النهام العصبي | 10 أعراض تؤكد الإصابة باضطراب النهام العصبي
النهام العصبي أحد أنواع اضطرابات الأكل النفسية الخطيرة، والمتسببة في دخول المصابين به في حلقة مفرغة من تناول الطعام والتخلص منه، إذ يتعرض المصابون إلى أزمة النهم لكون الطعام يمنحهم إحساسًا بالسعادة والرضا، ثم يلجئون إلى التخلص منه للإحساس بالذنب بسبب الإفراط في تناول الطعام، لذا إليكم 10 علامات تؤكد الإصابة باضطراب البوليميا عبر السطور الآتية.
ما هو النهام العصبي؟
يعد النهام العصبي أو ما يُعرف بالبوليميا وأيضًا بالشره العصبي أحد أنواع اضطرابات الأكل وأكثرها خطورة؛ إذ يمكن أن يكون مميتًا في بعض الحالات، حيث يتسبب في استهلاك المصابين به كميات هائلة من الطعام خلال مدة زمنية قصيرة والتي تسمى بنوبة النهم، وبعدها يبحثون عن طريقة للتخلص مما تناوله سواء من خلال التقيؤ القسري أو أداء نشاط رياضي عنيف أو استهلاك علاجات دوائية ملينة للأمعاء.
يذكر أنه من الصعب تمييز الأفراد المصابين بالنهام العصبي، وذلك لعدم معاناتهم من السمنة وزيادة الوزن، وأيضًا لتجنب ممارستهم السلوكيات الغذائية الغير صحيحة في العلن أمام الآخرين.
أعراض النهام العصبي
في الغالب يمارس المصابين بالنهام العصبي العادات الغذائية الخاطئة في السر، ومع ذلك قد يسهل ملاحظة بعض العلامات عليهم من قبل المحيطين بهم، وفيما يلي أعراض النهام العصبي بالتفصيل:
- التركيز مع شكل ووزن الجسم والانشغال بهما أكثر من اللازم.
- الخوف الدائم من الإصابة بالسمنة.
- الدخول في نوبات النهم المتكررة عبر تناول كميات هائلة بصورة غريبة في جلسة واحدة.
- الإحساس بفقدان السيطرة على النفس خلال نوبات النهم.
- القيء القسري أو ممارسة نشاط رياضي عنيف عقب نوبات النهم.
- الاستعانة بملينات الأمعاء، والحقن الشرجية، عقب استهلاك الطعام.
- الامتناع عن تناول الطعام لفترة طويلة.
- استهلاك المكملات الغذائية لخسارة الوزن بصورة مفرطة.
- الامتناع عن استهلاك الطعام بالقرب من الأشخاص.
- تجنب المشاركة بالفعاليات الاجتماعية والجلسات العائلية.
أسباب النهام العصبي
في الحقيقة لم يُكتشف حتى وقتنا الحالي السبب الكامن وراء الإصابة بالنهام العصبي، ومع ذلك هناك بعض العوامل المؤثرة في الإصابة به وتفاقمه لدى المصابين، على سبيل المثال: الأفراد الذين يملكون تصورًا معقدًا ومشوهًا عن الحياة الواقعية، وأيضًا المصابون باضطرابات الصحة العقلية، والأفراد المتأثرون بالمعايير الاجتماعية ووسائل الإعلام، ويوجد عوامل أخرى تتمثل فيما يلي:
- الغضب الحاد.
- الإصابة بالاكتئاب.
- تناول علاجات دوائية محددة، مثل: علاج الفلوكستين.
- التاريخ الأسري المرضي.
- السعي الدائم للكمال والتركيز للوصول إلى الجسم المثالي.
- الاندفاع.
- انخفاض هرمون السيروتونين داخل الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالسعادة.
- التعرض للاضطرابات عقب الصدمات.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
في الواقع تزداد فرص الإصابة باضطراب النهام العصبي لدى فئات محددة وهي كالآتي:
- المراهقين والشباب؛ إذ يسهل ملاحظة النهام العصبي خلال السنوات الأولى لمرحلة المراهقة، ومن الممكن أيضًا ظهوره خلال فئة عمرية متقدمة.
- النساء: ترتفع احتمالية إصابة النساء بالنهام العصبي مقارنة بالرجال؛ نظرًا لسعيهم الدائم إلى الكمال والجمال والحصول على القوام المثالي، وتصل نسبة المصابات من النساء بالنهام العصبي إلى 1.5% مقابل الرجال 0.5%.
- من يعملون في وظائف تتطلب الأجسام الرشيقة والمثالية، على سبيل المثال: المؤديين، وعارضي الأزياء، والرياضيين، والراقصين، والممثلين، والمغنين، وما إلى ذلك.
- مرحلة البلوغ: لا سيما الأطفال الذين سبق وكانوا يعانون من السمنة ويتعرضون للاستهزاء والسخرية من قبل المحيطين بهم في مرحلة طفولتهم.
مضاعفات النهام العصبي
في الغالب يستمر المصابون بالنهام العصبي في الدخول إلى الحلقة المفرغة من استهلاك الطعام والتخلص منه بأساليب خاطئة بصورة مستمرة، مما يتسبب في ارتفاع احتمالية التعرض لمضاعفات صحية خطيرة، من الممكن أن تكون مميتة في بعض الحالات، وتتمثل في النقاط التالية:
- الاضطرابات القلبية.
- الاكتئاب الحاد.
- الفشل الكلوي.
- اضطرابات القلق.
- الجفاف.
- التهابات اللثة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- تأخر الدورة الشهرية أو غيابها لدى السيدات.
- تسوس الأسنان.
- انخفاض نسب الأملاح، والفيتامينات، والعناصر الغذائية المهمة للوظائف الحيوية داخل الجسم.
تشخيص النهام العصبي
في الغالب يلجأ الأطباء إلى عدة اختبارات تشخيصية للكشف عن الإصابة باضطراب البوليميا، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- الفحص الجسدي، للكشف عن حالة الجسم الصحية.
- اختبار البول والدم.
- التقييم النفسي؛ لمعرفة العلاقة ما بين المصاب والطعام ومظهر جسده.
- فحص نسبة الفيتامينات والعناصر المعدنية في الدم، لا سيما عنصر البوتاسيوم وعنصر الصوديوم؛ إذ يخسر الجسم نسبًا هائلة منهما نتيجة التقيؤ القسري، كما يعتبران مهمين لصحة الكلى، والقلب، والمخ.
- تقييم الصحة العقلية، للكشف عن وجود الاضطرابات النفسية ومدى شدتها لدى الأفراد.
يذكر أنه يمكن الكشف عن شدة النهام العصبي لدى المصابين عن طريق تحديد المتوسط لعدد المرات التي صدر عن المصابين سلوك غريب لاستهلاك الطعام والتخلص منه، من خلال الاعتماد على مقياس إحصائي يسمى DSM-5 لتصنيف شدة النهام العصبي بسيط أم معتدل أم حاد.
طرق علاج النهام العصبي
الأفراد المصابين باضطراب النهام العصبي في الغالب منشغلين بمظهر أجسامهم وأوزانهم، مما يجعلهم في حالة انتقاد دائمة وقاسية تجاه أنفسهم، لأن النهام العصبي لا يقتصر على استهلاك الطعام فقط وإنما يتعلق أيضًا بالصورة الذاتية، ومع ذلك يمكن التغلب عليها عبر أسلوب العلاج الفعال لتقبل الذات وتبني أنماط غذائية سليمة.
يركز العلاج الفعال للبوليميا على بناء نظرة صحية للمصابين تجاه الطعام، وتقبل الذات واحترامها، وحل العقبات التي تواجههم، وتدريبهم على قدرات للتكييف، بجانب تقييم الصحة العقلية، وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة ما يأتي:
- أدوية مضادات الاكتئاب، كالفلوكستين؛ لكونه العلاج الدوائي الوحيد المصرح به لعلاج النهام العصبي.
- العلاج النفسي بالكلام، على سبيل المثال: العلاج الفردي، والعلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الأسري.
- الدعم الغذائي بمعنى تدريب المصابين على كيفية بناء عادات غذائية سليمة، وتناول وجبات غنية بالفيتامينات والعناصر المهمة لصحة الجسم.
- علاج المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالشره المرضي.
لضمان نجاح وفعالية العلاج من الضروري تضمين كافة الخيارات السابقة في الخطة العلاجية، مع تعاون الطبيب النفسي والعائلة والأصدقاء ومعالج الصحة العقلية معًا بشكل ممنهج وسليم.
هل يمكن الوقاية من النهام العصبي؟
في الواقع لم يُكتشف إلى وقتنا الحالي سبل مؤكدة للحماية من الإصابة بالنهام العصبي لدى الأشخاص، ومع ذلك هناك بعض السلوكيات التي قد تساعد المصابين أو الأشخاص المعرضين للإصابة في بناء عادات سليمة وصحية أفضل قبل تفاقم الحالة، وهي كما يلي:
- مساعدة الأطفال في توطيد مظهر الجسم السليم لديهم بصرف النظر عن مظهرهم وأحجامهم، وبالتالي زيادة وبناء ثقتهم في أنفسهم بأساليب صحية غير أجسامهم.
- الحرص على تناول الوجبات الغذائية بصورة منتظمة وبرفقة الأسرة.
- تجنب التحدث عن الأحجام والأوزان داخل المنزل، وبدلًا من ذلك التركيز على تبني نمط حياة سليم وصحي ومتوازن.
- التخلص من فكرة تبني أنظمة غذائية صارمة لخسارة الوزن، لاسيما إذا تضمنت عادات خاطئة.
النهام العصبي حالة نفسية خطيرة نوعًا ما، ولا تقتصر على التعلق المرضي بتناول الطعام والتخلص منه، بل تتعلق بشيء أعمق داخل كل إنسان ألا وهو عدم تقبل واحترام الذات، والسعي للوصول إلى الكمال والمثالية، وهو أمر مستحيل مع البشر الذين ليس من طبعهم الكمال.