المثانة العصبية .. الأسباب والعلاج

يعاني ملايين من الناس من المثانة العصبية، وتحدث في الكبار، وفي الأطفال، ويكون الأمر مؤلمًا على الأم؛ حيث تشعر أن طفلها لن يعيش مثل باقي الأطفال فهل يمكن ذلك؟ وكيف يحدث هذا المرض المزعج؟ وهل حقًا يستحيل الشفاء التام منه؟

يصبح الأمر مؤلمًا حين لا تستطيع أن تؤدي نشاطاتك اليومية بحرية ؛ قبل الخروج تفكر كثيرًا، وتلغي بعض الرحلات والأنشطة التي كنت تود القيام بها.

خلل في وظيفة المثانة -وهي تخزين البول وإخراجه بصورة منظمة- بسبب خلل في الأعصاب المسؤولة عن توصيل الإشارة العصبية من المخ عبر النخاع الشوكي إلى المثانة.

هذه الأعصاب قد يزداد أو يقل نشاطها مما يؤدي إلى كثرة التبول أو احتباس البول.

  • الأمراض التي تؤثر على الأعصاب في المخ أو الحبل الشوكي، من أمثلتها:
    • الصلب المشقوق.
    • مرض التصلب المتعدد.
    • متلازمة جوليان باري.
    • شلل الرعاش.
    • أمراض الذاكرة.
    • أورام المخ أو الحبل الشوكي.
    • الحالات المتأخرة من مرض السكر.
    • السكتة الدماغية.
    • الزهري العصبي.
    • فقر الدم الخبيث
    • تضخم البروستاتا الحميد.
  • الإصابات في المخ والنخاع الشوكى.
  • هبوط الرحم عند بعض السيدات فيضغط على المثانة.

تختلف الأعراض حسب السبب، والأعصاب المتأثرة:

  • الرغبة المفاجئة الملحة في التبول.”لا يستطيع الانتظار”.
  • التبول اللا إرادي.
  • احتباس البول.
  • عدم القدرة على إفراغ المثانة.
  • الشعور بالرغبة في التبول مع عدم امتلاء المثانة.
  • أحيانًا تكون المثانة نشطة أكثر من الطبيعي وأحيانًا أخرى العكس.
  • حصول تنقيط مفاجئ مع عدم الشعور قبلها بأن المثانة ممتلئة.
  • الاستيقاظ المتكرر من النوم بسبب الرغبة في التبول.
  • التبول 8 مرات أو أكثر خلال اليوم.

إذا لم تعالج بصورة صحيحة ينتج مضاعفات خطيرة مثل:

  • العدوى المتكررة المستمرة في مجرى البول.
  • تأثر الكلى. يصل الأمر إلى الفشل الكلوي بسبب انسداد خروج البول من كلا الكليتين.
  • حصوات الكلى.
  • ارتجاع البول إلى الحالب والكلى مرة أخرى.

يتمكن الطبيب حين يرى التاريخ المرضي، وبمساعدة بعض التحاليل والأشعة مثل:

  • تحليل ديناميكية البول: مجموعة من التحاليل الهدف منها هو معرفة كمية البول التي تستطيع المثانة اختزانها، والضغط داخل المثانة، ومعدل خروج البول من المثانة وهل يخرج بشكل كامل؟ بمعنى أخر يحدد كفاءة المثانة في تخزين وإخراج البول في بعضها يوضع جهاز استشعار على الجلد بالقرب من الحالب، وقد يدخل الطبيب قسطرة لمعرفة ضغط المثانة وغيرها من الإجراءات.
  • مزرعة البول: للكشف عن وجود العدوى البكتيرية، فهي أحد أهم أسباب المثانة العصبية.
  • منظار المثانة: الهدف الرئيسي منه الكشف عن وجود اعتلالات في خلايا المثانة “حصوات، أورام”.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الأشعة المقطعية على الحوض.
  • تقليل السوائل والسكريات ومنتجات الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية خاصة قبل النوم.
  • تقليل الوزن.
  • الوقاية من الإمساك. 
  • محاولة تأخير عملية التبول لعدة دقائق في البداية. حتى تصل إلى ساعات قليلة.
  • تحديد أوقات ثابتة للتبول خلال اليوم.
  • محاولة التبول مرة أخرى بعد الانتهاء.
  • ممارسة تمارين قاع الحوض مثل: تمرين كيجل.

هذه التمارين تقوي عضلات الحوض وتعمل على إعادة تأهيلها خاصة في حالة إصابات الحوض؛ حيث ثبت علميًا أثر ممارسة التمارين على المرضى ووصلت نسبة التحسن 55:65% بشرط الاستمرارية.

تدخل هذه القسطرة إلى قناة مجرى البول، وتغيرها بعد كل استعمال؛ للتأكد من إفراغ المثانة بصورة كاملة.

أما في حالة القسطرة الدائمة يتم تركيبها وتظل طوال الوقت بالجسم.

عادة تستخدم حين يشتكي المريض من تنقيط البول بسبب امتلاء المثانة، حيث تستخدم بشكل أساسي في علاج المثانة الخاملة.

يجب العلم أن العلاج الدوائي لا ينهي المرض بشكل كامل، ولا يستعمل في أي حالة تشتكي من المثانة العصبية؛ لأنه في بعض الأحيان يجب التدخل الجراحي مثل عملية رأب المثانة.

فهم ما يحدث للمريض يساعد الطبيب على اختيار الحل المناسب لحالته؛ لذا لا ينبغي أن تخجل من شرح تفاصيل ما تعانيه لطبيبك.

تنقسم الأدوية حسب طريقة عملها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • رغم أنها الخيار الأول في العلاج في حالات المثانة النشطة وتؤدي إلى تقوية قدرة المثانة على الاحتفاظ بكميات كافية من البول، وتقلل مرات التبول اللاإرادي؛ لكن للأسف تسبب بعض الأعراض الجانبية مثل: جفاف الفم، وزغللة العين، وخفقان القلب، والشعور بالنعاس، واحمرار الوجه.
  • يجب أن تخبر الطبيب إذا كنت تعاني من مرض الجلوكوما؛ لأن بعض حالات الجلوكوما لا تتناسب مع هذا النوع من الدواء.
  • من أمثلتها: سكسينات سوليفيناسين، داريفيناسين، كلوريد الأوكسيبوتينين، تولتيرودين، تروسبيوم، فيسوتيرودين

قد تستعمل بمفردها وفي كثير من الأحيان مع الأدوية المضادة للكولين، خاصة في الحالات التي لا تستجيب للأدوية المضادة للكولين بمفردها.

منها عقار ميرابيغرون: اعتمدته هيئة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 ومن مميزاته أنه يستعمل مرة واحدة يوميًا فقط. وللأسف يسبب أعراضًا جانبية مثل الأدوية المضادة للكولين منها: الصداع، وجفاف الفم، وزغللة العين، وخفقان القلب، والشعور بالنعاس، واحمرار الوجه.

هذه الأدوية قد تكون مفيدة بعض الشيء في المرضى القادرين على التبول؛ ولكن لا يزال لديهم مستويات عالية متبقية من البول في المثانة بعد الانتهاء. من أهم أمثلتها: ديسمبرويسن.

وهو عبارة عن حقن يتم حقنها في عضلة المثانة. يساعد هذا الدواء في تقليل الانقباضات اللاإرادية في عضلة المثانة.

وبمرور الوقت، يختفي تأثيرها حيث يخرج هذا العقار من الجسم لذلك يلزم تكرارها خلال 6 أشهر أو سنة.

يجدر بنا هنا الإشارة إلى بعض الحالات التي يحدث فيها التبول بصورة لاإرادية، ولكنها لا تندرج تحت مرض المثانة العصبية، وعادة يكون لها أسبابًا فسيولوجية أو مرضية ولكن السبب لا يكون خللًا في الأعصاب وغالبًا تتحسن، وأحيانًا لا تتطلب العلاج، ولا تكون حالة دائمة.

من الأمثلة على هذه الحالات:

  1. الحوامل في الشهور الأخيرة من الحمل: بسبب ارتفاع هرمون البروجستيرون، وزيادة حجم الرحم ليتسع للجنين؛ مما يؤدي إلى الضغط على المثانة. ويزداد الأمر سوءً إذا أصيبت المرأة بعدوى في مجرى البول، لكن غالبًا يختفي تمامًا بعد الولادة.
  2. سلس البول الليلي:
    • يحدث في الأطفال الصغار -واحد من كل عشرة أطفال- تحت سن السبع سنوات وتصاب الأم بالقلق الشديد، والذي ينتقل للطفل بالتأكيد.
    • له أسباب مختلفة قد تكون فسيولوجية أو نفسية، منها صغر حجم مثانة الطفل، أو بعض المشاكل الهرمونية، وبعض الأمراض النفسية مثل: “متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه”.
    • يتحسن الطفل غالبا من تلقاء نفسه، لكن دعم الأم له، وتفهمها لما يمر به الطفل، ومساعدته في اكتساب بعض العادات مثل:دخول الحمام قبل النوم، و تقليل الأشربة التي تدر البول وخاصة في المساء، يجعل هذه الفترة تمر بسهولة.
    • قد يحتاج إلى علاجات دوائية مساندة.

وختامًا رغم أن مرض المثانة العصبية لا يشفى المريض منه تمامًا، إلا أنه يمكن التعايش معه بهذه النصائح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى