو الرقبة. وتنتج بسبب نمو غير طبيعي للأوعية الدموية الصغيرة بالجلد. وتكبر هذه الوحمة مع نمو الجلد، يكون لونها في البداية أحمر وردي، ومع تقدم الطفل في العمر تكبر مساحة البقعة ويتحول لونها إلى الأحمر الداكن. وهذا النوع من الوحمات لا يسبب أي ضرر ولا ينتج عنه ألم، ونادرًا ما تكون علامةً لأمراض أخرى.
علاج وحمة التبقع الخلقي
لا تختفي وحمة التبقع الخلقي مع الوقت، ويمكن علاجها فقط عن طريق الليزر، حيث تم تجربة العديد من العلاجات مثل: التجميد، والجراحة، والإشعاع. ووجد أن الليزر هو الطريقة الوحيدة للعلاج، حيث يستطيع تدمير الأوعية الدموية الصغيرة دون التسبب في ضرر للجلد. كما يعتمد نوع الليزر على عمر الشخص، ونوع بشرته، ومكان الوحمة. وفي حالة خضوع الطفل لعلاج الوحمة بالليزر، فعليه تجنب فرك أو خدش المنطقة التي يتم معالجتها، كما يجب ترطيبها وفقًا لتعليمات الطبيب. وعادةً يتم وضع مرهم مضاد حيوي في الأيام الأولى من العلاج بالليزر.
تأثير الوحمات الدموية على الأطفال وكيفية التعامل معهم
الوحمات الدموية لها تأثير غير مباشر على الطفل من الناحية النفسية، فقد يشعر في الكثير من الأحيان أنه يختلف عن الآخرين، خاصًة في حالة ظهور الوحمات في الوجه.
قد يطرح الناس الأسئلة أو يحدقون النظر، مما يسبب الإحراج للأطفال. لذلك يجب على الآباء مراعاة شعور الطفل عند التحدث عن الوحمة والرد على تساؤلات الآخرين بكل ثقة وهدوء؛ لأن الطفل يقلد رد فعل الآباء. فعلى الآباء التحدث عن الأمر بأنه شيء طبيعي لا ينقص من أبنائهم شيئًا.
كما علينا أن نؤكد لهم أنهم ليسوا مختلفين عن باقي الأطفال، ولكنهم مميزين.
عزيزتي الأم، لا تقلقي عند ظهور مثل هذه الوحمات على مولودك الصغير، فهي قد تختفي مع الوقت دون أي تدخل، كما أنها لا تشكل أي خطر على صحته. كما أن طرق علاج الوحمات بسيطة وآمنة.
الأسئلة الشائعة
نعم، قد تظهر للأشخاص كبار السن، وقد تظهر بسبب وجود خلل في التطور الوعائي، مما يجعلها تظهر على سطح الجلد باللون الأحمر وهي غير مقلقة على الإطلاق، وقد لا تحتاج إلى علاج في كثير من الأحيان، أو يتم اللجوء إلى الطرق العلاجية التي ذكرناها من قبل.
وقد يصبح الموضوع مؤلمًا، وذو أهمية عندما تظهر الوحمة الدموية على العضلات، وهو ما يحدث غالبًا للكبار، ففي هذه الحالة يحتاج الأمر إلى علاج، نظرًا لكونها مؤلمة.
أحيانًا ما تصيب العظام لدى كبار السن ولكنها لا تحتاج إلى علاج.
لا تعالج الوحمات الدموية بالأعشاب، ولكن بعض الوحمات الدموية عند الأطفال تختفي من تلقاء نفسها بعد فترة دون أي تدخل. وبعض الأنواع قد تحتاج إلى علاج بالليزر.
الوحمات الدموية التي تظهر بعد الولادة لا يوجد لها أي أضرار على الجلد تمامًا، ما دام لم يحدث تغير في اللون، أو الشكل. ولكن البقع التي تظهر على الجلد نتيجة الحروق الشمسية تختلف عنها تمامًا، وقد تؤدي إلى سرطان الجلد؛ نتيجة للأشعة البنفسجية.