المرض النفسي | كيف تقي من نفسك من المرض النفسي؟
هل تعتقد أنك مصابًا بمرض نفسي؟ لا يعي الكثير من الناس بالمرض النفسي وأعراضه، والأسباب التي تزيد من خطورة الإصابة بالمرض النفسي، مما يؤدي لإساءة التعامل مع الحالات المريضة، أو تفاقم التفكير في المرض النفسى في بعض الحالات غير المرضية، لذلك قمنا بتوضيح مفهوم المرض النفسى، وأعراضه، وأهم العوامل المسببة له في هذا المقال.
ما هو المرض النفسي؟
المرض النفسي هو أحد حالات الاضطرابات العقلية، ويتميز بحدوث خلل سلوكي، أو معرفي، أو عاطفي، لا يستطيع الفرد التحكم فيه، وينعكس هذا الخلل على الحياة الاجتماعية، والمهنية، والشخصية للفرد بشكل ملحوظ، حيث تتجاوز استجابة الشخص للأحداث من حوله الاستجابة المتوقعة عادةً، ويتم تصنيف الأمراض النفسية على نطاق واسع من الاضطرابات التي تختلف أعراضها وأسبابها، ولكن يمكن اعتبار الشخص على أنه مريض نفسى من خلال بعض الأعراض والعلامات التي تظهر عليه.
علامات وأعراض المرض النفسي
توجد بعض الأعراض التي تساعد على معرفة أن الشخص مصاب بمرض نفسي، ولكن لا يمكن تحديد نوع المرض إلا بعد الفحص الدقيق بواسطة الطبيب النفسى، تعرف على علامات وأعراض المرض النفسى في النقاط التالية:
- الحزن العميق بشكل مستمر، والشعور بالإحباط الدائم.
- عدم القدرة على التركيز.
- تفضيل العزلة، والانسحاب من الحياة الاجتماعية المحيطة.
- التعب والإرهاق بشكل مستمر، وعدم القدرة على القيام بالمهام الطبيعية.
- تقلبات مزاجية شديدة.
- الأوهام والهلاوس.
- توقف الحياة اليومية للشخص، وعدم الرغبة في القيام بأي شيء.
- زيادة الشهية بشكل ملحوظ، أو انخفاضها.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات في الرغبة الجنسية.
- السلوكيات العنيفة والعداء.
- اللجوء لتعاطي الكحول والمواد المخدرة.
- الأفكار الانتحارية.
يمكن أن يعاني المريض النفسي من أعراض جسدية أيضًا، مثل الصداع، وآلام المعدة أو الظهر، وغالبًا ما يكون المريض النفسي على علم بأن لديه مشكلة، كما يلاحظ جميع من حوله حدوث تغييرات في حياته بأكملها بعد أن كان سويًا أو يعيش حياته بشكل طبيعي، إذا كنت تعتقد بأنك أو أحد الأفراد اللذين تعرفهم يعاني من مرض نفسى، لا تتردد في طلب استشارة نفسية من طبيب متخصص، وتعرف على الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى المرض النفسى في السطور القادمة.
أسباب المرض النفسي
السبب وراء المرض النفسي غير معروف بشكل قاطع، ويختلف من شخص لآخر، حيث تختلف قدرة تحمل كل شخص، وتأثير البيئة والعوامل الأخري عليه، وبرغم أن معظم الأدوية النفسية تعمل على كيمياء الدماغ ومعالجة الخلل بها، ولكن ليس هذا السبب الرئيسي وراء المرض النفسى، كما أن كيفية عمل هذه الأدوية تختلف من شخص لآخر أيضًا، لذلك، جمعت الأبحاث الأسباب الممكنة للإصابة بالأمراض النفسية في أربعة عوامل رئيسية، وهم: العوامل البيئية، العوامل النفسية، العوامل الوراثية، الأمراض الجسدية، ونستعرضها معًا فيما يلي بشيء من التفصيل.
العوامل البيئية
تؤثر البيئة التي ينشأ فيها الفرد منذ الطفولة، والبيئة التي يتعايش معها طوال حياته، على صحته النفسية بشكل كبير، حيث تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالمرض النفسى:
- إساءة المعاملة منذ الطفولة، والتعرض للضرب، أو الإهانة، أو العنصرية.
- التعرض للتنمر، والإيذاء النفسي، وعدم القبول.
- التشرد، أو الفقر الشديد، أو الحرمان.
- عدم الاستقرار الأسري.
- الموت، أو الطلاق.
العوامل النفسية
تلعب الحالة النفسية للفرد دورا في سلامته بشكل كبير، فقد يتعرض الشخص لحزن مؤقت ينتهي بعد فترة، ولكن هناك بعض الأحداث التي يمكن أن تؤثر على الشخص مدى الحياة، وتسبب له مرض نفسى مثل:
- التعرض لصدمة عاطفية شديدة.
- فقدان أحد الوالدين منذ الصغر.
- عدم القدرة على الاندماج وتكوين علاقات مع الآخرين.
- معاملة الذات باحتقار، وعدم تقديرها دائما، مما يؤدي لفقدان الثقة بالنفس والانعزال.
العوامل الوراثية
حيث أن الأشخاص الذين لديهم أفراد في عائلتهم يعانون من مرض نفسي، قد يكونون أكثر قابلية للإصابة بالأمراض النفسية، ولكن ليس بالضرورة.
الأمراض الجسدية
يمكن أن يكون المرض النفسي ناتج عن مرض جسدي، مثل إصابات الرأس، أو مرض الصرع، أو تلف ما بعد الولادة الذي يمكن أن يؤثر على دماغ الجنين، ويجب استبعاد أي من الأمراض الجسدية المحتملة قبل تشخيص المرض النفسى.
كل هذه العوامل تعتبر عوامل خطر للإصابة بالمرض النفسى، كلما زادت العوامل المتوفرة في حياة الشخص، زادت احتمالية إصابته بأحد الأمراض النفسية التي سنتعرف عليها فيما يلي.
أنواع المرض النفسي
ازداد انتشار الأمراض النفسية بشكل كبير جدا مؤخرًا، ومع ذلك قليلون من يتلقون العلاج النفسى، أو يلجأون للدعم الطبي لتحسين حالتهم، مما يسبب زيادة في معدلات الانتحار، نتيجة سوء التعامل مع المرض من قِبل المريض، والأشخاص المحيطين به. فيما يلي أشهر الأمراض النفسية التي تنتشر بين الأفراد حول العالم:
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق.
- اضطراب طيف التوحد.
- الرهاب الاجتماعي.
- الوسواس القهري.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
نصائح للتعامل مع الأمراض النفسية
إذا كنت تعاني من أحد الأمراض النفسية السابقة، أو تشعر أنك تعاني من أعراض المرض النفسى، ولم تلجأ للمساعدة الطبية بعد، فإليك هذه النصائح التي ستساعدك في تحسين حالتك النفسية:
- تقبل نفسك كما أنت، إذا كنت مصابًا بمرض ما، فلن يمكنك تغيير هذه الحقيقة، ولكن تقبُلها سيساعدك على تحسين حالتك.
- حاول أن تفكر عكس ما يخبرك به عقلك، مثلاً إذا وجدت عقلك يخبرك أنك تريد العزلة، أو أنك قلقاً بشدة تجاه شئ ما، حاول تجاوز هذا التفكير، واتخذ أفعالاً معاكسة له.
- عند سيطرة فكرة سلبية عليك، على سبيل المثال تذكرك للصدمة التي تعرضت لها، حاول أن تشتت نفسك باستخدام حواسك الخمسة عن هذا التفكير.
- أعِد نمذجة أفكارك السلبية تجاه المواقف.
- لا تنكر مشاعرك أو العواطف بداخلك، استمع إلى نفسك وتقبلها، ثم اتخذ الإجراءات اللازمة لتقليل المشاعر السلبية.
- مارس تمارين التنفس بانتظام، حتى تخبر عقلك بأن كل شيء على ما يرام.
يمكنك أيضًا التعرف على طرق أخرى تساعدك على التحكم في أفكارك السلبية وتحسين حالتك النفسية، من خلال تعلم تقنيات البرمجة اللغوية العصبية.
كيف تقي نفسك من الإصابة بالأمراض النفسية؟
لا تنتظر حتى تصاب بمرض نفسي، يمكنك أن تقي نفسك من التعرض لمثل هذا، حتى وإن كنت تتواجد في بيئة غير داعمة، أو تتعرض لظروف قاسية، إليك بعض النصائح التي تساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية:
- عبر عن مشاعرك بشكل مستمر، إذا لم تجد شخصًا يسمعك يمكنك أن تشارك مشاعرك عن طريق الكتابة مثلاً، أو تفريغ طاقتك السلبية بأي طريقة، ولكن حاول أن تجد شخص تشاركه مشاعرك وإن كان الأخصائي النفسي.
- احصل على قسط كاف من النوم، وقم بضبط مواعيد نومك ثابتة كل يوم، حيث ترتبط كفاءة النوم بالصحة العقلية بشكل كبير.
- حافظ على نظام غذائي صحي، ومارس الرياضة بشكل مستمر، حتى تزيد من مستوى هرمون الأندروفين الذي يساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية.
- كن على اتصال دائم بمن حولك، وكون صداقات وعلاقات جديدة، يمكنك فعل ذلك بالمشاركة في الأنشطة الجماعية مثل الأعمال التطوعية.
أسئلة شائعة حول المرض النفسي
لا، كثرة التفكير ليست مرض نفسي بحد ذاتها، ولكن يمكن أن تكون عرضًا لمرض نفسي، مثل الاكتئاب، أو اضطراب القلق، حيث يتميز اضطراب القلق العام بالتفكير والقلق المفرط تجاه الأشياء.
لا يسبب المرض النفسي في المراحل المعتدلة الجنون عادةً، ولكن غالبًا ما يحدث الجنون نتيجة للحالات الأكثر خطورة من الأمراض النفسية مثل الذهان.
يمكن أن يكون التحدث مع النفس علامة على المرض النفسي، عندما تجد نفسك تتحدث بعبارات عشوائية بصوت عالٍ في مواقف غير ملائمة، أو تتوهم أن هناك من يحدثك وواقع الأمر أنك تحدث نفسك (هلاوس).
المرض النفسي ليس وصمة عار، ولا يقل أهمية عن أي مرض جسدي يجعلك تذهب للطبيب فورًا رغبةً في الشفاء، لذلك، إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أعراض المرض النفسي، وتشعر أنك بحاجة للمساعدة، فلا تتردد في الذهاب للطبيب النفسى لأخذ الاستشارة اللازمة وتقييم حالتك، وإذا لاحظت أن أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك يعاني من هذه الأعراض، قدم له الدعم، وانصحه بزيارة الطبيب النفسى، فالمرض النفسي ليس فقط يؤثر على الشخص المريض، ولكنه يؤثر أيضًا على جميع الأشخاص من حوله، كما أن طريقة تعامل الأفراد المحيطين بالمريض، تؤثر بشكل كبير على استقرار أو تدهور حالته. ويكون المرض النفسى خطيرًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، وتشخيصه، وعلاجه في أقرب وقت، لذلك فنحن بحاجة شديدة إلى نشر الوعي حول المرض النفسي، وكيفية التعامل معه، وتقديم الدعم للمريض.