النوبة القلبية الصامتة | الأعراض والتشيخص والوقاية

الألم نعمة من الله، ربما لن تتعجب من هذه العبارة عزيزي القارئ إذا قرأت الفقرات التالية عن النوبة القلبية الصامتة، فلنقرأ معًا.

ما هي النوبة القلبية؟

الدم هو سائل الحياة، يحمل الأكسجين إلى خلايا الجسم وهو أهم وأغلى ما يحمله الدم من دعم لأنسجة الجسم، حيث أن انقطاع الدم بما يحمله من أكسجين عن أي نسيج من أنسجة الجسم يعني موت هذا النسيج، وإلى الأبد.

والقلب كسائر أعضاء الجسم، يحتاج إلى التروية الدموية التي تحمل الأكسجين إلى أنسجته ليستمر في الحياة وفي آداء وظائفه، وله شرايينه الخاصة التي تحمل الدم المحمل بالأكسجين إليه.

وإن حدث انسداد في أحد الأوعية الدموية المسؤولة عن توصيل الدماء إلى القلب، يموت النسيج من القلب الذي ينقطع عنه الدم، وهذا الانسداد هو ببساطة ما يعرف بالنوبة القلبية.

أعراض النوبة القلبية

الأعراض الكلاسيكية للنوبة القلبية تكون كالآتي:

  • ألم شديد عاصر في منتصف الصدر.
  • قد يمتد الألم إلى الكتف الأيسر أو الظهر.
  • ضيق التنفس.
  • العرق الغزير.
  • العصبية والارتباك.
  • الشعور بالذعر.
  • رزقة الوجه والشفتين.

وعند الشك في الإصابة بالنوبة القلبية فلابد من تناول بعض الأسبرين والتوجه إلى الطوارئ في أقرب وقت، فسرعة العلاج قد تنقذ عضلة القلب من مزيد من التضرر، وقد تنقذ الحياة نفسها، لأن الوفاة هي أحد أهم وأشهر مضاعفات النوبة القلبية.

ما هي النوبة القلبية الصامتة؟

النوبة القلبية الصامتة هي نوبة قلبية بكل ما يحمله المصطلح من معان وخطر ومضاعفات، ولكن بأعراض طفيفة جدًا، أو بلا أعراض بالمرة.

وقد يكتشف أن المريض تعرض سابقا لنوبة قلبية، عند رصد الطبيب التلف الحادث في عضلة القلب بالفحص، حينها قد يتذكر المريض أنه قد عاني منذ فترة من عسر الهضم، أو لا يتذكر أعراضًا على الإطلاق.

قد تأتي أعراض النوبة القلبية الصامتة في شكل عسر هضم، أو ضيق تنفس بعد مجهود، أو ألم في عضلات الصدر، أو لا شيء بالمرة.

أعراض النوبة القلبية الصامتة

لا تتعجب من العنوان، ذكرنا بالفعل أنها بلا أعراض واضحة، ولكن قد تكون لها أعراض طفيفة يتجاهلها المريض ولا يعيرها اهتمامًا، وقد يرجعها لأي شيء آخر كزيادة الوزن أو ارتفاع حرارة الجو أو انخفاضها أو عامل السن، مثل الأعراض الآتية:

  • هناك شيء ما خطأ: قد يشعر المريض بأنه ليس على ما يرام، ولكن لا يستطيع تفسير أو فهم السبب أو شرح عرض واضح، عليه حينها الاستماع إلى جسمه ومراجعة طبيبه.
  • ثقل على الصدر: ليس ألمًا، ولكنه شعور يشبه كما لو كنت تُحتضن بشدة لا أكثر.
  • الشعور بالتعب والإرهاق على عكس السابق.
  • أوجاع الصدر والذراعين والظهر، أوجاع تشبه التي تحدث عندما تنام بوضع خاطئ.
  • ألم أثناء التمرين: من الأعراض الشائعة التي يتغاضى عنها الجميع، ألم الصدر والذراعين والظهر الذي يحدث فقط عند التمرين، الجميع يقولون لأنفسهم: ربما أفرطنا في التمرين وحان الوقت للراحة.
  • ضيق تنفس غير معتاد: عندما يصبح الدرج الذي اعتدت صعوده في السابق متعبًا فجأة ويتسبب في لهاثك، لابد أن تفكر أن هناك شيء ما خطأ.
  • اضطراب المعدة: قد لا يكون الغثيان والقىء نتيجة نزلة معوية، قد يكون قلبك هو السبب.
  • الأستيقاظ وانت تلهث: إذا كنت تستيقظ في منتصف الليل وانت تلهث بحثًا عن الهواء، قد لا يكون السبب أن الجو حار أو أن مكيف غرفتك لا يعمل بالكفاءة المطلوبة، قد يكون التفسير لدى طبيبك.
  • حموضة المعدة: الشعور بحموضة المعدة بعد وجبة غداء ثقيلة قد يكون أمرًا معتادًا، ولكن إن حدث بشكل غير مبرر، أو كان أكثر من المعتاد، فلتراجع الطبيب.

جميع الأعراض السابقة يعاني منها الجميع لسبب أو لآخر، ولهذا غالبًا ما تمر مرور الكرام بلا اكتراث، وتلك هي المشكلة.

عوامل الخطر للإصابة بالنوبة القلبية الصامتة

هي نفس العوامل التي تزيد من فرصة حدوث النوبة القلبية بشكل عام، وهي:

  • السن، غالبا فوق 35 عاما.
  • الوزن الزائد.
  • قلة ممارسة الرياضة.
  • ارتفاع كوليسترول الدم السىء.
  • ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم.
  • النظام الغذائي غير الصحي، لاسيما الغني بالكربوهيدرات والدهون المشبعة.
  • التدخين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع سكر الدم.
  • الإصابة بأمراض القلب.
  • الإصابة بنوبة قلبية سابقة.
  • الإصابة الحالية أو السابقة بكوفيد19.

تشخيص النوبة القلبية الصامتة

لكون الحالة بلا أعراض فغالبًا لا يسعى المريض إلى طلب التشخيص، كما لا يمكن التنبؤ بحدوث النوبة الصامتة قبل حدوثها فعلا، إلا أن وجود عوامل الخطر لدى المريض لابد أن تدعو الطبيب لتحري فحص قلب المريض بوسائل الفحص الآتية:

  • تخطيط القلب الكهربي.
  • تخطيط القلب الكهربي بالمجهود.
  • فحص القلب بالموجات فوق الصوتية(الإيكو).

كما أن إصابة المريض بالنوبة الصامتة، يرفع فرصة تكرار الإصابة بالنوبة القلبية، والقاعدة أنه إذا راجع مريض الطوارئ بنوبة قلبية وقال إنها المرة الأولى، فربما لا تكون الأولى ولكنه فقط يظن ذلك.

الوقاية من النوبة القلبية الصامتة

الوقاية من النوبة الصامتة بالطبع يعتمد على تجنب عوامل الخطر سابقة الذكر:

  • الحرص على ضبط الوزن.
  • الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي.
  • الحرص على تناول الغذاء الصحي.
  • مراقبة الأمراض المزمنة وإبقائها دائما تحت السيطرة.
  • تجنب العادات السيئة.
  • إجراء الفحوص الدورية لضغط وسكر الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية والتأكد أنها ضمن المستويات الطبيعية.
  • التطعيم ضد كوفيد 19 وتجنب الإصابة بالعدوى.
  • مراجعة الطبيب لدى الشعور بأي أعراض غريبة، حتى وإن كانت بسيطة.

لعلك استوعبت الآن عزيزي القارئ عبارة أن الألم نعمة، فالألم يلفت نظر المريض لوجود المرض، ويجبره على مراجعة الطبيب وطلب العلاج، وأخطر الأمراض هي التي لا ينتج عنها ألم، فقد تقتل مرضاها في صمت، وبلا سابق إنذار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى