الكبد الدهنى وأنواعه وأعراضه والعلاج
الكبد الدهنى أو تشحم الكبد مصطلح طبى شائع, يسمعه المريض فى غالبية الأحيان بالصدفة البحتة عندما يضطر لإجراء اشعة موجات فوق صوتية على البطن لأى سبب, أو حتى لمجرد الفحص الدورى الروتينى.
عن الكبد الدهنى وأنواعه وأعراضه يدور هذا الموضوع من موضوعاتنا فى دكتور كشكول, لنتعرف عليه معا ولنعرف كذلك طرق الوقاية وأساليب العلاج, فلنقرأ معا.
ما هو الكبد الدهنى؟
عندما يسمع المريض من طبيبه مصطلح الكبد الدهنى أو تشحم الكبد, يفهم من العبارة أن مقصدها أن هناك كمية من الدهون أو الشحوم تحيط بالكبد من الخارج مثلا, ولا يخطر بباله أن الدهون المقصودة هنا ليست مجرد طبقة تحيط بالكبد وتغلفه من الخارج, بل هى دهون تتراكم بين خلايا الكبد نفسها وداخلها, ببساطة هنا تكون الدهون جزء من نسيج الكبد.
فالكبد الدهنى هو حالة يختزن فيها الكبد الدهون بشكل زائد عن الحدود الطبيعية, وهى حالة غير صحية بالطبع وتؤثر بالسلب على وظائف الكبد وعلى حالة الجسم العامة.
فبالطبع تتسبب تلك الدهون الزائدة فى إرهاق الكبد وتعطيله عن آداء عمله بشكل سليم, كما أنها تضغط على خلايا الكبد وتتسبب فى موتها, مما يهدد بتليف الكبد.
وفى بعض الحالات تختفى خلايا الكبد تقريبا ولا يبقى منه إلا كتلة الدهون التى تأخذ شكل قالب الشمع, وتسمى هذه الحالة بتشمع الكبد.
وما لا يعلمه الكثيرين أن الكبد الدهنى من اشيع الحالات انتشارا, لدرجة أنه أصبح يصيب حتى الأطفال مع انتشار السمنة وزيادة الوزن بينهم.
ولكن أسباب حالة الكبد الدهنى تختلف من مجتمع لآخر, حسب ظروف المجتمع وعاداته الغذائية, ويمكن تصنيف أنواع الكبد الدهنى تبعا لسببه الغذائى ونمط الحياة المؤدى إليه إلى نوعين رئيسيين.
أنواع الكبد الدهني
الكبد الدهنى الكحولى
كما يتضح من الإسم, هو نوع من الكبد الدهنى ينتج عن إستهلاك الكحول فى النظام الغذائى, ولذلك فهو لا ينتشر فى البلدان العربية نظرا لقلة من يشربون الكحول فيها لإعتبارات دينية أو أخلاقية, ويشيع أكثر فى البلاد الأوروبية حيث الكحول جزء من النظام الغذائى لغالبية الناس فيها إن لم يكن جميعهم.
وحالة الكبد الدهنى الكحولى حالة خطيرة تهدد صاحبها بفشل وظائف الكبد تماما, أو بسرطان الكبد, ومن أهم اسباب خطورته أن المريض غالبا لا تظهر عليه أعراض إلا عندما تكون مضاعفات الحالة قد حدثت بالفعل, وتتمثل الأعراض فى:
- فقدان الشهية.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- شعور بالألم وعدم الراحة فى أعلى يمين البطن.
- الغثيان.
- القىء.
- الإسهال.
- نقص وزن الجسم المضطرد.
- تشوش التفكير وعدم القدرة على التركيز .
- إصفرار لون الجلد وبياض العينين.
- دكانة لون البول.
- فقدان الوعى.
الكبد الدهنى غير الكحولى
وذلك هو النوع الشائع فى المجتمعات العربية, لأن سببه يرجع لزيادة الوزن والنظام الغذائى غير الصحى وقلة ممارسة الرياضة, وهى مسببات منتشرة فى غالبية المجتمعات العربية.
وهذا النوع من الكبد الدهنى أقل خطرا من سابقه, ومن القليل أن يتسبب فى مضاعفات, وإن حدثت المضاعفات فإنها تحتاج إلى وقت كبير, ولكن تزداد المضاعفات بالطبع عندما تبدأ الحالة فى مرحلة مبكرة من العمر, فى سن الطفولة أو الشباب المبكر, لكونها تظهر أيضا فى سن مبكرة من عمر صاحبها.
كما أن قلتها لا تمنع أنه فى بعض الحالات يتسبب الكبد الدهنى غير الكحولى أيضا فى تليف الكبد وفقدان وظائفه, خاصة إذا صاحبته أسباب أخرى كأمراض خلل التمثيل الغذائى وأمراض المناعة والسكرى.
والكبد الدهنى غير الكحولى يمكن التخلص منه بسهولة بإنقاص وزن الجسم وإتباع عادات غذائية صحية وضبط سكر الدم لدى مرضاه, ومن الجدير بالذكر إن علاجه يعكس مضاعفاته, بمعنى أنه فى حالة ضبط النظام الغذائى والوزن وسكر الدم, فإن التليف الناتج عنه ينتهى بتجدد خلايا الكبد وبالتالى تنتهى المشكلة تماما.
الوقاية من الكبد الدهني
- الحفاظ على الوزن المثالى للجسم.
- إتباع نظام غذائى صحى متوازن.
- ممارسة الرياضة البدنية بإنتظام.
- ضبط سكر الدم فى حالة الإصابة به.
- الإبتعاد عن شرب الكحوليات.
علاج الكبد الدهني
الكبد الدهنى يتمثل علاجه بصفة أساسية فى منع مسبباته, بمعنى أنه إن كان كحوليا فبالطبع أول خطوة فى علاجه هى الإقلاع عن شرب الكحوليات.
وإن كان غير كحولى فأول خطوة لعلاجه هى ضبط الوزن بالنظام الغذائى, وممارسة الرياضة البدنية.
مضاعفات الكبد الدهنى ما لم تصل إلى مرحلة الفشل الكبدى فإنه يمكن علاجها بمجرد الإمتناع عن مسببات الحالة, أما فى حالة حدوث الفشل الكبدى فإن العلاج الوحيد للحالة هو جراحة زراعة الكبد, ويتم فيها نقل أحد فصوص الكبد من أحد المتبرعين إلى المريض, شريطة أن يمتنع تماما عما سبب له تشحم الكبد اصلا, من الأسباب سابقة الذكر.
أهمية تجنب الكبد الدهني
مما سبق ذكره فإن تجنب الإصابة بالكبد الدهنى لا يتطلب من الشخص إلا إتباع أسلوب حياة صحى, وهو أمر ميسور ولكن الناس يتكاسلون عن فعله للأسف.
ولكن لابد أن نعلم جميعا أن الحفاظ على الكبد فى حالة وظيفية سليمة, يحافظ على كافة أعضاء الجسم بلا إستثناء, لأن الكبد عضو حيوى لا يمكن الحياة بدونه, وقصور وظائفه يؤدى بدوره إلى قصور وظائف بقية أعضاء الجسم.
فلا ينبغى أن نستهين بالأمر بإعتباره حالة عادية تصيب الجميع, لمجرد ألا نتحمل عناء ممارسة حياة صحية.
ومن هنا ينصح دكتور كشكول الجميع, بتجنب الإصابة بالكبد الدهنى, لأن الكبد يقع عليه الكثير من الأعباء فلا يجب أن نزيد عليها تشحم الكبد ايضا.
فتشحم الكبد غير الكحولى ربما يكون حالة غير خطيرة إذا كان هو كل ما يعانيه الكبد, ولكن مع وجود التلوث البيئى والغذائى وأستعمال الأدوية الخاطىء ومئات الملليجرامات من مختلف الكيماويات الضارة التى تدخل الجسم يوميا حتى مع الغذاء نفسه وما يحويه من آثار مبيدات وأسمدة ومكسبات طعوم وألوان صناعية وغير ذلك, والتى يقع عبء التخلص منها جميعا على الكبد, إضافة إلى عبء التمثيل الغذائى لمكونات الغذاء العادية, وعبء إنتاج الإنزيمات الكبدية المختلفة, وإعادة تدوير الخلايا التالفة وغير ذلك من الوظائف, فهنا ربما تصبح حالة الكبد الدهنى القشة التى تقصم ظهر البعير.
فلا تنتظر عزيزى القارىء حتى تبدأ مضاعفات إنهيار وظائف الكبد فى إظهار الأعراض حتى تتخذ خطوة العلاج, فعدم ظهور أعراض لا يعنى عدم وجود مشكلة, علاوة على أن الوقاية دائما خير من العلاج.