الهربس الفموي – الأعراض وطرق الوقاية والعلاج
توجد أنواع متعددة من فيروس الهربس, منها ما يصيب الجهاز التناسلى, وما يصيب الجلد, وما يصيب الفم. حديثنا اليوم عن هربس الفم أو الهربس الفموي, ذلك لأنه من أشيع فيروسات الهربس انتشارا, كما أنه من أكثرها ازعاجا للمريض.
ذلك لأن اثره لا يقف فقط عند ما يتسبب فيه من ألم وحكة, وإنما يؤثر فى مظهر المصاب وثقته بنفسه حال ظهوره.
ذلك غير أنه قد تتشابه أعراضه مع أعراض أمراض أخرى, مما قد يتسبب فى مشكلات صحية للمريض فى حالة تناوله لأدوية بدون استشارة طبية لعلاجه, حيث أن ذلك قد يتسبب فى آثار جانبية لتلك الأدوية لسنا فى حاجة ولا اضطرار لها.
يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول حول هربس الفم وتعريفه, وسبب ظهوره عند بعض الناس دون غيرهم, وكيفية التعامل معه حال ظهوره.
ما هو الهربس الفموي؟
الهربس الفموى هو أحد أنواع متعددة من فيروس الهربس, يصاب المريض به عن طريق العدوى من شخص آخر, ويظل حاملا له مدى حياته.
فى المعتاد يظل الفيروس خاملا بلا أعراض حيث يستوطن العقد العصبية فى موضع الإصابة, ويكون تحت سيطرة الجهاز المناعى تماما بحيث لا يظهر أية أعراض بالمرة.
ولكن عندما يتعرض الحامل للفيروس لعدوى من أى نوع, أو لأى مسبب لضعف وإجهاد جهاز المناعة, كعدوى الجهاز التنفسى أو الهضمى أو ارتفاع سكر الدم أو العلاج بمثبطات المناعة, يأخذ فيروس الهربس الفموى فرصته للنشاط فتظهر أعراضه.
وعادة يكون الهربس مصاحبا للعدوى بأنواعها, مما يجعله مرتبطا بإرتفاع الحرارة, لدرجة أن البعض يطلق عليه (حرارة الفم).
ومن إحدى مشكلات الهربس الفموى أنه يظهر بالطبع بمصاحبة المرض الذى تسبب فى إجهاد جهاز المناعة, ويختفى بشفاء هذا المرض, وهذا يتسبب فى أن تكرار ظهوره قد يفهم منه المريض خطأ أنه مصاب بنفس المرض الذى تسبب فى ظهوره فى المرة السابقة, أى يظن أنه جزء من أعراض المرض, فيكرر ذات العلاج السابق بلا مشورة طبية, وهو لا يعلم أن الهربس سيظهر مع أى مرض يجهد مناعته, وليس بالضرورة أن يكون نفس المرض, وأنه يجب عليه إستشارة الطبيب لتشخيص مرضه ووصف العلاج.
أعراض الهربس الفموي
- شعور بالحكة فى منطقة الشفتين أو ما حول الفم, وعادة تكون فى أحد جانبى الفم, وفى حالة تكرار نوبات الهربس فإن المريض يفهم بخبرته بمجرد ظهور الحكة أن الهربس فى طريقه للظهور.
- يتبع ذلك ظهور فقاقيع مائية صغيرة متجاورة فى نفس الموضع ومثيرة للحكة أيضا.
- تجف تلك الفقاقيع تدريجيا وتكون قشرة.
- تسقط القشرة وتختفى الأعراض.
والمعتاد أن يستغرق الهربس نحو أسبوع حتى يختفى, كما أن اثر تلك البثور يختفى أيضا بالتدريج, إلا أن الأعراض تعود مرة أخرى عند أية عدوى تصيب المريض أو أى حالة إجهاد مناعى لأى سبب ولو كان نفسيا.
الفئات المعرضة للهربس الفموي
- الأطفال من وقت الولادة فما فوق.
- مرضى السكر.
- المسنين.
- المعالجين بمثبطات المناعة.
- أثر جانبى لعلاجات السرطان الكيماوية والإشعاعية.
- مرضى الأيدز.
وواقع الأمر أن الهربس الفموى شائع بقوة, لدرجة أنه يصعب أن تجد شخصا غير حامل له, إلا أن هذه الفئات أكثر عرضة لتكرار نوبات ظهوره من غيرهم, فقد يظهر الهربس لدى الشخص العادى مرة كل عام أو كل عدة أعوام, ولكنه فى هذه الفئات قد يتكرر كل عدة أشهر أو حتى كل شهر وأحيانا كل عدة أسابيع.
مضاعفات الهربس الفموى
الهربس الفموى لا يتسبب فى مضاعفات من أى نوع, إلا أنه فى حالات نادرة جدا قد يصيب خلايا الدماغ فيتسبب فى التهاب سحائى, ولكن هذا من النادر جدا وعادة يصيب مرضى الأيدز أو الأطفال حديثى الولادة أو المسنين, ولكن العام والمتعارف عليه أن الهربس الفموى لا يتسبب فى مضاعفات بالمرة, وتكون كل مشكلته فى مظهره المزعج والمحرج, والألم الناتج عنه فى حالة الضحك أو الإبتسام أو تناول الطعام, لأن ذلك قد يتسبب فى حدوث إنفجار أو جرح لفقاقيع الهربس يؤلم المريض.
طرق انتقال عدوى الهربس الفموى
- تقبيل المصاب.
- مناشف الوجه.
- إستعمال فرشاة أسنان المصاب.
- إستعمال مرطب الشفاه أو طلاء الشفاه.
- إستعمال أدوات طعام وشراب المصاب قبل غسيلها.
وبعد حدوث العدوى لا تظهر الأعراض على الشخص فورا, وإنما يكمن الفيروس فى العقد العصبية لمنطقة الشفتين وما حول الفم, منتظرا لأية فرصة تجهد فيها مناعة المصاب حتى تظهر فقاقيع الهربس, أى أن المصاب لا يعلم أنه مصاب إلا عندما يحدث ما يجهد مناعته, وإن كانت مناعته دوما على ما يرام فقد لا يعلم أبدا أنه حامل لفيروس الهربس.
علاج الهربس الفموي
قد ينصح بعض الأطباء بعلاج الفيروس بإستعمال مضادات الفيروسات عن طريق الفم أو الحقن, وبخاصة الأسيكلوفير, بهدف القضاء على الفيروس, إلا أن هذا العلاج لا ينجح بنسبة كبيرة, كما أن معظم الحالات حتى بعد علاجها تكتسب العدوى من جديد.
ومن هذا المنطلق فإن دكتور كشكول ينصحك بإستعمال العلاج فى فترة ظهور فقاقيع الهربس فقط, وذلك بتطبيق مرهم مضاد للفيروسات على منطقة الإصابة خمس مرات يوميا حتى تزول الفقاقيع.
وفى العموم سواء بالعلاج أو بدونه, فإن الهربس الفموى يزول تلقائيا فى خلال أسبوع من وقت ظهوره, ولكن يجب تجنب حك الفقاقيع أو محاولة فتحها أو إزالتها, حيث أن هذا يتسبب فى جرحها مما يطيل فترة تعافيها وزوال أثرها, كما أنه يكون مؤلما للمريض عند محاولة تحريك الشفاه أو فتح الفم لأى سبب.
كما أنه فى ضعاف المناعة قد يتسبب الجرح فى عدوى بكتيرية, تتسبب فى ظهور إفرازات صديدية فى موضع الإصابة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن علاج الهربس بالمضادات الحيوية لا يجدى نفعا, لأن المرض فيروسى لا يتأثر بالمضادات الحيوية, ولكن فى حال تلوث موضع الإصابة بكتيريا يمكن استعمالها تحت إشراف الطبيب وبعد مشورته.
كما ننصحك أيضا عزيزى القارىء بالحرص على صحتك العامة وممارسة الرياضة البدنية وتناول الغذاء الصحى وتجنب القلق والتوتر النفسى وجميع العوامل التى تؤثر فى صحة جهازك المناعى, ليبقى جهازك المناعى قويا سليما, فتتجنب بذلك ظهور تلك الفقاقيع المزعجة والمؤلمة.
كما ننصح أصحاب الأمراض المزمنة المؤثرة فى قوة المناعة كمرض السكر مثلا, بالإلتزام بإرشادات أطبائهم الغذائية والدوائية اللازمة لإبقاء حالاتهم الطبية تحت السيطرة, ليس فقط لتجنب ضعف المناعة نتيجة عدم السيطرة على أمراضهم مما يعرضهم لمختلف أنواع العدوى, ولكن أيضا لتجنب المضاعفات الخطيرة الناجمة عن خروج تلك الأمراض عن السيطرة والتى تتأثر بها مختلف أعضاء الجسم سلبيا.