اللوزة الدماغية | أين تقع؟ وما وظيفتها والحالات التي تؤثر عليها؟

اللوزة الدماغية هي واحدة من أهم أجزاء الدماغ للرد على الخطر، مما يجعلها جزءًا رئيسيًا من متطلبات البقاء على قيد الحياة والحفاظ على نفسك آمنة من الأذى. كما أنها تلعب دورًا في المشاعر الإيجابية والتعلم والذاكرة وغيرها. فعند حدوث أي خلل يُعيق عملها بشكل سليم، يمكن أن يسبب ذلك العديد من الأعراض والمشاكل الخطيرة.

سنتحدث في هذا المقال عن اللوزة الدماغية، وتأثيرها في مشاعرك، وكيف تلعب دورًا مهمًا في القرارات التي تتخذها كل يوم.

هي جزء من الدماغ على شكل لوزة صغيرة، كما أنها جزء من شبكة أكبر في الدماغ تدعى الجهاز الحوفي. ترتبط هذه الأجزاء ارتباطًا وثيقًا مع الخوف، حيث تكتشف الخطر تلقائيًا. كما أنها تلعب دورًا في السلوك والتحكم العاطفي والتعلم.

تتكون اللوزة من 13 نواة عصبية مقسمة إلى 3 مجموعات أساسية حسب موقعها، وهي المجموعة المركزية، المجموعة القاعدية، والمجموعة القشرية.

الوظيفة الرئيسية لللوزة الدماغية، هي السيطرة على الخوف والقلق. لهذا فهي مهمة جدًا للنجاة. لكن الأبحاث تظهر أن اللوزة تساهم في أكثر من مجرد القلق أو الخوف. ولها أيضًا دورًا مهمًا في ما يلي:

  • السلوك العدواني.
  • التعلم من خلال المكافآت والعقاب.
  • التعامل مع واستخدام الذاكرة اللاواعية، والتي تسمح لك بتذكر كيفية القيام بأشياء معينة دون تذكر كيفية تعلمها مثل ركوب الدراجة أو ربط الحذاء.
  • التواصل الاجتماعي والفهم، بما في ذلك كيفية تفسير نوايا شخص ما من كيفية التحدث أو التصرف في المواقف.
  • العواطف المتعلقة بالأبوة و تقديم الرعاية.
  • العواطف المرتبطة بالذكريات.
  • تعلم السلوك المرتبط بالإدمان.

تقع اللوزة الدماغية في الفص الصدغي من الدماغ فوق الأذن مباشرة. وتقع مكوناتها بجوار الحصين، وهي بنية أخرى في الدماغ تعمل على تشكيل الذاكرة.

إذا كانت هناك أضرار أو اختلافات في بنية اللوزة ووظيفتها، قد يعاني الشخص من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  • صعوبات في تشكيل الذكريات، وخاصة الذكريات العاطفية، وذلك بسبب اتصال اللوزة والحصين.
  • فقدان السيطرة على الاستجابات الجسدية، حيث تقوم اللوزة بتفسير العديد من الحالات على أنها تهديدات، مما يؤدي إلى الخوف المفرط أو اليقظة المفرطة.
  • الشعور بالقلق إذا كان هناك فرط بنشاط اللوزة الدماغية، أو الشعور بالقلق القليل أو عدم القلق إذا كانت اللوزة غير نشطة.
  • عدوانية بشكل مفرط إذا كان هناك فرط بنشاط اللوزة.
  • الشعور بالانفعال لو كان هناك فرط في اللوزة. أو صعوبة الانفعال أي لا يكون لديك استجابة خوف طبيعية إذا كانت اللوزة غير نشطة.
  • زيادة الحساسية العاطفية، في حالة فرط نشاط اللوزة.
  • القصور في إدراك المشاعر إذا كانت اللوزة الدماغية متضررة أو غير نشطة.
  • الاكتئاب، فالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم نشاط أكثر في اللوزة على وجه التحديد على الجانب الأيسر. أما في حالات الاضطراب الثنائي القطب، يكون حجم اللوزة أقل.

بالإضافة إلى ما سبق يعتبر اختطاف اللوزة (Amygdala Hijack) من أبرز الأعراض التي يمكن أن تدل على إصابة اللوزة الدماغية، وهو رد فعل فوري قوي غير متناسب مع المواقف، وهذا يعني عدم استجابة اللوزة للمواقف بطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى عدم الإستقرار العاطفي.

معظم الحالات التي يمكن أن تؤثر على اللوزة هي اضطرابات نفسية أو عصبية، وذلك لأن وجود أي اضطراب في وظيفة الدماغ عادةً ما يؤثر على الصحة العقلية.

تشمل الحالات العصبية التي تؤثر على اللوزة الدماغية ما يلي:

  • مرض الزهايمر: ومن المعروف أن هذا المرض التنكسي يسبب مشاكل في الذاكرة، وتغيرات في الشخصية، والخرف. كما يتسبب في ضمور اللوزتين الدماغيتين والحصين وهم من أجزاء الدماغ الأكثر ارتباطًا بالذاكرة والوظيفة العاطفية.
  • صرع الفص الصدغي: تقع اللوزة في الفص الصدغي من الدماغ. فعند الإصابة بنوبة تشنجية، تتأثر هذه المنطقة، وقد تتضرر اللوزة الدماغية. نوبات الفص الصدغي يمكن أن تسبب أعراضًا مزاجية، وتهيج، وحتى العدوانية. يفترض الباحثون أن هذه الأعراض تنبع من فرط النشاط في اللوزة.
  • التهاب الدماغ: يمكن لالتهابات الدماغ أن تتلف اللوزة في كلا جانبي الدماغ. كما يمكن أن تسبب معاناة للشخص مع استجاباته العاطفية ويواجه مشاكل في الذاكرة.

وتشمل حالات الصحة العقلية التي تؤثر على اللوزة، ما يلي:

  • اضطرابات القلق.
  • الاضطراب الانفجاري المتقطع.
  • متلازمة كلوفر بوسي.
  • اضطرابات المزاج.
  • اضطراب الذعر.
  • الخوف المرضي.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطرابات الشخصية.

هناك العديد من الفحوصات التشخيصية والتصويرية التي يمكن من خلالها فحص اللوزة، والكشف عن المشاكل التي تؤثر عليها، بما في ذلك ما يلي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG).
  • تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG).

وهناك أيضًا اختبارات أخرى يمكن أن يطلبها الطبيب، وذلك اعتمادًا على الأعراض التي تعاني منها، وتشخيص الطبيب للحالة.

لا يوجد أي علاج محدد يمكن أن يساعد في علاج اضطرابات اللوزة الدماغية، وتستهدف العلاجات المتوفرة تخفيف الأعراض فقط. ويمكن أن تشمل طرق العلاج عدة خيارات، بما في ذلك ما يلي:

  • العلاج النفسي.
  • الأدوية.
  • جراحة في المخ (التحفيز العميق للدماغ).

عليك أن تعلم أن العلاج الذي يساعد حالة واحدة قد لا يساعد الآخرين، ويمكن أن يجعل بعض الحالات تزداد سوءًا.

يمكنك القيام بعدة أشياء للإعتناء بدماغك بما في ذلك اللوزة، وتشمل هذه الأشياء ما يلي:

  • الحفاظ على الوزن الصحي: وتعتبر هذه هي الطريقة الرئيسية لمنع أو على الأقل تأخير والحد من شدة بعض الحالات مثل السكتات الدماغية. ويمكن للطبيب الخاص بك تقديم اقتراحات وإرشادات حول كيفية القيام بذلك.
  • تناول حمية غذائية متوازنة: وذلك لأن نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يكون له آثار سلبية كبيرة على الدماغ. فيمكن لاتباع نظام غذائي متزن أن يساعد على تجنب هذه المشاكل.
  • الحماية من الإصابات: فارتداء الخوذة أو أحزمة الأمان يمكن أن تساعد على تجنب إصابات الرأس والدماغ.
  • معالجة الحالات المزمنة: عليك اتباع إرشادات الطبيب الخاص بك، والإلتزام بتناول الأدوية في مواعيدها المحددة إذا كنت تعاني من أحد الأمراض المزمنة وخاصة نوبات الصرع. ويجب أيضًا الالتزام بعلاج الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري من النوع 2، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • الحد من الإجهاد: وذلك عن طريق ممارسة بعض التقنيات مثل التأمل والتنفس العميق.

وفي النهاية، عليك أن تعلم أنك يمكنك العيش دون أن تخشى أن يسلب الخوف حياتك ويمنعك من الأمور التي تستمتع بها، وذلك من خلال فهم كيفية عمل اللوزة الدماغية حتى تتمكن من التعرف على وجود أي مشكلة أو خلل فيها. لذلك عليك اتباع نصائح العناية بها للحفاظ على صحتك النفسية والعقلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى