الفيروس المضخم للخلايا | الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج
يعد الفيروس المضخم للخلايا نوعًا من أنواع فيروسات الهربس، وهو أكثر الأنواع انتشارًا، ويطلق عليه اسم فيروس الهربس البشري (HHV-5)، ويصيب جميع الفئات العمرية، وبمجرد الإصابة به يحتفظ به جسمك مدى الحياة.
أنواع فيروسات الهربس
تنقسم الفيروسات المسببة لعدوى الهربس إلى أنواع عديدة هي:
- النوع الأول
هو فيروس الهربس البسيط الأول (HSV-1)، وهو من أكثر أنواع فيروس الهربس شيوعًا، ويؤثر هذا النوع إما على الفم والشفتين ويسمى بالهربس الفموي، وإما على الأعضاء التناسلية ويسمى بالهربس التناسلي، وينتقل هذا الفيروس عن طريق التقبيل والجنس الفموي، ولا تظهر أعراض على المصابين به؛ وبالتالي يمكن انتقال العدوى بسهولة.
- النوع الثاني
هو الهربس البسيط الثاني (HSV-2)، يسبب هذا النوع الهربس التناسلي، وينتشر من خلال الاتصال الجنسي، ويميل للتأثيرعلى النساء أكثر من الرجال. وفي حالات نادرة يمكن أن ينتشر من الأعضاء التناسلية إلى الفم مسببًا الهربس الفموي.
- النوع الثالث
هو فيروس الهربس البشري 3 أو (HHV-3)، الذي يسبب جدري الماء، والقوباء المنطقية، ويعرف باسم فيروس الحماق النطاقي، وهذا الفيروس أكثر انتشارًا بين الأطفال، ويسبب أعراضًا مؤلمة جدًا.
- النوع الرابع
هو فيروس الهربس البشري 4 أو (HHV-4)، ويسمى Epstein-Barr، وهو من الأمراض المعدية، وينتشر عن طريق اللعاب، وهو معروف لدى كثير من الناس باسم “فيروس التقبيل”. عادةً ما تزول أعراضه من تلقاء نفسها على مدار أسبوعين إلى أربعة أسابيع .
- النوع الخامس
هو فيروس الهربس البشري 5 أو (HHV-5)، وهو عدوى تستمر مدى الحياة ولا يوجد لها علاج معروف حتى الآن.
- النوع السابع
وهو فيروس الهربس البشري 7 أو (HHV-7).
- النوع الثامن
هو فيروس الهربس البشري 8 أو (HHV-8).
لماذا يسمي بالفيروس المضخم للخلايا؟
أطلق الباحثون عليه هذا المسمى بسبب تأثيراته على الخلية، حيث يقوم بتضخيم الخلية المصابة مما يعطيها شكلها المميز، ويتكاثر الفيروس ببطء داخل الخلية؛ مسببًا انتفاخها وظهور أجسام ضمنية (Inclusion Bodies) داخل نواة الخلية.
كيف تم اكتشاف هذا الفيروس؟
تم اكتشاف هذا الفيروس بعد سنوات عديدة وأبحاث كثيرة، كانت بدايتها فى أوائل القرن العشرين، عندما توفيت بومة، ولمعرفة سبب الوفاة قام العلماء بتشريح عينها، ووجدوا شوائب داخل خلايا عين البومة. ظن العلماء حينها أنها عدوى فطرية (Fungal Infection)، ثم بعدها بسنوات وجدوا شوائب مماثلة فى خنزير بعد إصابته بعدوى الهربس، واستمرت الأبحاث حتى عام ١٩٥٦م، وعن طريق تقنية زراعة الخلايا تم إعطاء هذه العدوي اسم CMV الفيروس المضخم للخلايا بسبب تأثيراته الخلوية (Cytopanic Effect)
ما هي أنواع الفيروس المضخم للخلايا؟
ينقسم الفيروس حسب مرحلة العدوى إلى ثلاثة أنواع هي:
- الفيروس المضخم للخلايا الخلقي (Congenital CMV): ويولد الطفل مصابُا به.
- الفيروس المضخم للخلايا الأولي، أو الابتدائي(Acquired CMV): وهي المرة الأولى التي يصاب بها الشخص بالفيروس، وعادة لا تظهر أي أعراض على المريض طالما يتمتع بمناعة قوية.
- الفيروس المضخم للخلايا معاد التنشيط (Recurring CMV): وهذا الفيروس يكون قد تمت الإصابة به من قبل، ثم تمت إعادة تنشيطه فى الجسم مرة ثانية.
ما هي طرق الإصابة بالفيروس؟
تنتقل عدوى الفيروس المضخم للخلايا عن طريق التلامس المباشر مع سوائل الجسم المصاب، مثل: البول، أو الدم، أو العرق، أو السائل المنوي، وقد ينتقل من الأم لطفلها خلال فترة الحمل أو عن طريق الرضاعة الطبيعية، أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو العين.
ما هي أعراض الإصابة بالفيروس مضخم الخلايا؟
الفيروس المضخم للخلايا الخلقي ينتج عنه ولادة طفل مصاب بالمرض.
وإذا كانت هناك أعراض للـ CMV الخلقي عند الولادة، فقد تشمل:
- •اليرقان.
- التهاب رئوي.
- •البقع تحت الجلد.
- •ظهور بقع أرجوانية على الجلد أو طفح جلدي أو كليهما.
- •تضخم الكبد.
- •تضخم الطحال.
- •انخفاض الوزن عند الولادة.
- النوبات.
بعض هذه الأعراض قابلة للعلاج، أما الفيروس المضخم للخلايا الأولي، ففى بعض الحالات قد تظهر أعراض مشابهة لأعراض داء التقبيل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تعرق ليلي.
- التعب وعدم الارتياح.
- إلتهاب الحلق.
- •تورم الغدد.
- •آلام المفاصل والعضلات.
- قلة الشهية وفقدان الوزن.
- التهاب في الكبد.
- التهابات في الدماغ مما يؤدي إلى تغيرات سلوكية ونوبات صرع.
أما الفيروس المضخم للخلايا معاد التنشيط، تختلف أعراض تكرار الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا، اعتمادًا على الأعضاء التي تمت إصابتها. والمناطق المحتمل أن تتأثر بشكل أكبر هي العيون أو الرئتان أو الجهاز الهضمي. وقد تشمل الأعراض:
- حُمى.
- الإسهال وتقرحات الجهاز الهضمي ونزيف الجهاز الهضمي.
- ضيق في التنفس.
- الالتهاب الرئوي مع نقص الأكسجين في الدم.
- قرح الفم.
- مشاكل في الرؤية.
المضاعفات
قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بداء كثرة الوحيدات (Infectious Mononucleosis)،عند الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا، وهي حالة تتميز بوجود عدد كبير جدا من خلايا الدم البيضاء بنواة واحدة. وتتشابه سمات هذا الفيروس مع تلك التي يسببها فيروس إبشتاين-بار (EBV)، وهو نوع من فيروس الهربس من النمط 4)، ولكن فيروس إبشتاين-بار يسبّب التهابًا شديدًا في الحلق. بينما لا يسبب الفيروس المضخّم للخلايا ذلك.
وتشمل المضاعفات مايلي:
- التهاب الحلق.
- تورم الغدد، وتورم اللوزتين، والتعب والغثيان.
- التهاب الكبد وتضخم الطحال.
- مشاكل فى الجهاز الهضمي وتشمل الإسهال والحرارة المرتفعة وآلام البطن والتهاب القولون ووجود دم في البراز.
- مشاكل في وظائف الكبد.
- مضاعفات الجهاز العصبي المركزي (CNS) مثل التهاب الدماغ.
- التهاب الرئة.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا؟
يتم تشخيص الفيروس المضخم عن طريق :
- اختبار الدم: حيث يتم الكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم عندما يستجيب الجهاز المناعي لوجود الفيروس المضخم للخلايا.
- تتعرض المرأة الحامل وطفلها لخطر إن تكرر تنشيط الفيروس المضخم للخلايا. إذا اشتبه الطبيب في إصابة المرأة الحامل بالفيروس المضخم للخلايا، فقد يقترح إجراء بزل السلى، ويتضمن ذلك استخراج عينة من السائل الأمنيوسي لمعرفة ما إذا كان الفيروس موجودًا أم لا.
- إذا اشتبه الطبيب في الفيروس المضخم للخلايا الخلقي، فسيتم اختبار الطفل خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الولادة، ولن يكون الاختبار بعد 3 أسابيع حاسمًا لفيروس CMV الخلقي؛ لأن الطفل قد يكون أصيب بالفيروس بعد الولادة.
- يجب أن يجرى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة فحوصات مستمرة حتى وان لم يكن الفيروس نشطًا وتشمل تلك الفحوصات اختبارًا لمشاكل الرؤية والسمع.
ما هو علاج هذا الفيروس؟
يبحث العلماء عن لقاح للفيروس المضخم للخلايا، ولا يوجد علاج حتى الآن.
ولكن يمكن للأشخاص الذين يعانون من الفيروس المضخم للخلايا المكتسبة، والذين يصابون بالفيروس لأول مرة استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC)، مثل أسيتامينوفين أو إيبوبروفين أو الأسبرين، ويجب عليهم تناول الكثير من السوائل.
يمكن للأشخاص المصابين بالفيروس المضخم للخلايا الخلقي أو المتكرر استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، مثل جانسيكولاڤير(Ganciclovir)؛ لإبطاء انتشار الفيروس.
قد يكون العلاج في المستشفى ضروريًا، إذا كانت الأعضاء متضررة بشكل كبير.
قد يحتاج المواليد الجدد المصابون بالفيروس إلى البقاء في المستشفي لحين استعادة الأعضاء لوظائفها الطبيعية.
وفي المجمل لا يعتبر الفيروس المضخم للخلايا من الفيروسات شديدة الخطورة، فهو لا يمثل خطرًا يذكر على الأشخاص الأصحاء ذوي المناعة الطبيعية، ويتجلى خطره على الأطفال حديثي الولادة وكبار السن والمرضى ذوي المناعة المنخفضة فقط.
وعلى أي الحالات عزيزي القارىء إذا كنت مصاب بالفيروس، ولاحظت أعراضًا خطيرة غير معتادة مصاحبة لنشاطه، فلابد من مراجعة الطبيب لوصف ما يلزمك من أدوية للسيطرة عليها، كما يجب على الحوامل المصابات بالفيروس توجيه أنظار أطبائهن لذلك، لتقرير ما يلزم فعله لتجنب عدوى الطفل بالفيروس، أو التعامل معها إن حدثت بالفعل.