مرض الكبد الدهني غير الكحولي | الأعراض والأسباب والمضاعفات
يعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي أحد الأمراض الأكثر شيوعًا وانتشارًا في الدول العربية والأوروبية على حد سواء، والدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. حيث يصيب حوالي ربع السكان.
والكبد هو ثاني أهم عضو في جسم الإنسان، ويلعب دورًا هامًّا في الكثير من العمليات في الجسم، ومنها تخليص الجسم من السموم.
ولذا سوف نتناول في هذا المقال، مرض الكبد الدهني غير الكحولي من حيث الأعراض، والأسباب، والتشخيص والمخاطر وسبل الوقاية.
الكبد الدهني Non-alcoholic fatty
قد يفهم البعض تلقائيا أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي، غير مرتبط بتناول الكحول ويرجع ذلك؛ إلى تسميته بهذا الاسم للتفريق بينه وبين النوع الآخر المرتبط بتناول الكحول.
فهو أحد أمراض التي تصيب كبد الأشخاص الذين لا يتناولون الكحول، أو يشربون القليل منه. فهو مرض يظهر نتيجة تراكم كمية من الدهون المخزنة في خلايا الكبد.
على الرغم أنه من الطبيعي وجود كمية من الدهون في الخلايا الكبدية، ولكن إذا زادت نسبة هذه الدهون، فهي تشكل عبئا على الكبد ولكنها مازالت دهون زائدة ولكن غير تالفة.
ولعل هذا ما يفسر سبب عدم ظهور الأعراض غالبًا. ومع ذلك، إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تتطور إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي:
- كبار السن.
- المصابين بالسكري.
- الأشخاص الذين تزيد عندهم نسبة الدهون في منطقة البطن.
أعراض الأصابة بالكبد الدهني غير الكحولي
في الغالب لا تظهر أعراض لمرض الكبد الدهني غير الكحولي في البداية، ولذلك سمي بالمرض الصامت.
وإليك عزيزي بعض العلامات الشائعة والتي تبدو عند البعض أمرًا طبيعيا:
- الشعور بالخمول والإرهاق الدائم.
- الإحساس بعدم الراحة في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
إلا أن هناك بعض الأعراض والعلامات غير الشائعة، ولكنها تظهر في المراحل المتأخرة من المرض وهي:
- تورم الساقين، نتيجة احتباس السوائل.
- انتفاخ البطن.
- فقدان الوزن.
- انتفاخ الأوعية الدموية أسفل سطح الجلد.
- تضخم الطحال.
- اصفرار يحدث للجلد والعينين (اليرقان).
أسباب الأصابة بالكبد الدهني غير الكحولي
لا يوجد سبب واضح وراء تراكم الدهون في الكبد عند بعض الأشخاص. في حين لا يحدث ذلك عند غيرهم. الأمر الذي قد يتطور إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، ومع مرور الوقت يؤدي إلي تندب وتليف الكبد.
مرض الكبد الدهني غير الكحولي وتندب الكبد، يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالعوامل التالية:
- الوزن الزائد أو السمنة المفرطة.
- مقاومة الأنسولين: وتحدث عندما لا تستطيع الخلايا امتصاص السكر ويتحول إلى دهون على الكبد.
- ارتفاع نسبة سكر الدم، مما يدل على وجود مقدمات مرض السكري أو السكر من النوع الثاني.
- النسب المرتفعة من الدهون وخاصة الدهون الثلاثية في الدم.
- النمو الزائد للبكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
كل هذه المشاكل الصحية السابقة قد تساعد على ترسيب الدهون في الكبد عند بعض الناس.
وهذه الدهون الزائدة تصبح سموما بالنسبة لخلايا الكبد لا يستطيع التخلص منها، مسببة التهاب الكبد الدهني غير الكحولي ثم بمرور الوقت تليف الكبد.
تشخيص الكبد الدهني غير الكحولي
ويتم تشخيص مرض الكبد الدهني غير الكحولي من خلال:
- الفحص السريري للمريض من خلال الطبيب، الذي قد يلاحظ بعض العلامات ومن خلال سؤال المريض، عن أن هناك أي أمراض مزمنة مثل سكر الدم، ارتفاع الكوليسترول، تلك الأمراض ترتبط بمرض الكبد. ولكنها لا تعد دليلًا قاطعًا فيتم طلب العديد من الفحوص الأخرى.
- تحاليل إنزيمات ووظائف الكبد، التي قد تظهر خلل في النسب.
- التصوير بالأشعة سواء السينية، المقطعية، الرنين المغناطيسي، الموجات الصوتية على البطن.
- أخيراً خزعة الكبد. وهي عبارة عن إبرة تدخل إلى الكبد من خلال جدار البطن، ويتم أخذ عينة من أنسجة الكبد لفحصها معمليا، والتأكد ما إذا كان هناك التهاب أو تليف، ويتم ذلك الإجراء باستخدام الموجات فوق الصوتية.
عوامل الخطورة
هناك بعض الأمراض والحالات التي تزيد من خطورة الإصابة بالمرض:
وهي كالاتي؛
- ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار بالدم.
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
- متلازمة الأيض.
- السمنة، وخاصة دهون منطقة البطن.
- ارتفاع ضغط الدم.
- المبيض المتعدد الكيسات.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- مصابي السكري من النوع الثاني.
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة.
- خمول الغدة الدرقية.
- خلل هرمونات الغدة النخامية.
- التدخين.
مضاعفات الكبد الدهني غير الكحولي
إذا لم يتم تشخيص الكبد الدهني غير الكحولي مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى التهاب الكبد الدهني، وكلما حاول الكبد إيقاف هذا الالتهاب، يقوم بالتدمير الذاتي للخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة.
ومع التراكم المستمر للدهون، لا يستطيع الكبد التخلص منها، وتتحول إلى تليف ومع استمرار الالتهاب ينتشر التليف ويسيطر على أنسجة الكبد مما يؤدي في النهاية إلى تشمع الكبد ويؤدي إلى:
- تراكم السوائل في البطن(الاستسقاء).
- الدوالي المريئية، وهي عبارة عن تضخم أو تورم في شرايين المريء، التي يمكن أن تتمزق وتنزف.
- التشوش والنعاس، فقدان التركيز أثناء الكلام (اعتلال دماغي كبدي).
- سرطان الكبد.
- فشل الكبد في مراحله النهائية، مما يعني توقف الكبد عن العمل وفقدان وظائفه.
علاج الكبد الدهني غير الكحولي
الدوائي
تناول الأدوية التي قد يصفها الطبيب والتي تعالج بعض الحالات الصحية الأخرى مثل:
- أدوية السكري.
- أدوية الكوليسترول.
والتي تساهم بشكل كبير في الحد من تطورات ومضاعفات المرض.
وهناك بعض المكملات الضرورية مثل :
- فيتامين E.
- السلينيوم.
- دهون أوميجا 3.
- أملاح تودغا.
الأعشاب
وهناك بعض الأعشاب التي من الممكن أن تساعد في علاج الكبد الدهني غير الكحولي :
- حليب الشوك: وهي نبتة مهمة وقد أثبتت الدراسات فعاليتها في المساهمة في علاج الكبد الدهني غير الكحولي حيث أنها تحتوي على مادة السليمارين، المضادة للأكسدة والتي تساهم أيضاً في علاج تليف الكبد. ولها دور أيضًا في تقليل سكر الدم، وتقليل الكوليسترول، لعل هذا يوضح لنا الدور الذي تقوم به في علاج الكبد الدهني.
- خل التفاح: يحتوي على العديد من الفوائد. ويساعد في خفض سكر الدم. وله خصائص مضادة للأكسدة والفطريات.
- الكركمين والشاي الأخضر: لما لهما من خصائص مضادة للأكسدة.
- تناول البروبيوتيك.
يرجى استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات.
الوقاية من الأصابة
- الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية.
- اختيار نظام غذائي صحي ومتوازن ليصبح غنيا بالفاكهة، والخضروات، والحبوب الكاملة، والدهون المفيدة.
- إنقاص الوزن، والحفاظ على الوزن الصحي، فإذا كان هناك زيادة في الوزن، فيجب تقليل عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها يوميًا.
- ممارسة الرياضة.
- الإقلاع عن التدخين.
نصائح للحفاظ على الكبد
وإليك عزيزي القارئ بعض الإرشادات للحفاظ على الكبد:
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الكولين مثل:
- اللحوم:
- الدجاج.
- الأسماك.
- لحم البقر.
- الخضروات:
- البروكلي.
- القرنبيط.
- كرنب بروكسل.
- المشروبات:
- لبن الماعز.
- اللحوم:
- المحافظة على استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بك، مثل أدوات الحلاقة، ومبرد الأظافر، واختيار طبيب الأسنان المناسب الذي يراعي شروط التعقيم السليمة.
- تجنب تناول الأدوية والمكملات الغذائية خارج الإشراف الطبي.
- المتابعة وإجراء الفحوص الدورية كل ستة أشهر أو كل سنة على الأكثر.
- لا تتردد في زيارة الطبيب عند الشعور بألم وخاصة إذا كان متكررًا.
وفي النهاية؛ الوقاية خير من العلاج. لذا يجب علينا المحافظة على صحة وسلامة الكبد من الأمراض، والمتابعة الدورية فكلما كان اكتشاف المرض مبكرًا، كلما كانت النتائج العلاجية أفضل، وإنقاذ حياة الإنسان من المخاطر التي قد يتعرض لها.