النعاس المستمر على ماذا يدل؟ | أعراضه وعلاجه
هل سألت نفسك إن كان شعورك بالرغبة في النوم كثيرًا في النهار أمر طبيعي؟ هل تواجه صعوبة في أداء مهامك اليومية؟ هل تواجه صعوبة في التركيز وتذكر المعلومات؟
إن كنت تواجه تلك الحالات فاعلم أنك أمام ما يسمى بالنعاس المستمر ولمعرفة ماهيته؟ وكيف يحدث النعاس المستمر؟ وماذا تكون أسباب النعاس المستمر والنوم الكثير أثناء النهار عليك بقراءة ما يلي بعناية.
ما هي حالة النعاس المستمر؟
- يشير النعاس المستمر (Hypersomnia) إلى أنه صعوبة في البقاء مستقيظًا أو الشعور بالنعاس المستمر والخمول أكثر من المعتاد خلال النهار على الرغم من حصول الشخص على فترة نوم كافية. وتكون الرغبة في النوم أقوى عندما تستقر مثل الجلوس في العمل أو القيادة، مما قد يؤدي إلى مخاوف تتعلق بالسلامة.
- تنص جمعية النوم الأمريكية على أن الحالة تؤثر على الرجال أكثر من النساء. ويعتقد أنه يسيطر على حوالي 5٪ من السكان. عادة يُشخص في مرحلة المراهقة أو مرحلة الشباب (متوسط العمر هو 17 إلى 24 عاما).
- من السهل الخلط بين النعاس والتعب نظرا لأن كلتا الحالتين تتميزان بنقص الطاقة، وقد تنشأ بسبب الاستيقاظ لفترة طويلة. الفرق الرئيسي هو أن الأشخاص الذين يعانون من التعب قد لا يكونون قادرين على النوم على الرغم من الشعور بالتعب.
أنواع النعاس المستمر
يمكن أن تكون كثرة النوم أو الشعور بالنعاس في أوقات غير مناسبة أثناء النهار أوليًا أو ثانويًا حيث:
- الأولي، وهو يحدث نتيجة التعب المفرط فقط وغير ناتج عن وجود حالات طبية.
- الثانوي، وهو يحدث نتيجة الحالات الطبية والتي نستعرضها فيما يلي.
أعراض النعاس المستمر
- الوقوع في نوم عميق على نوبات مستمرة ومتكررة في أي مكان، دون سابق إنذار.
- صعوبة الاستيقاظ في الصباح، على الرغم من الحصول على أكثر من تسع ساعات من النوم ولا تزال لا تشعر بالانتعاش، وكذلك بعد قيلولة النهار.
- مزاج منخفض، قليل الاهتمام بالأشياء والشعور بالتهيج.
- الصداع وفقدان الشهية.
- مشاكل في الفهم والتركيز.
كيف تتأكد أنك مصاب بالنعاس المستمر؟
حتى لو كنت لا تشعر بإصابتك، فقد تعاني من النعاس المفرط إذا كنت تعاني مما يلي:
- مشكلة في البقاء في حالة تأهب.
- مشاكل في الذاكرة.
- تواجه صعوبة في التركيز.
- غير قادر على الاحتفاظ بمفاهيم جديدة.
- صعوبة في اتخاذ القرارات.
- أوقات رد فعل أبطأ.
أسباب النعاس المستمر
تتسبب مجموعة متنوعة من العوامل في النعاس. يمكن أن تتراوح بين الحالات النفسية ونمط الحياة إلى وجود أمراض تسبب النعاس والحالات الطبية الخطيرة. وتنقسم إلى ما يلي:
- أسباب نفسية
- قد يكون نعاسك المستمر ناتجًا عن حالتك النفسية أو العاطفية أو العقلية.
- يمكن أن يزيد الاكتئاب بشكل كبير من النعاس، وكذلك المستويات العالية من التوتر أو القلق أو الملل.
- أسباب طبية
- آلام مزمنة.
- السمنة.
- مرض السكري.
- اضطراب عدد كريات الدم البيضاء.
- الفشل الكلوي.
- التغيرات في مستوى الصوديوم (بالنقصان أو الزيادة).
- زيادة نسبة الكالسيوم في الدم.
- قصور الغدة الدرقية.
- الأدوية مثل (المهدئات، الحبوب المنومة، مضادات الهيستامين، بعض المسكنات، بعض الأدوية النفسية).
- التبول الليلي المتكرر ومشاكل المثانة التي تتضمن الحاجة إلى الاستيقاظ من السرير أثناء الليل للتبول، ويقدر أنها تؤثر على واحد من كل ثلاثة.
- صدمة الرأس، والسكتة الدماغية، والأورام، والحالات الالتهابية، وأمراض الدماغ والأمراض الوراثية والتنكسية العصبية ومرض باركنسون.
- اضطرابات النوم مثل توقف التنفس الانسدادي والشخير أثناء النوم، وذلك بسبب انسداد الشعب الهوائية العلوية، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر. وتشمل اضطرابات النوم الأخرى الخدار (داء التغفيق) وهو حالة مرضية يصبح بها الدماغ غير قادر على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ بشكل صحيح، واضطراب مرحلة النوم المتأخر (DSPS)، ومتلازمة تململ الساق (RLS) وتسبب هذه الحالة إحساسًا قويًا بالحاجة إلى تحريك الأطراف، وخاصة الساقين، وهي خطر معروف لتعطيل إجمالي وقت النوم ونوعية النوم.
- أسباب أخرى
- عدم النوم لفترة كافية حيث لا تسمح لنفسك بالنوم لمدة سبع إلى تسع ساعات.
- الاضطرار إلى العمل لفترات طويلة أو نوبات مختلفة.
- الأرق على المدى الطويل.
- كثرة النوم تؤثر على الهرمونات المسؤولة عن تعزيز اليقظة، مما يسبب النعاس خلال النهار.
- ممارسة الرياضة وتناول الكافيين والنيكوتين في غضون ساعات قليلة من وقت النوم، والتي لا تسمح بقسطٍ كافٍ من النوم.
- تناول بعض المواد مثل الكحول أو المخدرات.
مخاطر النعاس المستمر
- آثار ضارة بالصحة والحياة اليومية.
- نقص الأداء اليومي وانخفاض إنتاجية العمل.
- المشاكل التي تنظم المزاج والعواطف.
- قد يساهم تفاقمه في الإصابة ببعض الأمراض المزمنة (مثل السكري وأمراض القلب).
- مشاكل في النمو عند الأطفال.
- ضعف معرفي ومشاكل الذاكرة عند كبار السن.
- وفقًا للمجلس الوطني لسلامة النقل أن ٥٢ في المئة من حوادث السيارات بسبب النعاس المفاجئ للسائقين.
علاج النعاس المستمر
ترتبط أسباب النعاس المستمر وعلاجه ببعضهما البعض؛ فالعلاج يعتمد على سبب هذا النعاس الدائم وينقسم إلى:
- العلاج الذاتي
- يمكن علاجك من النعاس في المنزل، خاصة إذا كان نتيجة لعوامل نمط الحياة مثل الإجهاد والعمل لساعات أطول. في هذه الحالات، قد يساعدك الحصول على الكثير من الراحة في علاجه.
- يجب عليك أن تحدد ما إذا كان النعاس ناتجًا عن الاكتئاب أو القلق والملل والإجهاد. إذا لم تكن متأكدًا، تحدث مع الطبيب الخاص بك.
- العلاج الطبي
- يحاول طبيبك تحديد سبب نعاسك المستمر من خلال مناقشة الأعراض معك. قد يسألونك عن مدى نومك وما إذا كنت تستيقظ كثيرًا في الليل.
- كن مستعدًا للإجابة عن (عادات نومك- إذا كنت تشخر- كم مرة تشعر بالنعاس وتغفو أثناء النهار).
- إذا اشتبه الطبيب في أن السبب نفسي، فقد يحيلك إلى معالج نفسي لمساعدتك في إيجاد حل.
غالبًا النعاس الذي يعد أحد الآثار الجانبية للدواء قابلًا للشفاء. قد يقوم طبيبك بتبديل الدواء بنوع مختلف أو تغيير الجرعة حتى يهدأ النعاس. لا تغير جرعتك أبدًا أو تتوقف عن تناول الدواء بوصفة طبية دون التحدث إلى طبيبك.
إذا لم يكن هناك سبب واضح للنعاس، فقد تحتاج إلى بعض التحاليل الطبية مثل:
- صورة دم كاملة (CBC).
- بعض العناصر (Electrolytes) وأهمها الصوديوم والكالسيوم.
- مستوى السكر في الدم.
- هرمونات الغدة الدرقية.
- تحليل البول.
أيضًا في حالة عدم وضوح السبب قد يجري بعض الاختبارات الأخرى مثل:
- الأشعة أو التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس.
- تخطيط كهربية الدماغ (EEG).
- دراسات النوم.
وفي هذا الاختبار، تقضي الليلة في المستشفى أو مركز النوم تحت مراقبة أخصائي النوم. حيث يراقب ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب وإيقاع القلب، والتنفس والأكسجين وموجات الدماغ، وبعض حركات الجسم طوال الليل بحثًا عن أي علامات على اضطراب النوم.
متى يجب التوجه للطبيب فورًا
- البدء في دواء جديد.
- تناول جرعة زائدة من الدواء.
- إصابة في الرأس.
- التعرض للبرد.
كيفية الوقاية من النعاس المستمر؟
النعاس المستمر الناتج عن أسباب طبية لا يمكن الوقاية منه ويعالج بمعالجة تلك الأسباب إن وجدت بينما الناتج عن نمط حياة غير منظم والتعب والجهد والإرهاق تستطيع الوقاية منه عن طريق:
- الحفاظ على النوم المنتظم كل ليلة يساعد في تجنب النعاس خلال النهار في كثير من الأحيان.
- الحفاظ على فترة نوم حوالي ثماني ساعات من النوم للبالغين ليشعروا بالانتعاش التام. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى المزيد، خاصة من يعانون من حالات طبية أو نمط حياة نشط.
هل يختفي النعاس المستمر دون علاج؟
- قد يختفي النعاس بشكل طبيعي عندما يعتاد جسمك على جدول زمني جديد أو عندما تصبح أقل توترًا أو اكتئابًا أو قلقًا.
- إذا كان النعاس ناتجًا عن حالة طبية أو اضطراب في النوم، فمن الصعب أن يتحسن من تلقاء نفسه. بل قد يزداد النعاس سوءًا دون علاج مناسب.
نصائح تساعدك في التخفيف من النعاس المستمر
- النوم في نفس الوقت كل ليلة.
- لا تشرب الكحول والكافيين ليلًا.
- تجنب التبغ والمنتجات المحتوية على النيكوتين بالقرب من وقت النوم.
- إن أمكن، تجنب الأدوية التي يمكن أن تسبب النعاس (في حال تناولها دون وصفة طبية).
- تجنب العمل في وقت متأخر من الليل.
- فكر في إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة لتحسين نوعية نومك والحفاظ على سلامتك وتجنب الإصابات والحوادث.
حقيقة علاج النعاس المستمر بالطرق الطبيعية (الأعشاب)
يلجأ كثير من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى الكافيين والأعشاب التي تحتوي على الكافيين مثل غرنا وجوز الكولا وربا ماتي. والأعشاب التي تحتوي على الإيفيدرين مثل الإيفيدرا (وتسمى أيضًا ما هوانغ)، والسيدا الهندية والبرتقال المر، أو الأعشاب الأخرى، بما في ذلك يوهمبي والجنسنغ؛ للحفاظ على اليقظة أثناء النهار.
على الرغم أن الكافيين والأعشاب المستخدمة لليقظة قد تقلل في الواقع من النعاس. قد تعرضك تلك الطرق للخطر؛ حيث تجاهل احتياجاتك البيولوجية من النوم أو للسيطرة على أعراض اضطراب النوم الأكثر خطورة.
النعاس المستمر للحامل
النعاس المستمر أثناء النهار للحامل يتشابه مع عدم وجود الحمل مع اختلاف ما يلي:
- كثيرًا ما تشعر بالتعب أكثر من المعتاد خلال الثلثين الأول والثالث من الحمل.
- في الأشهر الثلاثة الأولى، تزداد مستويات هرمون البروجسترون. وهذا يساهم في الشعور بالنعاس الشديد.
- بحلول الثلث الثالث من الحمل، يمكن لحمل وزن الطفل الزائد والقلق أن يتسبب في الشعور بالنعاس المستمر في الشهر التاسع منه على وجه الخصوص.
- تم ربط الشخير، وهو أكثر شيوعًا لدى النساء الحوامل من النساء غير الحوامل، بتسمم الحمل وسكري الحمل.
أخيرًا، على الرغم من أن شعورك بالتعب والإرهاق والنوم المستمر وخاصةً في بداية الحمل وآخره قد يكون أمرًا طبيعيًا. إلا أنه إذا كنتِ تشعرين دائمًا أنكِ تحصلين على نوم ضعيف أو تجدين نفسك بحاجة إلى النوم في جميع ساعات اليوم، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث مع طبيبك. هو من يمكنه التأكد من عدم وجود حالات طبية كامنة تسبب ذلك.
النعاس المستمر بعد الطعام
تشير الدراسات إلى أن عوامل متعددة قد تؤثر على مستويات الطاقة والشعور بالنعاس بعد الأكل بما في ذلك:
- التغيرات في مستويات السكر بالدم والهرمونات وتدفق الدم والمواد الكيميائية في الدماغ.
- يمكن أن يؤثر تكوين الوجبة على ما إذا كان الشخص يشعر بالنعاس بعد تناول الطعام. حيث وجدت الأبحاث أن الوجبات الغنية بالدهون أو الكربوهيدرات أو السعرات الحرارية قد تزيد من النعاس.
- توقيت وجبة الشخص، وجدول العمل، والصحة العامة، والتعرض لضوء النهار، وتكوين الجسم.
- قد يكون النعاس بعد الطعام أيضًا أحد أعراض النعاس المفرط أثناء النهار. والذي يمكن أن يحدث نتيجة لضعف النوم ليلًا بسبب الأرق أو مشكلة نوم أخرى أو مشكلة طبية كما ذكرنا في أسبابه. يجب الرجوع للطبيب في هذه الحالة.
وفي النهاية، هذه ليست حالة تهدد الحياة ولكنها قد تؤثر على نوعية حياتك. فإذا كنت تعاني من فرط النوم أو أعراضه أثناء النهار يجب أن تعلم هذا النعاس المستمر على ماذا يدل؟ بمتابعة حالتك كما ذكرنا والتوجه لطبيبك إذا شعرت إنه ناتج عن سبب طبي؛ حتى لا تتفاقم مشكلتك.