الميسوفونيا Misophonia .. عندما تدفعك الضوضاء إلى حد الجنون

هل تؤذيك بعض الأصوات اليومية -دون أي شخص آخر- هل يصدر عنك رد فعل سلبي لا إرادي تجاه الآخرين.

إذن فأنت ربما تكون مصابا بالميسوفونيا، فهي تجعلك تكره هذه الأصوات التي تعد عند البعض اعتيادية في الحياة اليومية.

فيمكن أن يصاب الرجال والنساء بالميسوفونيا في أية مرحلة عمرية، لكن في الأغلب فهي تصيب الأطفال والأشخاص في سن المراهقة.

وسنتعرف في هذا المقال على أسباب هذا المرض، وأعراضه وكيفية علاجه.

ما هي الميسوفونيا؟

هي اضطراب يوجد لدى بعض الأشخاص تصدر عنهم ردود أفعال غريبة وقوية، تكون هذه ردود الأفعال أو الاستجابات العاطفية بصورة غير طبيعية تجاه بعض الأصوات مثل التنفس، الكتابة، المضغ أو بلع الطعام.

حيث يطلق على هذا الاضطراب (متلازمة حساسية الصوت الانتقائية)، وفي بعض الحالات البسيطة يطلق عليه (اضطراب الوسواس القهري).

تشمل ردود الأفعال الغاضبة نحو بعض الأشياء الأخرى مثل النقر على لوحة المفاتيح أو صوت ماسحات زجاج السيارة، حتى من بعض الأصوات الصغيرة المألوفة المتكررة كهز القدمين مثلًا.

تكون هذه ردود الأفعال للأصوات الاعتيادية مشابهة لاستجابة الهروب والتفكير في الانتحار، وقد تؤدي إلى الشعور بالقلق والخوف والغضب الشديد.

ماهي أعراض الميسوفونيا؟

تتراوح شدة هذا الاضطراب ما بين خفيف، متوسط إلى قوي لذلك تكون ردود أفعال خفيفة تظهر أعراض الإصابة بالميسوفونيا يمكن ذكرها فيما يلي:

  • القلق والتوتر.
  • الاشمئزاز.
  • التهيج الذي يتحول إلى غضب شديد.
  • العدوانية تجاه الأصوات المثيرة للشخص وتنتج ردود أفعال لفظية أو جسدية.
  • الكراهيَة والخوف.
  • الرغبة في الهروب.

والجدير بالذكر أنه تختلف قوة رد الفعل من شخص لآخر, فقد يعاني شخص من التهيج والانزعاج يصل إلى الغضب الكامل في الحالات الأكثر قوة.

هناك عدة دراسات أجريت تشير إلى أن الأفراد المصابين بالميسوفونيا يعانون من ردود أفعال جسدية منها:

  1. التقلصات العضلية.
  2. الضغط على الصدر مما ينتج عنه ضيق التنفس.
  3. زيادة سرعة ضربات القلب.
  4. ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  5. ارتفاع ضغط الدم والتسبب في الجلطات.

طرق التشخيص

في الأغلب لا يتم التشخيص بالشكل الصحيح، ويمكن أن تحدث الإصابة بهذا المرض تلقائيًا أو بسبب أمراض صحية ونفسية أخرى.

يجب أن نعرف أن الأطباء ليس لديهم أدلة قاطعة على أسباب الإصابة، فهي ليست مشكلة في الأذن والسمع فقد يتم الخلط بين الميسوفونيا والقلق أوالوسواس القهري.

ماهي أسباب الميسوفونيا؟

لذلك يمكن ذكر المسببات الأكثر شيوعًا للميسوفونيا التي تزعج الأشخاص المصابين فيما يلي:

  • صوت التنفس سواء كان شهيق أو زفير.
  • أصوات حركات اليدين والقدمين مثل الكتابة على لوحة المفاتيح وهز القدمين.
  • أصوات تناول الطعام سواء كانت مضغ الطعام أو بلعه.
  • أصوات الأشخاص كصراخ الناس وأصوات بكاء الأطفال.
  • أصوات أخرى مثل زخات المطر.

الاختبارات

يمكن اختبار الشخص هل هو مصاب أم لا ودرجة شدة إصابته عن طريق توجيه بعض الأسئلة إليه، وتجميع إجاباته، ووضع درجات لها، وكلما زادت درجات هذا الاختبار، زادت احتمالية إصابته بهذا الاضطراب.

حيث يمكن سؤال الشخص المراد اختباره سؤالين وهما:

  1. هل يمكنه تحمل أصوات معينة مثل الأصوات الخافتة أو الإشارات البصرية السريعة؟
  2. هل يحدث استجابة سريعة بالتهيج أوالغضب عند سماع أي صوت من الأصوات السابق ذكرها؟

فإذا كان لا يستطيع تحمل هذه الأصوات فقد يكون مصابًا بالميسوفونيا.

الميسوفونيا والتوحد

هناك دلالات تشير إلى ارتباط هذا اضطراب متلازمة الصوت الانتقائية بالتوحد، فقد يواجه بعض الأطفال صعوبات في الاستجابة الحسية، ولاسيما مع الأصوات العالية.

ومع ذلك ليس لدى العلماء والأطباء تأكيد على أن هذه الأصوات العالية يمكن أن تكون إشارة للإصابة بهذا الاضطراب أو التوحد.

الميسوفونيا والذكاء

إن أصحاب الذكاء الشديد يكون لديهم نفس أعراض المصابين بالميسوفونيا، وذلك بسبب أن عقلهم يعمل بشكل أكثر من الطبيعي مقارنةً بعقل الأشخاص الآخرين.

فالتركيز الشديد في حياتهم وأعمالهم، قد يؤدي بهم إلى نفس الأعراض مثل القلق والغضب تجاه الأصوات العادية والمتكررة.

علاج الميسوفونيا

يمكن علاج المرض والقيام بالتعامل معه على أنه مرض عابر نستطيع التعامل معه وعدم القلق منه.

حيث أظهرت الدراسات أنه لا توجد علاجات أو أدوية تعالج المرض، حتى مضادات الاكتئاب لا تفي بالغرض لكن يمكننا التعامل معه عن طريق:

  • استخدام السماعات الخارجية وسماع الموسيقى الهادئة مثلًا، للتخلص من الضوضاء.
  • اختيار الأماكن والمطاعم الهادئة التي نبتعد بها عن الأصوات المزعجة.
  • تقليد الأصوات المزعجة للأشخاص الذين يزعجهم هذه الأصوات، وذلك للتعامل مع هذه المواقف بصورة أفضل فيما بعد.
  • استخدام سدادات الأذن للحد من الضوضاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، وممارسة اليوجا بالأخص فهي تساعد على إزالة التوتر.
  • أخذ قسطًا مريحًا من النوم، وذلك لتجنب مزيد من القلق والتوتر.
  • ترك الضوضاء والتنفس بشكل منتظم.

يمكنك زيارة الطبيب النفسي إن أمكن ذلك لاستشارته واختيار الوسائل المناسبة للعلاج، حيث تؤتي هذه الزيارة بثمارها في كسب الهدوء المطلوب والتغلب على أسباب وأعراض هذا الاضطراب.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن يسبب مرض الميسوفونيا الاكتئاب؟

يكون الأشخاص المصابين لديهم أسباب تسبب الانزعاج والقلق والاكتئاب، لذلك فهذا المرض يساهم بشكل كبير في الإصابة بالاكتئاب.

هل يمكن أن يجعلك هذا الاضطراب تفكر في الانتحار؟

الأفراد الذين يعانون بدرجة شديدة من الإصابة بالميسوفونيا يمكن أن يفكروا بشكل كبير في الانتحار.

هل يمكن أن تعد الصدمات من مسببات هذا الاضطراب؟

نعم حيث إن الصدمات تقلل من تحملنا للضيق وتسبب مزيدًا من العصبية، وتعرض الجهاز العصبي للخطر وذلك بسبب الصدمة، لذا من المحتمل الإصابة بالمرض عند التعرض لصدمة شديدة.

متى تم اكتشاف الميسوفونيا؟

تم اكتشافها على أنها اضطراب طبي وذلك في العام الأول من الألفية الجديدة، لذا فهي حالة تتميز بحساسية شديدة لأصوات معينة.

هل هناك علاقة بين الميسوفونيا وانخفاض مستوى المغنسيوم في الجسم؟

يمكن أن تضعف نسبة المغنسيوم المنخفضة العظام، مما يجعلك تشعر بالتوتر، الصداع الشديد والتشنجات العضلية، الذين يجعلنك تتأثر بالأصوات العادية وهي من أعراض المرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى