النيلة الزرقاء .. الفوائد والأضرار والفرق بين الأصلية والمقلدة
النيلة الزرقاء نبات هندي إستعمل من قديم الأزل لأغراض متعددة صناعية وطبية وتجميلية.
عرفت النيلة بهذا الإسم في مصر والسودان وبلاد المغرب ، فيطلقون عليها النيلة أو النيلا، ويرجح أن اسمها مشتق من لونها الذي يشبه لون مياه نهر النيل.
ربما لا يعرف الكثير من الناس إستعمالات النيلة الزرقاء أو ربما لم يسمع عنها من قبل، ولكنها من الوصفات التجميلية الشهيرة في بلاد المغرب العربي، ولا تكاد تخلو منها وصفة مغربية لتفتيح البشرة أو شد ترهلات الجلد أو إزالة التصبغات، لدرجة أن البعض يطلقون عليها النيلة المغربية.
من خلال مقالنا هذا سنتعرف بشكل أكثر تفصيلا على النيلة الزرقاء واستعمالاتها للبشرة وما لها من الفوائد وما قد ينتج عن استعمالها من أضرار.
ما هي النيلة الزرقاء؟
النيلة نبات ينمو في الهند، من الفصيلة البقولية وتشبه بذوره وأوراقه نبات الباذلاء، أزهاره الزرقاء تحتوي صبغ من أقدم الأصباغ المعروفة في التاريخ.
إستخدمه قدماء المصريين والهنود منذ الألف الثالث قبل الميلاد في صباغة الملابس بعد خلطه بالحناء لإعطاء الملابس اللون الأزرق القاتم أو الأسود، واستعمل في صباغة الأنسجة الطبيعية المصنوعة من الصوف والقطن والكتان، وهو الصبغ ألأساسي لصباغة نسيج الجينز.
وصبغ النيلة لا يذوب في الماء، ولهذا يجب معالجة عجينة النيلة بمادة قلوية مخففة قبل استعمالها في الصباغة، فتنتج عن التفاعل مادة قابلة للذوبان في الماء يمكن استعمالها كصبغة، توضع بها الملابس لتصبغ ثم تعرض للهواء فتتأكسد الصبغة ويكتسب النسيج اللون الأزرق الذي يقاوم الذوبان في الماء وهنا تكتسب الملابس لون أزرق قاتم لا يزول بالماء.
ولهذا فإن استعمال مسحوق أزهار النيلة الزرقاء في وصفات البشرة لا يتسبب في صبغ البشرة باللون الأزرق كما يمكن أن يتصور البعض، لأنه بدون التفاعل سابق الذكر لا تذوب الصبغة في الماء ولا تثبت، لكن استعمال أزهارالنبات يفيد البشرة ببقية الخواص التجميلية الموجودة فيها.
النيلة الزرقاء الأصلية والمقلدة
نظرا لإرتفاع سعر النيلة الأصلية (النباتية) فقد عمد الكيميائون إلى تقليدها لإستعمالها في أغراض الصباغة، والنيلة المقلدة تصنع من الأنيلين وهو مركب قطراني يستخرج من الفحم الحجري، وهي المستعملة حاليا في أغراض صباغة الملابس.
ولكن بعض العطارين قد يبيعونها للأغراض الطبية والتجميلية على أساس أنها النيلة الأصلية وبنفس سعرها المرتفع.
وتتميز النيلة الأصلية عن المقلدة بأن الأصلية تكون في شكل حبيبات خشنة نوعا ما، بينما المقلدة تكون دائما في هيئة مسحوق أملس ناعم جدا، كما أن الأصلية لونها أكثر قتامة من المقلدة عند طحنها.
وبالطبع فالنيلة المقلدة لا تحمل نفس الفوائد للبشرة، كما أنها يمكن أن تسبب أضرار، لهذا يجب تحري شراء النيلة الزرقاء من مصادر موثوقة للتأكد من كونها الأصلية المخصصة للبشرة وليست تلك المخصصة لصباغة الملابس.
فوائد النيلة المغربية للبشرة
تشتهر النيلة الزرقاء في العالم العربي بإسم النيلة المغربية نظرا لكون المغرب العربي هو أشهر البلاد العربية إستعمالا لها في علاج مشكلات البشرة، ومن أهم فوائد النيلة الزرقاء للبشرة ما يلي:
- التخلص من الرؤوس السوداء: الرؤوس السوداء نوع من حب الشباب ينتج عن احتباس الدهون والخلايا الميتة تحت سطح الجلد وتفاعلها مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد. والنيلة الزرقاء من أهم الوصفات المستعملة في التخلص من مشكلة الرؤوس السوداء لما لها من دور في مكافحة البكتيريا وإزالة تصبغات البشرة وتقليل الدهون الزائدة فيها وتنظيفها بعمق.
- علاج تصبغات البشرة: تصبغات البشرة هي مناطق داكنة تظهر على البشرة كنتيجة للتعرض لأشعة الشمس أو عوامل الأحتكاك أو آثار الجروح والحروق وإصابات الجلد الفطرية، تعمل وصفات النيلة المغربية على تفتيح البشرة وأزالة آثار تلك التصبغات.
- تفتيح البشرة وتوحيد لونها.
- إزالة آثار النمش والكلف.
- شد ترهلات وتجاعيد البشرة.
- التنظيف العميق لمسام الجلد وتخليصة من الشوائب والدهون الزائدة.
- إضفاء النعومة والنضارة على البشرة وتقليل مظاهر تقدم السن.
أماكن تطبيق النيلة الزرقاء على الجلد
يمكن تطبيق النيلة الزرقاء على كافة أماكن الجلد بلا أي أضرارتذكر، وحتى على جلد الوجه والمناطق الحساسة.
كما أن من أشيع استعمالات النيلا الزرقاء تفتيح وتنعيم المناطق الخشنة الداكنة من الجلد كالركبتين والمرفقين.
صابونة النيلة الزرقاء
صابونة النيلة الزرقاء تستهدف الإستعمال اليومي للعناية بالبشرة بشكل عام، حيث يمكن استعمالها للإستحمام أو غسيل الوجه للإستفادة من خواص النيلة المغربية في شد الجلد وتوحيد لونه وإضفاء النعومة والنضارة عليه، ويمكن تحضيرها منزليا بالكيفية الآتية:
مكونات صابونة النيلة الزرقاء
- صابونتي جلسرين.
- ملعقة من زيت الورد الطبيعي.
- 4 ملاعق من الجلسرين.
- ملعقتين كبيرتين من النشا.
- ملعقتين كبيرتين من مسحوق النيلة المغربية الناعم.
- كوب صغير من الماء.
طريقة عمل صابونة النيلة الزرقاء
- يبشر صابون الجلسرين ويتم نقعه في كوب الماء الصغير لمدة اربع ساعات.
- يخلط الصابون مع بقية المكونات بإستعمال الخلاط الكهربائي.
- يتم صب الخليط في قوالب من السليكون.
- يترك الخليط حتى يتجمد تماما، ويتوقف الوقت اللازم لذلك على الطقس.
- يتم استعمال الصابون الناتج في تنظيف البشرة بالشكل المعتاد في أي وقت من اليوم.
النيلة الزرقاء لتفتيح الوجه وإزالة التصبغات
لتفتيح الوجه وإزالة آثار الكلف والنمش والتصبغات يمكن تطبيق النيلا الزرقاء بالطريقة الآتية:
- تخلط أربع ملاعق كبيرة من مسحوق النيلة الزرقاء مع كوب من الزبادي وملعقة كبيرة من جل الصبار.
- يوضع الخليط السابق على البشرة لمدة ربع ساعة ثم يغسل بماء فاتر.
- تكرر الوصفة مرة أو مرتين أسبوعيا.
النيلة المغربية لتفتيح المناطق الحساسة
قد تصاب المناطق الحساسة بالتصبغ نتيجة للإحتكاك أو التعرق أو غيرها من العوامل الهرمونية أو الوراثية، وللتخلص من تصبغ المنطقة الحساسة يمكنك تطبيق النيلة المغربية عليها بالشكل الآتي:
- تخلط النيلا الزرقاء مع زيت الأرجان والزبادي بمقادير متساوية.
- يتم توزيع الخليط في المناطق المراد تفتيحها.
- يترك الخليط على المنطقة لمدة نصف ساعة، ثم يغسل بماء دافئ.
- تكرر الوصفة مرتين أسبوعيا حتى الحصول على النتيجة المطلوبة.
النيلة الزرقاء للرؤوس السوداء وتوحيد لون البشرة
تلك من الوصفات المغربية الشهيرة للتخلص من الرؤوس السوداء وتوحيد لون البشرة، وقد أتت بنتائج ممتازة مع من جربوها ويتم تطبيقها كالآتي:
مكونات الوصفة
- ملعقة من الجيلاتين.
- ربع ملعقة كبيرة من مسحوق النيلا الزرقاء.
- حليب ساخن.
طريقة تطبيق الوصفة لإزالة الرؤوس السوداء
- يوضع الجيلاتين مع النيلة الزرقاء في وعاء ويتم خلطهما جيدا.
- تضاف ملعقتين إلى ثلاثة ملاعق من الحليب المغلي وتخلط العناصر جيدا.
- يتم وضع الوصفة في حمام مائي مع استمرار التقليب حتى يذوب الجيلاتين تماما وتمتزج مكونات الوصفة.
- يتم غمس منشطفة قطنية نظيفة في الماء الساخن ثم تعصر وتوضع على الوجه قليلا لفتح المسام.
- يتم توزيع الوصفة على الوجه جيدا.
- تترك الوصفة على الوجه حتى تجف تماما ثم تتم إزالتها.
- يتم تمرير قطنة مبللة بماء الورد الطبيعي على البشرة.
- تكرر الوصفة مرتين أسبوعيا لتحقيق النتيجة المطلوبة.
أضرار النيلة الزرقاء
واقع الأمر أنه ليس للنيلة الزرقاء أضرار تذكر ويمكن للجميع استعمالها بلا مشاكل، ولكن لأنه لا يوجد على وجه الأرض ما هو مفيد بلا ضرر، فأمان النيلا الزرقاء لا يعني أنها بلا قيود أو محاذير، ولهذا وجب التنبيه على:
- عدم استعمالها للحوامل، حيث أنها يمكن أن تمتص عن طريق الجلد فتتسبب بأضرار للجنين.
- الحذر عند استعمالها لمرضى السكر، فقد تسبب اضطراب في سكر الدم وقد تتعارض مع أدوية السكر المستخدمة.
- تجربتها على جزء صغير غير ظاهر من الجلد قبل الإستعمال للتأكد من عدم وجود تحسس، والذي تظهر أعراضه في صورة احمرار وشعور بالحرارة والحكة في موضع الإستعمال، وعندها تغسل من على الجلد بالماء البارد وتكون تلك علامة على تحسس الشخص منها فلا يجب عليه استعمالها.
- عدم الإفراط في إستعمال وصفاتها لأكثر من مرتين أسبوعيا، لأن ما زاد عن حده حتما ينقلب إلى ضده.
وبهذا عزيزي القارئ نكون قد استعرضنا ما يجب معرفته من معلومات عن واحد من أهم الأعشاب التجميلية التي قد تكون لا تعرف عنه الكثير وهي النيلة الزرقاء، ولا ننسى تذكيرك بأنه ما من شىء على وجه الأرض بلا ضرر، فلا تسرف في استعمالها، كما أن استجابة أجسام الناس للمواد المختلفة تختلف من شخص لآخر، فإن استعملتها ولاحظت أي آثار غير مرغوبة فعندئذ يجب عليك التوقف وتجربة شىء آخر.